إضراب عن الطعام أمام الخارجية الفرنسية احتجاجا على دعم إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
باريس – من أمام مقر وزارة الخارجية الفرنسية في العاصمة باريس، بدأ متظاهرون متضامنون مع فلسطين إضرابهم عن الطعام يوم السبت الماضي لمدة ثلاثة أيام لممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الفرنسية لوقف الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة.
وبالتزامن مع المظاهرات الأسبوعية المستمرة في كل أنحاء البلاد، اختار المتظاهرون هذه الوسيلة للتنديد بالجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال في القطاع المحاصر أمام أعين العالم، مطالبين وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه باتخاذ إجراءات لا تقل صرامة عن العقوبات التي تم تنفيذها "على وجه السرعة" ضد روسيا في حربها على أوكرانيا.
وبدعوة من حركة "ليبرايشن مارش" الأوروبية، يسعى المضربون عن الطعام إلى التأكيد على تضامنهم الكامل مع الفلسطينيين الذين يعانون من كارثة إنسانية تحولت إلى مجاعة قاتلة.
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"ماكرون متواطئ" و"إسرائيل مجرمة" و"لن ننتخب ولا نعترف سوى بالقانون"، حيث اتفقت أصوات المتظاهرين على ضرورة وقف إرسال الأسلحة الفرنسية إلى إسرائيل.
وفي هذا السياق، قالت تيسير -التي شاركت في تنظيم الإضراب- إن الشباب الفرنسيين يرفضون تمويل هذه الحرب من خلال دفع الضرائب للحكومة، مضيفة "إننا نشعر بالخجل مما تفعله فرنسا".
وأكدت في حديثها للجزيرة نت "قررنا الاحتجاج أمام وزارة الخارجية لأننا نعتقد أن فرنسا متواطئة بشكل مباشر في هذه الإبادة الجماعية من خلال تقاعسها، وأيضا بسبب مساعدتها العسكرية للجيش الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم حرب".
واعتبرت تيسير أن "مجزرة الطحين" بمثابة شاهد صارخ على التواطؤ الفرنسي بعد التحقق من أن "الأسلحة التي استخدمت لقتل المدنيين الذين تجمعوا حول شاحنات تحمل المساعدات الإنسانية والغذائية كانت فرنسية الصنع".
وأعرب عدد من النواب الفرنسيين، وخاصة من اليسار، عن تضامنهم مع المضربين طوال أيام الاحتجاج، بما في ذلك النائب عن حزب "فرنسا الأبية" توما بورت الذي ضم صوته إلى أصواتهم مستنكرا جرائم جيش الاحتلال، ومعتبرا أن ما تفعله إسرائيل "ليست عملية دفاع عن النفس بل مشروعا سياسيا يهدف إلى استئصال الشعب الفلسطيني".
تحمل المسؤولية
وقالت نسرين، التي تنشط في حركة "ليبرايشن مارش"، إن الهدف من الإضراب هو مطالبة حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببذل المزيد من الجهود لوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وأضافت في مقابلة مع الجزيرة نت "على فرنسا والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهما لأن إنزال المساعدات الإنسانية غير كاف وغير فعال ويسهم على النقيض من ذلك في تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم"، مؤكدة "يجب على الحكومة أن تكون مسؤولة أمامنا نحن المواطنين الفرنسيين".
كما لفتت نسرين إلى ضرورة تغيير الخطاب المؤيد لإسرائيل وممارسة الضغوط الدبلوماسية من أجل دخول المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء قطاع غزة وضمان أمن وسلامة عمال الإغاثة وأعضاء المنظمات غير الحكومية.
من جانبها، طالبت تقية -المضربة عن الطعام منذ السبت الماضي- الدولة الفرنسية بوقف إرسال الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي وتحمل مسؤولياتها تجاه جميع المعاهدات التي وقعت عليها ضد الإبادة الجماعية، مضيفة "يجب علينا الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار إبادة جماعية أخرى".
وأشارت تيسير إلى ضرورة محاكمة الجنود المزدوجي الجنسية الذين انضموا إلى صفوف الجيش الإسرائيلي و"الذين تم تصويرهم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث شاهد العالم بأكمله مقاطع فيديو لجنود فرنسيين إسرائيليين يعذبون المدنيين الفلسطينيين"، رافضة عودتهم إلى فرنسا "وكأن شيئا لم يكن".
وتعتقد تقية في حديثها مع الجزيرة نت، أن حكومة ماكرون فشلت في دورها على مستوى السياسة الخارجية لأنها "متواطئة في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل".
وأشارت إلى أهمية استخدام ورقة الألعاب الأولمبية للضغط على إسرائيل، إذ "لا يمكن أن يكون العلم الإسرائيلي ضمن باقي أعلام الدول الأخرى المشاركة في هذا الحدث الرياضي العالمي".
وأضافت "لقد تم استبعاد روسيا بسبب الحرب الأوكرانية، ونطالب اليوم بالتعامل بالمثل تجاه إسرائيل لأن الترحيب برياضيين يأتون لتكريم ورفع علم ملطخ بالدماء الفلسطينية أمر غير مقبول ولا يمكن تحمله بأي شكل من الأشكال".
وفي هذا الإطار، قال عثمان، المشارك في الإضراب عن الطعام منذ 3 أيام، للجزيرة نت "كدولة منظمة للألعاب الأولمبية، نرفض أن نرى علم دولة ترتكب جريمة إبادة جماعية يرفرف في سماء باريس".
واعتبر عثمان أن على الرياضيين الإسرائيليين اللعب تحت راية محايدة، كما حدث مع اللاعبين الروس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فلسطين الإبادة الجماعیة الخارجیة الفرنسی عن الطعام
إقرأ أيضاً:
ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
حين هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ بالستية ضخمة خلال عام 2014، فشلت في التسبب في أضرار نوعية خطيرة لقوات الجيش الإسرائيلي، فكيف حدث هذا الأمر؟.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" من خلال إجراء سلسلة من المقابلات مع كبار ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي، أن المدى الكامل لتباعد القدرات العسكرية وتحصين الجيش الإسرائيلي لمواقعه السرية تحت الأرض لا يزال غير معروف تماماً.
ماذا فعلت إسرائيل؟في عام 2020، كانت هناك تقارير متعددة عن اتجاه استخبارات الجيش الإسرائيلي لنقل العديد من عملياتها إلى مرافق سرية تحت الأرض. لكن وحدة أقل شهرة في استخبارات الجيش الإسرائيلي تسمى "سابير"، والتي كانت مسؤولة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، عن تسريع انتقال أجهزة الاستخبارات العسكرية إلى مرافق تحت الأرض بشكل كامل وتوفير المزيد من المرافق الطارئة تحت الأرض لهم.
وبحلول الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل أول 120 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في أبريل(نيسان) 2024، كانت غالبية ما كان يجب أن يكون تحت الأرض جاهزاً للعمل بالفعل.
ولدى وحدة سابير عدد من المهام لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، لكن أحد المكونات الرئيسية لمهمتها هو ضمان استمرار العمليات في العمل حتى في أسوأ الأزمات.
Sapir: The enigmatic Israeli military unit moving IDF intelligence underground - exclusive https://t.co/aBFcDhUaLO #Israel #defense pic.twitter.com/HTsYdiz7rZ
— Eli Dror (@edrormba) February 14, 2025 التكنولوجيا تعلب دوراًوقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن هجوم إيران في أبريل(نيسان) 2024 ساعد في توضيح النسبة المطلوبة للعمليات التي تحتاج إلى تعزيزات أفضل أو تدخلات تكنولوجية تحت الأرض، بحيث تم معالجة معظم هذه القضايا بحلول هجوم إيران في أكتوبر(تشرين الأول) 2024.
وأوضحت المصادر أن قاعدة سابير نفسها تضم عدة ضباط برتبة مقدم، أغلبهم من استخبارات الجيش الإسرائيلي، ولكن أقلية كبيرة منهم "معارون" من قيادة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي. وقد تضاعف عدد جنودها تقريباً بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول) لدعم كل العمل المطلوب حديثاً.
وقالت مجندة في وحدة سابير إن المئات من جنود الخدمة النظامية يعملون في الوحدة ومنذ الحرب، اكتسبت 250 جندي احتياطي آخر. وأضافت: "نحن أقوياء جداً في العمليات العسكرية والتكنولوجيا ونعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
وفي حديثها عن التحركات نحو مناطق أكثر حماية، قالت: "لقد أجرينا بالفعل العديد من التدريبات للانتقال في حالات الطوارئ إلى مساحات تحت الأرض. المرونة مهمة جداً".
وعندما سُئلت عما إذا كان التحدي الأكبر في هذا المجال هو إيران، قالت "إن التحدي الأصعب ليس فقط التعامل مع إيران ولكن التعامل مع جميع خصومنا في نفس الوقت. كل شيء يحتاج إلى أن يحدث بسرعة كبيرة".
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن استخبارات الجيش الإسرائيلي لا ينبغي لها أن تعمل فوق الأرض في الأمد البعيد إذا كان الجيش يريد ضمان استمرارية العمل.
وقالوا إن الجيش الإسرائيلي بأكمله يحتاج إلى التحرك في اتجاه أكثر سرية، ولكن بشكل خاص استخبارات الجيش الإسرائيلي والبنية التحتية الحيوية ذات الصلة.
هل ينسف نتانياهو خطة ترامب ويضرب إيران؟ - موقع 24في خضم كل هذه الضجة في البيت الأبيض، بدا العالم كأنه لم يلاحظ الأسبوع الماضي عندما هدد الرئيس دونالد ترامب بعمل عسكري أمريكي وإسرائيلي ضد إيران إذا لم توافق على إلغاء برنامجها للأسلحة النووية. ما هي أهمية سابير؟وتعد وحدة سابير مسؤولة عن إنشاء البنية التحتية التكنولوجية للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، أينما كان ذلك. وقد تم الإبلاغ على نطاق واسع عن وجود انتقال دائم مستمر لآلاف ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب.
ولقد تم بناء أجزاء كبيرة من المواقع الجديدة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي تحت الأرض منذ البداية. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن الدروس المستفادة من هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى تعزيز هذا الاتجاه ولن تتطلب إعادة التفكير في الهندسة المعمارية أو المفاهيم الرئيسية.
والأمر الحاسم هو أنه بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، تلقت شركة سابير مبلغاً هائلاً من الأموال الإضافية لإنجاز مهمتها، وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن وزارة المالية أدركت أهمية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
ويعمل لصالح وحدة سابير العشرات من المهندسين ومحللي الاستخبارات ومحللي البيانات، وخاصة فيما يتعلق بسحابة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي.
وانضم العشرات من جنود الاحتياط خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، تضع خططًا لكيفية إنشاء البنية التحتية بشكل احترافي.
كما يدعم وحدة سابير العشرات من التطبيقات الرقمية المتميزة التي تستخدمها استخبارات الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إن دور سابير هو "تمكين تدفق المعلومات الاستخباراتية" من خلال جميع التطبيقات الرقمية.
وتتعامل سابير مع التكنولوجيا التشغيلية، ويُنظر إلى أعضائها غالباً على أنهم جنود دعم المعركة، حيث يوفرون الألياف الضوئية ووحدات التكنولوجيا المحمولة والبنية الأساسية لشبكة الأقمار الصناعية والراديو ومنصات الاتصال.
وتوفر "سابير" قدرات التشفير لجميع خطوط الاتصالات الاستخباراتية المختلفة في الجيش الإسرائيلي، وفي المجال الرقمي، توفر الدفاع السيبراني الخاص باستخبارات الجيش.
هل تستطيع إسرائيل تدمير "النووي الإيراني" بمفردها؟ - موقع 24تناولت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، التقييمات الاستخبارية الأمريكية، التي تفيد بأن إسرائيل تنوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، مستعرضة قدرة إسرائيل حول وقف البرنامج النووي الإيراني بمفردها، وموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من "تغيير قواعد اللعبة بالشرق ...وباعتبارها جناحًا رئيسيًا للبنية التحتية التكنولوجية لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، حظيت وحدة "سابير" باهتمام كبير لدورها في عملية تفجير أجهزة بيجر ضد حزب الله.