لجريدة عمان:
2025-04-30@10:58:30 GMT

الخليلي.. أمير البيان العماني

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

الخليلي.. أمير البيان العماني

عبدالله بن علي بن عبدالله بن سعيد بن خلفان الخليلي، ينتمي إلى ثلاثة وعشرين إماما من عشيرته منهم أربعة من خاصة بيته آل الخليل، ولد في ولاية سمائل بوسط سلطنة عمان في منطقة العلاية في بيت (السبيحة) في السابع من محرم من عام 1340ــ أو 1341ــ عام 1922م، وأمضى معظم أيام صباه في سمائل وكذلك أيام شبابه، تتلمذ على يد مدرسه زاهر بن مسعود الرحبي في علوم القرآن، ودرس علوم العربية والإعراب على يد أساتذته حمد بن عبيد السليمي وحمدان بن خميس اليوسفي وسالم بن حمود السيابي، اكتسب ثقافته من القرآن الكريم ودواوين شعر العرب وأعجب كثيرا بشعر المتنبي والبحتري وجرير والفرزدق وشوقي وحافظ والباروني وأبي القاسم الشابي ونزار قباني والرصافي وأبي مسلم البهلاني العماني.

يقول محمد الحضرمي: «عبدالله بن علي الخليلي هو من تلك السلالة الشعرية الكبيرة في سلطنة عمان والوطن العربي، التي حفظت للشعر مجده ورصانته وتاريخه، من أبي مسلم البهلاني الرواحي، عمانيا وحتى بدوي الجبل والجواهري عربيا،...وإذا قلنا: إن عبدالله الخليلي هو شيخ القصيدة العمانية خلال النصف الأخير من القرن العشرين فليس في ذلك مبالغة ولا إطراء، فقصيدته جامعة للكثير من اللطائف البلاغية بمعانيها وبيانها، إلى جانب ما تمتاز به من انفراد لغوي، إذ فيها خليط سحري من الإلهام المقذوف في لب الشاعر والاستلهام الذي يوظفه ليوشي به قصيدته، عشق يتجلى في لغة ناصعة ليس فيها حشو ولا مفردات ركيكة».

نلمح في أدب الخليلي نثره وشعره وأفكاره وآراءه ونظراته للحياة والوجود والمجتمع والإنسان والكون ونتحرى في إطار هذا الأدب مفردات فلسفته الأخلاقية الداعية إلى الخير ونبذ الشر، والحاض على المروءة والشهامة والتمسك بأهداف الدين الإسلامي الحنيف وحب الوطن والسعي لتجاوز الواقع الراهن إلى واقع أفضل، بالصدق والعلم والجد والعمل.

يمتاز شاعرنا بجزالة الألفاظ وعمق المعاني وتدفق العاطفة الجياشة من شعره تدفقا يحس معه القارئ لأشعاره أنه أقرب إلى الفلاسفة والحكماء وذلك حين يتحدث في أغراض كالفخر والحماسة والتصوف والحكمة، بينما تظهر عذوبة ألفاظه في أشعار الوصف والغزل التي تشبه حديقة غناء:

بين الرياض وبين الروح والنغم

حق الأبوة في موصولة الرحم

وبين مضجعِ من أهوى ومنبره

روض من الخلد لم يورق ولم يقم

روض من الخلد من يعلق بدوحته

يعلق بطوبى ومن يعلق بها يهم

وقد تطرق شاعرنا الكبير أمير البيان عبدالله بن علي الخليلي إلى أكثر الأغراض الشعرية ومن أهمها الشعر الديني والغزلي والوطني والوصفي والتاريخي والقصصي والرثاء والإخوانيات.

فالشيخ الخليلي كتب في أغلب مجالات الشعر الديني من سلوكيات وتصوف ومن المديح النبوي، وله ديوان شعر أسماه بين الفقه والأدب يختص بالمسائل الدينية واللغوية وهو سؤال وجواب بينه وبين مجموعة من علماء عمان. أما الشعر الوطني عند الخليلي فاتخذ ثلاثة محاور فهناك العماني وهناك العربي وهناك الإسلامي، وهذا نابع من إيمانه بوحدة الأمة ووحدة المصير والتاريخ والدين واللغة والعادات والتقاليد، فنجد في شعر الخليلي إفصاحه بقضية العرب الكبرى فلسطين ونراه تارة أخرى يذكر مصر وثالثة الجزائر، يقول عن عمان:

هزت كياني وما أدراك ما الحالُ

وأرقتني ولمّا يهدأ البال

وجاذبتني عناني وهي صامدة

والحاديات إلى الغابات آمال

وسابقت خطوات الدهر صاعدة

حتى تسامت وكل الكون إقبال

وحاذت الركب في زحف التقدم عن

وعي وشاهد نص القول أفعال

أما الشعر التاريخي فمنه ما جاء في ديوانه وحي العبقرية بعنوان عمان في سجل الدهر ذكر فيها أحوال عمان التاريخية منذ عصر الجاهلية إلى العصر الزاهر للسلطان قابوس بن سعيد وهي ملحمة تاريخية مطلعها:

قف على العالم حول الواقفين

وتأمله بعين المبصرين

وتدبر في مرائيه ترى

قدرة البارئ خير الخالقين

إلى إن وصل إلى حكم السلطان قابوس بن سعيد:

واستوى قابوس في الحكم على

عدة والنصر للفتح المبين

ومضى يجمع ما شتته

ذلك الحكم على مر السنين

كما أغرم الخليلي في الشعر الأندلسي بالموشحات فنظم أحد عشر موشحا، ومن نماذج موشحات شاعرنا الخليلي موشح بعنوان (طائر الجمال) يقول في مقطعه الأول

يا طائر الجمال

على قدود السمر

رفرف على الدلال

فوق الغصون الخضر

تحت الهواء الطلق

ويقول في مقطعه الأخير:

في قبلة المشتاق

على الشفاء الحمر

في ضمة الأشواق

بين الطلى والسحر

تحت خنوع الرق

أما الوصف، فالخليلي يرسم فيه لوحات، تكاد أن تتحرك بك، تأمل كيف يصف تلك الخميلة السمائلية حين قال عنها:

وخميلة حاك الربيع بساطها

خضرا ونمنمها بزهر كاس

من أحمر مثل العقيق وأصفر

ومورد زاهٍ كوجنة حاس

غناء باكرها الحياء فأتاحها

ثغر ونرجسها ذوات نعاس

والياسمين على البنفسج طافح

والورد جوري على منعاس

والآس من تحت النسيم كأنه

مرح المليح بقده المياس

وكأنما النسرين في باقاته

أقراط غانية على مقباس

وكأنما الرمان أثداء المها

والكرم يلحفه بليل عاس

أما قصائد الرثاء، فهو كعادة الشعراء الكلاسيكيين المتأثرين بالقديم من الأدب العربي، يمزجون بين التفجّع والتأبين والعزاء بالحكم الخالدة، ومن قصائد الرثاء قصيدة (النفس البريئة) قالها في رثاء طفل توفي بسبب حادث سيارة:

الدهر يحسن مرة ويسيء

والحال تصلح بالفتى وتسوء

وأرى الرجال ثلاثة فمهذب

صافي الفرِند فجيد فرديء

ما لليالي لا تنام شرورها

والكائنات قلاقل وهدوء

والناس أفواجا إلى غاياتهم

ما يمض من فوج فليس يفيء

والحزن ليس بدافع متوقعا

والحزن منه محسن ومسيء

أسليل أحمد صالح استكف القضا

شر القضاء وما لديه يجيء

لا تجزعن لدى مصاب إنما

جزع الفتى مهما أصيب وبيء

فلتلك نفس لا تزال بريئة

فاضت ورضوان الإله مضيء

«وفي مجموعة «فارس الضاد» توجد قصائد قصصية كثيرة، بعضها يحتل أكثر من عشرين صفحة متتالية، مثل قصة «الملك ووزيراه» والتي تتعدد فيها الشخصيات بين الملك والوزير الكبير والوزير الصغير، وزوجة الملك الأولى وزوجة الملك الثانية، إلى جانب شخصيات ثانوية تتناثر هنا وهناك مثل «بائع الحكمة» وخدم القصر، ووالد الزوجة الثانية، وأفراد من قبيلته، ويدور فيها الحوار الشعري ساعيا لتشكيل قصة لها عقدة وتبحث عن حل، وفيها جوانب مشوقة، وجوانب غامضة تنجلي شيئا فشيئا، ومن نماذج حواراتها بين الوزير والشيخ «بائع الحكمة»:

الشيخ:

أنا شيخ ولي تجارة مثلى

فادن مني لمتجر الحكماء

الوزير:

أي شيء تبيع، قل لي، فاني

لا أرى قط ما يراه الرائي

الشيخ:

أنا في متجري أبيع كلاما

جملا أحكمت به إحكاما

جمل حشوها سلامة عقبا

ك وإن أنت لم تعرها اهتماما

قيمة الجملة الفريدة ألف

من نقود البلاد فابتع كلاما

وإلى جانب هذا النمط من القصص الشعرية الحوارية توجد القصة الشعرية السردية وبعضها يشكل حكايات واقعية معاصرة، مثل قصة «سراب بقيعة» وبعضها الآخر يستمد مادته من أعماق التاريخ ومن التراث الديني مثل قصة «المسيح والخائن»، أو التراث العربي قبل الإسلام مثل قصة «هند والكاهن»، وأحيانا تختار القصة السردية وضع عناوين داخلية تتغير معها القافية ولكن يظل المتحدث الراوي هو الشاعر كما حدث في قصة «أخت الزليخا» التي تمتد نحو مائتي بيت تتخللها عناوين مثل: «خطاب في السر، الأب يوصي بولديه خالهما». ولا تتوقف أنماط الشعر الدرامي في هذه المجموعة على ما يمكن أن يسمى بالقصة الشعرية، سواء منها الحوارية أو السردية وإنما تمتد إلى أنماط أخرى يقترح الخليلي منها نمطا يسميه «الصورة الشعرية» التي تشتمل على مشاهد متعددة، كما حدث في قصة «جذيمة والأحداث» التي قدم لها الشاعر بقوله: «صورة شعرية تشتمل على عشرين مشهدا في عصر ما قبل الإسلام» ويمهد لها الشاعر بمقطوعتين قصيرتين، تحمل الأولى عنوان «تقديم» والثانية عنوان «توطئة»، ثم تتوالى المشاهد، المشهد الأول، المشهد الثاني... إلخ، ويحتفظ الشاعر فيها بدور الراوي مع مزج بين الطريقة الحوارية والطريقة السردية، ولعل هذا هو ما دفع الشاعر لأن يطلق عليها صورا ومشاهد تصل أبياتها إلى نحو مائة وثلاثين بيتا من بحر الخفيف.

ترك الخليلي أيضا مساهمات نثرية تضم بين دفتيها المقامات، والمذكرات المكتوبة التي تتحدث عن جانب من حياته، ثم القصص القصيرة وهناك بعض المحاولات المسرحية وإن غلب عليها الطابع الشعري ولكنها تعتبر فنا نثريا، وقد صدرت عام 2018 الموسوعة الشعرية لأمير البيان في تسعة مجلدات، مضافا إليها بعض شعر آبائه.

توفي الشاعر الشيخ عبدالله بن علي الخليلي 2000م.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عبدالله بن علی مثل قصة

إقرأ أيضاً:

الشاعر الفلسطيني سعيد يعقوب.. ناشط لا يهدأ في الشعر المقاوم

ممتلئ النشاط كثير الحركة في دعم غزة شعراً وأدباً سواء بالتأليف أو النشر أو الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية، لفت نظري تفاعله فحرصتُ على متابعته عن كثب.. تابعته منذ بداية "طوفان الأقصى" شاعراً مؤلفاً وجامعاً لشعر غيره من الشعراء العرب والفلسطينيين وما كتبوه في القضية الفلسطينية.

في هذا الشهر، نيسان (أبريل) 2025، شارك ونظّم عدة فعاليات، أطلق بالشراكة مع الدكتور صلاح جرار بعض الكتب يوم الأحد في 13 نيسان، وفي 15 نيسان تسلم جائزة مسابقة "صرخة مقدسية" الشعرية التي نظمتها لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في نقابة الأطباء في عمان. وبعد يومين شارك في ندوة عن دور الشعر في استنهاض الأمة، وتتالت الفعاليات، وكان آخرها المشاركة في المخيم الإبداعي في الطفيلة..

أصدر أكثر من كتاب وديوان لدعم غزة وإدانة العدوان عليها.. وتواصل مع كل من يعرفه من الشعراء ليساهم بقصيدة في هذه الكتب الجماعية، ومن حسن حظي أنني كنت أحد الذين شاركوا في الكتاب الأخير "أناشيد النصر".

شاعر يؤمن بأهمية الشعر ودوره في حياتنا، ولا يألو جهداً في إبراز هذا الدور، يشارك بأمسيات شعرية وندوات ثقافية ومسابقات وطنية.. فترى سيرته الذاتية كبيرة لا يتسع لها المقال.

ترجمته

الشاعر سعيد أحمد خالد يعقوب العيسى، المعروف باسم سعيد يعقوب. تعود جذوره إلى قرية الفالوجة. ولد في مدينة مادبا في الأردن في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، ويحمل شهادة بكالوريوس في اللغة العربيّة من الجامعة الأردنيّة بتقدير امتياز.

عمل في سلك التربية والتعليم أكثر من ثلاثين عاماً، في وزارة التربية والتعليم في الأردن. ودرّس اللغة العربية في الإمارات والسعودية والأردن.

صدرت له ترجمة بمعجم البابطين، ومعجم أدباء الأردن، والموسوعة الكبرى للشعراء العرب، ومعجم شعراء الأردن، وكتاب روح الأردن.

لفتت نظري شراكته الجميلة والمثمرة مع الدكتور صلاح جرّار الأكاديمي ووزير الثقافة السابق، فأصدرا نحو عشرة كتب مشتركة بينهما. منها ما هو تجميع لقصائد الشعراء في مناسبات معينة، ومنها ما هو تأليف مشترك بينهما.

واكب فعاليات التضامن مع غزة، تواصلت معه وسألته عن الأسباب الذاتية والموضوعية لهذا التضامن، فقال:  "أولاً وقبل أن أكون فلسطينياً من بلدة الفالوجة المهجرة عام 1949 وهي آخر قرية تم احتلالها.. أنا رجل مسلم، وفلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم فقط، وأنا أيضاً رجل عربي قومي مناصر للقضايا العادلة في العالم وعلى رأسها قضية فلسطين.. كل ذلك يجعلني أقف في خندق الشرفاء والأحرار المدافعين عن حقي وحق شعبي".

وهو من أبرز الوجوه الشعرية في الأردن والعالم العربي، وقد دخلت قصائده في المناهج المدرسيّة والمساقات الجامعيّة، وتناولها عدد كبير من كبار النقاد في نحو خمسين دراسة محكّمة في مجلات مرموقة ومؤلفات نقدية ومجموعة من رسائل الماجستير والدكتوراه. ونال عدداً وافراً من الجوائز الشعرية المحلية والإقليمية.
ولشاعرنا نشاط وحراك ميداني فاعل من المشاركات الأدبيّة، فهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب واتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.

وشغل رئاسة لجنة الشعر في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين لعدة دورات، وعضوية رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضوية في عدد من الأندية والروابط والصالونات الأدبية والملتقيات الثقافية في مادبا.

صاحب إنتاج غزير في الشعر، وصدر له نحو 35 مجموعة شعرية، وما زال عدد من المخطوطات ينتظر الطباعة.

من هذه المجموعات الشعرية:

ـ الدرّ الثمين، 2007.
ـ في هيكل الأشواق، 2008.
ـ عبير الشهداء، 2009.
ـ رنيم الرُّوح، 2010.
ـ قسمات عربية، 2011.
ـ غزَّة تنتصر، 2014.
ـ مقدسيات، 2015
ـ  نبض الروح، 2016.
ـ أنسام السَّحر، 2017.
ـ رباعيَّات سعيد يعقوب، 2020.
ـ جَنَى العُمُرِ، 2021.
ـ هواجس على حافة اليقين، 2022.
ـ سِحْرُ الكَلام، 2022.
ـ واشْتعلَ القَلْبُ شِعْراً، 2023.
ـ في ظِلالِ الهَاجِرة، 2023.
ـ من مسافة صفر، 2023.
ـ وللحديث بقيَّة، 2024.
ـ كَرّة خاسرة 2025.



شارك وأعدَّ وحرَّر وأشرف على عدد من الدواوين الشعرية الجماعية، بالاشتراك مع الدكتور صلاح جرَّار منها:

ـ ديوان جماعي للشعراء العرب بعنوان: رباعيّات جنين، 2024.
ـ ديوان جماعي للشعراء العرب بعنوان: طوفان الأقصى، 2024.
ـ ديوان مناصفة بالاشتراك مع الدكتور صلاح جرَّار بعنوان: ضَرْبَةُ القَرْنِ، 2024.
ـ ديوان جماعي للشعراء العرب بعنوان: سلامٌ على الشهداء، 2024.
ـ ديوان جماعي للشعراء العرب بعنوان: أناشيد النصر، 2025.

نماذج من شعره

من كتاب أناشيد النصر

جزء من قصيدة "النَّصْرُ الأَعْظَمُ"

النَّصْرُ مَا غِيظَتْ بِهِ الأَعْدَاءُ                  ..           وَتَكَدَّرَتْ مِنْ صَفْوِهِ الجُبَنَاءُ
الخَصْمُ مُعْتَرِفٌ بِشَرِّ هَزِيمَةٍ                ..            فَعَلَامَ يُنْكِرُ نَصْرَنَا السُّفَهَاءُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا انْتِصَارًا سَاحِقًا          ..            قُولُوا لَنَا مَا النَّصْرُ يَا فُصَحَاءُ؟!
لَا تَلْتَفِتْ لِمُخَذِّلٍ فَحَدِيثُهُ                     ..            هَذْرٌ وَسُخْفٌ فَارِغٌ وَهُذَاءُ
وَدَعِ المُثَبِّطَ إِنَّهُ بُوقُ العِدَا                   ..             مَنْ سَرَّهُ مَا نَحْنُ مِنْهُ نُسَاءُ
مَنْ كَانَ أَفْنَى فِي الظَّلَامِ حَيَاتَهُ          ..             أَعْدَى عِدَاهُ بِنَاظِرَيْهِ ضِيَاءُ
وَمَنِ اسْتَطَابَ العَيْشَ فِي ظِلِّ الخَنَا    ..             يُؤْذِيهِ طُهْرٌ خَالِصٌ وَنَقَاءُ
فَاتْرُكْ نَقِيقَ ضَفَادِعٍ فِي بِرْكَةٍ               ..             أَسِنَتْ فَقَدْ مَلَّ النَّقِيقَ المَاءُ
وَانْظُرْ أَمَامَكَ لَا وَرَاءَكَ حَسْبُهُمْ           ..             أَنْتَ الأَمَامُ وَهُمْ هُنَاكَ وَرَاءُ
وَاسْمَعْ أَحَادِيثَ البُطُولَةِ وَالفِدَى       ..              نَطَقَ الرَّصَاصُ فَكُلُّنَا إِصْغَاءُ
مَا المَجْدُ إِلَّا لِلْمُقَاوِمِ وَحْدَه ُ                 ..               إِنَّ المُقَاوِمَ عِزَّةٌ وَفِدَاءُ
فالحُرُّ لَمْ يُضْعِفْهُ ثِقْلُ خَسَارَةٍ               ..              إِنْ يَرْضَ عَنْهُ المَجْدُ وَالعَلْيَاءُ
لَيْسَتْ مَقَايِيسُ التِّجَارَةِ  فِي العُلَا       ..               مِمَّا إِلَيْهِ يَنْظُرُ العُقَلَاءُ
لَوْ كَانَ مِقْيَاسُ التَّفَاوُتِ مَغْنَمًا          ..              فِي المَجْدِ لَمْ تَتَفَاوَتِ الأَشْيَاءُ
كَمْ  مِنْ ثَرِيٍّ بَاتَ يَحْسُدُ مُعْدَمًا            ..              وَأَثَارَ غَيْظَ السَّاجِنِ السُّجَنَاءُ
آمَنْتُ بِالشَّعْبِ العَنِيدِ طُمُوحُهُ              ..               قَدَرٌ وَمَا يَسْعَى إِلَيْهِ قَضَاءُ
لَا مَجْدَ إِلَّا لِلذِي قَهَرَ العِدَا                    ..               لَا مَنْ عَلَيْهِ تَجَرَّأَ الأَعْدَاءُ
مَنْ صَانَ طُهْرَ تُرَابِهِ بِصُمُودِهِ               ..               وَغَدَا يَهَابُ جَنَابَهُ الغُرَبَاءُ
وَيَقِلُّ لِلْقُدْسِ الشَّرِيفِ عَطَاؤُنَا           ..               مَهْمَا غَلَا عِنْدَ الكِرَامِ عَطَاءُ
مَا كَانَ أَحْرَى القُدْسَ بِالدَّمِ دَافِقًا      ..                 وَتَهُونُ أَرْوَاحٌ لَهُ وَدِمَاءُ
هَذِي مَعَانٍ لَيْسَ يُدْرِكُ سِرَّهَا             ..                الأَنْذَالُ وَالأَوْغَادُ وَالجُهَلَاءُ
قَالُوا الضَّحَايَا لَا تُعَدُّ لِكَثْرَةٍ                  ..                 قُلْنَا الضَّحَايَا صِبْيَةٌ وَنِسَاءُ
لَوْلَا التَّخَاذُلُ لَمْ تُمَدَّ لَهُمْ يَدٌ                 ..                 بِأَذَىً وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُمْ إِيذَاءُ
وَالصَّمْتُ عَارٌ وَالتَّوَاطُؤُ وَصْمَةٌ           ..                  كُبْرَى فَلَا خَجَلٌ وَلَا اسْتِحْيَاءُ
إِنَّ السُّكُوتَ عَلَى الرِّضَا لَعَلَامَةٌ          ..                  يَكْفِيكَ عَنْ تَصْرِيحِكَ الإِيمَاءُ
هَذَا عَدُوٌّ مُجْرِمٌ ثَارَاتُنَا                          ..                    دَيْنٌ عَلَيْهِ وَلِلدُّيُونِ وَفَاءُ
هَيْهَاتَ أَنْ نَنْسَى جَرَائِمَهُ التِي          ..                     هِيَ وَصْمَةٌ بِجَبِينِهِ شَنْعَاءُ
فَلَنَا بِوَعْدِ اللهِ فِي قُرْآنِهِ                    ..                     أَمَلٌ عَظِيمٌ وَاسِعٌ وَرَجَاءُ
لَا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ بِهِ نَرْوِي الصَّدَى         ..                     فَلِكُلِّ غُلٍّ فِي الصُّدُورِ شِفَاءُ

*كاتب وشاعر فلسطيني

مقالات مشابهة

  • لحود التقت في دبي وزيري السياحة العماني والمصري: المؤشرات لفصل الصيف إيجابية جداً
  • “التعاون اللوجستي” .. وزيرا الخارجية العماني ونظيره السعودي يزوران منفذ الربع الخالي
  • لقطات توثق لحظات ودية بين وزير الخارجية ونظيره العماني.. صور
  • ضرورة تعميق التعاون الاقتصادي.. نص البيان المشترك بمناسبة زيارة الرئيس الأنجولي لمصر
  • عبدالله بلحيف يشارك في أمسية شعرية في «أبوظبي للكتاب»
  • بشأن الرواتب... إليكم هذا البيان من وزارة المالية
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • القوات المسلحة تعلن تنفيذ عمليات عسكرية جديدة وتصدر هذا البيان
  • الشاعر الفلسطيني سعيد يعقوب.. ناشط لا يهدأ في الشعر المقاوم
  • اتصالات لوزير الخارجية والهجرة مع نظيريه العماني والإيراني ومبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط