بعد منافسة شرسة طوال ثلاثين يوماً بين 33 مسلسلاً، ظهرت الرؤية الكاملة لجميع الأعمال، وأصبح الجمهور قادراً على إصدار الأحكام على جميع المسلسلات بعد جدل كبير طول السباق الدرامى، على أفضل الأعمال وأدناها، خاصة أن هذا الموسم شهد العديد من الظواهر المستجدة على الدراما، أبرزها مسلسلات ذات الـ15 حلقة، بعدما اعتاد الجمهور على المسلسلات ذات الثلاثين حلقة.
«الوفد» تواصلت مع العديد من النقاد لمعرفة رؤيتهم حول أفضل الأعمال وأبرزها والأعمال ذات المستوى المنخفض والأقل مشاهدة، تحدثنا عن أبرز النجوم والوجوه الجديدة وأبرز القضايا التى طرحتها الأعمال الدرامية، وكيفية رؤيتهم للمسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة.
وأجمع العديد من النقاد الذين التقتهم «الوفد» على أن مسلسل «الحشاشين»، من أفضل الأعمال التى قدمت هذا العام بمراحل عديدة، ويجب عدم وضعه فى المنافسة بين باقى الأعمال، لكون ذلك فيه ظلم شديد للمسلسل الذى يعد أفضل مسلسل على الإطلاق سواء على مستوى الإنتاج الضخم أو الكتابة أو الإخراج أو التمثيل.
وبحسب رؤية النقاد، فقد أجمعوا على أن أفضل الأعمال هذا العام، مسلسل «مسار إجبارى» و«أعلى نسبة مشاهدة» و«أشغال شاقة» و«العتاولة» و«جودر» و«صلة رحم» و«بدون سابق إنذار» و«كامل العدد +1».
حنان أبو الضياء: كوميديا الموقف عادت بقوة بعد غياب
قالت الناقدة الفنية حنان أبوالضياء، أن الموسم الدرامى شهد تكنيكاً عالياً جداً على مستوى الصورة، ما نتج عنه صورة جيدة، وكذلك مضمون عالى جداً، فى معظم الأعمال موضحة أن «الحشاشين» أثبت قدرة مصر على أن يكون لها بصمة فى المسلسلات التاريخية، خاصة أن المسلسل طرح العديد من القضايا، وليس قضية «حسن الصباح» فقط، وإذا قارنا بين «الحشاشين» ومسلسل «سمرقند» السورى، ستكون المقارنة فى صالح مصر.
واضافت أن الانتقادات التى وجهت للمسلسل بسبب استخدام اللغة العامية المصرية ليس لها محل من الأعراب، وتركيا إذا قدمت عملاً سيقدم باللغة التركية، ومسلسل «شكسبير» نقدمه باللغة العربية وليست بالإنجليزية.
وأشادت «أبوالضياء» بـ«جودر» واستخدامه للتكنيك العالى فى الصورة، نتيجة للرؤية المختلفة للمخرج إسلام خيرى وخبراته الكبيرة التى استخدمها ووظفها فى العمل الفنى.
وأوضحت أن هناك أكثر من عمل جيد، أعتمد على الشباب، مثل «أعلى نسبة مشاهدة» و«مسار إجبارى»، ليؤكد أن العمل أساسه القصة والإخراج والممثل الجيد وليس شرطاً وجود الممثل النجم.
وأكدت أن الموسم ضم أعمالاً ضعيفة، اعتمدت على عنصر الفتوة وأسلوب الحارة خاصة فى الأحياء الشعبية، منها «العتاولة» و«المعلم» و«حق عرب» وغيرها، وهناك ممثلون استطاعوا تغيير جلدهم مثل «طارق لطفى» الذى قدم دوراً جيداً فى العتاولة، موضحة أن تلك الأعمال نجاحها متفاوت ويتقبلها الجمهور.
وأشادت «أبوالضياء» بالأعمال الكوميدية والتى وصفتها بالمختلفة هذا العام، نتيجة لعدم اعتمادها على النكتة، ولكنها تعتمد بشكل أساسى على كوميديا الموقف، مثل مسلسلات «بابا جه» الذى طرح قضية الأبناء وعلاقتهم بالأباء، وكذلك «أشغال شاقة» الذى طرح قضايا عدة إلى جانب الممثلين الجيدين، وتستطرد: سبب النجاح هذا العام، أننا افتقدنا فى السنوات الأخيرة لكوميديا الموقف، سواء بموت عمالقة الكوميديا أو اعتزالهم مثل الفنان عادل أمام، ولكن هذا العام أثبت أن الكوميديا بمصر مازالت موجودة، وأكدت أن « خالد نور وولدة نور خالد «مسلسل يمكن تقبله فنيا، ولكن مسلسل «الكبير أوى الجزء الثامن» أعتبره استنزافاً، وأى جزء آخر له العام القادم سوف يكون مجازفة للفنان أحمد مكى.
نادر عدلى: مسلسلات الـ15 حلقة أثبتت جاذبيتها
قال الناقد الفنى نادر عدلى إن من أهم ملامح الموسم الدرامى الحالى، هو تحول الأعمال من ثلاثين إلى خمس عشرة حلقة، وتم عرض عدد من المسلسلات فى الجزء الأول من الموسم، وعرض الجزء الثانى مع نصف رمضان الآخر، بعد تأكد المنتجين أن الأعمال ذات الثلاثين حلقة ليست جاذبة للجمهور، والجمهور بدأ يمل من المسلسلات الطويلة.
ويكمل: أثبتت المسلسلات ذات الـ 15 حلقة جاذبيتها للجمهور، خاصة بعد تراجع مشاهدة المسلسلات الثلاثين حلقة فى النصف الثانى من رمضان، مؤكدا أنه سوف يتم إعادة النظر فيها نتيجة أن الكتابة أصبحت سيئة، ولم يعد لدينا الكاتب الذى يملك الإبداع لكى يجذب الجمهور طوال الثلاثين حلقة لمشاهدته.
وأكد أن مسلسل «الحشاشين» من أفضل المسلسلات التى عرضت طوال الموسم، ودخوله فى منافسة مع باقى المسلسلات فيه ظلم شديد للعمل، لكونه أن العمل أفضل بمراحل عديدة من جميع الأعمال، ويأتى ذلك للإنتاج الضخم حيث يصل تكلفة إنتاجه أكثر من خمسة عشر مسلسلاً من المسلسلات التى عرضت قى السباق الدرامى، كذلك تعدد أماكن التصوير وتعدد الشخصيات والتركيبة التاريخية للمسلسل جعلت منه مسلسلاً عالمياً، رغم التحفظ على المعالجة ذاتها ولجوئهم إلى مشاهد لها شكل دينى قبل ذلك وربطها بالمسلسل على أساس أن حسن الصباح يدعو إلى فكرة دينية، وكان يجب أن يكون لها معالجة بشكل أفضل من ذلك، ولكن يبقى المسلسل الأفضل فى السباق الدرامى.
ويأتى بعد مسلسل «الحشاشين» الكثير من الأعمال التى لها تأثير فى الشارع، مثل مسلسل «العتاولة»، لافتاً أن من رجح كفة المسلسل قوة الممثلين المشاركين فى العمل، والذى لهم حضور خاص لدى الجمهور، مثل الفنان باسم سمرة أو الفنان طارق لطفى والفنان أحمد السقا.
وتابع عدلى: من الأعمال التى أثارت الجدل مسلسل «نعمة الأفاكاتو» حيث لجأ صناع العمل لموضوع لا يحمل منطقاً، وأرى أن بطلة العمل مى عمر تقمصت شخصية محمد رمضان هذا العام، لأن الجمهور اعتاد منه على هذه النوعية من الدراما، لكون أن الرجال يقدمون نوعاً من الفانتازيا الخارقة، والجمهور يتقبلها على هذا الأساس منه، فنرى بطلة العمل اذا دخلت المحكمة، خرج المتهم براءة مهما كانت تهمته، وكأنها ساحرة وهى شخصية مثالية أكثر من المعتاد، بالإضافة للظلم الذى تتعرض له طوال المسلسل من زوجها والتى تنتقم منهم بشكل مبالغ فيه، لافتا أن هذه التركيبة المثالية كانت تحدث فقط للأبطال الرجال.
ومن المسلسلات التى نجحت بشكل قوى، مسلسل «مسار إجبارى» وذلك لأمرين الأول درجة المعالجة للعمل والتى تعد قريبة من المجتمع، وهو الفساد وتحول كبار الشخصيات ذات مصدر العدل لمصدر الفساد، والثانى هو الاعتماد على ممثلين شباب.
وأوضح «عدلى» أن أفضل مسلسل كوميدى من نصيب «أشغال شاقة»، مقارنة بالمسلسلات الكوميدية مثل « بابا جه» و«فراولة» و«وخالد نور وولده نور خالد» رغم ما به من مبالغات والسيناريست لم يكون بحاجة لتلك المبالغات.
ويعد مسلسل «بدون سابق إنذار» عمل جيد، ومكتوب بشكل راق وحرفية شديدة، رغم أن هناك ثلاثة كتاب اشتركوا فى كتابته ولكن المشاعر بين الأبطال فيها نسيج يجبر المشاهد على متابعته، وكذلك مسلسل « أعلى نسبة مشاهدة» رصد إيجابيات وسلبيات «السوشيال»، ولكن تعمدوا أفساد الحلقة الأخيرة إرضاء للرأى العام.
وأضاف: أعجبنى أيضاً مسلسل «صلة رحم» فهو عمل جيد واقتحم منطقة شائكة.
وتابع عدلى، أن مسلسل «عتبات البهجة « يعد سقطة فى تاريخ الفخرانى، لأفتا أن مشكلة المسلسل أنه مسلسل تعليمى، ويريد أن يقدم للشباب موضوعات تعليمية مثل تحريم شرب الحشيش أو «سناتر» الدروس الخصوصية وبيع أرقام الموبايلات دون بطاقة، وهذا الشكل أثر على المحتوى الدرامى، وتصور صناع العمل أن حب الجمهور «الفخرانى» سوف يغفر له تلك السقطة الدرامية، ولكن يبقى الفنان يحيى الفخرانى له تاريخ يغفر له هذه السقطة.
وأوضح أن مسلسلات «حق عرب» و«بيت الرفاعي» و«صدفة» و«بـ 100 راجل»، أعمال صنعت من أجل نجومها وهى صيغة استهلاكية تم تكرارها.
ومن أبرز نجوم العام هو النجم كريم عبدالعزيز، لافتاً إلى أنه ليست هناك فنانة أستطيع إعطاءها أفضل ممثلة، وفى الآخراج يفوز بها نادين خان لمسلسل مسار إجبارى وهانى خليفة فى بدون سابق إنذار.
خيرية البشلاوى: «جودر» فانتازيا تدور فى عالم افتراضى
وقالت الناقدة الفنية ماجدة البشلاوى، أن مسلسل «الحشاشين» فى مكانة أستثنائية وعمل قوى إنتاجيا، ويعيد الأعمال التاريخية للدراما المصرية بشكل يليق بمصر حاليا بكل التقنيات المستخدمة فى العالم.
وأوضحت أن مسلسل «جودر» عمل مهم جدا، ويعود بنا للفانتازيا، ويقدم لنا قصة من قصص»الف ليلة وليلة» بأعلى مستوى وبأسلوب مختلف بتنقيات فى الإنتاج والديكور والملابس، والعمل ذهب بنا لعالم افتراضى جميل، وكذلك «مليحة» يقدم وجهة نظر مهمة تمثل المصريين ككل تجاه القضية الفلسطينية.
كما أن هناك أعمال قدمت لنا صراعات الأجيال مثل «إمبراطورية ميم» وناقش تربية الأولاد فى وقت غير الزمن الذى كتبت فيه الرواية لكون أن الكاتب إحسان عبدالقدوس كتبها فى الخمسينيات وقدمت كفيلم فى السبيعنيات، وكذلك «عتبات البهجة» الذى ناقش علاقة الجد بأحفاده وكيفية تربيتهم بعد وفاة أبيهم وكيفية احتضانهم، وكذلك « كامل العدد +1» الذى يصب فى نفس القضية من خلال الأب شريف سلامة والأم دينا الشربينى وكيفية معاملة الأبناء فى سن أصغر، و«بابا جه» الذى قدم لنا دورالأب بشكل دقيق وعلاقة الأب بأبنائه، لافتة أن تلك المسلسلات مهمة، وتعطى المشاهدين أفكار للتعامل مع أبنائهم فى الحياة الحقيقية ومسألة العلاقة بين الأباء والأمهات فى زمن «السوشيال ميديا».
وأوضحت البشلاوى، أن «مسار أجبار» عمل مهم جدا، حيث يناقش علاقة الأخوة من الأب فقط، بخلاف التى نقرأها فى الحوادث، وكيفية دمج العائلتين بعد وفاة الأب وهو الذى قدم من خلال الأم بسمة وصابرين والأخوة أحمد داش وعصام عمر، والإخراج الجميل من قبل نادين خان.
أيضاً مسلسل «صلة رحم» قدم قضية صعبة وغالبية المصريين لا يريدون الحديث فيها، وكيفية استئجار رحم من سيدة، بعد فقدانها له، مضيفة أن العمل قدم بشكل واع كل القواعد لتقديم القضية للمجتمع لوجود فئات تتعرض لتلك القضية.
وكذلك «بدون سابق إنذار» اعتبره عملاً جيداً لأن المخرج هانى خليفة قدم لنا شكلاً جميلاً اخراجياً، ومن الأعمال الجيدة أيضاً مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» والذى ناقش قضية «السوشيال ميديا»، وكيف يدفع الفقر المواطنين لـ«السوشيال ميديا» دون علم أو دراية به، مما يجعل مصيرهم السجن.
طارق الشناوى: موسم متنوع.. وانتصار أفضل ممثلة دور ثان
ووصف الناقد الفنى طارق الشناوى، الموسم بالمتنوع، كونه يضم العديد من الأعمال المتميزة واستطاع أن يجلب انظار الجمهور أبرزها «الحشاشين»، مشيدا بكاتب العمل عبدالرحيم كمال، لكونه عندما اختار العامية للمسلسل اختار مفردات لا تجرح جلال الحدث التاريخى، لافتاً أنه من السهل الكتابة بالفصحى ولكن من الصعب أن تكتب بالعامية وترقى بها لرصانة الفصحة وهذا ما رأينا فى المسلسل، كما أن العمل تمتع بأفضل صورة من بين المسلسلات، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التى قدمها أمين أبو حافة، والإخراج الذى قدمه بيتر ميمى، لكونه قام بمجهود هائل وقدم طاقة إبداعية قوية.
ومنح «الشناوى» جائزة أفضل ممثل دور أول للفنان «كريم عبدالعزيز»، لكون أن شخصية حسن الصباح مليئة بالصراعات ولكون أنها لم تولد بالشر ولديه فهم خاطئ للدين ويتمتع بنرجسية مفرطة جعلته يشعر أنه فعلاً حامل مفتاح الجنة، وأفضل إخراج «بيتر ميمى» فى الحشاشين وأفضل تتر تذهب لـ«مليحة».
وأعطى «الشناوى» أفضل ممثل وجه جديد للفنان «مصطفى غريب»، برغم أنه قدم أدواراً قبل ذلك ولكن هذا العام قدم إطلالة مميزة فى مسلسل أشغال شاقة، وأفضل ممثلة دور ثانى للفنانة «انتصار» فى أعلى نسبة مشاهدة، و«أنعام سالوسة» أفضل ضيفة شرف فى أعلى نسبة مشاهدة.
وعن مسلسلات الـ15 حلقة، أكد أن عدد الحلقات ليست هى القضية، ولا بد من التركيز على المحتوى، والعام القادم سنكتشف أن هناك مسلسلات عدد حلقاتها ما بين 8 و17 و20 حلقة، مؤكدا أن أسوأ ما فى الدراما أن يكون المسلسل 30 حلقة دون النظر لمحتواه هل فكرة المسلسل تتحمل أن نقدمها فى ثلاثين حلقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أعلى نسبة مشاهدة بدون سابق إنذار من المسلسلات أفضل الأعمال مسار إجبارى أشغال شاقة من الأعمال العدید من هذا العام أن مسلسل الذى قدم أن العمل أن هناک
إقرأ أيضاً:
شاهد | عملية سهم باشان، حلقة ضمن مسلسل الخرافات الصهيونية..
عملية سهم باشان، حلقة ضمن مسلسل الخرافات الصهيونية.. pic.twitter.com/8zt1C7pZdt
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 21, 2024