لين ياسين.. الطفلة ذات الأعوام الأربعة التي قتلها الاحتلال وأباد عائلتها
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
قتلت آلة الحرب الإسرائيلية الطفلة لين ياسين ذات الـ4 سنوات، قبل أن تبدأ حياتها، وذلك عندما قصفت منزلا كان يؤوي عائلتها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي محاولة للحياة، نزحت عائلة لين إلى حي الزهور في مدينة رفح، لكن الاحتلال قصف منزلهم في 26 مارس/آذار الماضي، فقتل الطفلة ووالديها وجديها وإخوتها وعمّاتها وأبناءهم وأزواجهم ولم يترك منهم أحدا على قيد الحياة.
وبثت الجزيرة مشاهد فيديو كانت قد التقطتها والدة لين لطفلتها، وهي في ثياب الصلاة تارة، وفي مشهد آخر ظهرت لين وهي تدعو بهزيمة الأعداء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
تضامنا مع غزة.. مدينة صور تحيي أسبوع السينما الفلسطينية
"قوم يابا" يصرخ الوالد المتفجع بفقدان طفله الذي قتله جنود الاحتلال الإسرائيلي، هو مشهد مسرحي، ولكن ليس من نسج الخيال، بل من واقع نعيشه منذ عام 1948 حتى يومنا هذا، بفعل آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة بحق شعوب فلسطين ولبنان والمنطقة العربية.
اختار المخرج والممثل اللبناني قاسم إسطنبولي أن تكون هذه الصرخة المكونة من كلمتين عنوانا لمسرحيته، التي تجسد رغم صغرها معاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني الطويلة والمستمرة، واختار إسطنبولي في أسبوع السينما الفلسطينية أن يعرضها على خشبة المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور جنوبي لبنان، تضامنا مع غزة وشعبها الجريح.
بلهجة فلسطينية متقنة، أدى إسطنبولي دوره على خشبة المسرح، في جو تفاعلي مع الجمهور، وأرسل من خلاله عدة رسائل للعالم، بدءا من سرقة التراث الفلسطيني على يد الاحتلال، إلى الحروب الشعواء التي شنتها إسرائيل منذ عام 1948 وإلى اليوم، وما نتج عنها من تشريد للفلسطينيين في دول الشتات، وصولا إلى القرارات الدولية التي لم تلجم الاحتلال ولم تنصف ضحاياه.
محمد عاشور حضر مع أطفاله ليشاهد العرض المسرحي، ويعبر عن تأثره العميق بالعرض، ويقول في حديثه للجزيرة نت: "تأثرت بالطفل كثيرا، حيث كان والده يناديه ويحدثه ويبكي، بينما الطفل لم يرد جوابا، حال هذا الطفل كحال آلاف الأطفال في غزة"، وأسأل بنفسي: "من المسؤول عن هؤلاء الأطفال يوم القيامة؟".
إعلانهذه المشهدية أعادت عاشور بالذاكرة إلى طفولته المليئة بالأحداث الأليمة والدامية، فذكرته بمجزرة المسلخ – الكرنتينا في بيروت عام 1976، إذ عايش تلك الحقبة وتعرض مع أهله للتهجير، وكذلك مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982، التي قُتل فيها العشرات من اللبنانيين والفلسطينيين.
ويبدي عاشور أسفه الشديد، لأن كثيرين يغضون الطرف عما يقترفه الاحتلال بحق الشعوب العربية، مؤكدا أن هذه المعاناة يجب أن تُنقل من خلال المسرح والفن إلى كل شعوب العالم.
يوم التضامن مع غزة لم يقتصر فقط على عرض مسرحي، بل تخلله عرض لوثائقي "جنين جنين" للمخرج محمد بكري، الذي صدر عام 2002، إذ منع الاحتلال عرضه، ويروي الوثائقي معاناة أهالي مخيم جنين مع الاحتلال وتدمير المخيم على يد جنوده وقتلهم أبناءه وتشريدهم في أبريل/نيسان 2002.
سعد الله شميساني الذي حضر باكرا إلى المسرح في صور، ليشاهد المسرحية والفيلم الوثائقي، يتحدث للجزيرة نت عن أهمية النشاطات الثقافية والفنية التي تجسد معاناة المظلومين في فلسطين ولبنان، ويقول: "المشهدية اليوم كانت رائعة ومعبرة وقد تناولت سردية القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى اليوم، مرورا بكل المعاناة خلال أكثر من 77عاما، من قرارات دولية إلى تخاذل الدول، بينما يزداد الظلم وتزداد الجرائم، وخاصة في السنوات 2023 و 2024 و2025، حيث ترتكب إسرائيل جرائم غير مسبوقة".
استهداف المدنيين وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والطبيعة فظائع لم نشهدها حتى في الحربين العالميتين، وفق شميساني، إذ يعد ذلك انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، ويضيف: "هذه الجرائم يجب أن تُوثق وتُعرَض، وهذا هو دور المسرح المقاوم ودور الثقافة المقاوِمة، والتقاء الناس في هذا الصرح هو بحد ذاته مقاومة، لأنه يُجسد المعاناة بوضوح للرأي العام المحلي والدولي، ويفضح جرائم الاحتلال على أرض فلسطين ولبنان".
إعلانسناء فرحات حضرت الفعالية مع أقاربها، وتتحدث للجزيرة نت عن مدى إعجابها بالعرض المسرحي الذي قدمه إسطنبولي، إذ يعبر بصدق عن الواقع الذي نعيشه، وعن واقع الفلسطينيين، وتمنت أن يستمر هذا الجهد في التعبير عن القضايا الوطنية، لكي تصل الرسالة إلى كل العالم، وتقول: "هناك من لا يعرف شيئا عن غزة رغم التغطيات الإعلامية، وهنا يأتي دور المسرح كوسيلة لإيصال صوت غزة إلى الخارج، وآمل أن يتعاطف العالم مع غزة، وأن يتحقق النصر وتتحرر فلسطين من الاحتلال".
يتحدث المخرج والممثل قاسم إسطنبولي للجزيرة نت عن مسرحية "قوم يابا" ويلفت إلى أنها تسرد تاريخ الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، ويقول: "كل ما يقدمه المسرح الوطني اللبناني ضمن أسبوع السينما الفلسطينية من صور إلى طرابلس، ما هو إلا الحد الأدنى الممكن تقديمه، ونحن نؤمن بأن المقاومة الثقافية ضرورة، والمسرح هو فعل مقاومة بحد ذاته".
"تحية من أهل الجنوب إلى أهلنا في غزة"، هذه الرسالة التي حملتها المسرحية، حسب إسطنبولي، الذي يؤكد أن هناك حاجة لأن تُظهَر القضية الفلسطينية والسينما الفلسطينية للعالم، والمسرح اليوم يفتح أبوابه ويُعبر عن تضامنه مع معركة الحرية، ويستشهد إسطنبولي بمقولة للكاتب والروائي الفلسطيني سلمان ناطور: "بلا ذاكرة تأكلنا الضباع"، لذلك "نحن بحاجة إلى أن نحفظ الذاكرة للأجيال القادمة".
ويضيف المخرج والممثل اللبناني: "الفن والثقافة يجب أن يكونا أداة لنعبر بها للعالم عن هذه القضية، ونحن نشهد اليوم تضامنا عالميا من مثقفين وفنانين مع هذه القضية الإنسانية المحقة، وهذا العمل يوثق نضالا طويلا، لشعب يكافح من أجل إرثه وحضارته وثقافته، في وقت يسعَى فيه المحتل إلى سرقة كل شيء، لأنه لا يملك تاريخا أو حضارة وإرث، أما الشعب الفلسطيني فهو يملك هذا الغنى الحضاري والثقافي، وهذه النضالات التي تنعكس في السينما والمسرح، تُظهر للعالم أن الحقيقة ليست كما يصورها الغرب".
المسرح الوطني اللبناني في صور لم يغلق أبوابه طوال فترة الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان، بعد اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد استقبل عشرات العائلات النازحة من منطقة الشريط الحدودي اللبناني مع فلسطين المحتلة، وقام بتقديم العروض للأطفال النازحين من مراكز الإيواء في المدينة، ضمن برامج ترفيهية للتخفيف عنهم من ضغوط الحرب.
إعلانويرى إسطنبولي أن الناس في الجنوب تشعر بالحزن، وهي بحاجة للفرح، وبحاجة إلى الحديث عن قضاياها وهمومها، سواء بالعروض المسرحية خلال الأعياد أو ضمن أسبوع السينما الفلسطينية، فالمسرح هو المتنفس والوسيلة للتعبير وبلسمة الجراح، والمسرح هو فعل مقاوِم، وفي الوقت عينه وسيلة لشفاء الأرواح.
ويختم قاسم إسطنبولي بقول للمخرج محمد بكري في فيلمه (جنين جنين): "ما نعيشه اليوم هو استمرار لنفس الهمجية والدكتاتورية"، لذلك سيبقى المسرح يجمعنا وستبقى فلسطين تجمعنا، وهذا التفاعل من الجمهور اللبناني والفلسطيني والسوري والعربي، خير دليل على ذلك، وفق إسطنبولي.