كل أسبوع.. تحروها في السبع الأواخر
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
كالعادة.. مضت سريعا أيام وليالى شهر رمضان المعظم، ولم يبق من أيامه المعدودات إلا أقل من ثلثه الأخير، وفى ليالى تلك الأيام المباركات يتحرى المسلمون ليلة القدر التى أخفاها الله عز وجل عن العباد، كما أخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة وغيرها، لنكثر من العبادة، ونجتهد فى العمل، فيظهر من كان جاداً فى طلبها حريصاً عليها، ومن كان عاجزاً مفرطاً، فإن من حرص على شئ جد فى طلبه، وهان عليه ما يلقاه من تعب فى سبيل الوصول إليه.
وليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان أرجى، لما جاء فى حديث ابن عمر رضى الله عنه أن رجالاً من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" رواه البخارى.
وقد تكون أحياناً ليلة إحدى وعشرين، كما جاء فى حديث لأبى سعيد، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء فى رواية عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه.
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام، قال النووى رحمه الله: وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة فى ذلك، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها.
ولكن هل من الممكن أن يرفع العلم بها بحيث يمر رمضان دون التعرف عليها؟.
يقول العلماء: لا يلزم أن يعلم من أدرك ليلة القدر وقامها أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم. وروى البخارى فى صحيحه عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم فالتمسوها فى التاسعة والسابعة والخامسة".
وفى شرح الحديث: قوله "فتلاحى فلان وفلان فرفعت" فيه استئناس لما يقال: إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع، كما جاء في الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" وقوله: "فرفعت" أى رفع علم تعيينها لكم، لا أنها رفعت بالكلية من الوجود.
وفى تقديرى أن ليلة القدر قد رفع العلم بها منذ أعوام عديدة، لكثرة الشحناء، بل كثرة القتل بين المسلمين، ومن تحراها بعلاماتها الواردة فى الأحاديث الصحيحة يعلم ذلك جيداً.
وأول تلك العلامات: ثبت فى صحيح مسلم من حديث أبىّ بن كعب رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها.
العلامة الثانية: ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسى في مسنده، وسنده صحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".
العلامة الثالثة: روى الطبرانى بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة بلجة " أى مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم، أي لا ترسل فيها الشهب.
هذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر فتحروها لعلها تصيبكم.
اللهم كما نصرتنا على أعدائنا قديما وحديثاً فى رمضان، انصرنا على أعدائنا، ومن أرادنا بسوء اجعل كيده فى نحره واقصم ظهره وافضحه فى الدنيا والآخرة يا رب العالمين.
وأخيراً أسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يوفقنا للدعاء فيها بما يحب ويرضى، وأن يعيننا دائماً على ذكره وشكره وحسن عبادته. [email protected]
اقرأ أيضاًالإفتاء: غدا المتمم لشهر رمضان والأربعاء أول أيام عيد الفطر المبارك
دعاء ختم القرآن في آخر أيام شهر رمضان.. ردده الآن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإفتاء تستطلع هلال شوال انتهاء أيام شهر رمضان شهر رمضان صلى الله علیه وسلم لیلة القدر
إقرأ أيضاً:
نص خطبة الجمعة غدًا 19 ديسمبر كاملًا
نص خطبة الجمعة.. كشفت وزارة الأوقاف المصرية، من خلال بيان لها، عن نص خطبة يوم غدًا الجمعة الموافق 19 ديسمبر، الذي يأتي تحت عنوان: الطفولة بناء وأمل.
نص خطبة الجمعة غدًا 19 ديسمبرقالت الأوقاف إن نص خطبة الجمعة غدًا يهدف إلى توعية الجمهوربأهمية بناء الإنسان الواعي بالعلم القادر على تحمل الزمن بالنجاح.
وجاء نص خطبة الجمعة كالتالي:
تبارك الله العزيز الحميد، العزيز الحميد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وهذه شهادة أن كل من ينطق بها يسعد، فقد هدى الروح بعجائب حكمته، ووسع الخلق بجلالة بركاته، وأسس الكون بعظمة ظهوره، وأرسل الهداية إلى أنبيائه ورسله، وأشهد أن سيدنا محمد ورسول، بسط قلبه، ورفع شأنه، وأكرمنا به، وجعلنا أمته. عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعده:
نص خطبة الجمعة غدًا
الطفولة هي أجمل ما في الوجود، وهي المصدر الحقيقي للحب والحنان في حياة الإنسان. الطفولة هي أحلى مراحل الحياة وأهم وقت في الحياة، والأطفال نعمة عظيمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى {وإن يزيدوا على نعمة الله لا تحصي}، ففي ابتسامتهم هناك البساطة، تفاعلاتهم بريئة، أحاديثهم مشوقة، مشاعرهم نقية، أنفاسهم كالزهور في فجر الربيع، حياتهم نقية وصفحاتهم بيضاء.
إذا كانت مهمة الزمن هي بناء إنسان يتمتع بالعلم، قادر على تحقيق النجاح وتجاوز التحديات، فاعلموا أيها الأعزاء أن جوهر تعليم الإنسان هو ذلك الحد، كما يبنى في طفولته يتشكل في حياته. مرحلة الطفولة تكون في رجولته، ويجب على المجتمع أن يستنفر لهذا البناء الكريم، ويجب على كل أب وأم أن يسارعوا إلى ذلك، وإعطاء الطفل كافة أوجه الرعاية، تقديم الاهتمام والترفيه والبهجة والمبادرة لملء فراغ الطفل حتى يدخل الحياة بسعادة وتفاؤل.
خطبة الجمعة
أيها السادة، إن ما تعلمناه من علمائنا الأجلاء أن القرارات تتوقف في الصغر وقد أثبتوا ذلك مع حالة الجنابة الكبرى صلى الله عليه وسلم. وهنا ينزل من منبره الكريم، ويقاطع خطبته السامية. مع اللطف والرحمة على تعثر حفيديه سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما. تخيل معي أن الصلاة التي كانت تجلب الراحة والسكينة والاطمئنان عن النبي صلى الله عليه وسلم من حضرته صلى الله عليه وسلم، قصرت بسبب بكاء صغير هنا إذن هو صلى الله عليه وسلم بإنهاء عهد التباطؤ والبطء وترك الأمر لما يهتم به في هذه الحالة من الرحمة واللطف تجاه الطفل. أشبع جوعه للمتعة والترفيه والتعليم بتطبيق نبوي فريد ومشرف لهذه القاعدة القرآنية {ففضل الله عليهم}.
أيها الناس، ألا يستحق أطفالنا لغة الاحترام والرقي والرحمة التي استرشد بها لسان النبي الكريم عندما عزّى طفلاً في موت طيره، وواسى خاطره، وتلطف معه، وأزال الحزن عن قلبه؟ القلب: يا أبا عمير ماذا فعل النغير؟ ألم يحن الوقت أن نجلس مع أطفالنا، لنستمع إلى أشواقهم وآمالهم، لنعيش آلامهم وهم ليطمئن كما لامست حضن النبي هذا الطفل الصغير، وهو طفل ذكي كتوم، يحفظ الجميل، ويتذكر كل لحظة طيبة بيد حانية.”