سرقة القرن وغرق الشوارع.. ضربتان على رأس ديالى تفتحان عينها على رحلة الفساد المعتّق - عاجل
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - ديالى
دفع غرق اجزاء واسعة من بعقوبة ومدن اخرى في ديالى مع موجة امطار لم تستغرق سوى ساعة مساء يوم امس، الى اثارة الغضب على مستويات عدة وتوجيه رسالة الى السوداني تتعلق بـ 3 ملفات ابرزها الفساد.
وقال رئيس منظمة ديالى لحقوق الانسان طالب الخزرجي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "غرق اجزاء واسعة من بعقوبة رغم انفاق عشرات المليارات على مشاريع البنى التحتية تكشف زيف شعارات الاعمار وتظهر فشلا ذريعا في مواجهة موجة امطار امتدت لساعة"، متسائلا "كيف سيكون وضع اهم مدن ديالى اذا ما امتدت موجة الامطار الى ساعات".
واضاف، ان "ديالى استلمت مئات المليارات من الدنانير في موازنات متعددة العناوين في السنوات الماضية لكن واقع الحال يدل على اننا امام محافظة منكوبة بكل التفاصيل والامطار كشف المستور"، داعيا الى "ضرورة تشكيل لجنة عليا برئاسة السوداني من اجل كشف حجم الفساد في ديالى".
واشار الى ان "ثراء بعض المسؤولين والموظفين يحتاج الى اعادة نظر والسعي لكشف سر ثرواتهم التي تعطي مؤشرات على حجم الاموال التي حصلوا عليها رغم ان رواتبهم محدودة جدا".
اما حسن علي وهو سياسي مستقل، اشار في حديث لـ"بغداد اليوم"، الى ان "ديمومة الفساد في ديالى جاء من حصانة بعض القوى لشخصيات لم تكن تملك اي شيء قبل 2003 والان باتت من الاثرياء"، لافتا الى "اننا امام مشهد مافيات بعضها يملك السلاح والقرار في تهديد وابتزاز كل من يتعرض او يرفع شعار لا للفساد".
واشار الى ان "سرقة القرن والتي امتدت فصولها 5 سنوات لايمكن ان ينفذها موظفون صغار في قسم الحسابات"، لافتا الى انها "بداية كشف المستور وحقيقة ان اموال ديالى تنهب منذ سنوات".
ولفت الى ان "غسيل الاموال هو ابرز علامات الفساد في ديالى من خلال شراء العقارات والاراضي لترفع الاسعار بمستويات وصلت الى 70% خلال سنوات"، متسائلا هل يعقل ان "سعر المتر في شارع وسط بعقوبة يصل الى 15 مليون دينار؟".
النائب مضر الكروي اقر بان الفساد المتراكم حلقة تهدد امن واستقرار ديالى ويقف وراء اغلب ازماتها، لافتا في حديث لـ"بغداد اليوم"، الى ان "سرقة القرن ماهي الا بداية لكشف نهب اموال بشكل ممنهج تورط به فاسدون كثر".
واضاف، ان "السوداني يدرك خطورة الفساد في ديالى وتعهد بتشكيل فريق على مستوى عالي من اجل النظر في كل ملفاتها والسعي لاسترجاع الاموال المنهوبة في سرقة القرن في بعقوبة بعد اتضاح فصولها وتحديد اسماء المتورطين واستعادة بعض الاموال في الايام الماضية".
وشهدت بعقوبة وبقية مدن ديالى يوم امس موجة امطار غزيرة تسببت في غرق احياء واسواق كاملة وسط حالة استنفار واسعة لتفادي ماساة انسانية خاصة في الاحياء والازقة الشعبية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الفساد فی دیالى بغداد الیوم سرقة القرن الى ان
إقرأ أيضاً:
صقور ترامب يصعدون: حرروا العراق من إيران.. عازمون على إعادة بغداد الى بيت الطاعة! - عاجل
بغداد اليوم - واشنطن
تتصاعد الضغوط الأمريكية على العراق لتقليص النفوذ الإيراني في البلاد، وهو ما ظهر في تصريحات بارزة أدلى بها عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري جو ويلسون، حيث كتب عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "حرروا العراق من إيران".
وفيما تعكس هذه الدعوة السياسة المتشددة التي يتبناها الجمهوريون، خصوصاً مع عودتهم إلى واجهة المشهد السياسي الأمريكي، تأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد مستمر بين الولايات المتحدة وإيران، ما يجعل العراق محوراً للتنافس الإقليمي والدولي.
في هذا السياق، علق الباحث في الشأن السياسي المقيم في الولايات المتحدة نزار حيدر على هذه التطورات، موضحاً أن الجمهوريين ينظرون إلى العراق كجائزة استراتيجية تسعى واشنطن لاستعادتها.
وقال حيدر في حديث خاص لـ"بغداد اليوم": "الجمهوريون العائدون بقوة إلى البيت الأبيض يعتبرون أن العراق جائزتهم التي فرط بها الديمقراطيون حتى كادوا أن يفقدوه لصالح النفوذ الإيراني. ولذلك فهم عازمون على إعادته إلى بيت الطاعة، إن صح التعبير، من خلال تقليص نفوذ الجارة الشرقية إلى أدنى مستوياته."
وأضاف حيدر: "أعضاء الكونغرس، وتحديداً النواب العاملين مع الرئيس ترامب لتحقيق رؤيته بشأن ما أسماه وضع حد لفوضى السلاح في الشرق الأوسط، والذي يقصد به من بين ما يقصده مساعدة الحكومة العراقية لحصر السلاح بيد الدولة. وهو الأمر الذي استجاب له السوداني مدعوماً بكل القوى والزعامات السياسية، بمن فيها قوى الإطار التنسيقي."
وأشار إلى أن: "الغرض من كل ذلك هو إبعاد العراق عن شرارات الحرب المتوقعة بين طهران وواشنطن، من خلال فك الارتباط العضوي بين بغداد وطهران، على المستوى الأمني والعسكري أو على مستوى الدولار والبترول والطاقة وغير ذلك. وهي بالتأكيد ليست حرباً عسكرية بالمعنى الكلاسيكي، وإنما هي حرب البترول والمال والاقتصاد، إلى جانب حرب التجسس والذكاء الاصطناعي، كما شاهدنا ذلك في غزة ولبنان وسوريا، والآن في اليمن."
وتابع حيدر: "الشيء الخطير هو أن بعض أعضاء الكونغرس يسعون لخلط الأوراق من أجل المزيد من الضغط والتصعيد في الحرب النفسية ضد القوى والزعامات السياسية، وتحديداً الإطار التنسيقي، من خلال الدمج بين الفصائل المسلحة وزعاماتها. وهي التي لا يختلف اثنان على أنها بالفعل تشكل خطراً على العراق قد تدفعه للانخراط في أي تصعيد محتمل تشهده المنطقة، بين قوى وزعامات انخرطت منذ بداية التغيير في العملية السياسية، فكانت جزءاً من مشروع الغزو ومن المشروع السياسي الذي أسس له الحاكم المدني بول بريمر وبكل تفاصيله."
وأوضح قائلاً:" هذا الخلط يعقد الحلول المتوقعة، لأننا نعرف جيداً بأن عناوين متعددة، دستورية وغير دستورية، تداخلت مع الدولة في العراق. ولذلك فسيكون من الصعب جداً تفكيك العناوين وفرز مؤسسات الدولة عن غيرها إذا ما تم خلط الأوراق."
تصريحات ويلسون وتعليقات حيدر تعكس مساعي الإدارة الأمريكية الحالية لاستعادة العراق إلى دائرة نفوذها، وذلك ضمن استراتيجية أوسع لحصر السلاح بيد الدولة العراقية وفك الارتباط مع إيران. لكن التحديات التي تواجه هذه السياسة تكمن في تعقيد المشهد السياسي الداخلي في العراق، فضلاً عن التدخلات الإقليمية والدولية.
مع تصاعد الضغوط الدولية، يجد العراق نفسه أمام مفترق طرق في محاولة تحقيق التوازن بين القوى الإقليمية والدولية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة العراقية من تعزيز سيادتها الوطنية، أم ستتأثر بالصراعات المحيطة بها؟
إعداد: قسم الشؤون السياسية في "بغداد اليوم"