تَنوير الأذهان بِخِصال أهل عُمان
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
ما فتئ العلامة المؤرخ الأديب سالم بن حمود بن شامس السيابي (ت:1414هـ) يُحبِّر بقلمه المؤَلَّف تلو الآخر حتى أخريات أيام حياته، وهو ما حكاه عنه غير واحد من قرابته وجلسائه، وهو عين ما حدَّثني به ناسخ جُلِّ مؤلفاته المتأخرة الكاتب الخطاط محمد بن حسن الرمضاني، ولقد حُقَّ للعلّامة السيابي أن يكون في صدارة المؤلفين العمانيين حتى أن عدد مؤلفاته تجاوز عدد سِنِي حياته.
قسّم العلامة السيابي كتابه إلى قسمين تكلم في أولهما عن إسلام أهل عمان، وترجم لأبرز الصحابة المعدودين منهم، وعلمائهم في الصدر الأول، ثم تعرض لذكر أبطال عمان، وأسهب في سرد تاريخ المهالبة من لدن المهلب بن أبي صفرة حتى آخر آله من بعده. والمؤلف في هذا الجزء وإن كان لم يأتِ بأخبار تاريخية جديدة غير أنه رصد هذه المادة من مصادر شتى وصاغها بقالبه المعهود وجعلها في سياق «خصال أهل عمان» أي موضوع الكتاب.
ولعل مادة القسم الثاني هي الألصق بموضوع الكتاب، إذ تكلم فيه عن خطباء عمان في الصدر الأول، ثم الأدباء وعدَّدَ البعض منهم ابتداء بأحمد بن النضر السمائلي (ق5هـ) صاحب كتاب الدعائم، كما اختار في مقدمة الشعراء السلطان سليمان النبهاني وأبا مسلم البهلاني ومحمد بن شيخان السالمي، ثم عدَّد غيرهم من المتقدمين والمتأخرين. وقد خصص المؤلف بابًا فريدا سماه «أبطال عمان»، ذكر فيه جملة منهم وألمح إلى بعضهم، وممن ذكرهم محمد بن مسعود الصارمي (ق11هـ)، ومحمد بن ناصر الغافري (ق12هـ) وشامس بن حسن العامري (ق13هـ). وفي باب علماء الأسرار عَرَّف بهذا الفن ثم ذكر من أربابه آل عبدالباقي في نزوى، وخلف بن سنان الغافري، وجاعد بن خميس الخروصي وابنه ناصر بن جاعد، والمحقق سعيد بن خلفان الخليلي. وقد تطرق المؤلف إلى علماء الفلك وشيء من مجرباتهم، وذكر منهم عمر بن مسعود بن ساعد المنذري السليفي (ق12هـ)، وذكر بعض المتأخرين ممن أدرك بعضهم مع شيء من مجرباتهم. وفي باب الأطباء عرَّف بإيجاز بالطبيب راشد بن خلف بن هاشم الرستاقي (ق10هـ)، ثم انتقل إلى ذكر بعض المتأخرين من الأطباء مثل سعيد بن راشد بن مسلم الفارسي، وعبدالله بن حميد بن عبدالله الحارثي، وعبدلله بن سعود العامري. وفي باب كرم أهل عمان أشاد برجال منهم سالم بن محسن العوفي، وأبي بشير محمد بن عبدالله السالمي، ثم أفضى به الحديث إلى مجالس أهل عمان وطبيعتها وأدوارها الاجتماعية والحضارية، ونقل في موضوعها عن الأديب سليمان بن خلف الخروصي، ثم انتقل إلى العلماء وسرد قائمة طويلة بهم. أما عن الشعراء فقد اكتفى المؤلف بتعريف موجز لأشهر دواوين الشعر، مع نقل شواهد يسيرة منها، ونوّه بدور الحكومة العمانية في نشر التراث الشعري العماني. وضمَّن المؤلف كتابه كذلك قائمة بالأئمة العمانيين، ونظم قصيدة سماها «أولو العزم من أئمة عمان». وفي باب «لغة أهل عمان» نقل أن السيوطي في تفسير القرآن ذكر عدة آيات بلغة أهل عمان، ثم قال المؤلف: «ولولا اختلاط العمانيين بالأعاجم لنالت لغتهم تقدمًا محسوسًا وفضلًا ملموسًا، وما زلنا في عدة أوقات إذ نشتغل بمطالعة أصول العربية العامة، فنجد لعامية لغة أهل عمان أصولًا معروفة يرجع إليها أهل الأدب وتعترف بها لغة العرب، ومن لا يقتنع بهذا الكلام فليرجع إلى الأصول المدونة في المراجع العربية يجد الحق واضحًا»، ثم أخذ في التعريف بلغات العرب، ونقل طرفًا من أخبار أهل عمان الفصحاء. وقد ختم المؤلف كتابه بذكر العمانيين من الصدر الأول الذين هاجروا من عمان إلى غيرها مثل مكة والمدينة والبصرة وأطراف العراق، ومثَّل لذلك ببعض الصحابة المعدودين من أهل عمان، وببعض التابعين، والقادة، وأعلام اللغة والأدب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أهل عمان وفی باب
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. استعمار مشترك
#سواليف
#استعمار_مشترك
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 1 / 4 / 2017
مقالات ذات صلة الصحة العالمية: لا معلومات حديثة عن مدير مستشفى “كمال عدوان” حسام أبو صفية 2025/01/05لأن العرب لا يتفقون على رئاسة، فقد اعتاد رواد القمم العربية أن يجتمعوا حول طاولة مستديرة، فالدائرة لا زاوية فيها من الناحية العملية وإن كانت حاصل جمع للزوايا الحادة.. الرايات على الطاولات، مستكينة هادئة مثل المواقف العربية، الورود المقطوفة في صباح الالتئام ما زالت تقطر ندى من عروقها الغضة وقد حصدت كما تحصد رؤوس الشعوب ووضعت على طبق من ذهب أمام باقة من الزعماء.. الميكروفونات اليابانية تعمل بكفاءة لكنها لا تنطق العربية بشكل سليم وكما يجب، طبعاً الخلل من المصدر..
الجلسة ترتّب الدول هجائياً.. نقصد حسب الحروف الهجائية وليس حسب قوة “الهجاء” الذي يمارسه إعلامها تجاه الشقيقات.. المهم وصل الحديث “للزعيم القومجي”؛ رتب أوراقه، عدّل كرسيه، شكر رئيس الجلسة والدولة المضيفة والإخوة الحضور، ثم نبّه أن الأمة تمر بظرف دقيق، وأن لا مناص من الوحدة وتفعيل العمل المشترك، ولم ينس أننا أمة مستهدفة من الإمبريالية الأميركية التي تحاول أن تنفذ سياستها في الدول الشقيقة ولا بدّ من التصدي لها.. ثم عرّج على القضية الفلسطينية مطالباً رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وانسحاب الكيان إلى حدود 67، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، محذراً ثلاثاً من خلال إصبع السبابة على طريقة أبغض الحلال: “الحذر الحذر الحذر.. من استعمار جديد.. وسايكس بيكو جديد”.. ثم طلب في ختام كلمته من أشقائه تشكيل لجنة من قبل وزراء الخارجية لمتابعة توصيات القمة..
لأننا شعوب استهلاكية فلن نستطيع أن نقتطع من موازنة الدولة لشراء سلاح لذا نطلب منهم أن يجبروننا على شراء أسلحة منهم حتى نقتصد ونشدّ الأحزمة على البطون لولا هذا الإجراء لما تمكنا من تسليح جيوشنا. |
ثم جاء الدور لزعيم شقيق.. الذي بدوره، رتّب أوراقه، عدّل كرسيه، شكر رئيس الجلسة والدولة المضيفة والإخوة الحضور، ثم نبه أن الأمة تمر بمنعطف خطير، وهذا تميّز عن كلمة زميله الذي قال “تمر بظرف دقيق”.. وشرع في الحديث عن الأخوة العربية والعلاقات الثانية والعمل المشترك وزيادة التعاون وحث الصادرات وكلام مغرق في الأمنيات يشبه كلام الوعّاظ في مجالس العزاء..
***
ليلاً خرج الزعيم صاحب عبارة “المنعطف الخطير” من جناح ضيافته إلى جناح ضيافة الزعيم القومجي صاحب “الظرف الدقيق” وجلسا يحتسيا القهوة الشقراء في منطقة محايدة بين مقرّي إقامتهما.. وبدءا بالحديث عن “القمة” وعن جدواها وعن تغيير الجو ثم انتقلا إلى “الباءة” واستعرض كل واحد منهما قوته العسكرية في هذا المجال، في آخر الحديث والكأس عرّجا على طريقة الحكم في البلاد.. فسأل صاحب المنعطف الأخير “القومجي” صاحب الظرف الدقيق.. صحيح كيف علاقتكم بأميركا؟؟
– “القومجي”: للأمانة، كل منّا يعرف حدوده فلا يتجاوزها.. علاقتنا قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الروتيني، لضمان علاقات ودية مع الجميع، صحيح هناك قاعدة عسكرية على أرضنا لكن هذا بطلبنا نحن وبرضانا نحن، وصحيح أن القطاعات البحرية تفتش كل السفن التي تمر بمياهنا الإقليمية حتى سفننا ويخوتنا الشخصية، فهذا أيضاً ضمن اتفاقيتنا معهم في حربنا ضد الإرهاب..
ولأننا شعوب استهلاكية فلن نستطيع أن نقتطع من موازنة الدولة لشراء سلاح لذا نطلب منهم أن يجبروننا على شراء أسلحة منهم حتى نقتصد ونشدّ الأحزمة على البطون لولا هذا الإجراء لما تمكنا من تسليح جيوشنا وحافظنا على استقلالنا، أما فيما يتعلق بمديونيتنا العالية لهم فهذه خطة استراتيجية تصب في مصلحتنا وكفّتنا في صراعنا معهم ليبقوا بأمس الحاجة لنا وليس نحن بحاجتهم، لأن أموالهم في خزائننا “الدائن دائماً بحاجة المدين ويخشى عليها من الإفلاس” أليس كذلك؟!
أنت تتحدث عن ديمقراطيات عظيمة عمرها مئات السنين؛ لذا لنستفيد من تجربتهم في بناء الديمقراطية نتشاور معهم دائماً في كيفية وضع قانون انتخاب ونطلب مساعدتهم في إجراء والإشراف على انتخاباتنا وهيكلة إداراتنا.. كل ذلك يعزز الاستقلالية وعدم التبعية ويزيد من وجود العروبة في خارطة قرارهم.. صحيح! وأنت يا صديقي.. كيف علاقتكم بأميركا؟!”.
– “إنهم يستعمروننا“ أيضا.. لكنني غير بارع في الكذب مثلك يا صديقي!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
مضى #188يوما …
بقي #88يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#متضامن_مع_احمد_حسن_الزعبي