بوابة الفجر:
2024-06-30@02:15:57 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الجامعات والبيئة !!

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT


 

الجامعة – هى تجمع علمى يعيش فى مجتمع أو بيئة – تنعكس الأنشطة العلمية والثقافية فيه – من معقل أو حرم الجامعة ! هكذا الجامعات فى كل بلاد العالم – وأيضًا كان ذلك معروفًا فى مصر – فى زمن قديم، فالجامعة تعمل على نشر العلم والثقافة وتدرس إحتياجات المجتمع من خبرة وتعمل على إخراج مخرجات تعمل وتواكب إحتياجات هذه المجتمعات التى نعيش فيها وتعمل على رقيها ،وحينما تبتعد الجامعة عن بيئتها – وتصبح وكأنها برج عاجى لا علاقة له بما حوله من مشاكل أو إحتياجات حياتية، ولعل إعتماد الجامعات على موازنة الدولة – وإستمرارها فى إخراج ما لا يحتاجه المجتمع من خريجين هو تأكيد لإنفصال الجامعة عن مبررات وجودها، وفى ظل الجامعات الحكومية المجانية ( تقريبًا ) – رسميًا ولكنها فى الحقيقة مكلفة أكثر من الجامعات الخاصة حيث إنتشرت الدروس الخصوصية، والمذكرات، والكتب، وملخصات المناهج التى تدرس فى الربع الأخير من العام الدراسى للطلبة نظير مبالغ باهظة – كلها تثبت بأن هناك خلل فى النظام – وأن دستورية مجانية التعليم – أصبحت شكل من الأشكال الممثلة للعوار فى العلاقات بين الدستور والحقيقة والواقع، ولعل ظهور شركات 
خاصة – لها الحق فى إنشاء جامعات ومعاهد خاصة – وإشترط فى إنشائها إعفائها من الضرائب – بقصد أنها غير قاصدة للربح – وهو ماثبت عكسه تمامًا – مما جعل المشرع المصرى يصدر تعديلًا فى التشريع لكى تحصل الدولة على نصيبها من الربح الفادح الذى تحققه تلك الجامعات الخاصة – والمدارس الخاصة، والمعاهد الخاصة  وإختلط الحابل بالنابل – بعد صدور قانون أخر لإنشاء جامعات أهلية، والشئ بالشيىء يذكر – أنه حينما تتعدد الوسائل والوسائط وتنتشر الأسواق الموازية فى أى سلعة – أو خدمة – يكون هناك شئ خطأ فى السياسات يوجب تصحيحه، ولعلنا كلنا نذكر السوق السوداء (الموازية ) للعملة الصعبة – الدولار كان له ثلاث أو أربع أسعار – سعر حكومى وسعر جمركى وسعر للتعامل مع البنوك وسعر للتعامل فى السوق السوداء بثلاث أضعاف السعر المعلن – حتى صدور قرارات فى سوق النقد والمال – وتوحد السوق – وأصبح هناك سعر واحد معلن للدولار واليورو وأخواتهم، أمام العملة المحلية ( الجنية المصرى ) !!
ولعل السوق الموازية فى التعليم – يحتاج لرؤية شجاعة – وسياسية، حتى تخرج من النفق المظلم فى أهم أنشطة الحياة – وهى نشاط يختص بمستقبل الوطن – فدون تعليم مخطط ومتحد، ومتوازن وملبى لرغبات سوق العمل – ويعطى المتفوق حقه – ويعطى الراغب فى التعليم من أجل التقدم الإجتماعى حقه ويدفع ثمنه – دون كل تلك العوامل فنحن سنظل ضعفاء وسنظل مثل النعام الذى يضع رأسه فى الرمال !! 
  أ.

د/حمــاد عبد الله حمـــاد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

العدالة الغائبة فى تنسيق الجامعات

أسابيع قليلة وتنتهى امتحانات الثانوية العامة ثم تظهر النتيجة ويبدأ مكتب التنسيق فى فتح أبوابه لاستقبال الطلبة من أجل دخول الجامعة حلم كل شاب حسب مجموعه.
الطالب الذى يحصل على مجموع كبير ينتظر ترشحه لإحدى كليات القمة سواء علمى علوم يتجه إلى كليات الطب والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى والطب البيطرى. 
أما علمى رياضة يتجه إلى الهندسة أو الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى 
بينما شعبة الأدبى يتجه إلى الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والآثار والألسن.
ولكن هناك مشكلة بدأت تظهر من سنوات مع ظهور الجامعات الخاصة تزيد وتتفاقم كل عام بدون أن ينتبه إليها أحد من المسئولين عن التعليم ومع تزايد عدد الجامعات الخاصة وكبرت أكثر مع إنشاء الجامعات الأهلية حتى وصل عدد الجامعات الخاصة والأهلية فى مصر لأكثر من 50 جامعة وقد يسأل البعض ماهى المشكلة.
أقول انعدام العدالة وأعطى مثلًا يوضح حجم المشكلة: 
طالب علمى علوم حصل على مجموع كبير وكان حلمه دخول إحدى كليات القمة وبعد التنسيق تبخر الحلم وظهرت النتيجة بالالتحاق بكلية العلوم وهى الرغبة التى جاءت بعد استنفاد كافة رغبات كليات الطب والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى بسبب المجموع.. 
مع ظهور الجامعات الخاصة والأهلية عاد الامل من جديد يراود هذا الطالب وتقدم لاحدها وتم قبول أوراقه.. 
يسأل آخر طيب فين المشكلة 
أقول المشكلة فى أن هذا الطالب الذى قبلت أوراقه بكلية الطب أو الصيدلة مثلا.. مازالت أوراقه فى سجلات الجامعة الحكومية أنه طالب فى كلية العلوم وطبعا هو لا ولن يذهب ليدرس فى جامعتين فى وقت واحد.. ولكن طبقا للقانون سوف يفصل من كلية العلوم بعد عامين بسبب الغياب. 
أقول أن هذا الطالب بدون ما يقصد أو يتعمد حصل على مكان طالب آخر فى كلية العلوم. لم ينجح بسبب مجموعه فى دخول هذه الكلية على نصف درجة فجاءت بطاقة الترشيح لكلية آخرى بينما المكان خال لذهاب الطالب إلى جامعة خاصة أو أهلية. 
هذه المشكلة أضعها أمام السيد وزير التعليم العالى لأنها تمس عددا كبيرا من الطلاب يحرمون من دخول كليات بينما يحجز زميل لهم مكان داخلها لمجرد أنه من حقه التقدم للتنسيق فى الجامعات الحكومية مع تقديمه فى نفس الوقت فى الجامعات الخاصة والأهلية. 
ولذلك أرى من أجل تحقيق العدالة أن يقوم المجلس الأعلى للجامعات بعد انتهاء التنسيق الحكومى وتنسيق الجامعات الخاصة والأهلية أن يحصر على أسماء الطلبة المقبولين فى الجامعات الخاصة والأهلية. ويقوم بشطب أسمائهم من الكليات الحكومية وعمل تنسيق داخلى فى كل جامعة على الأماكن الشاغرة بها.
إن عودة الحلم لعدد كبير من الطلاب البسطاء العاجزين عن دخول الجامعات الخاصة أو الأهلية بسبب ظروفهم المادية الصعبة فى دخول كليات حكومية كانوا يحلمون بالالتحاق بها يستحق العناء والجهد.
فهل نفتح هذا الملف المسكوت عنه رغم ضخامة وتزايد أعداد الطلاب الذين يلتحقون بالجامعات الخاصة والأهلية كل عام؟!

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • فيديو نادر يروي تصدي القضاء لـ"الإخوان" الإرهابية وانتصاره للجامعات
  • معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: نوم العقل يوقظ الوحوش
  • العدالة الغائبة فى تنسيق الجامعات
  • د.حماد عبدالله يكتب: هل لنا أن نحلم بمضاعفة إنتاجنا القومي !!
  • بشرى لطلاب «STEM».. تخصيص 5% من المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية
  • التعليم: تخصيص نسبة 5% من المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية لطلاب STEM
  • التعليم: تخصيص نسبة 5% من المنح الدراسية بكليات الجامعات الخاصة والأهلية لطلاب STEM
  • «التعليم»: تخصيص 5% من المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية لطلاب «STEM»