اقتصاد الإمارات غير النفطي يواصل زخم الانتعاش
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
مصطفى عبد العظيم (دبي)
واصل الاقتصاد غير النفطي في دولة الإمارات انتعاشه القوي خلال الربع الأول من العام 2024، مستفيداً من الزخم «الاستثنائي» الذي تشهده أنشطة الأعمال والتجارة والسياحة والسفر، منذ بداية العام الجاري الذي يتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي خلاله أكثر من 4.7 بالمئة، وفقاً لتقديرات مؤسسات مالية محلية وعالمية.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الانتعاش الذي تشهده مختلف القطاعات الاقتصادية منذ بداية العام، يترجم الثقة العالية في بيئة الأعمال بدولة الإمارات التي تعد واحدة من أفضل بيئات الأعمال وبين الأكثر ديناميكية وجاذبية على مستوى العالم، لما توفره من فرص وإمكانيات واعده للنمو أمام الشركات والمستثمرين وأصحاب المشاريع ورواد الأعمال.
ومنذ بداية العام الجاري، واصل مؤشر مديري المشتريات الرئيس، التابع لشركة S&P Global في الإمارات، ارتفاعه ليقفز من 56.6 نقطة في شهر يناير إلى 57.1 نقطة في شهر فبراير، مدفوعاً بارتفاع النشاط التجاري بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من خمس سنوات، وتسجيل أكبر زيادة في مستويات الإنتاج منذ منتصف عام 2019.
وشهد نشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط توسعاً حاداً خلال شهر فبراير الماضي، مع تحسن ظروف الأعمال في ظل ارتفاع ملحوظ في النشاط والمبيعات وحصول الشركات مرة أخرى على كميات أكبر من الطلبات الجديدة مع استمرار تصاعد الطلب في السوق ونشاط العملاء.
وواصل القطاع انتعاشه المتسارع، مع استمرار النمو الحاد في تدفقات الطلبات الجديدة خلال شهر مارس 2024، وارتفاع تفاؤل الشركات إلى أعلى مستوياته منذ ستة أشهر، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات العالمي.
السياحة والضيافة
وحقق قطاع السياحة والضيافة نمواً استثنائياً خلال الربع الأول من هذا العام، الذي يتزامن مع ذروة موسم السياحة الشتوية في الإمارات والتدفقات الكبيرة في أعداد السياح من الأسواق الدولية لأغراض الترفيه والاستجمام والأعمال والمؤتمرات.
وارتفع متوسط إشغال الفنادق بالدولة خلال الربع الأول، وفقاً لتقديرات أولية لعاملين بالقطاع، إلى ما يتراوح بين 80 إلى 85 بالمئة، لافتين إلى أن الزخم الذي يشهده القطاع الفندقي في الإمارات منذ بداية العام، وخاصة خلال شهر رمضان، لم يشهده القطاع منذ سنوات طويلة، لافتين إلى أنه في حين يواصل الطلب من الأسواق الدولية والخليجية نموه الطبيعي، يشهد الطلب المحلي انتعاشاً قوياً على صعيد الاقامات الفندقية.
وقال ستيفان فوكس، المدير العام لمنتجع وسبا إنتركونتيننتال رأس الخيمة ميناء العرب، إن المكانة الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، وبما تملكه من مقومات متنوعة، جلعت منها وجهة مفضلة للسياح من كافة أنحاء العالم، وهو الأمر الذي تترجمه مستويات الإشغال الفندقي المرتفعة التي تجاوزت نسبة الـ 80 بالمئة خلال الربع الأول من هذا العام. وأوضح أن الطلب القوي من الأسواق الخارجية إلى جانب الطلب المحلي الواسع، خاصة في العطلات الأسبوعية والرسمية، ساهم في تعزيز الأداء خلال الفترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لافتاً إلى أنه على الرغم من تزامن شهر رمضان مع هذه الفترة، فإن الإشغال فاق التوقعات.
أخبار ذات صلة 11.4 مليار درهم الإنفاق على البرمجيات بالإمارات 383 رحلة جوية أسبوعية بين الإمارات والسعوديةمن جهته قال عمرو نجاح، مدير عام سويس أوتيل، إن القطاع السياحي حقق طفرة كبيرة خلال الربع الأول من السنة الحالية، من ناحية الإشغال والطلب ودخول أسواق جديدة ونشطة أيضاً، وذلك مع الزخم غير المسبوق الذي شهده قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات، والذي ساعد في جذب المستثمرين والزائرين على حد سواء.
وأوضح نجاح أن القطاع السياحي في الدولة يجنى ثمار الاستراتيجية التي رسمتها القيادة الرشيدة لقطاع السياحة منذ عدة سنوات لجعل دولة الإمارات وجهة رئيسة للسياحية إقليمياً وعالمياً، وهو الأمر الذي تلمسه بوضوح كافة القطاعات، وخاصة القطاع الفندقي الذي يسجل حالياً مستويات إشغال قياسية لم يشهدها من قبل خلال شهر رمضان تزيد على 92 بالمئة.
نمو السعة المقعدية
وخلال الربع الأول من العام الجاري ارتفعت السعة المقعدية المجدولة على رحلات الطيران العاملة في مطارات الدولة، لتصل 21.2 مليون مقعد على الرحلات المغادرة، مقارنة مع 18.5 مليون مقعد مجدول خلال الفترة ذاتها من العام 2023، بنمو نسبته 14.6 بالمئة، وفقاً لتقديرات بيانات مؤسسة «أو أيه جي».
وبحسب بيانات المؤسسة المتخصصة في تزويد بيانات المطارات وشركات الطيران، أضافت شركات الطيران العاملة في مطارات الدولة نحو 2.71 مليون مقعد جديد للرحلات المغادرة خلال الفترة من يناير وحتى مارس 2024، ما يعكس تسارع وتيرة انتعاش قطاع السفر في دولة الإمارات وتحقيق معدلات نمو أعلى من مستويات ذروة ما قبل الجائحة.
وأظهرت بيانات «أو إيه جي» التي حصلت عليها «الاتحاد»، تسجيل مطار زايد الدولي نمواً قوياً في السعة المقعدية المجدولة على رحلات الطيران العاملة عبر المطار خلال الربع الأول بلغت 34.78 بالمئة، بارتفاعها إلى 3.99 مليون مقعد، مقابل 2.96 مليون مقعد مجدول في الربع الأول من العام الماضي.
ازدهار عقاري
واصل قطاع العقارات على مستوى الدولة انتعاشه القوي خلال الربع الأول من العام الجاري، بعد الأداء القوي الذي سجله خلال عام 2023، ليؤكد القطاع قدرته على المحافظة على زخم النمو، مستفيداً من قوة الطلب وجاذبية القطاع للمستثمرين.
وسجل القطاع في أبوظبي، نمواً ملحوظاً منذ بداية مطلع العام الجاري 2024، حيث بلغت قيمة التصرفات العقارية خلال الربع الأول نحو 15.9 مليار درهم، عبر تنفيذ 5127 معاملة بيع ورهونات على الوحدات العقارية بمختلف أنواعها.
ووفقاً لمنصة «داري» التابعة لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، بلغ إجمالي قيمة المبيعات منذ مطلع العام الجاري حتى اليوم أكثر من 9.6 مليار درهم، وذلك من خلال تنفيذ 2919 معاملة بيع وشراء في الإمارة، موزعة بواقع بيع 1167 وحدة عقارية جاهزة و1752 على المخطط.
عقارات دبي
وفي دبي واصل القطاع العقاري، أداءه الاستثنائي منذ بداية العام الحالي، ونجح في الحفاظ على زخم النمو الكبير مع تسجيله أرقاماً قياسية جديدة كأفضل ربع أول من حيث قيمة المبيعات في تاريخ سوق العقارات في الإمارة، حيث بلغت قيمة التصرفات العقارية الإجمالية للربع الأول 165.61 مليار درهم، بعدد تصرفات وصلت إلى أكثر من 54.520 ألف تصرف عقاري.
وحققت المبيعات الإجمالية نمواً قوياً خلال الربع الأول من عام 2024 بنسبة 22.2 بالمئة لتصل إلى 108.75 مليارات درهم، نتجت عن 36.690 ألف صفقة، مقارنة بنحو 89 مليار درهم نتجت عن 30.900 ألف صفقة في الفترة نفسها من 2023.
عوائد استثمارية
وقال مصطفى السعيد، المدير العام لشركة «سوانك للتطوير العقاري»، إن الطلب على السوق العقارية في إمارة دبي يواصل الاستمرار، وذلك لعدة أسباب، أبرزها، استمرار الانتعاش الاقتصادي في الدولة، وذلك بشهادة مؤسسات محلية ودولية، وتحقيق نمو قوي بالناتج المحلي الإجمالي، بفضل تنوّع الأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى الإجراءات الحكومية المتبعة محلياً واتحادياً، وزيادة أنشطة التجارة والسياحة والعقارات وقطاعات الأعمال بمختلف أنواعها، ما أدى إلى تحول دبي إلى سوق عقارية قوية ومهمة مقارنة بنظيراتها حول العالم، فهناك طلب كبير على السوق العقارية، ولايزال مستمراً. وتوقع السعيد استمرار الزخم العقاري بدبي خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع محافظة القطاع على عوائد استثمارية مرتفعة، وتسجيل مؤشر الإيجارات ارتفاعات جيدة في عدد كبير من مناطق دبي، ما أسهم في تعظيم العائد الاستثماري.
ركيزة أساسية
وقال السعيد: إن القطاع العقاري يشكل ركيزة أساسية في منظومة الاقتصاد الإماراتي، حيث يشهد القطاع تطورات وتحولات ترسخ مكانته كلاعب رئيس في توفير بنى تحتية عالية الجودة، وذلك من خلال مواصلة طرح مشاريع نوعية تلبي مستهدفات التنمية المستدامة وتجذب الاستثمارات العقارية الدولية.
وأشار المدير العام لشركة «سوانك للتطوير العقاري» إلى الزخم القوي والتاريخي الذي حققه قطاع العقارات في دبي منذ بداية العام الحالي، على الرغم من استمرار الاضطرابات الجيوسياسية وتقلبات الاقتصاد العالمي التي أثرت في قطاع العقارات حول العالم، ما يشير إلى أن دبي على موعد جديد مع تحقيق معدلات نمو مطردة في المبيعات العقارية حتى نهاية العام الحالي.
أسواق الأسهم
واصلت أسواق الأسهم المحلية أداءها المميز خلال الربع الأول، ونجحت في استقطاب سيولة قوية بقيمة 94.45 مليار درهم، منها 68.95 مليار درهم في سوق أبوظبي، و25.5 مليار درهم في سوق دبي، فيما بلغت الكميات المتداولة من الأسهم 27.3 مليار سهم، توزعت بواقع 16.1 مليار سهم في أبوظبي مقابل 11.2 مليار سهم في دبي، وجاء ذلك عن طريق تنفيذ 1.47 مليون صفقة.
ووصل رأس المال السوقي للأسهم المدرجة إلى 3.574 تريليون درهم بنهاية شهر مارس الجاري، موزعة بواقع 2.844 تريليون درهم للأسهم المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية و730.3 مليار درهم للأسهم المدرجة في سوق دبي المالي.
انتعاش التجزئة
شهد قطاع التجزئة في الدولة ازدهاراً كبيراً منذ بداية العام الجاري، وسط نمو ملحوظ في معدلات المبيعات وأعداد الزوار، مدفوعاً بازدهار السياحة والنشاط التجاري، وكذلك ارتفاع القوة الشرائية خلال شهر رمضان المبارك، حيث بدأ النشاط مع قطاع الأغذية والمشروبات، ثم امتد إلى قطاعات أخرى مثل الذهب والهواتف والملابس والعطور وأيضاً قطاع التجزئة الإلكتروني مع إقبال المستهلكين على شراء الهدايا بمناسبة شهر رمضان وعيد الأم، بالإضافة إلى الاستعدادات لعيد الفطر المبارك.
القطاع المصرفي
قالت مصادر مصرفية إن القطاع المصرفي في الدولة يواصل أداءه القوي مستفيداً من انتعاش الأنشطة الاقتصادية غير النفطية، ومسار النمو الاقتصادي الصاعد، متوقعين تسجيل القطاع مستويات قياسية جديدة على صعيد نمو الأصول والائتمان والودائع والاستثمارات، والاحتفاظ بمعدلات قوية لكفاءة رأس المال والمخصصات والاحتياطيات.
وتعكس مؤشرات ارتفاع الأصول والتمويل ومعدلات كفاية رأس المال مرونة القطاع وقدرته على التكيف مع المتغيرات التي يشهدها العالم، إضافة إلى قدرته على مواصلة دوره المنوط به في توفير الظروف الملائمة لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع حرصه على الالتزام بالمعايير الدولية في الحوكمة وإدارة المخاطر.
الطلب الائتماني
توقعت وكالة ستاندرد آند بورز «أس أند بي» للتصنيفات الائتمانية، أن يواصل النظام المصرفي دولة الإمارات نموه في ظل الطلب الائتماني القوي الذي يقوده القطاع غير النفطي والتنويع الاقتصادي.
وتوقعت الوكالة كذلك توسع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 5.3 بالمئة في 2024، مقابل 3.4 بالمئة المقدرة لعام 2023.
وتوقعت الوكالة أن تؤدي زيادة إنتاج النفط والدعم من القطاعات غير النفطية إلى تعزيز النمو الاقتصادي في دولة الإمارات هذا العام، حيث من المرجح أن يستمر الناتج المحلي الإجمالي للقطاع غير النفطي في النمو بحدود 4.7 بالمئة، وذلك بفضل أداء قطاعات الضيافة والعقارات والخدمات المالية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اقتصاد الإمارات الإمارات القطاع غير النفطي السياحة التجارة الربع الأول من العام خلال الربع الأول من فی دولة الإمارات المحلی الإجمالی منذ بدایة العام من العام الجاری خلال الفترة ملیار درهم غیر النفطی ملیون مقعد فی الدولة شهر رمضان خلال شهر إلى أن فی سوق
إقرأ أيضاً:
سلطان الجابر: للإمارات مكانة راسخة متميزة في القطاع الصناعي
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أن دولة الإمارات، وبفضل رؤية ودعم القيادة، رسخت لنفسها مكانة متميزة في القطاع الصناعي مستفيدةً من البنية التحتية المتطورة، والأنظمة والقوانين المرنة والداعمة، والموثوقية والمصداقية التي تحظى بها، والموقع الاستراتيجي، والتركيز على الابتكار والتكنولوجيا، والاستثمار في التعليم والتطوير والتدريب.
وشدد على أن نتائج الخطط المدروسة التي انطلقت برؤية ودعم القيادة وتوجيهاتها بتسريع ومضاعفة تنويع الاقتصاد الوطني كضرورة استراتيجية قصوى، بدأت تتحقق على أرض الواقع، وفي مقدمة ذلك الارتقاء بتنافسية الصناعة الوطنية، مشيراً إلى أن جميع المؤشرات تؤكد أن القطاع الصناعي في الدولة حقق قفزات ونقلات نوعية استثنائية خلال السنوات الأخيرة بفضل هذه الرؤية والعمل الدؤوب عبر الاستراتيجيات والخطط والمبادرات المختلفة لدعم أولويات الإمارات في هذا الجانب، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والقطاع الخاص.
وقال في جلسة رئيسية ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 إذا أردنا أن نضع تشخيصاً لواقع القطاع الصناعي في الإمارات الآن، فليس هناك أوضح من النقلة النوعية التي حققها خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يشكل نجاحاً استثنائياً للاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "مشروع 300 مليار"، حيث وصلت قيمة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة نهاية العام 2023 إلى 205 مليارات درهم، بنمو 55 بالمئة مقارنة بـ 132 مليار درهم في عام 2020.
وارتفعت قيمة صادراتنا الصناعية إلى 187 مليار درهم في 2023، بنمو نسبته 61 بالمئة مقارنة بعام 2020، وهذه مؤشرات واضحة على أن الإمارات ماضية على الطريق الصحيح في تحقيق مستهدفاتها لهذا القطاع الذي يعد من الركائز المستقبلية الأساسية لبناء الاقتصاد الأقوى والأكثر استدامة.
وأضاف الدكتور سلطان الجابر أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "مشروع الـ 300 مليار" وجميع المبادرات والمشاريع المنبثقة عنها، نجحت نجاحاً استثنائياً في ترسيخ بيئة أعمال صناعية مثالية في دولة الإمارات، وهي بيئة محفزة للنمو وداعمة للتنافسية، ترتكز على منظومة متكاملة من الممكّنات والحوافز والبنية التشريعية المرنة والبنية التحتية للجودة وحلول التمويل التنافسية، مما ساهم في نمو القطاع الصناعي وتعزيز الكفاءة والتنافسية وزيادة الجاذبية الاستثمارية في الصناعات الحيوية وذات الأولوية للاقتصاد الوطني.
وقال إن النجاحات التي حققتها الإمارات في هذا المجال تتيح مزيداً من الفرص، ونحن مستمرون في التركيز على المحاور الأساسية ضمن برامجنا الاستراتيجية وفي مقدمتها تعزيز المحتوى الوطني في القطاع الصناعي وزيادة القيمة المضافة للتصنيع لتغطي احتياجاتنا الأساسية، بالإضافة إلى توطين واستدامة سلاسل الإمداد لتعزيز الاكتفاء الذاتي الوطني ودعم تنافسية المنتج الإماراتي على المستوى المحلي والعالمي، كما نعمل على مضاعفة الفرص التي تحقق قيمة إضافية في القطاع الصناعي في دولة الإمارات، سواء تعزيز فرص الاستثمار المحلية، وجذب الاستثمارات الخارجية، خاصةً في الصناعات الحيوية والمتقدمة والمستدامة، وكذلك تسهيل وصول المنتجات الإماراتية إلى الأسواق العالمية.
كما أضاف أن برنامج "المحتوى الوطني" الذي يعد من أهم المبادرات الاستراتيجية للوزارة وأحد "مشاريع الخمسين" لدولة الإمارات حقق قفزات نوعية ومهمة نتج عنها إعادة توجيه 67 مليار درهم إلى الاقتصاد الوطني في عام 2023 بزيادة بلغت 109 بالمئة عن عام 2020، فيما بلغ الإنفاق ضمن البرنامج خلال النصف الأول من العام 2024 ما يزيد عن 48 مليار درهم، وذلك بعد التوسع في تطبيقه ليشمل 31 جهة حكومية اتحادية ومحلية، والعديد من الشركات الوطنية الكبرى في الدولة.
وأكد الدكتور سلطان الجابر أن الأثر الاقتصادي الكبير لبرنامج "المحتوى الوطني" يظهر بوضوح من خلال النمو في قيمة الإنفاق الوطني وبلغت القيمة التراكمية للبرنامج أكثر من 285 مليار درهم منذ إطلاقه، ما يعكس نجاح البرنامج في إعادة تدوير هذه المبالغ داخل الاقتصاد الوطني كما أن له أثراً اجتماعياً ملحوظاً، حيث وصل عدد المواطنين العاملين في الشركات الحاصلة على شهادة البرنامج في القطاع الخاص إلى أكثر من 16 ألف مواطن في نهاية العام 2023، بزيادة بلغت 159 بالمئة مقارنة بعام 2020.
وكشف عن التقدم الكبير الذي حققه منتدى "اصنع في الإمارات"، الذي يُعدّ أول منصة متخصصة تركز على إبراز وتعزيز نمو الصناعات الوطنية،ووفر منذ إطلاقه في عام 2022 حوافز وحلول تمويل تجاوزت قيمتها 16 مليار درهم، بالإضافة إلى فرص الاستثمار التي أتيحت لشركات للتصنيع الوطني من خلال مشروع فرص الشراء لأكثر من 2000 منتج بقيمة تتجاوز 143 مليار درهم. وقال معاليه : "نعمل على إطلاق النسخة الرابعة الأكبر والأشمل من منتدى "اصنع في الإمارات" ومن المخطط عرض فرص شراء تتجاوز قيمتها 165 مليار درهم لأكثر من 3000 منتج، وذلك خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو المقبل في مركز أدنيك، أبوظبي.