دمُ صنعاء المسكوب.. تقرير ينشر تفاصيل جديدة وشهادات عن مجزرة التدافع بصنعاء في رمضان العام الماضي
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
سلط تقرير صحفي حديث الضوء على حادثة التدافع المأسأوية التي عاشتها العاصمة صنعاء العام الماضي، في الـ 28 من رمضان، وراح ضحيتها 85 قتيلاً وأكثر من 322 جريحاً.
التقرير، المعنون بـ (دمُ صنعاء المسكوب.. مجزرة التدافع و"القاتل" الطليق") للعاصمة اون لاين يسرد تفاصيل جديدة عن ضحايا المجزرة وملابساتها، وكيف تلاعب الحوثيون بأرقام الضحايا، وكيف سعوا كذلك إلى تمييع القضية ومسح معالمها؟، بتهديد كل من يحاول الحديث عنها أو البحث عن إنصاف، نقلا عن شهود.
يقول التقرير: ''رغم أن المجزرة لقيت ردة فعل كبيرة حينها، وظل لأشهر التضامن مع الضحايا والدعوات المحلية والدولية إلى التحقيق المستقل والشفاف، إلاّ أنها كانت أشبه بحملات "إعلامية" لا تحرك قضائي وحقوقي فعّال، مع أن لها دورها في توثيق الجريمة وحفظ أرشيفها، وتقديمها للرأي العام، فبقي صداها وسيظل حتى تصحو المحاكم الدولية، وتستقل المحاكم المحلية ليتسنى لها لا شك في تقديم القتلة والمتسببين في الجريمة إلى العدالة''.
و يشرح التقرير كيف سعت جماعة الحوثي لتبرئة نفسها من الحادثة قائلا:''في أول فصول التمييع أو ما يمكن تسميته "التهرب" من تبعات الجريمة، سعت الجماعة الحوثية في صنعاء إلى التنصل وتبرير فعل مسلحيها أو القتلة المباشرين، حين أطلقوا الرصاص لتقع الفاجعة، وذلك في مدرسة معين الكائنة في منطقة باب اليمن، محملة المسؤولية التاجر (الكبوس) ومن على شاكلته من التجار ورجال الأعمال، بأنهم المتسببون؛ كونهم ينفذون أعمال التوزيع للمبالغ المالية "الصدقات" دون التنسيق مع هيئات الجماعة، وبدون تنظيم من قبلها، لتصل تلك الاتهامات إلى تجاذب بين الحوثيين وقطاع من التجار وصل حينها إلى إصدار إجراءات عقابية بحق "الكبوس" منها ما يخص موقعه في الغرفة التجارية''.
اما الأمر الثاني وفق التقرير، فقد سارع "الحوثيون" نتيجة الضغط المجتمعي عليها، بعد أيام من الجريمة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكنها اللجنة شكلت لذر الرماد على العيون، والكذب على الدقون حدّ تعبير قريب أحد الضحايا، (س، م) وهو أحد العاملين في السلك التعليمي، ممن نجا من المجزرة، إلا أنها ما زالت مرتسمة في جسده، عبر بعض آثار في قدمه ووجهه، وفقاً لقريبه الذي أوضح أنهم لا يستطيعون التعبير عن ما أصابهم وأصاب غيرهم، ويخافون جميعاً من فتح الملف ومواجهة الحوثيين، أو على الأقل اللقاء باللجنة المزعومة.
تلك السرعة في التحقيق أكد ويؤكد إلى اليوم بأن جماعة الحوثيين لم تكن جادة في إجراء التحقيق كما قال ضحية آخر لمعدي التقرير وهو (محمد، س) والذي أضاف أنه نفسه لم تستدعه أي لجنة كما أنه التقى بعد شهر من الجريمة محامياً، إلا أن المحامي عمل على تعبئة استمارة عن ما جرى ثم طلب منه عدم ذكر اسمه لأي شخص احترازاً من أي مساءلة حوثية له وفق تعبيره.
شهادات "أخرى" اوردها التقرير
يقول أحد المصابين، الذي "نتحفظ على اسمه كما البقية ممن التقيناهم، وهو عامل بالأجر اليومي، "كل شيء حدث فجأة لولا هجوم المسلحين وإطلاق الرصاص لما حدث ما حدث".. مضيفاً أنه ظل يتلقى العلاج لأشهر، وهو العلاج الذي تكفل به فاعلو خير، وأحد أقربائه في محافظة أخرى".
العامل أوضح أنه لا يتحدث عن ما حصل له إلا لمن هم قريبون منه، ويعرفهم حق المعرفة، إنه يخشى من مخابرات الحوثي التي قد تزج به في السجن غير أبهة بوضعه وبما حصل له ولا بأبنائه الخمسة وأمهم الذي عانوا معاناته وما زالوا يعانون كونه لا يجد عملاً مناسباً يفي بمتطلباتهم اليومية.
"عبدالله" وهو جار ضحية كان يتيماً ويعيش مع أمه في غرفة "دكان" قضى في ذلك اليوم، سرد مأساة الأم التي عاشتها لأشهر حيث ظلت حزينة كسيرة في مسكنها، وقال إنها قبل شهرين تقريباً عادت المسكينة إلى قريتها في الحديدة، عادت ومعها ذكريات ابنها ووعود بتسلمها ديته التي لم تصلها غير أموال ومساعدات قليلة أتتها من فاعلي خير في الشارع الذي كانت تقطنه.
وبالنظر إلى المشهد العام في العاصمة صنعاء، وما يشهده من اختطافات واعتقالات حوثية على الناشطين والعاملين في المنظمات الإنسانية والحقوقية يعطي تصوراً عن تخوف الضحايا عن إبداء مظلمتهم أو على الأقل البحث عن حقوقهم.
الصور و ما وثقته الهواتف وبعض العدسات ما زالت شاهدة عن الجريمة الأكبر، التي تشير إلى ما يعيشه السكان في صنعاء من وشع اقتصادي صعب، جعلت الآلاف يتزاحمون من أجل الحصول على خمسة آلاف ريال، وهو مبلغ ضئيل بالنظر إلى أسعار السلع والاحتياجات لكنها الحاجة من تدفع الفقراء للذهاب إلى مثل هذه التجمعات والتي يقوم فيها تجار بتوزيع الصدقات.
هل ستتحقق "العدالة"؟
"العدالة أضاعت الطريق إلينا" هذا ما قاله "محمد، س" إلا أنه استدرك بالقول عن أمنيته بأن يتم إحياء الجريمة إعلامياً وتقديمها في أي محفل دولي، فالفرصة سانحة في مواجهة الحوثيين، لا ترك الضحايا بمفردهم، كما أنه لا أحد يستطيع الوصول إليهم.
ورغم أن الجريمة لقيت بيانات إدانة حينها من منظمات دولية وأخرى محلية كما أن الحكومة اليمنية أفردت لها جزءا من فعالياتها إلا أنه تم تناسيها إذ لم تحرك أي جهة ساكناً لتقديم ملف متكامل للقضية يدين الحوثيين ويحاكم مرتكبي الجريمة مع العمل على إنصاف الضحايا وجبر الضرر، وهو ما يحتم إلى وضعها في جدول الجهات المعنية لعرضها العرض الأمثل في المحافل الدولية باعتبار المجزرة جريمة حرب ارتكبت بكل وحشية،وفق التقرير.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الملابس في عدن يُفسد فرحة العيد ويثقل كاهل الأسر (تقرير)
تشهد أسواق العاصمة المؤقتة عدن ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الملابس مع اقتراب عيد الفطر المبارك، مما أدى إلى تفاقم معاناة الأسر التي تواجه أساسًا أزمات اقتصادية خانقة بفعل تداعيات الحرب المستمرة وتدهور الوضع المعيشي.
وبينما يُفترض أن يكون العيد مناسبة للفرح والاحتفال، تحول في ظل هذه الظروف إلى مصدر للقلق والتوتر، حيث بات تأمين ملابس العيد رفاهية صعبة المنال لدى شريحة واسعة من المواطنين.
ويعيش المواطنون في عدن هذه الأيام حالة من الإحباط بسبب العجز عن شراء ملابس جديدة لأطفالهم، في ظل الأسعار المرتفعة التي تجاوزت قدرة كثير من الأسر، لا سيما تلك التي تعتمد على دخل محدود.
غلاء فاحش
في جولة ميدانية بأسواق عدن، اشتكى العديد من المواطنين من الارتفاع الجنوني في أسعار الملابس، حيث وصلت أسعار بعض السلع إلى مستويات قياسية.
وقال المواطن "محمد علي"، أحد سكان مديرية المنصورة، في تصريح خاص لـ "الموقع بوست": "اعتدنا أن نفرح بقدوم العيد، لكن هذه المرة نشعر بالحزن لعدم قدرتنا على شراء ملابس جديدة لأطفالنا، فالأسعار تفوق الخيال، ونحن بالكاد نستطيع تأمين احتياجاتنا الأساسية".
بينما قالت المواطنة "أم وليد"، وهي أم لأربعة أطفال، لـ "الموقع بوست": إن "أسعار الملابس ارتفعت بشكل جنوني هذا العام، حيث وصل سعر البنطال الواحد في الأسواق الشعبية إلى 30 ألف ريال، بينما تجاوز القميص 40 ألف ريال".
وأكدت أم وليد أن العديد من الأسر محدودة الدخل لم تتمكن هذا العام من توفير ملابس العيد لأطفالها، مشيرة إلى أن الأحذية والمستلزمات الأخرى شهدت ارتفاعًا كبيرًا، ما جعلها تعجز عن تلبية احتياجات أطفالها هذا العام.
ويرى المواطنون أن جشع التجار هو السبب الرئيسي وراء هذا الغلاء الفاحش، إذ يستغلون المواسم لرفع الأسعار دون رقابة تذكر من الجهات الحكومية المختصة.
انهيار وجبايات
في الوقت الذي يتهم فيه المواطنون التجار بالتسبب في ارتفاع الأسعار، يعزو التجار هذا الارتفاع إلى انهيار العملة المحلية والوضع الاقتصادي المتدهور في المحافظات المحررة.
وقال التاجر "علي بامشموس"، وهو تاجر ملابس في سوق مديرية كريتر، في تصريح خاص لـ "الموقع بوست"، إن الأسعار ليست بيد التجار وحدهم، وإن الوضع الاقتصادي الراهن هو السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع في الأسعار.
وأوضح بامشموس أنهم يستوردون الملابس بالدولار، وكلما تدهورت العملة ارتفعت التكلفة، بالإضافة إلى الجمارك والجبايات المفروضة عليهم أثناء نقل البضائع بين المحافظات، مما يرفع من سعر المنتج النهائي.
ومع استمرار هذه الأزمة الاقتصادية والصمت الحكومي وارتفاع الأسعار، غابت فرحة العيد هذا العام عن كثير من العائلات العدنية، التي باتت تكافح فقط من أجل توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها.