وسط أجواء رمضانية مباركة، ونفحات إيمانية خاشعة، احتفلت مصر والعالم، قبل أيام، بـ«يوم اليتيم»، فى أول جمعة من شهر أبريل، التى تصادفت مع آخر جمعة بالشهر الفضيل.
تلك المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا، أدخلت البهجة والسرور على قلوب الأيتام، فى يوم عيدهم، الذى يمكن اعتباره عيدًا للمصريين جميعًا، خصوصًا فى ظل سمو المناسبة، وأهدافها النبيلة.
نتصور أن فكرة الاحتفال بيوم اليتيم، خصوصًا عند المصريين، ليست بالجديدة، حيث أن الكثير من الرسومات الفرعونية، تؤكد أن القدماء قاموا بالترفيه عن الأطفال الأيتام، ثم جاء الإسلام ليعزز تلك الفكرة، ويجعلها فى مرتبة عظيمة.
لقد كان «يوم اليتيم»، فكرة مصرية خالصة، كان الهدف منها التركيز على احتياجاته العاطفية، ولفت أنظار العالم له، ثم لاقت فكرة تخصيص يوم لليتيم، دعمًا كبيرًا من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعى، وصولًا إلى قرار رسمى بإقامة يوم عربى لليتيم من أقرَّه مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب فى دورته السادسة والعشرين.
وعندما تقرر تخصيص يوم لليتيم فى الدول العربية والاحتفال به، انتقلت الفكرة السامية والراقية، من النطاق المصرى إلى العربى، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يومًا مخصصًا للاحتفال بالأطفال اليتامى.
لقد وضعت الشريعة الإسلامية الأيتام فى مكانة خاصة ومنزلة عالية، حيث تدعو دائمًا إلى رعايتهم والعمل على قضاء حوائجهم وتقديم كل أشكال الرعاية لهم، للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان الذى يفتقدونه، باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، لذلك ينبغى على الجميع أن يُشعر اليتيم بوجودنا إلى جانبه، ليس فى أبريل فقط، بل فى كل أيام العام.
كما أن تخصيص يوم للاحتفال بالطفل اليتيم فى مصر والعالم العربى تعد بمثابة رسالة لجميع الأيتام بأن المجتمع لا ينساهم، وأنهم جزء أصيل لا يتجزأ منه، خصوصًا أن الشريعة الإسلامية تجعل رعايتهم وتلبية مطالبهم من مقاصدها.
وقد خَصَّ الإسلام مَن يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله عز وجل، فما بالنا بمن يقوم بزيارته باستمرار ولا ينقطع عنه ويرعى شئونه ويُدخل الفرحة والسرور على قلبه.
إن الأطفال الأيتام لهم حق أصيل على المجتمع بكل أفراده وطوائفه، فلا يقتصر على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط، ولذلك نوجه الدعوة إلى زيارة الأيتام طوال العام، من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، خصوصًا أن دور رعاية الأيتام تفتح أبوابها طوال العام وليس يومًا واحدًا فقط.
لعل ما يُبهج القلب أن أعداد الأيتام المشاركين فى الاحتفال بيوم اليتيم زادت خلال الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ، وتحول الأمر إلى احتفال سنوى على مستوى كافة الهيئات والمؤسسات، ولذلك تولى الدولة المصرية اهتمامًا خاصًّا بيوم اليتيم، ولذلك لا أقل من تطوير فكرة الاحتفال، من خلال تخصيص صندوق لرعاية الأيتام.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رضا سلامة الدولة المصرية وزارة التضامن الاجتماعي الأطفال الايتام یوم الیتیم خصوص ا
إقرأ أيضاً:
مستشارو ترامب يتوقعون اختفاء فكرة ملكية غزة
كشف صحيفة نيويورك تايمز عن مستشارين لدونالد ترامب أنهم يتوقعون أن تختفي فكرة ملكية غزة بعد أن اتضح للرئيس الأمريكي أنها غير قابلة للتطبيق، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
سفير أمريكي سابق لدى اسرائيل: مقترح ترامب بشأن غزة غير جاد الكويت تجدد دعمها الثابت لفلسطين وترفض مقترحات ترامب بشأن غزة تصاعد موجات التطرف في المنطقةوذكرت صحيفة نيويورك تايمز، سابقًا أن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل اعتبر أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة "ليس جادًا"، محذرًا من أن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى تصاعد موجات التطرف في المنطقة.
الواقعية السياسية والدبلوماسيةوأشار السفير السابق، وفقًا للتقرير، إلى أن هذا النوع من المقترحات يفتقر إلى الواقعية السياسية والدبلوماسية، مشددًا على أن أي تحرك أحادي الجانب بهذا الشكل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار بدلاً من تحقيق أي حلول عملية.
كما حذّر من أن تداعيات اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قد يدفع هذا الطرح بعض الأطراف إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما يعقد فرص التوصل إلى تفاهمات إنسانية.
ويأتي هذا التقرير في ظل الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامب الأخيرة، التي اقترح فيها سيطرة أمريكية طويلة الأمد على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الدول التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
جددت الكويت اليوم موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية، حيث أكدت أن هذا الحق يمثل حجر الزاوية في أي حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى "رفض دولة الكويت القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف أن هذه السياسات تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة".
في الوقت ذاته، دعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف"، مع ضرورة "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة"، وهو ما يتماشى مع الموقف الكويتي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وكان ترامب قد اقترح في تلك التصريحات فرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على القطاع" متوقعًا أن تكون لها "ملكية طويلة الأمد" هناك.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية أعمال إعادة الإعمار في غزة، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" التي يمكن أن يستمتع بها كل العالم"، كما وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، وذكر أن السكان يجب أن يغادروا إلى دول أخرى بشكل دائم.
واستطاع ترامب في تصريحاته الأخيرة إلقاء الضوء على مقترحات سابقة له بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث برر ذلك بعدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع نتيجة للدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.
وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا دوليًا واسعًا، في وقت كانت الكويت قد أكدت فيه مرارًا على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مع التزامها التام بدعم حقوق الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية.