سلط تقرير صحفي حديث الضوء على حادثة التدافع المأسأوية التي عاشتها العاصمة صنعاء العام الماضي، في الـ 28 من رمضان، وراح ضحيتها 85 قتيلاً وأكثر من 322 جريحاً.

التقرير، المعنون بـ (دمُ صنعاء المسكوب.. مجزرة التدافع و"القاتل" الطليق") للعاصمة اون لاين يسرد تفاصيل جديدة عن ضحايا المجزرة وملابساتها، وكيف تلاعب الحوثيون بأرقام الضحايا، وكيف سعوا كذلك إلى تمييع القضية ومسح معالمها؟، بتهديد كل من يحاول الحديث عنها أو البحث عن إنصاف، نقلا عن شهود.

يقول التقرير: ''رغم أن المجزرة لقيت ردة فعل كبيرة حينها، وظل لأشهر التضامن مع الضحايا والدعوات المحلية والدولية إلى التحقيق المستقل والشفاف، إلاّ أنها كانت أشبه بحملات "إعلامية" لا تحرك قضائي وحقوقي فعّال، مع أن لها دورها في توثيق الجريمة وحفظ أرشيفها، وتقديمها للرأي العام، فبقي صداها وسيظل حتى تصحو المحاكم الدولية، وتستقل المحاكم المحلية ليتسنى لها لا شك في تقديم القتلة والمتسببين في الجريمة إلى العدالة''.

و يشرح التقرير كيف سعت جماعة الحوثي لتبرئة نفسها من الحادثة قائلا:''في أول فصول التمييع أو ما يمكن تسميته "التهرب" من تبعات الجريمة، سعت الجماعة الحوثية في صنعاء إلى التنصل وتبرير فعل مسلحيها أو القتلة المباشرين، حين أطلقوا الرصاص لتقع الفاجعة، وذلك في مدرسة معين الكائنة في منطقة باب اليمن، محملة المسؤولية التاجر (الكبوس) ومن على شاكلته من التجار ورجال الأعمال، بأنهم المتسببون؛ كونهم ينفذون أعمال التوزيع للمبالغ المالية "الصدقات" دون التنسيق مع هيئات الجماعة، وبدون تنظيم من قبلها، لتصل تلك الاتهامات إلى تجاذب بين الحوثيين وقطاع من التجار وصل حينها إلى إصدار إجراءات عقابية بحق "الكبوس" منها ما يخص موقعه في الغرفة التجارية''.

 اما الأمر الثاني وفق التقرير، فقد سارع "الحوثيون" نتيجة الضغط المجتمعي عليها، بعد أيام من الجريمة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكنها اللجنة شكلت لذر الرماد على العيون، والكذب على الدقون حدّ تعبير قريب أحد الضحايا، (س، م) وهو أحد العاملين في السلك التعليمي، ممن نجا من المجزرة، إلا أنها ما زالت مرتسمة في جسده، عبر بعض آثار في قدمه ووجهه، وفقاً لقريبه الذي أوضح أنهم لا يستطيعون التعبير عن ما أصابهم وأصاب غيرهم، ويخافون جميعاً من فتح الملف ومواجهة الحوثيين، أو على الأقل اللقاء باللجنة المزعومة.

تلك السرعة في التحقيق أكد ويؤكد إلى اليوم بأن جماعة الحوثيين لم تكن جادة في إجراء التحقيق كما قال ضحية آخر لمعدي التقرير وهو (محمد، س) والذي أضاف أنه نفسه لم تستدعه أي لجنة كما أنه التقى بعد شهر من الجريمة محامياً، إلا أن المحامي عمل على تعبئة استمارة عن ما جرى ثم طلب منه عدم ذكر اسمه لأي شخص احترازاً من أي مساءلة حوثية له وفق تعبيره.

شهادات "أخرى" اوردها التقرير

يقول أحد المصابين، الذي "نتحفظ على اسمه كما البقية ممن التقيناهم، وهو عامل بالأجر اليومي، "كل شيء حدث فجأة لولا هجوم المسلحين وإطلاق الرصاص لما حدث ما حدث".. مضيفاً أنه ظل يتلقى العلاج لأشهر، وهو العلاج الذي تكفل به فاعلو خير، وأحد أقربائه في محافظة أخرى".

العامل أوضح أنه لا يتحدث عن ما حصل له إلا لمن هم قريبون منه، ويعرفهم حق المعرفة، إنه يخشى من مخابرات الحوثي التي قد تزج به في السجن غير أبهة بوضعه وبما حصل له ولا بأبنائه الخمسة وأمهم الذي عانوا معاناته وما زالوا يعانون كونه لا يجد عملاً مناسباً يفي بمتطلباتهم اليومية.

"عبدالله" وهو جار ضحية كان يتيماً ويعيش مع أمه في غرفة "دكان" قضى في ذلك اليوم، سرد مأساة الأم التي عاشتها لأشهر حيث ظلت حزينة كسيرة في مسكنها، وقال إنها قبل شهرين تقريباً عادت المسكينة إلى قريتها في الحديدة، عادت ومعها ذكريات ابنها ووعود بتسلمها ديته التي لم تصلها غير أموال ومساعدات قليلة أتتها من فاعلي خير في الشارع الذي كانت تقطنه.

وبالنظر إلى المشهد العام في العاصمة صنعاء، وما يشهده من اختطافات واعتقالات حوثية على الناشطين والعاملين في المنظمات الإنسانية والحقوقية يعطي تصوراً عن تخوف الضحايا عن إبداء مظلمتهم أو على الأقل البحث عن حقوقهم.

الصور و ما وثقته الهواتف وبعض العدسات ما زالت شاهدة عن الجريمة الأكبر، التي تشير إلى ما يعيشه السكان في صنعاء من وشع اقتصادي صعب، جعلت الآلاف يتزاحمون من أجل الحصول على خمسة آلاف ريال، وهو مبلغ ضئيل بالنظر إلى أسعار السلع والاحتياجات لكنها الحاجة من تدفع الفقراء للذهاب إلى مثل هذه التجمعات والتي يقوم فيها تجار بتوزيع الصدقات.

هل ستتحقق "العدالة"؟

"العدالة أضاعت الطريق إلينا" هذا ما قاله "محمد، س" إلا أنه استدرك بالقول عن أمنيته بأن يتم إحياء الجريمة إعلامياً وتقديمها في أي محفل دولي، فالفرصة سانحة في مواجهة الحوثيين، لا ترك الضحايا بمفردهم، كما أنه لا أحد يستطيع الوصول إليهم.

ورغم أن الجريمة لقيت بيانات إدانة حينها من منظمات دولية وأخرى محلية كما أن الحكومة اليمنية أفردت لها جزءا من فعالياتها إلا أنه تم تناسيها إذ لم تحرك أي جهة ساكناً لتقديم ملف متكامل للقضية يدين الحوثيين ويحاكم مرتكبي الجريمة مع العمل على إنصاف الضحايا وجبر الضرر، وهو ما يحتم إلى وضعها في جدول الجهات المعنية لعرضها العرض الأمثل في المحافل الدولية باعتبار المجزرة جريمة حرب ارتكبت بكل وحشية،وفق التقرير.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

حجة: تنفيذ 83 مشروع مياه بأكثر من 3 مليارات و715 مليون ريال خلال العام الماضي

الوحدة نيوز/ شهدت محافظة حجة خلال العام الماضي 1445 هـ تنفيذ 83 مشروعا في قطاع مشاريع مياه الريف بتكلفة إجمالية 3 مليارات و715 مليونا و128 الف ريال.

وبلغت كلفة المشاريع قيد التنفيذ وعددها 16 مشروعا، 364 مليونا و203 الاف ريال مقابل 37 مشروعا قيد الإجراء بتكلفة 3 مليارات و45 مليونا و907 آلاف ريال.

وتترجم مشاريع مياه الريف حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى كما تعكس اهتمام قيادات السلطة المحلية بالمحافظة ووزارة المياه وهيئة مشاريع مياه الريف والجهات ذات العلاقة بالعمل وفق الخطط المرسومة والأولويات الملحة.

ونوه محافظ حجة هلال الصوفي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بكافة الجهود التكاملية المبذولة لتنفيذ المشاريع المستدامة التي تلامس الاحتياج وتخفف من معاناة المواطنين سيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.

وأشاد الصوفي بمتابعة المجالس المحلية في المديريات وتذليل الصعوبات التي تقف أمام هذه المشاريع وتفاعل المجتمع ومبادرته في تنفيذ عدد من المشاريع في هذا القطا

المشاريع المنفذة

وأوضح تقرير صادر عن هيئة مشاريع مياه الريف تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة ساهمت بـ 502 مليون و85 الف ريال في المشاريع المنفذة مقابل 118 مليونا و 700 الف ريال مساهمة من المجتمع وبقية المبلغ من شركاء العمل الإنساني.

وأفاد التقرير أن عدد المستفيدين من المشاريع الـ 83 التي تم تنفيذها خلال العام الماضي 339 الفا و 144 نسمة في 21 مديرية، مبينا أن 31 مشروعا تم تنفيذها في مربع مديريات المدينة و 26 في مربع تهامة و 17 في مديريات عاهم بالإضافة إلى 9 مشاريع في مديريات مربع الشرفين.

وأشار إلى تنفيذ 10 مشاريع في الشغادرة و 6 في بني قيس و 4 في المغربة و 3 في نجرة و2 في شرس ومثلهما في حجة و2 في مبين ومشروع في كلا من بني العوام والجميمة.

وفي مديريات تهامة تم تنفيذ 14 مشروعا في عبس وفقا للتقرير و8 في أسلم و 3 في كعيدنة ومشروع في خيران المحرق وفي مديريات عاهم تم تنفيذ 8 مشاريع في مستبأ و 4 في كشر و4 في وشحة ومشروع في قارة.

وتوزعت المشاريع المنفذة في مديريات الشرفين خلال العام الماضي طبقا للتقرير بين المفتاح بـ 5 مشاريع ومشروعين في كحلان الشرف ومشروع في المحابشة وآخر في قفل شمر.

مشاريع قيد التنفيذ

وأفاد التقرير أن عدد الذين سيستفيدون من الـ 16 مشروعا قيد التنفيذ 109 الاف و 599 نسمة وأن 6 مشاريع يتم تنفيذها في مربع تهامة موزعة بالتساوي بين عبس وكعيدنة وأسلم و 3 مشاريع في وشحة وكشر ومستبأ بعاهم.

وأشار إلى تنفيذ 3 مشاريع في أفلح الشام والمفتاح وكحلان الشرف بمديريات الشرفين ومشروعين في بني قيس ومشروع في الجميمة وواحد في كحلان عفار بمربع المدينة.

ولفت إلى أن مساهمة وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة في المشاريع قيد التنفيذ تبلغ 100 مليون و194 الفا مقابل 3 ملايين ريال مساهمة مجتمعية وبقية مصادر التمويل من شركاء العمل الإنساني.

مشاريع قيد الإجراء

وأضاف التقرير أن عدد الذين سيستفيدون من 37 مشروعا قيد الإجراء 288 الفا و 595 نسمة وأن وحدة التدخلات المركزية التنموية تدعم هذه المشاريع بمبلغ مليار و 613 مليونا و 637 الف ريال، فيما يشارك المجتمع بمبلغ 32 مليونا و 900 الف ريال وبقية الدعم عبر شركاء العمل الإنساني.

وبين التقرير أنه سيتم تنفيذ 11 مشروعا قيد الإجراء سيتم تنفيذها في مديريات تهامة وحصة عبس منها 6 مشاريع، ومشروعين في كعيدنة، ومشروعين في اسلم، ومشروع في خيران المحرق، فيما سينفذ في مديريات عاهم مشروعان في كلا من كشر ومستبأ.

ولفت التقرير إلى أنه سيتم تنفيذ 9 مشاريع في مديريات الشرفين منها 3 في المفتاح ومثلها في كحلان الشرف ومشروعان في المحابشة وآخر في قفل شمر.

وأشار إلى أن حصة مديريات المدينة 15 مشروعا منها 5 في المغربة و 4 في بني قيس ومشروع واحد في كلا من الجميمة وحجة والشغادرة ووضرة ومبين وبني العوام.

فيما أشار مسئول قطاع مشاريع مياه الريف بالمحافظة، صالح الفلاحي، أن هذه المشاريع تأتي استجابة لتوجيهات القيادة الثورية الحكيمة والمجلس السياسي الأعلى بالتركيز على تنفيذ مشاريع المياه وتخفيف معاناة أبناء المناطق النائية.

ولفت إلى أن عملية اختيار المديريات لتنفيذ المشاريع ارتكز على عدة معايير، وفي مقدمتها الأولوية وحاجة المستفيدين، مشيرا إلى أن هناك مديريات كانت تفتقر بشكل كامل لمشاريع المياه ولأول مرة يتم تنفيذ مثل هذه المشاريع.

وثمن اهتمام وتفاعل وحرص قيادات المحافظة والوزارة ومشاريع مياه الريف ووحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة والجهات ذات العلاقة وشركاء العمل الإنساني على تنفيذ هذه المشاريع.

 

مقالات مشابهة

  • ما تأثير العقوبات الأمريكية على رئيس البنك المركزي بصنعاء على القطاع المصرفي؟
  • حجة: تنفيذ 83 مشروع مياه بأكثر من 3 مليارات و715 مليون ريال خلال العام الماضي
  • حجة.. تنفيذ 83 مشروع مياه بأكثر من 3 مليارات و715 مليون ريال خلال العام الماضي
  • انفجار عبوة ديناميت يقتل قياديين حوثيين أثناء حفر أنفاق سرية بصنعاء
  • محدث: إسرائيل ترتكب "مجزرة" جديدة باستهداف شقة سكنية في مخيم النصيرات
  • النائب العام يوقع اتفاقية تعاون لمكافحة الجريمة والإرهاب مع نظيره البحريني
  • تقرير رسمي يرصد تراجع عجز الميزانية
  • النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال
  • نزيف حوثي متواصل.. تشييع 4 قيادات بصنعاء خلال 48 ساعة و22 منذ مطلع ديسمبر
  • النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك بمجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب