فلسطيني لـ "البوابة نيوز": الاحتلال حول مستشفيات غزة لثكنات عسكرية.. والموت أسهل وأسرع من الحصول على كسرة خبز أو شربة ماء
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لن يّعرف قاطنو غزة عيد الفطر كما كان في الأعوام السابقة؛ تزامنًا مع استمرار إرهاب الاحتلال ضد أكثر من 2 مليون مواطنٍ أعزل لما يزيد عن الـ 6 أشهر منذ شن العدوان في السابع من أكتوبر؛ مُرتكًبا كل الجرائم ضد الإنسانية حتى دُمر وهُدم أكثر من 60% من الأبنية السكنية فوق رؤوس قاطينها عمدًا وباتت غزة أطلالًا يئن أسفلها أكثر من 7 آلاف مفقودٍ تحت ركامها؛ ويُغرقها دماء ما يزيد عن 33 ألف مدنيًا جراء هولوكوست الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال برًا وبحرًا وجوًا منذ أكثر من 6 أشهر آناء الليل وأطراف النهار.
أكثرمن 6 أشهر من حرب الإبادة على يد الاحتلال
فغزة المنهك أهلها بعد أكثر 6 أشهر من حرب الإبادة على يد الاحتلال؛ تحولت من منطقة ساحرة الجمال مُطلة على البحر المتوسط إلى قطعة من جُهنم تُغرقها دماء الآلاف من الأبرياء التي سُفكها الاحتلال الإسرائيلي؛ وطالب لهيب الحوجة والحسرة والفقد ما يزيد عن 2 مليون مواطن شُردوا جميعًا في العراء والخيام والمستشفيات وبات الموت والفقد أقرب وأسرع إليهم من العثور عن شربة ماء أو كِسرة خبز. أحمد الأغا المواطن الغزاوي
المعيشة اليومية أصعب مما يتخيلها عقل بشر
وبقدوم عيد الفطر ؛ حسبما يحكي أحمد الأغا المواطن الغزاوي لـ "البوبة نيوز" عن تفاصيل المعيشة في قطاع غزة بعد 6 أشهر من الحرب قائلًا: الأوضاع والمعيشة في قطاع غزة وتحديدًا طوال شهر رمضان باتت صعبة للغاية ولا يُمكن وصفها لصعوبتها جراء المآسي والكوارث التي يعيشها سكان محافظات قطاع غزة كُلها من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها.
ويُضيف، هُناك نقص حاد جدًا في الأكل والشرب؛ وهناك أناس وأشخاص لا يوجد لديهم المأكل والمشرب؛ هُنالك أشخاص يعيشون دون وجبة السحور وأخرون ليس لديهم وجبة الإفطار؛ ففي غزة الحصول على الأكل والشرب أصعب مايكون على الإطلاق؛ لافتًا إلى أن أزمة الغذاء والشراب في الأساس تعود إلى شُح وندرة وقلة دخول المساعدات والتي في الأساس لا تكفي بنسبة 10% من احتياجات السكان؛ إضافة إلى قلة الامدادات الطبية والأغذية والمستلزمات؛ وشاهدنا وفاة العديد من الأطفال بسبب قلة التغذية وقلة وجود الأدوية والمستلزمات الطبية.
مستشفيات غزة تحولت لثكنات عسكرية.. والموت أسهل وأسرع من الحصول على كسرة خبز
ويؤكد “الأغا” هنا في غزة الحياة والمعيشة اليومية أصعب مما يتخيلها عقل بشر؛ صعبة للغاية لا تكفي لسد رمق جوع الأسر الفلسطينية كاملة؛ فهناك أشخاص أصبحوا يعتمدون في وجباتهم على المعلبات والتي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة والتي لها ضرر على جسم الانسان؛ فـ 6 أشهر اعتماد كلي على المعلبات للمواد الحافظة وهذا سبب بعض الامراض الصحية لاجساد المواطنين جراء جراء قلة الفاكهة والخضروات واللحوم والاسماك وعدم وجودها تحديدا وارتفاع اسعار الخضار والفواكه في في قطاع غزة.
ويُكمل هناك ايضا في شمال قطاع غزة وفي محافظة غزة لعدم دخول المساعدات وعدم دخول الامدادات الغذائية اصبحنا نشاهد اشخاص يأكلون ورق الأشجار وأيضًا يأكلون أعلاف الحيوانات يقُومون بطحنها لكي تصبح دقيقا ومن ثم يحولونها إلى خبز وهذه كارثة ايضا اخرى؛ حتى أن أعلاف الحيوانات أصبحت غير متوفرة وانقطعت من الأسواق جراء اعتماد الكثير من المواطنين على هذه الأعلاف ليبقوا على قيد الحياة.
المئات فقدوا حياتهم بسبب النقص الغذائي
وتابع المواطن الفلسطيني المُقيم في رفح، هنا وضع كارثي جدًا لا يوصف؛ فمئات المواطنين فقدوا حياتهم جراء النقص الغذائي وقلة الأمن الطبي في مستشفيات قطاع غزة التي تُعاني بصورة كبيرة جدًا بعد خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة؛ وتحويل مستشفى الشفاء لثكنة عسكرية وتوقف تقديم الخدمات الطبية المطلوبة؛ وتوقف مُجمع ناصر الطبي ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة وأصبح أيضًا لا يقدم خدماته الطبية لثاني اكبر محافظات قطاع غزة وهي محافظة خان يونس جراء اقتحامه من قبل قوات الاحتلال وتحويله الى خراب وثكنة عسكرية.
ما سبق ذكره وتحدثنا عنه؛ لا يمكن أن نصفه بأكثر دقة بأنه وضع مأساوي ووضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ ولو بحثنا في معاجم اللغة العربية واللغة الانجليزية حول معاني تصف أوضاعنا في غزة لما وصلنا إلى معاني أكثر دقة مما نراه على الأرض؛ هو أكبر من أن نصفه بشكل دقيق؛ وبات حال المواطن الغزاوي يُمني النفس بوقف هذة الإبادة التي طالت الأطفال والنساء والرجال؛ ووقف المجاعة وحرب الإبادة التي طالت كل شيء حتى الحجر والشجر والمباني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة القدس العيش في غزة رمضان في غزة العيد في غزة عيد الفطر 2024 فلسطينى مواطن في غزة سكان غزة قطاع غزة أشهر من أکثر من
إقرأ أيضاً:
الجوع يفتك بسكان غزة.. من يستطيع توفير رغيف خبز أو شربة ماء؟
يجوب النازحون الجوعى في قطاع غزة الأسواق والمحال التجارية بحثا عن كسرة خبز أو صاع من الطحين، لكنهم لا يجدون ما يسد رمق بطونهم وبطون أطفالهم الجائعة، في ظل استفحال أزمة توفير المياه النظيفة الصالحة للشرب.
ومع اشتداد الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال، وإمعانها في سياسة التجويع الممنهجة، أصبح من الصعوبة توفير طحين الخبز في شتى أرجاء قطاع غزة، بعد أن نفذ جله من الأسواق.
وقال مصدر محلي في غزة لـ"عربي21" إن ما يتوفر من الطحين في الأسواق حاليا يباع مقابل ما يعادل 12 دولارا للكيلو الواحد، بعد أن كان سعره قبل المجاعة لا يتجاوز نصف الدولار.
أسعار "خيالية" للطحين
ولفت أن إجمال الكيس، زنة 25 كيلوغرام، وإن وجد، يباع نظير 1000 شيكل، أي ما يعادل 280 دولارا أمريكيا، وهو سعر "خيالي" قياسا بسعره قبل الأزمة إذ لم يكن يتجاوز سقف الـ50 شيكلا.
وكشف عدد من المبادرين المتخصصين في الإغاثة في أحاديث منفصلة لـ"عربي21" عن إغلاق بعض بنوك الطعام و"التكيات" الخيرية التي كان السكان يعتمدون عليها بشكل أساسي، في غذائهم اليومي، جراء نقص المواد الأساسية اللازمة لأعداد الطعام، كالطحين، والعدس، والفول، والأرز، والبرغل، وزيت الطعام.
وشدد المبادرون إلى أن الغلاء الكبير واللامعقول لما يتوفر من هذه المواد لدى بعض تجار التجزئة، يحول دون قدرة الجهات الخيرية على شرائها.
ولفت هؤلاء إلى أن أعدادا كبيرة تقدر بمئات الآلاف من السكان أصبحوا "مكشوفين" ودون غذاء، بفعل إغلاق مصدر وجبتهم اليومية الرئيسية، "التكيات" الخيرية وبنوك الطعام.
91 بالمئة يعانون الجوع
بدوره، أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، الخميس، أن 91 بالمئة من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 آذار/ مارس الماضي.
وقال البرش إن "غزة تعيش مأساة إنسانية مروعة، تجمع بين الجوع والفقر والمرض، نتيجة الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي الخانق من خلال إغلاق المعابر وعدم دخول المساعدات".
وأضاف أن "نحو 91 بالمئة من السكان يواجهون أزمة غذائية، في ظل شح الغذاء في غزة".
وأوضح البرش أن "65 بالمئة من سكان غزة لا يحصلون على مياه نظيفة صالحة للشرب، وحوالي 92 بالمئة من الأطفال والمرضعات يعانون من نقص غذائي حاد، ما يشكل تهديدا مباشرًا لحياتهم ونموهم".
وأكد أن "قطاع غزة يشهد انهيارا جماعيا في جميع القطاعات، بفعل ما تمارسه إسرائيل من استخدام التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".
من جهته، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الخميس، أرقاما مهمة حول أزمة المجاعة مؤكدا أن المؤسسات الخيرية والإغاثية تراجعاً كبيراً في قدرتها على تلبية احتياجات السكان، بعد أن كانت تشكل خط الدفاع الأول في توفير الدعم خلال فترات الحرب.
ويشير المكتب الإعلامي إلى أن إغلاق المعابر لا يعني فقط منع دخول الشاحنات، بل هو بمنزلة قطع شريان الحياة عن أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف إنسانية كارثية منذ اندلاع حرب الإبادة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
غزة حرمت من 18 ألف شاحنة مساعدات
ووفق المعطيات الرسمية، فإن الاحتلال الإسرائيلي منع منذ بداية آذار/ مارس الماضي إدخال نحو 18 ألف و600 شاحنة مساعدات، وألف و550 شاحنة وقود، كما استهدف بالقصف أكثر من 60 مطبخاً خيرياً ومركز توزيع مساعدات، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
ويواصل الاحتلال استخدام سياسة "التجويع كسلاح"، وهي ليست الأولى من نوعها، إذ لجأ إليها في مراحل سابقة من الحرب، لا سيما خلال عملياته البرية في مناطق شمال قطاع غزة ومدينة غزة، عبر قطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية المستمرة.