لجريدة عمان:
2024-06-27@08:31:30 GMT

مخاطر متزايدة في الأفق... هل الانفجار حتمي؟!

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

ليس من المبالغة في شيء القول إن هذه الفترة وبشكل خاص الأيام الراهنة والقليلة القادمة، هي من الأيام التي تتسم بالخطورة، بل وإمكانية التدهور والتصعيد المتزايد والتدحرج إلى صراع مفتوح يمكن أن يمتد إلى «ساحات» ومعارك أوسع برغم حرص مختلف الأطراف -نظريا على الأقل- على عدم توسيع دائرة الصراع. وإذا كان «طوفان الأقصى» الذي أدخل إسرائيل في أطول وأسوأ مواجهة عسكرية، بل أخطر حرب تخوضها إسرائيل منذ إنشائها، وعلى نحو يحمل نذر تشقق وبداية تفكك إسرائيل الدولة والمجتمع وتأكيد فشل إكمالها مائة عام على إنشائها، فإن مظاهر الخطر الذي يخيم في أفق المنطقة تجاوزت الافتراضات النظرية وبدأت تتجسد بشكل أو بآخر في ممارسات وصيغ وخطط تترجم مطامح وتطلعات جيوبوليتيكية لقوى إقليمية لا تمانع في إعادة صياغة الأوضاع في المنطقة في صورة مغايرة للوضع الراهن وما كان قائما طالما سيصب ذلك في مصلحتها الوطنية في الحاضر والمستقبل في النهاية، بل وتدفع نحوه بكل السبل الممكنة وتسعى لامتلاك الأدوات والسياسات التي تساعدها في ذلك.

وإسرائيل من أهم القوى الإقليمية التي تمارس ذلك وبقدر من الاستعجال أو الرغبة في فرض النفوذ الإقليمي في مواجهة القوى الإقليمية الأخرى الناشئة أو التقليدية، وليس مصادفة أنه بعد ستة أشهر من حرب طوفان الأقصى أن تسعى إسرائيل إلى التحرش الخشن بإيران من خلال الاعتداء السافر على مجمع سفارتها في دمشق يوم الاثنين الماضي الموافق الأول من أبريل الجاري. وتتمثل خطورة هذا الاعتداء ليس فقط في أنه انتهاك صارخ لاتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول والقواعد والقيود الحاكمة لها، ولكن، أيضا، في أن قصف مجمع السفارات الإيرانية في دمشق هو اعتداء على أراض إيرانية لطهران السيادة عليها بحكم القانون والمعاهدات الدولية، ناهيك عن الاغتيال المتعمد لسبعة من أبرز قيادات الحرس الثوري الإيراني في مقدمتهم الجنرال محمد زاهدي قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، والقيادي في الحرس الثوري الإيراني محمد هادي رحيمي الذي كان يقوم على تنسيق التعاون بين الحرس الثوري والمؤسسات الأمنية السورية واللبنانية، والمؤسف أن اجتماع 7 قيادات عسكرية وأمنية إيرانية رفيعة في المجمع الإيراني في دمشق خالف تعليمات القيادة الإيرانية بتعزيز أمن كبار الضباط الإيرانيين في سوريا خاصة بعد تعقب المخابرات الإسرائيلية لهم في سوريا وخارجها واغتيالها لمن تتمكن من اغتياله منهم.

وإذا كان فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهداف نتانياهو فيما أسماه «الانتصار المطلق» على حماس، وهو ما يعني هزيمته -نتانياهو- عسكريا برغم الدمار والهمجية التي استخدمها في التعامل مع غزة على مدى الأشهر الستة الماضية هو في الواقع من أكثر أسباب إثارة حنق نتانياهو وحكومته المتطرفة وهو ما يدفع به نحو التخبط وارتكاب أخطاء عسكرية قد تزيد الطين بلة في ظل حالة الاستنفار العسكري ورفع حالة الطوارئ في كل من إيران وإسرائيل والقيادة العسكرية الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط تحسبا للتطورات بين إسرائيل وإيران.

من جانب آخر فإن أطرافا أخرى تدفع نحو خلط الأوراق وزيادة المخاطر في المنطقة منها على سبيل المثال عدم قدرة فتح وحماس على مداراة خلافاتهما السابقة والتراجع، أو بمعنى أدق انتكاس اتفاقاتهما المبدئية في موسكو في اجتماعهما الأخير، وعودة الاتهامات والتراشقات المسيئة بينهما من ناحية وظهور خلافات حادة بلغت حد التحريض من جانب حركة حماس ضد الدولة الأردنية لهز الأمن فيها بشكل أو بآخر من ناحية ثانية وهو ما حذرت منه الأردن بشدة لما يمكن أن يترتب عليه من أخطار لن تقف بالتأكيد عند حدود الأردن. خاصة في ظل الزيارة التي قام بها كل من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة وقائد منظمة الجهاد الإسلامي الذي أكد على الدور الإيراني في «انتصار المقاومة في غزة»، ومعروف أن قائدي حماس والجهاد اجتمعا في إيران خلال زيارتهما لها قبل أيام!! ومع الوضع في الاعتبار تصاعد الهجمات البحرية من جانب جماعة أنصار الله في البحر الأحمر ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل وتصاعد الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد أهداف أنصار الله في اليمن، وزيادة التورط من جانب حزب الله العراقي وجماعة النجباء العراقية في قصف قواعد أمريكية وأهداف إسرائيلية «دعما لغزة» فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية بدأت تؤثر بشكل أو بآخر على مواقف إدارة بايدن ضد إسرائيل وهو ما عبر عن نفسه في تصاعد الخلافات بين نتانياهو وبايدن حول خطة إسرائيل لاجتياح رفح وحول محادثات إطلاق سراح الرهائن وتلويح واشنطن بأن سياساتها حيال إسرائيل قد تشهد بعض التغيرات وفق سياسات نتانياهو على الأرض.

وفي ظل خلط الأوراق المتعمد من جانب نتانياهو وأطراف أخرى لشراء الوقت إلى ما بعد عيد الفطر المبارك فإن السؤال هو هل تهاجم إيرانُ إسرائيل ردا على قصف مجمعها الدبلوماسي في دمشق؟ ومتى ومن أي اتجاه؟ وماذا يمكن أن يترتب على ذلك إذا حدثت المواجهة التي لا يرغب فيها أطرافها المباشرة على الأقل؟ وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة باختصار شديد إلى عدد من الجوانب لعل من أهمها ما يلي:

أولا: إن التصعيد الإسرائيلي هو تصعيد محسوب ليس فقط للمأزق الذي يواجهه نتانياهو وحكومته المعرضة للتفكك، ولكن، أيضا، لممارسة مزيد من الضغط على بايدن في ظل الانتخابات الرئاسية القادمة وعدم قدرته على التخلي عن إسرائيل أو تغيير سياسة إسرائيل حيالها. وبينما أكدت طهران أن نتانياهو يهدف إلى جرّ إيران إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل بضرب المجمع الدبلوماسي في دمشق، وهو افتراض صحيح، خاصة أن المناخ العام في المنطقة قد يقلل من معارضة واشنطن لهذا التوجه أكثر من ذي قبل، فإن نتانياهو حرص على مناقشة الموقف واحتمالاته مع بايدن في الاتصال الأخير «المتوتر والصعب بينهما» يوم الرابع من أبريل الجاري. على أنه من الأهمية بمكان أنه برغم الخلافات بين بايدن ونتانياهو إلا أن ذلك لا يؤثر على الالتزام الأمريكي بدعم إسرائيل خاصة في مواجهة إيران. وبعد الاتصال بين نتانياهو وبايدن قالت واشنطن إنها «تدعم إسرائيل بشكل كامل في مواجهة التهديدات من جانب إيران» وبالرغم من قيام إسرائيل برفع حالة الطوارئ واستدعاء الاحتياطي من جنود الدفاع الجوي وإلغاء الإجازات في الجيش الإسرائيلي تحسبا لرد إيراني على هجوم دمشق، فإنها تحتاج في النهاية إلى التنسيق مع واشنطن التي أبلغتها مسبقا بالهجوم الذي قامت به ضد المجمع الإيراني ومن شأن ذلك أن يزيد من خطورة إقدام نتانياهو على مزيد من التصعيد والتعلل بأي سبب ولو ضعيف لشن حرب يرى فيها غطاء لمأزقه الداخلي الذي يضغط عليه بشدة خاصة أنه لا يشك في أن واشنطن لن تقف معه بقوة.

ثانيا: إنه برغم الخلافات بين واشنطن وطهران وبرغم إدراك واشنطن للدور الإيراني في تشجيع جماعة أنصار الله وفي توجيه الصواريخ البالستية أو بعضها بواسطة خبراء الحرس الثوري في اليمن، فإن واشنطن لا ترغب في التصعيد بين إسرائيل وإيران خاصة أن نتانياهو أظهر قدرا من الرغبة في توجيه الموقف الإسرائيلي حسبما يريد سواء في غزة أو رفح أو حتى بالنسبة لإيران وهو ما يثير قلقه وهو ما دفع واشنطن إلى زيادة تحذيرها لنتانياهو خاصة في الظروف الراهنة، ولكن نتانياهو لا يرى سوى مصالحه الذاتية والتي يرى مصالح إسرائيل من خلالها وفي مواجهة الجميع.

ثالثا: إنه من المؤكد أن تطاول إسرائيل ضد مجمع إيران في دمشق أحرج طهران داخليا وإقليميا ودوليا، وبالرغم من قيام إسرائيل باستهداف منشآت إيرانية داخل إيران واغتيالها قيادات عسكرية رفيعة تعمل في سوريا فإن قصف المجمع الإيراني في سوريا سيدفع إيران على الأرجح إلى العمل على ردع إسرائيل بشكل أو بآخر، وهو ما عبّرت عنه التصريحات الإيرانية العسكرية والسياسية رفيعة المستوى، وبالرغم من أن المخابرات الأمريكية توقعت رد إيران ضد إسرائيل مع نهاية شهر رمضان فإن إيران لا تحبذ المواجهة المباشرة مع إسرائيل ومن خلفها أمريكا. ومن خلال «مبدأ الصبر الاستراتيجي الإيراني» وقدرة طهران على صياغة رد فعلها على النحو الذي يحقق مصالحها الوطنية حسبما تراها هي، فإنها ستفوت الفرصة على إسرائيل لجرها إلى مواجهة وستدخر على الأرجح موعد وظروف ذلك إلى وقت تحدده هي بعقل بارد، وقد يكون البديل تحريك بعض الميليشيات لشن هجمات محسوبة ومسيطر عليها ضد إسرائيل ووقفها قبل أن تتفاقم أو تخرج عن السيطرة، وهذا خيار يمكن أن يساعد على تبنّيه وصول مفاوضات التهدئة في غزة إلى نتائج إيجابية قد تسهم مختلف الأطراف في صنعها تجنبا لمخاطر حريق آخر في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرس الثوری الإیرانی فی فی المنطقة فی مواجهة فی سوریا من جانب فی دمشق یمکن أن فی غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

سر الكتلة الرمادية.. مرشح الإصلاحيين بوجه انتقادات خامنئي

تنطلق الانتخابات الرئاسية الإيرانية، الجمعة، لاختيار خلفا للرئيس إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث مروحية الشهر الماضي، وذلك بدعم عدد من الإصلاحيين للمرشح مسعود بازشكيان.

ورأى محللون أن فرص بازشكيان قد تكون قائمة بالفعل، حال تحركت ما توصف "بالكتلة الرمادية"، وكان هناك إقبال كبير في الانتخابات، في وقت انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، بشكل غير مباشر، المرشح الإصلاحي، ومن قال إنهم "يعتقدون أن كل ما هو جيد يأتي من أميركا".

وكان آخر الداعمين لبازشكيان، الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، إذ دعا إلى التصويت لصالحه معرباً عن أمله بأن يتمكن من تحسين العلاقات مع الدول الغربية.

ونقلت وكالة فرانس برس، أن روحاني قال في مقطع فيديو، الأربعاء، إن بازشكيان يتمتع بعدة "مزايا مثل النزاهة والشجاعة والوفاء تجاه الأمة"، تمكنه أن يصبح رئيساً للجمهورية، مضيفًا: "أطلب ممن يريدون إرساء علاقات بناءة مع العالم والاعتدال التصويت لصالح الدكتور مسعود بازشكيان".

ويبلغ المرشح الإصلاحي 69 عاماً، وهو أحد المرشحين الثلاثة الأوفر حظاً، في حين أن المرشحين الرئيسيين الآخرين هما رئيس البرلمان المحافظ، محمد باقر قاليباف، والآخر المتشدد سعيد جليلي، الذي قاد التفاوض مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي.

وحصل بازشكيان، الثلاثاء، بالفعل على دعم الرئيس الأسبق الإصلاحي محمد خاتمي.

أسئلة وإجابات عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران يتوجه الإيرانيون في 28 من يونيو إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد خلفا لإبراهيم رئيسي الذي قتل في 19 مايو في حادث تحطم مروحية.

واعتبر الباحث السياسي، حسن المصطفى، في حديثه للحرة، أن دعم خاتمي لبازشكيان ترجع أهميته إلى أنه "لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى التيار الإصلاحي وهذه الشعبية يسعى لأن تكون محفزا لهذا التيار لمشاركة أوسع في الانتخابات".

خامنئي.. وخلافات قديمة

ودعا خامنئي في خطاب، الثلاثاء، بمناسبة عيد الغدير، إلى "أقصى حد" من الإقبال على الانتخابات الرئاسية "للتغلب على العدو"، منددا بالسياسيين الذين وصفهم بأنهم يؤمنون بأن كل شيء جيد يأتي من الولايات المتحدة، وفق أسوشيتد برس.

وأضافت الوكالة أنه رغم عدم ذكر أي مرشح بعينه، يبدو أن تعليقات المرشد تقوض بشكل مباشر ترشيح الإصلاحي الوحيد في السباق، بازشكيان.

ولطالما حث الأخير، خلال خطاباته، على ضرورة عودة إيران إلى الاتفاق النووي لعام 2015 وزيادة تواصلها مع الغرب.

وقال المحلل السياسي الخبير بالشؤون الإيرانية، جعفر الهاشمي، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن خامنئي لديه شريحة كبيرة من المجتمع الإيراني من المتشددين لديهم توجهات واضحة، مضيفًا أن خطابه "عبارة عن توجيه أو إشارة لهم بشأن من سيصوتون له".

بازشكيان وسط أنصاره في طهران

وأضاف أنه "عادة في الانتخابات يكون المرشح الذي يشير إليه خامنئي هو الفائز".

من جانبه اعتبر المصطفى أن "هناك تباينا فكريا واضحا ما بين خامنئي وخاتمي تعود جذوره لأيام قائد الثورة الخميني، حين كان لكل واحد منهما مسارا مختلفا، وكان الخميني هو من يضبط إيقاع الاختلاف بين التيارين.

وتابع، في حديثه للحرة، أنه في غياب الخميني "لم تعد هناك شخصية قادرة على إيجاد التوازن بين هذه القوى، خصوصا مع تركز الصلاحيات التي منحها الدستور الإيراني بيد مرشح المرشد، مما يجعل خاتمي والإصلاحيين يستنجدون بالشعب الإيراني، ويوجهون له خطابات من أجل أن يكون رأي الشعب هو الميزان".

ولفت إلى أن بازشكيان أكد ضرورة إحياء الاتفاق النووي "وهو الأمر الذي لا يريد المرشد أن يتم وفق ما يعتبره تنازلا من إيران للولايات المتحدة، أو تفريطا فيما يراه حقوقا أساسية للدولة".

"إصلاح ولكن"

وخلال مقطع الفيديو، الذي دعم فيه مرشح الإصلاحيين، ركز روحاني على رغبة بازشكيان في إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع الدول الكبرى، الذي مهد لتحسين العلاقات مع الغرب خلال ولايته.

وانسحبت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في 2018 في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات شديدة على إيران، ولاتزال المفاوضات لإحياء الاتفاق تراوح مكانها.

وقال روحاني: "يتعين علينا التصويت لصالح شخص مصمم على إلغاء أي عقوبة على الشعب الإيراني".

وعلى النقيض، خلال خطاب خامنئي (85 عاما)، كانت الهتافات لا تتوقف عن القول "الموت لأميركا. الموت لإسرائيل"، مما جعل المرشد يحث الحشود على الهدوء، وفق فرانس برس.

خامنئي بلقطة أرشيفية

ويرى الهاشمي أن الإصلاحيين يحاولون "التغيير لكنهم يدركون أن المشكلات القائمة غير قابلة للعلاج في ظل المنظومة الحاكمة، ولا يسمح لهم بالتصريح بشأن الأمر لأن ذلك سيقود إلى طردهم من الساحة السياسية".

وأوضح في حديثه للحرة: "يركزون على مطالب معينة ويتوقفون عند سقف ما، وتحدث بازشكيان عن أنه لن يغير شيئا، وسنكون ضمن استراتيجية القيادة في إيران"، مضيفًا أن خامنئي يدرك ذلك وأوصل رسالته إلى المصوتين ومنهم الداعمين للإصلاحيين بأنه "حتى لو منحتم صوتكم لهم، فأن لهم أسقف معينة".

كيف تنتخب إيران رئيسها؟ تعتزم إيران تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في 28 يونيو الجاري، على إثر وفاة رئيسها السابق، إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية. 

وبحسب أسوشيتد برس، فقد عبر الناخبون في جميع أنحاء طهران عن لامبالاة واسعة النطاق بشأن الانتخابات، في حين تواجه إيران وضعا اقتصاديا سحقته العقوبات الغربية واحتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد وفاة مهسا أميني عام 2022، ورفض نساء ارتداء الحجاب الإلزامي في البلاد.

هل ينجح بازشكيان؟

وقال محللون إن عبور بازشكيان للمرحلة الأولى من الانتخابات ودخوله في جولة ثانية، سيكون حافزا كبيرا لما يمكن وصفها بالكتلة الرمادية التي تتردد في المشاركة في الانتخابات.

وقال المحلل السياسي هاشمي: "يريد خامنئي عدم مشاركة الكتلة الرمادية، لأنها لو صوتت لصالح الإصلاحيين سيكون هناك واقع جديد في إيران، في وقت يرغب أن يكون هناك رئيس خاضع لسياساته".

ونقلت أسوشيتد برس أيضًا عن محللين، أن بازشكيان بحاجة إلى إقبال واسع على التصويت في الانتخابات "وهو أمر غير مرجح نظرا لحالة اللامبالاة السائدة في البلاد".

وأشارت الوكالة إلى أن حملة المرشح الإصلاحي ركزت، حتى الآن، على جذب أصوات الشباب والنساء والأقليات العرقية في إيران.

لافتة دعائية للمرشح الإصلاحي في الانتخابات الإيرانية

ويرى الهاشمي أنه إلى الآن "لا توجد مؤشرات على أن الإصلاحيين نجحوا في تحريك المياه الراكدة ودفع الكتلة الرمادية للتصويت"، مشيرًا إلى موقف فائزة هاشمي رفسنجاني، الابنة الثانية للرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997) التي تقبع في السجن بتهمة "تحريض مثيري الشغب على الاحتجاج في الشوارع".

وقال للحرة إن موقفها، كشخصية إصلاحية بارزة، بأنها لن تشارك في الانتخابات "يعني أن هناك نخبا إصلاحية لم تقتنع بعد بالمشاركة، وتدرك أنه لن تكون هناك مشاركة واسعة".

بدوره أوضح المصطفى أنه حال وصلت نسبة المشاركة، كما المتوقع في حدود 50 بالمئة، "فإن حظوظ المرشح الإصلاحي سوف تكون أقل من بقية المنافسين المتشددين، وتحديدا جليلي وقاليباف، لأنه في حال الذهاب لجولة ثانية فإنه على الأغلب سيكون فيها المرشح الإصلاحي مع أحد المتشددين وحينها سيصوت الأصوليون لمرشحهم بكثافة".

لكن الهاشمي أشار إلى أنه حال وصول بازشكيان "إلى جولة ثانية من الانتخابات، أعتقد أن في هذا الوقت يمكن أن تتحرك الكتلة الرمادية التي سيكون بيدها القرار النهائي حيث تشكل الأغلبية في الشارع الإيراني".

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: إسرائيل تعيد تشكيل مجموعات العمل لـ"نووي إيران"
  • سر الكتلة الرمادية.. مرشح الإصلاحيين بوجه انتقادات خامنئي
  • واشنطن تفرض عقوبات على شبكة ظل تنقل المليارات لصالح الجيش الإيراني
  • تقاطع مصالح في التصعيد بين إسرائيل وإيران
  • مصدر إيراني: هجمات “من شتى الاتجاهات” على إسرائيل إذا شنت حربا شاملة على “حزب الله”
  • واشنطن تفرض عقوبات على 50 كيانًا وشخصًا بتهمة نقل مليارات الدولارات لصالح إيران
  • عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران
  • واشنطن تفرض عقوبات على شبكة تنقل المليارات للجيش الإيراني
  • إيران جار حتمي للعراق: مجلة تنصح واشنطن بتناول حبة الدواء المر
  • جنرال أميركي: الهجوم الإسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع