لجريدة عمان:
2025-03-09@02:24:03 GMT

هل يستحق الأمر قفزة جديدة؟

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

هل يستحق الأمر قفزة جديدة؟

العزيزة مريم.. لا أعلم إذا ما كنتِ ستنتبهين إلى هذه الرسالة في بريدك الإلكتروني، لم يعد هنالك من يكتب رسائل مطوّلة بأي حال، اخترتُ هذه الطريقة لأن رسائل المحادثة الفورية تُغفل تلك النظرة الواسعة المسترسلة لما يلوّن ملامح الأيام، أعني القفزات التي تُشكّل مفترقات الطرق بين مرحلة وأخرى، والتي قد لا يلحظها أحد لو لم نخبره بأنها كانت فارقة حقًا.

كيف هي أمستردام هذا الربيع؟ ككل السياح الذين يرتكبون الحماقات نفسها كل مرة، أعود لمقاطع الفيديو التي صورتها العام الماضي، على أمل أن أسمع أجراس الدراجات الهوائية وأشاهد تدرجات الغروب مثلما رأتها عيناي لأول مرة، لكن ذلك الضوء الذي يشعّ في خلفية المشهد، ويُسقط عليه غِلالة من الحنين، لم يعد موجودًا.. ثمة كثافة في التجربة تفتقر إليها الذكرى أحيانًا.

أنهيتُ البارحة رواية سالي روني التي استعرتُها منكِ في ديسمبر الماضي، أحببتُها بقدر ما كرهتها، مثل من ينظر لصورة في المرآة فيرغب في كسر المرآة لئلا يتذكر ما يهرب من رؤيته.

أعرف أن كل ما نعيشه يزداد تعقيدًا مثل كرة ثلج لا تتحطم في آخر المنحدر، صور العنف المباشر وغير المباشر، المعضلة الأخلاقية في كل فعل ونقيضه، الخيارات اللانهائية في العلاقات العاطفية وغير العاطفية، ومن ثم العودة للأسئلة التي لم تعد ثمة إجابات بديهية لها، من قبيل: ما الحب؟ على مقطع من الرواية تغرق فيها عيون أليس بالدموع وهي تستمع لغناء الرجل ذي الجسد الرفيع، الذي لا يقرأ حرفًا واحدًا مما تكتبه في رواياتها، تكتبين في الهامش بحبر أزرق جاف، وبخط كبير واضح: يحدث الحب لأسباب كهذه دومًا، كم أودّ أن أذهب معكِ إلى هذه الـ(دومًا) لكنني مثلما تعرفين، سأختار تسمية ما شعرت به أليس بالافتتان بدلًا من الحب، وسأتردد كثيرًا في إضافة كلمة دومًا في آخر الجملة.

أتتبع هوامشكِ على رواية جابر الأولى، صديق قديم آخر يقرر الانسحاب بدلًا من محاولة إنقاذ ما يتبقى من الصداقة بعد خيبات أمل متواصلة، من الذات ومن الآخر في الآن عينه، تكتبين في هامش الصفحة الرابعة والخمسين: يسيطر على جابر هذا الهاجس دومًا، خلاصة جديدة تكرر نفسها في صفحات لاحقة.

أفكّر في الخُلاصة التي نؤطر بها بعضنا، في الأمور التي ستضعين تحتها خطًا لتقولي: هذا ما تفعله فاطمة دومًا. لنقُل مثلًا فصل الثياب لأربعة أقسام مختلفة قبل الغسيل، اختيار أقراط كلاسيكية مع إضافةٍ ما غير مألوفة، والشكوى من ضيق الوقت طيلة الوقت، في حين أنني سأضع خطًا تحت إشارة لك حول عدم قدرتكِ على التوصل إلى ما هو بديهيّ لدى الآخرين، وأحتفظ بفيديو قصير لكِ على سناب شات منذ أربع سنوات، تقولين فيه بأن الاكتئاب في إسطنبول أخف وطأة بكثير من الاكتئاب في صيف مسقط، لنضحك عليه معًا كل صيف، في مسقط.

على ذكر الضحك، كنتُ في مكتب رئيس القسم اليوم، أناقشه في إمكانية الحصول على عقد مكتوب مقابل مهام العمل الإضافية، مثل بقية زملائي لا أكثر، بالتأكيد لم يجد تبريرًا لتطبيق اللوائح والأنظمة على موظفين بعينهم، وإبقاء آخرين في مربع استثناء ذهبي، لا يجرؤ أحد على الإشارة إليه، لكنه لم ييأس من محاولة التنظير للمسألة، قال لي وهو يمطُّ ظهره وشفتيه إلى الأمام في محاولة للتظاهر بالجدية: «ما لازم نقارن نفسنا بحد، يعني لو حد قحم من فوق الجدار نسير نقحم كماه؟» وددتُ حينها أن أرد عليه بالإيجاب، لمَ لا أقفز أنا أيضًا ما دام الذين قفزوا ما زالوا واقفين قرب نوافذهم العالية، هذا بعد أن تعبوا من التسلق بالطبع.

يحيرني تشابه الاستعارات التي يتداولها رؤساء الأقسام في اجتماعاتهم الجانبية مع صغار الموظفين، أذكر أن رئيس القسم السابق كان لا يمل من ذكر حادثة تعرض لها في بداية عمله في الشركة، كان قد أمضى ليلته في المكتب لفرط انشغاله، وانتبه في الفجر عندما شعر بحركة جرذ على جسده المستلقي على الكنبة.

أظنه يتصور أن لهذه القصة وقعًا محفّزًا لموظف لا يزال في أول الطريق، لا بد له من أن يكون صبورًا ومُقبلًا على التجارب كلها بلهفة، هذا أقل ما ينبغي أن يكون عليه، لا سيما إذا لم يقفز جرذ على جسده حتى الآن، لكنني لا أحمل هم الطريق، لا أفكر بغير الخفّة التي تجنبني تسلق السلالم، أفكر بعبورٍ هادئ، يشبه سيري في ممر مظلم لا تنتبه فيه المستشعرات لخطواتي، وبالعتمة وهي تلفّني بحنو حتى آخر الممر، ولكن حتى أكون صادقةً، لن يكون هذا كافيًا لو لم يطوقني الحب من جهةٍ واحدة، كتفٌ واحد سيكفي حين لا تكف الأرض عن الميلان من تحتي. هذا ما تقوله شاعرة لم أقرأ لها غير نص قصير تقول فيه:

«أحب الألفة

التي تعين امرأةً ثقيلة

على صعود درج بيتها الطويل

برفقٍ وتأنٍّ

وأحلم بالحبّ

الذي يجعلها لا تنتبه

للمصعد

أو لطول الدرج

في ذهابها المستمر لملاقاته».

وأنا أحب تلك المرأة التي تتكئ على الحلم بالحب «دومًا»، وتنسى فكرة السقوط، لهذا أكتب إليكِ، في مطلع صيف مسقط، وأنتِ هناك في حلم ربيعي لا تؤرقك فكرة الاستيقاظ منه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

برج الثور .. حظك اليوم الأحد 9 مارس 2025

عيد ميلاد برج الثور (21 أبريل - 20 مايو)، ويتوافق مع مجموعة من المواليد في الحب والزواج ومنها برج الثور والعقرب والجوزاء والميزان.


نستعرض خلال السطور التالية توقعات برج الثور وحظك اليوم الأحد 9 مارس 2025 على المستوى العاطفي والصحي والمهني.


توقعات برج الثور وحظك اليوم الأحد 9 مارس 2025 

 عالج كل مشكلة في حياتك الشخصية بينما سترى العديد من الفرص لإثبات نفسك في حياتك المهنية، ماليًا، ستكون في حالة جيدة وصحتك سليمة.

توقعات برج الثور على الصعيد المهني  

 التعاون والتركيز على النتائج العملية من شأنه أن يعزز مسارك المهني، قد تجلب المشاريع الجماعية رؤى جديدة وفرصًا للتقدم. كن منفتحًا على الأفكار الجديدة وعلى استعداد للمساهمة بمهاراتك الفريدة في الجهود الجماعية في حين أنه من المهم أن تظل واقعيًا، فإن إظهار القليل من المبادرة يمكن أن يؤدي إلى تطورات واعدة.  


توقعات برج الثور صحيا
 

يمكن للنشاط البدني، حتى المشي القصير، أن يعزز مزاجك ومستويات الطاقة لديك، انتبه لإشارات جسمك وخذ فترات راحة عند الحاجة. سيدعم النظام الغذائي المتوازن صحتك العامة. يضمن التركيز على كل من الصحة العقلية والجسدية الحفاظ على حيويتك وقدرتك على الصمود طوال اليوم.. 


توقعات برج الثور اليوم عاطفيا  

حافظ على هدوئك وصبرك طوال اليوم وسترى كم هي جميلة الحياة العاطفية، تتطلب بعض علاقات الحب المزيد من التواصل وتأكد من تعريف الحبيب بوالديه، تنتهي بعض علاقات الحب لأسباب غير متوقعة.


توقعات برج الثور الفترة المقبلة 


يشاهد المتخصصون في تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والضيافة والهندسة المعمارية والتصميم والرسوم المتحركة فرصًا جديدة في الخارج. يجب ألا يتردد قادة الفريق والمديرون في تنفيذ الأفكار المبتكرة لأن النتائج ستكون إيجابية.

مقالات مشابهة

  • برج الثور .. حظك اليوم الأحد 9 مارس 2025
  • مواصفات عالية وأسعار اصلاح تصدمك.. هل يستحق هاتف شاومي 15 ألترا الشراء؟
  • عابد فهد.. أستاذ مسرحي
  • “المثمر”.. برنامج يحقق قفزة في إنتاجية الزيتون بالمغرب
  • هل يستحق الانتظار؟ كل ما تحتاج معرفته عن هاتف آيفون القابل للطي
  • جستنية: الاتحاد يتعادل بطعم الفوز والقادسية يستحق الانتصار
  • الحب والتأمل في الوجود
  • قفزة هائلة لصادرات المغرب من الحبوب إلى إسبانيا
  • المغرب يحقق قفزة نوعية في مؤشر الحرية الاقتصادية 2025 ويصعد 15 درجة عالميًا
  • نوير ضحية «قفزة فرح»!