جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-11@06:56:15 GMT

بشارات النصر

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

بشارات النصر

 

 

محمد رامس الرواس

تعتمد سياسات الحروب في العالم أساسًا على التخطيط الصحيح والرؤية الاستراتيجية الواضحة للوصول إلى أهدافها، التي عادة ما تكون مرسومة بأذهان قادة الحرب، وموضوعة بشكل يتناسب مع ما قد يحدث على أرض المعركة، وبغير ذلك لن يتحقق أي نصر.

وما حدث لقادة مجلس الحرب الإسرائيلي أنهم لم تكن لديهم هذه الأساسيات المُهمة من سياسات الحروب؛ إذ باغتتهم المقاومة بشكل قوي ومفاجئ منذ الضربة الأولى التي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح السابع من أكتوبر 2023، افقدتهم توازنهم، وجعلتهم يقومون برد فعل طائش اعتمدوا فيه على استخدام سياسة الأرض المحروقة لفترة من الزمن، قبل الاجتياح البري، بجانب استمرار القصف الجوي، وارتكاب المجازر اليومية في أوساط المدنيين العزل، لتحقيق جريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان.

ولم يكن أن يتحقق لهم ذلك لولا علمهم بعدم تعرضهم لأي ردع دولي لما يقومون به، وأنه لن يتحرك ساكنًا بالعالم لصدهم.

لكن بعد ستة أشهر من الجرائم الوحشية لجيش الاحتلال، ظهرت 3 أسباب لم يكن يتوقعها جيش الاحتلال ولا مجلس الحرب، 3 أسباب تقوده إلى الرضوخ والجلوس على طاولة التفاوض وتبشر بنصر قريب:

أولًا: امتداد فترة الحرب التي لم يكن يُحسب لها حساب؛ حيث إن جيش الاحتلال لم يعتاد على مثل هذه الحروب الطويلة، مما أنهك جيش الاحتلال وأوجع جنوده وقادته واقتصاده وسمعته التي أصبحت في الحضيض، جراء ما اقترفه من جرائم إنسانية يُندى لها الجبين، بينما المقاومة حافظت علي نفس توازنها منذ 6 أشهر برغم ما أصابها، وباتت تستعيد الأرض بسرعة من جيش الاحتلال تحت ضغط كبير من المقاومة؛ مما جعل جيش الاحتلال ينسحب من مناطق عدة في قطاع غزة، ولم يعد يتواجد حاليًا إلّا بلواء واحد، بينما فاتورة خسائره أصبحت الأرقام فيها مهولة.

ثانيًا: ظهور تداعيات وأزمات تزداد يومًا بعد يوم، مثل: فشل التعاطي مع ملف الأسرى الإسرائيليين، أضف إلى ذلك فقدان إسرائيل للكثير من تعاطف المجتمع الدولي معها؛ بل وانعكس الوضع عليها سلبًا، ووجد مجلس الحرب نفسه بلا أهداف مُحققة، وعلى الطرف الآخر باتت إسرائيل مطلوبة في محكمة العدل الدولية، كما إن هيئة الأمم المتحدة تؤكد رفضها لاحتلال القطاع وتطالب الجيش الإسرائيلي بوقف الحرب والانسحاب، إضافة إلى تحرك بعض حركات المقاومة بالعراق واليمن ولبنان، حتى أصبحت مصالح إسرائيل وحلفائها تحت التهديد الدائم.

ثالثًا: الضغوط الدولية والمظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها العديد من دول العالم، بينما الحليف الرئيسي: الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح بدوره خائفًا مما يقوم به مجلس الحرب الإسرائيلي من سياسة رعناء مشفوعة بكميات كبيرة من الأكاذيب والأوهام التي لا يُمكن تحقيقها ومنها القضاء على حركة "حماس"، ولم تعد السردية الإسرائيلية مُستساغة لدى الداخل الإسرائيلي أو لدى حلفائها والمجتمع الدولي، ومما زاد الطين بلة الإخفاق الميداني لجيش الاحتلال الصهيوني من خلال ما حدث مؤخرًا من استهداف موظفي "المطبخ الدولي" ومجازر المستشفيات وعلى رأسها مأساة مستشفى الشفاء، وغيرها من الاعتداءات غير المحسوبة، التي جعلت الجيش الإسرائيلي يُمنى بإخفاق عسكري هائل.

ختامًا.. لقد كسبت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، الرأي العام العالمي، من خلال ذكاء قادتها وقراءتهم العبقرية للعقلية الإسرائيلية؛ مما جعلهم أصحاب اليد الطولى في إدارة المعركة على الأرض، هذا بجانب تمكنها من الاحتفاظ بجميع الأسرى إلى هذه اللحظات التي تجري فيها المفاوضات لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حركة الجهاد: تبرير قتل الأبرياء يثبت أن إدارة ترامب مثل سابقاتها

أدانت حركة الجهاد الإسلامي التصريحات التي وردت خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "المماطلة في وقف إطلاق النار في غزة بذرائع مخادعة وإعادة طرح تهجير سكان قطاع غزة".

وقال بيان للحركة إن إدارة ترامب "لا تختلف عن سابقاتها من الإدارات التي سفكت دماء الأبرياء وزرعت الحرب والدمار في كل مكان"، مؤكدا أن "تصريحات ترامب ونتنياهو عدوانية وتجرد الشعب الفلسطيني من حقوقه".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لاعبو النرويج مستاؤون من مواجهة إسرائيل: ما يحدث في غزة مروّعlist 2 of 2غوتيريش يطالب بالتحقيق في مقتل موظف أممي بغزةend of list

وشدد البيان على أن قطاع غزة وفلسطين كما سائر بلاد العرب والمسلمين "ليست عقارا للمتاجرة ولا مسرحا للتلاعب والتنازع بين لصوص السلطة ومقتنصي الصفقات على حساب معاناة الشعوب العربية والإسلامية وتحويلها إلى أهداف للسياسات الإجرامية".

وأضاف أن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة لن يتراجعوا عن تمسكهم بأرضهم وسيستمرون في تقديم التضحيات، وستبقى قوى المقاومة هي التعبير عن إرادة الشعب الذي يرفض أن يكون سلعة للتقاسم والاستغلال في سياسات مجرمي الحرب في كيان الاحتلال والإدارات الأميركية وفق البيان.

وكان الرئيس ترامب قال أمس الاثنين خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إن ما وصفها بالسيطرة على قطاع غزة وامتلاكه سيكون أمرا جيدا.

إعلان

وقال إسماعيل السنداوي مسؤول العلاقات الوطنية في حركة الجهاد الإسلامي إن الدعم الأميركي للاحتلال وخاصة إدارة ترامب أدت إلى فشل كل الجهود التي بذلت من الوسطاء لوقف العدوان على غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن سياسة ترامب ونتنياهو هي استخدام القوة والتهديد لدفع المقاومة لتقديم تنازلات، مشيرا إلى أنه منذ عام ونصف والمقاومة تطالب بتبادل الأسرى وإعادة الإعمار والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

وأكد السنداوي أن تصريح ترامب يؤكد بأن الولايات المتحدة تقف ضد حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس قدمت تنازلات كثيرة من أجل وقف حرب الإبادة، ولكن مشروع ترامب المتمثّل بتهجير أهل قطاع غزة وتحويله إلى ريفرا كما يقول سوف يؤدي إلى سفك مزيد من دماء الأبرياء من الأطفال والنساء في غزة وإطالة أمد الحرب.

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة: ما يجري في رفح جريمة حرب
  • أول تعليق من وزير دفاع الاحتلال بعد احتجاج سلاح الجو الإسرائيلي
  • عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة
  • تزايد المخاطر التي تهدد الاقتصاد الإسرائيلي.. احتمالات حدوث أزمة مالية ورادة
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • في عام ونصف.. تقرير: الاحتلال دمر 25% فقط من أنفاق المقاومة في قطاع غزة
  • لماذا لا تُقاتل المقاومة؟
  • الحرب الخفية في غزة: الحسابات على الأرض والحسابات الإقليمية
  • حركة الجهاد: تبرير قتل الأبرياء يثبت أن إدارة ترامب مثل سابقاتها
  • كاريكاتير .. مجدداً.. صواريخ المقاومة الفلسطينية تزلزل كيان الاحتلال