مهما حاولت إسرائيل وحكوماتها المتطرفة تطويل أمد الصراع من أجل سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها، ومهما قتلوا واعتقلوا وهجروا من أبناء الشعب الفلسطيني، ومهما ارتكبوا من مجازر وإبادة جماعية، علي مراي ومسمع أمريكا والدول الغربية، فإن فاتورة الدماء الفلسطينية الطاهرة والتضحيات طوال أكثر من قرن من الزمان لن تذهب سدى، وذلك لأن الحق سيرجع إلي أصحابه، فبعد جرائم العدوان الإسرائيلي الوحشية والغير مسبوقة في غزة والمدن الفلسطينية، أصبح العالم كله مسئولا عن تلك الجرائم، لأن غزة لم تعد قضية فلسطينية ولا عربية، بل قضية إنسانية، قضية عالم بأسره، ودليل ذلك أن الصهاينة بقياداتهم ومستوطنيهم قد انكشف للعالم شرهم وكذبهم وتجويعهم وقتلهم للأبرياء أصحاب الأرض، فأحرار العالم الآن يجرمون ما تفعله إسرائيل في غزة والضفة، وأصبحت المظاهرات الساخطة علي إسرائيل تملئ شوارع مدن دول العالم، وأصبحت الدول الكبرى التي ساعدت إسرائيل في بداية أحداث غزة في خجل من أمرها، فالقادة والحكومات الغربية أصبحت وعلي رأسها أمريكا تدين جرائم إسرائيل، وتعارض سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وتخشى من أن تتطور تلك الحرب القذرة لحرب كبرى يمكن أن تحرق إسرائيل وتطول أمريكا ودول الغرب، ولهذا فإن تلك الدول الآن اصبحت هي من تتقدم بأطروحات إلي مجلس الأمن تطالب فيه إسرائيل بوقف إطلاق النار.
كما اصبح الكثير من دول العالم مهيأة للاعتراف بدولة فلسطين كدولة عضو دائم وذات سيادة مكتملة في الأمم المتحدة، وذلك بعد أن تحدت إسرائيل القوانين الدولية والقيم الإنسانية، وخرقت كل الأعراف الدولية لارتكابها تلك المجازر في حق الإنسانية، بعد أن كانت الكثير من الدول الكبرى شريكة مع إسرائيل في قتل الفلسطينيين، وكل تلك التحركات الدولية الآن مع طول أمد العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة وغيرها من المدن الفلسطينية تتحد وتتجه نحو تحقيق المطلب العادل الذي طال انتظاره للشعب الفلسطيني، والعمل علي إقامة دولته المغتصبة.
كما أن الدول الكبرى التي كانت تساند إسرائيل وعلي رأسهم أمريكا أصبحت تنتقد تصرفات الحكومة الإسرائيلية، وتتوعد قيادات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وبدأت محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية الحقوقية بالعالم تدين جرائم إسرائيل، وتقر بارتكابها مجازر و إبادة جماعية في حق أبناء الشعب الفلسطيني، وتطالب بوقف إطلاق النار، كما طالب مؤخراً مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بمحاسبة إسرائيل عن جرائمها في حق الفلسطينيين، وتقديم قاداتهم ومستوطنيهم للعدالة، ما يشير بأن اللهجة الغربية الأمريكية قد تغيرت، واصبحت اليوم في صف الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي ضحى في أقل من سبعة أشهر بأكثر من أربعة وثلاثين ألف قتيل، وأكثر من خمسة وسبعين ألف جريح، ناهيك عن تدمير المباني، وتنفيذ سياسة التهجير والتجويع الممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فلا الرصاص ولا القنابل والأسلحة المحظورة، ولا القتل ولا الاعتقال، ولا سرقة الأرض، ولا سياسة التجويع ستجعل إسرائيل تحظى بالأمان أو بحلم السيطرة علي الأرض الفلسطينية، ما يعني أن الدولة الفلسطينية الفتية قادمة لا محالة، وأنه سيأتي اليوم الذي ستعترف فيه إسرائيل طوعاً بالدولة الفلسطينية عاجلاً أم آجلا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
غوتيريش سيشارك في القمة العربية.. "لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية"
يشارك أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في قمة طارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة، الأسبوع المقبل؛ لبحث إعادة إعمار قطاع غزة، في وقت تدرس فيه الدول العربية خطة لفترة ما بعد الحرب في القطاع الفلسطيني، لمواجهة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورفضت دول عربية اقتراح ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع نقل سكانه إلى مصر والأردن، لكنها لم تعلن بعد عن خطتها.
وقال غوتيريش؛ إن غزة والضفة الغربية، التي تشمل "القدس الشرقية"، لا بد من التعامل معهما على أنهما كيان واحد وأن تديرهما حكومة فلسطينية.
وأشار إلى أن غزة لا بد أن تظل جزءا لا يتجزأ من "دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة، دون تقليص أراضيها أو نقل قسري لسكانها".
وأضاف أنه سيوضح الأولويات خلال القمة العربية في الرابع من آذار/ مارس، بما في ذلك ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضرورة وجود إطار سياسي واضح نحو إعادة إعمار قطاع غزة، وضمان استقراره بشكل مستمر.
وقال؛ إنه سيسعى أيضا إلى تهدئة عاجلة للوضع في الضفة الغربية التي تحتلها "إسرائيل"، حيث يتصاعد العنف حاليا.
وأضاف غوتيريش للصحفيين في الأمم المتحدة: "القمة التي ستنعقد يوم الثلاثاء فرصة لقادة العالم العربي للالتقاء، ومناقشة الأمور المطلوبة لتحقيق السلام والاستقرار في غزة".
وبدعم أمريكي، ارتكبت دولة الاحتلال بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبدأ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، يتضمن 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوما.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 شباط/ فبراير الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ذلك، حيث يريد تمديد المرحلة الأولى فقط.