تظل القضية الفلسطينية بالنسبة لجيل مضى وجيل حاضر وآخر قادم، هى الشغل الشاغل، وهى الجرح الغائر والقلب النازف، والأمل الموعود، والحلم الباقى مهما طال الأمد ومهما تعاقبت المحن ومهما ساد الظلم والجور، ووصلنا إلى تلك الأيام الفارقة فى تاريخ الأمة وتاريخ القضية والشعب الفلسطينى الصابر والمقاتل المحتسب على مدار خمسة وسبعين عاماً وستة أشهر، والذى تعرض لأبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية من تدمير وخراب وحصار وجوع وعطش، ولن ننسى ولن ينسى التاريخ والعالم ما فعلته الصهيونية فى غزة، وما اقترفته أيدى الغرب من قتل الصغار والرضع وحصار المستشفيات والمدارس وحرق المخيمات والملاجئ على مرأى ومسمع من جميع المنظمات الدولية والحكومات العاجزة عن وقف تلك المجازر وهذه الوحشية للكيان الصهيونى المحتل.
أما بطولة الشباب، فالضابط أدهم هو دياب، والأخ الطبيب أمير المصرى، أما الشابة الفلسطينية مليحة فهى للممثلة الشابة سيرين خاص …وهناك هشام الطبيب المصرى على الطيب …. وجميعها أدوار بسيطة فى تكوينها الدرامى وبنائها الإنسانى حتى مليحة لم تكن على قدر المعنى والمغزى المراد من الشخصية.. اللافت للنظر هو تلك المقدمة السردية التسجيلية بصوت سامى مغاورى وهو يروى لحفيده والجمهور المتلقى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى منذ بدايات الادعاءات اليهودية، وأصل الحكاية ووعد بلفور ١٩١٧ وديموغرافية التركيبة السكانية لفلسطين قبل ١٩٣٦، وحرب فلسطين الأولى ضد المهاجرين من العصابات الصهيونية حتى حرب ١٩٤٨ وقيام الدولة اليهودية على أرض عربية فلسطينية، ثم حرب ١٩٦٧ ثم نصر أكتوبر ١٩٧٣ والمجازر الصهيونية ضد أصحاب الأرض، وظهور مصطلح اللاجئين ولجوئهم إلى الأردن وسوريا ولبنان وتونس وتكوين منظمة التحرير وفتح ثم حركة حماس الذراع العسكرية للمقاومة الفلسطينية مروراً بالانتفاضة الأولى فى تسعينيات القرن الماضى إلى الانتفاضات المتتالية فى الألفية الثانية… ثم تنفجر ظاهرة الدواعش والحركات الجهادية الإرهابية على حدود مصر شرقاً وغرباً، خاصة بعد ثورات الربيع العربى والفوضى الخلاقة.. وتبدأ أحداث المسلسل فى خط درامى أحادى بسيط ومباشر بصورة غريبة حيث الشابة الفلسطينية مليحة تهرب من ليبيا ومنفذ السلوم بعد أن تتكشف لنا قصتها فى لقطات فلاش باك واسترجاع لماضى طفولة حزينة فقدت فيها الأب والأم والخال واضطرت للهروب مع جدها وجدتها للعيش فى ليبيا حتى سقوط نظام القذافى وانقسام ليبيا ودخول الدواعش، وفى السلوم تتعرض القافلة لعملية انتحارية إرهابية لكن الضابط أدهم ينقذها وأسرتها لكن الجد يصاب ويموت فى المستشفى.. وتعود مليحة مع جدتها للقاهرة لتجهيز جواز السفر إلى غزة.. وننتقل إلى شقة والدة الضابط التى تعيش أمام أخيها وترغب فى زواج ولديها الضابط والطبيب من بنات أخيها وتتم الخطبة وفى منتصف الأحداث تصاب زوجة الخال بالسرطان، وتحدث مفارقات للطبيب مع الجزار والد الأطفال الذين يدرس لهم الطبيب دروس لغة إنجليزية، ولا توجد أى إشارة لأحداث ٢٠١٢ وحكم الإخوان والاضطرابات التى كانت تسود مصر آنذاك، ويضطر الضابط لتسليم نفسه لكتيبته فى سيناء حيث تهرب مليحة لمنزل الشيخ سالم شيخ قبائل بدو سيناء الذى يعمل لصالح الجيش والشرطة المصرية يساعدها على الوصول إلى غزة دون جواز سفر.. ويتعرض الشيخ وضيوفه لهجوم إرهابى ويذبح ابنه أمامه باعتباره خائناً لهؤلاء الجهاديين.. ويقتحم الضابط أحد الأنفاق لينقذ مليحة والشيخ سالم.
أغنية التتر من موسيقى ورقصات تعبيرية ولوحات فنية مبهرة و عميقة المضمون، لكن فى ملامح أفريقية أكثر منها فينيقية، كما أن بعض الملابس لا تعبر عن فلسطين ولا عن سيناء، وإنما ملابس بدو صحراء المغرب.. هناك العديد من الروايات والقصص التى تنتمى لأدب المقاومة أو الأدب الفلسطينى حتى تكون الدراما أكثر فنية وليست مجرد تسجيلية.. ومع هذا العمل نقطة ضوء فى سماء الدراما، لأن مليحة هى فلسطين الأرض والأهل وتحرير الأقصى قضيتنا وقبلتنا حتى يعود الحق لأصحابه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجازر الصهيونية جرائم الحرب والإبادة الجماعية فلسطين مليحة القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
محافظ جنوب سيناء يلتقي مطران دير سانت كاترين في أثينا
التقى الدكتور خالد مبارك، مُحافظ جنوب سيناء، بالمُطران "ديمتريوس ديميانيوس"، مطران دير سانت كاترين، في مقر إقامته بأثينا، وذلك بحضور السفير عمر عامر، سفير جمهورية مصر العربية لدي أثينا.
جاء اللقاء في إطار التواصل والتنسيق المُستمر والتعاون المُثمر والبناء والتاريخي بين محافظة جنوب سيناء ومُطرانية "دير سانت كاترين" الأثرية.
وأكد مُحافظ جنوب سيناء، على التعاون المُستمر مع الدير، مشيراً إلى الجهود المبذولة لحماية التُراث الديني والثقافي للدير، باعتباره رمزًا دينياً وتاريخياً هاماً.ويأتي ذلك ضمن مساعي تطوير منطقة "سانت كاترين" بالكامل، بهدف إبراز هذه البقعة المُقدسة بأبهى صورة، تقديراً لقيمتها الروحية كأرض "التجلي الأعظم"، وتحويلها إلى مزار سياحي عالمي يعكس تفردها.
من جانبه، أعرب المُطران "ديمتريوس" عن شكره للمُحافظ على جهود الدولة في تطوير مدينة "سانت كاترين" تحت رعاية فخامة الرئيسعبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، متمنياً دوام التعاون لتحقيق التطوير المُستمر للدير لخدمة زواره من السائحين من مُختلف أنحاء العالم كمزار ديني وسياحي. ووعد المُطران بزيارة المُحافظ فور عودته من اليونان تلبية للدعوة الكريمة.
وفي ختام اللقاء، تبادل الجانبان تقديم الهديا التذكارية، وقدمت المحافظة نموذجاً مصغراً لدير سانت كاترين تعبيرًا عن التقدير وحرصًا على استمرار التعاون الذي يحقق المصلحة العامة ويعزز الروابط التاريخية والثقافية العريقة.
1000034892 1000034894