يوسف العربي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة اقتصاد الإمارات غير النفطي يواصل زخم الانتعاش 383 رحلة جوية أسبوعية  بين الإمارات والسعودية

ينمو حجم الإنفاق على البرمجيات في دولة الإمارات بنسبة 12.9 بالمئة خلال عام 2024 ليصل إلى 11.377 مليار درهم «3.1 مليار دولار»، مقارنة بنحو 10.077 مليار درهم «2.7 مليار دولار»، وفق تقديرات المؤسسة الدولية للبيانات (IDC).


وعزا خبراء نمو الإنفاق على البرمجيات في الإمارات إلى الاستثمارات المكثفة في منصات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الذي تشهده الكثير من المؤسسات، بهدف تعزيز الكفاءة وتحسين تجارب العملاء، والحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق العالمية، ويتضمن هذا غالباً الاستثمار في الحلول البرمجية لتبسيط العمليات وأتمتة المهام والاستفادة من تحليلات البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة. 
وأضافوا أن اقتصاد دولة الإمارات يشهد  نمواً سريعاً، مدفوعاً بجهود التنويع في القطاعات المختلفة خارج نطاق النفط والغاز، وتوسع قطاعات مثل التمويل والسياحة والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، مما يخلق طلباً على حلول برمجية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة، كما تتمتع الدولة بمعدل مرتفع في اعتماد التكنولوجيا، كما تدرك الشركات أهمية تبني الحلول الرقمية لتعزيز قدرتها التنافسية وتلبية توقعات المستهلكين المتطورة، مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق على البرمجيات عبر كافة الصناعات.
ولفتوا إلى أن الإمارات تضع نفسها مركزاً للابتكار وريادة الأعمال في الشرق الأوسط، وتستثمر كل من الشركات الناشئة والشركات القائمة في تطوير البرمجيات لإنشاء منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات الأسواق المحلية والعالمية، مما  يساعد على استمرار نمو القطاع وزيادة الإنفاق الإجمالي على البرمجيات.
التحول الرقمي
وقال مانيش رانجان، مدير أبحاث أول للبرمجيات والخدمات السحابية وتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «IDC»، لـ«الاتحاد»: إن زيادة الإنفاق على منصات الذكاء الاصطناعي ومنصات التطبيقات وحلول التكامل وبرامج إدارة الأنظمة والخدمات، بما في ذلك برامج الأمان، تؤدي إلى دفع نمو الإنفاق على البرمجيات في الإمارات. 
ومن جانبه، قال الدكتور محمود موسى، أستاذ علوم الحاسب بجامعة هيريوت وات دبى: شهدت الإمارات نمواً كبيراً في سوق البرمجيات في الآونة الأخيرة، حيث يوجد إجمالي 1151 شركة برمجيات في الدولة.
وأشار إلى أن هناك عدة عوامل أدت إلى نمو قطاع البرمجيات في دولة الإمارات، وهى التحول الرقمي الذي تشهده الكثير من المؤسسات، بهدف تعزيز الكفاءة وتحسين تجارب العملاء والحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق العالمية، ويتضمن هذا غالباً الاستثمار في الحلول البرمجية لتبسيط العمليات وأتمتة المهام والاستفادة من تحليلات البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة. 
وأضاف أن اقتصاد دولة الإمارات يشهد نمواً سريعاً، مدفوعاً بجهود التنويع في القطاعات المختلفة خارج نطاق النفط والغاز، وتوسع قطاعات مثل التمويل والسياحة والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، مما يخلق طلباً على حلول برمجية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة، كما تتمتع الدولة بمعدل مرتفع في اعتماد التكنولوجيا، كما تدرك الشركات أهمية تبني الحلول الرقمية لتعزيز قدرتها التنافسية وتلبية توقعات المستهلكين المتطورة، مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق على البرمجيات عبر كافة الصناعات. 
صادرات إماراتية 
ويشير تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد إلى أن الإمارات الأولى عربياً والـ 21 عالمياً ضمن قائمة كبار المصدرين للخدمات الرقمية عالمياً خلال 2022، بإجمالي 45 مليار دولار، وبنسبة مساهمة 1 بالمئة من صادرات العالم.
وقال موسى: «تعمل دولة الإمارات على تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط، وبالتالي تمثل صادرات البرمجيات وسيلة واعدة للنمو. هناك الكثير من فرص النمو في صادرات البرمجيات الإماراتية في السنوات المقبلة، حيث إن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، والبيئة الصديقة للأعمال، يجعلها مركزاً مثالياً لصادرات البرمجيات إلى مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا».
وأضاف أنه من خلال الاستفادة من قدرات الاتصال والخدمات اللوجستية، يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون بمثابة بوابة لشركات البرمجيات لتوسيع نطاق وصولها إلى الأسواق المجاورة، كما توفر الدولة العديد من مناطق التجارة الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة التي توفر البيئة المناسبة لشركات البرمجيات، بما في ذلك الحوافز الضريبية، والملكية الأجنبية بنسبة 100بالمئة، والعمليات الإدارية المبسطة ومن خلال التواجد في هذه المناطق، يمكن لمصدري البرمجيات الاستفادة من كفاءة التكلفة وسهولة الوصول إلى الأسواق العالمية. 
المبادرات الحكومية 
وأكد موسى أن حكومة الإمارات تعمل على تعزيز الابتكار واعتماد التكنولوجيا في مختلف القطاعات، وأطلقت العديد من المبادرات مثل «مئوية الإمارات 2071»، واليى تشكل عملاً حكومياً شاملاً يهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات، وتوسيع نطاق الواردات والصادرات غير النفطية، بالإضافة إلى الاستثمار في التعليم القائم على أحدث التقنيات.
واتخذت دولة الإمارات خطوات فعلية ومهمة لدعم الابتكار في مختلف المجالات، حيث أطلقت البرنامج المهني لتصميم المستقبل 2071، حيث تتم دعوة نخب المواهب الشابة من خريجي الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات والعالم، للتعاون مع دولة الإمارات في تصميم اقتراحات وأفكار رائدة لتصميم مستقبل الحكومات وتنمية المجتمعات في شتى المجالات. 
وقال: «تم إطلاق «مشروع 300 مليار»، الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الذي يهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031، يضم هذا المشروع 17 مبادرة تتضمن وضع منظومة متكاملة لتحفيز البحث والتطوير، وإطلاق مبادرات تعزز مكانة وسمعة الدولة كوجهه عالمية رائدة للتكنولوجيا والتجارب والابتكار، بالإضافة إلى تطوير مواصفات ومقاييس تسهم في دعم التكنولوجيا المتقدمة». 
وأضاف أن دولة الإمارات تعمل على قدمٍ وساق على استكشاف التطبيقات المحتملة لتكنولوجيا البلوكشين والذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الخدمات الحكومية وإدارة سلسلة التوريد والعقارات والرعاية الصحية. 
وأوضح أن الحلول البرمجية التي تستفيد من تقنية البلوكشين في المعاملات الآمنة والتحقق من الهوية الرقمية والعقود تتمتع بالقدرة على تغيير نماذج الأعمال التقليدية ودفع الابتكار في دولة الإمارات.
وترتبط فرص النمو المستقبلية لسوق البرمجيات في الإمارات ارتباطاً وثيقاً بالتركيز الاستراتيجي للدولة على التحول الرقمي والابتكار والتنويع الاقتصادي، مع القطاعات الناشئة مثل المدن الذكية، والرعاية الصحية الرقمية، والتكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا التعليم، ومن المتوقع أن تؤدي تقنية البلوكتشين، جنباً إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، إلى زيادة الطلب على الحلول البرمجية في السنوات المقبلة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البرمجيات الإمارات الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية القطاعات المختلفة فی دولة الإمارات والرعایة الصحیة زیادة الإنفاق البرمجیات فی ملیار درهم

إقرأ أيضاً:

"الهوية والجنسية": 49% ارتفاع المعاملات الجمركية بالإمارات في 2024

أكدت المؤشرات والإنجازات التي حققتها "جمارك الإمارات" خلال العام الماضي، أهمية الدور الإستراتيجي الذي يقوم به قطاع الجمارك في الدولة في حماية أمن المجتمع ودعم النمو الاقتصادي وتعزيز ريادة الدولة وتنافسيتها في المحافل الدولية وبناء الشراكات العالمية بمجال العمل الجمركي.

وكشفت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، في هذا المجال، النقاب عن ارتفاع إجمالي عدد المعاملات الجمركية بنسبة 49% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وتنفيذ "جمارك الإمارات" 276 ألف عملية تفتيش جمركي ما أسفر عن ارتفاع عدد الضبطيات الجمركية إلى 15 ألفاً و866 ضبطية نتيجة التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة وأجهزة الفحص والتفتيش المتطورة، والتدريب المستمر لكوادر التفتيش المواطنة، إضافة إلى التزام الدوائر الجمركية بالإجراءات الجمركية بنسبة 100%، وتنفيذ 15 مشروعًا جمركيًا بنسبة تفوق 90% لاستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي الخليجي.

منصة جمارك الإمارات

وأعلنت الهيئة عن تنفيذ مشروع "منصة جمارك الإمارات"، كمشروع تحولي يجمع الأنظمة الجمركية في منصة واحدة ويستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التعاون الفعال والانتقال الفوري والسلس للبيانات والمعلومات بين الإدارات الجمركية في الدولة بشكل لحظي، ما يسهم في سرعة اتخاذ القرار وتحسين الأداء.
وقال أحمد عبدالله بن لاحج الفلاسي، مدير عام الجمارك وأمن المنافذ بالإنابة في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، إن "جمارك الإمارات" تقوم بدور إستراتيجي في تعزيز أمن المجتمع والحفاظ على استقراره وحمايته من التهديدات المتعلقة بحركة التجارة، وذلك عبر محاور عدة من أبرزها إدارة المخاطر الجمركية، ومكافحة تهريب السلع والبضائع المحظورة والمواد الخطرة، وحماية الحدود، والتصدي لمحاولات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إضافة إلى مكافحة التجارة غير المشروعة وتعزيز التعاون الدولي.

التبادل التجاري 

وأضاف أن "جمارك الإمارات" تقف في خط الدفاع الأمامي عن المجتمع وهي داعم رئيسي للنمو الاقتصادي ومسيرة التنمية، من خلال تيسير التجارة وتعزيز التبادل التجاري مع دول العالم، إضافة إلى حماية المنتج الوطني ومكافحة الغش والتقليد وتيسير إجراءات التفتيش والإفصاح عن السلع والبضائع واختصار زمن التخليص الجمركي، من خلال اللجان المشتركة مع الوزارات والهيئات الاتحادية والمحلية.
وتناول أبرز الإنجازات التي حققتها "جمارك الإمارات" على مستوى الدولة، مشيراً إلى ارتفاع عدد المعاملات الجمركية بين عامي 2023 و2024 من 26.8 مليون معاملة إلى 40 مليون معاملة بنسبة نمو تصل إلى أكثر من 49%، إضافة إلى ارتفاع نسبة التزام الدوائر الجمركية بالإجراءات الجمركية المعتمدة في الدليل الخاص بهذا الأمر إلى 100%، وتقليص متوسط زمن التخليص الجمركي إلى 5 دقائق فقط على مستوى الدولة في عام 2024، ما يشير إلى أهمية الدور الذي تقوم به "الجمارك" في دعم ريادة وتنافسية دولة الإمارات في المؤشرات الجمركية والتجارية العالمية، وتعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على أمن واستقرار المجتمع وتحسين جودة الحياة.

مكافحة التهريب 

وأوضح أحمد بن لاحج الفلاسي، أن إستراتيجية "جمارك الإمارات" في مكافحة التهريب تقوم على عدة محاور، من أبرزها توفير أجهزة فحص متطورة للتفتيش الجمركي، مثل أجهزة الأشعة السينية وأجهزة الكشف عن المواد المشعة والمواد المتفجرة، وكذلك استخدام الكلاب الجمركية المدربة في مكافحة التهريب، والتي تلعب دوراً هاماً في كشف المواد المخدرة والمواد المتفجرة والسلع المهربة الأخرى.
وأضاف أن جمارك الإمارات تستخدم أنظمة متقدمة لتحديد وإدارة المخاطر الجمركية والتنبؤ بها؛ إذ يتم تحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالشحنات لتحديد الشحنات المشبوهة التي تتطلب فحصاً دقيقاً، كما تتعاون مع الجمارك العالمية والمنظمات الدولية لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول الشبكات الإجرامية وعمليات التهريب، وأيضًا من خلال التنسيق المشترك محلياً، حيث يتم توحيد الجهود وتوجيهها نحو هدف واحد وهو مكافحة التهريب، ما يزيد من فعالية الإجراءات المتخذة سواء كانت جمركية أو أمنية أو قانونية، إلى جانب تبادل الخبرات والمعارف بين الجهات المعنية محلياً، ما يؤدي إلى تطوير الكفاءات والقدرات في مجال مكافحة التهريب.

رفع الكفاءة 

وأكد حرص الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، على رفع كفاءة الكوادر البشرية المواطنة المعنية بإدارة العمليات الجمركية من خلال تحليل البيانات والضبطيات الجمركية السابقة واستهداف الشحنات الأكثر خطورة وانتهاج طرق التفتيش الفعالة، إضافة إلى التعاون البناء مع جهات إنفاذ القانون في الدولة والخارج، واستحداث أو تعديل التشريعات الاتحادية التي تخدم العمل الجمركي وتخدم عضوية الدولة في المنظمات الدولية، وانضمامها إلى الاتفاقيات الدولية المعنية بالتجارة.

توازن دقيق 

ولفت إلى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً بارزاً في المنطقة في القدرة على تحقيق التوازن الدقيق بين تسهيل التجارة وجذب الاستثمارات الأجنبية من جهة، وضمان حماية المجتمع من المخاطر الأمنية من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن "جمارك الإمارات" نجحت في تحقيق هذا التوازن من خلال التوظيف الأمثل للتكنولوجيا المتقدمة وأحدث الأجهزة المتخصصة في التفتيش والفحص الجمركي، حيث تعتمد الجمارك على أحدث التقنيات والنظم الذكية والأجهزة المتطورة لإنجاز المعاملات الجمركية وتحديد المخاطر، ما يسهم في تسهيل الإجراءات الجمركية وتقليل الوقت اللازم لإنجاز المعاملات ومكافحة التهريب.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تمدد برنامج علاوات التصخم لسنة 2025 بميزانية 3.5 مليار درهم
  • "الهوية والجنسية": 49% ارتفاع المعاملات الجمركية بالإمارات في 2024
  • مختار الجديد: إيقاف التعيينات وضبط المرتبات قد يخفض الإنفاق إلى 60 مليار دينار
  • أخنوش يترأس الجنة الوطنية للاستثمارات..مشاريع بقيمة 17.3 مليار درهم ستوفر 27,000 منصب شغل
  • 896 مليار درهم إجمالي الأصول.. إنجازات مصرف الإمارات في 2024
  • 2.8 مليار درهم أرباح الإمارات الإسلامي بنمو 32%
  • 23 مليار درهم أرباحاً قياسية لبنك الإمارات دبي الوطني
  • 23 مليار درهم أرباح بنك الإمارات دبي الوطني في 2024
  • 2.8 مليار درهم صافي أرباح "الإمارات الإسلامي" في 2024
  • وزيرة التضامن: الدولة ضاعفت مخصصات الإنفاق على الحماية الاجتماعية إلى 635 مليار جنيه في 2024