أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الحكمة فى أن يكون الله حليما مع الصهاينة هو أن الله أسقط العقوبة عنهم وإنما لهم عقابهم الذى يليق بجرم فعلهم فى الأخرة.

شيخ الأزهر: مظاهر الفرح بالعيد اختفت جراء ما يحدث لإخواننا في غزة رئيس الوزراء يُهنئ شيخ الأزهر بحلول عيد الفطر المبارك "الحليم" هو الذى لا يعجل بالعقوبة أو يسقطها عن مقدرة

وأضاف شيخ الأزهر خلال حديثه فى الحلقة التاسع والعشرين من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الناس"، أن "الحليم" هو الذى لا يعجل بالعقوبة أو يسقطها عن مقدرة، وهو مشروط أن يكون لديه عفو وصفح عن قدرة، أما إن كان عن عجز فهذا الإسم لا يستحقه.

ولفت  شيخ الأزهر إلى أن الحلم قد يأتى من باب اللطف وفرصة لأن يتوب أو أجل له العقاب، وعلينا بالتدرب على الصفح عن الآخرين والعفو، وأن يتأثر بهذه الأسماء ويتدرب عليها وأن يكون حديثه للناس صدقة، وإذا عاتب يعاتب عتاب رقيق.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن الله صبر على الكفار والخارجين على حدوده فى الدنيا وأسقط عنهم العقوبة بمعنى أنه أخرها إلى يوم القيامة، ولذا فهو حليم، ولكن حين ينزل ببعضهم العقوبة فى الدنيا فيكون صبورا لأنه أخر العقاب.

وأكد شيخ الأزهر خلال استقبال  المطران كريكور أوغسطينوس، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، والمطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إبروشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، للتهنئة بقرب حلول عيد الفطر المبارك، أن مظاهر الفرح بالعيد تلاشت واختفت جراء ما يحدث لإخواننا في غزة من عدوان صهيوني همجي لا يعرف معنى الإنسانية ولا يقدر قيمة النفس التي حرم الله التعدي عليها، هذا العدو الذي ارتكب أبشع الجرائم والمذابح  حتى أصبح مصابا بسعار قتل الأطفال والأبرياء وسفك الدماء وهدم بنيان الله، واستهداف النازحين العزل في كل مكان، يشجعه على ذلك دعم لا محدود من بعض القوى العالمية التي أصيبت بما يمكن أن نسميه بظاهرة «الانفصام العالمي» فنراهم يعلنون عن مشاركتهم في قوافل الإغاثة المتوجهة إلى غزة وفي الوقت ذاته يقدمون الدعم المالي اللامحدود والدعم بالسلاح والطائرات والدبابات والقذائف للصهاينة المجرمين ليقتلوا المزيد من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن ظاهرة «الانفصام العالمي» التي أصابت هذه الدول هي ظاهرة غير مفهومة وغير مبررة، ولكنها تعكس الفجوة والاختلاف بين تعامل بعض الدول تعاملا سياسيا داعما للصهاينة، وبين الموقف المشرف لشعوب هذه الدول التي خرجت للتعبير عن رفضها لما يقوم به قادة دولها في دعم الكيان الصهيوني، ورفضا لمجازر هذا الكيان المنحل من كل القيم الأخلاقية والمواثيق الإنسانية.


كما تطرق اللقاء للحديث عن «الشذوذ الجنسي» حيث أكد فضيلته أننا نحن علماء الدين؛ مسلمين ومسيحيين، علينا واجب مضاعف في التصدي لنشر هذه الأمراض المجتمعية والسلوكيات المنحرفة، ولابد من توحيد صوت الدين في الشرق، والخروج ببيان مشترك وصوت موحد لمواجهة السلوكيات المرفوضة دينيا وأخلاقيا وفي مقدمتها الشذوذ الجنسي، بعدما ابتلينا بتيار عالمي مدعوم وممول لنشر هذه الأمراض الخبيثة وإفساد المجتمعات وطمس هوية الأجيال القادمة، تحت دعاوى الحقوق والحريات، وبيان الموقف الديني الرافض لهذه الأمراض المنافية الفطرة الإنسانية السليمة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الصهاينة فلسطين أحمد الطيب بوابة الوفد شیخ الأزهر أن یکون

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي جوهر الصيام وفحواه، ولُبه ومغزاه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.

خطيب المسجد الحرام: العافية في الدين بالثبات على الحق والبعد عن الباطلمرحب شهر الصوم.. جدول صلاتي التراويح والتهجد في المسجد الحرام خلال رمضانالعبادة في رمضان

وقال خطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة اليوم: لقد شرع الله تعالى الصيام ليجدِّدَ المسلم شِيَمَه التعبدية المحمودة، ويعاود انبعاثته في الخير المعهودة، فَيَتَرَقَّى في درجات الإيمان، وينعم بصفات أهل البِرِّ والإحسان، حيث لم يَقِف الشارعُ الحكيمُ عند مظاهر الصوم وصوره، بل عمد إلى سُمُو الروح ورقي النفس وحفظها وتزكية الجوارح، والصعود بها من الدرك المادي إلى آفاق السُّمُو والعلو الإيماني، لذا اختص الله عز وجل هذه العبادة دون سائر العبادات، كما في الصحيحين: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي به".

وأوضح أن هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس وإصلاح العمل، ونبذ الخلافات والفُرقة، وتحكيم لغة العقل والحوار، والتعاون على البر والتقوى؛ بما يحمله هذا الشهر الكريم من دروسٍ عظيمة في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحة، قال تعالى:﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾، قال الإمام ابن القيم: "وكان هديه عليه الصلاة والسلام فيه أكمل هدي، وأعظمه تحصيلًا للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه، في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخصه بالعبادات ما لا يخص غيره".

الصدقة في رمضان

وخاطب الدكتور السديس الصائمين القائمين الباذلين: قائلًا ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، "وكَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" (متفق عليه)، فأكْثِروا من البذل والجود في الشَّهر المحمود، ألا فجودوا أيها الكرماء النبلاء، مما أفاض الله عليكم، وابسطوا بالنوال والعطاء الأيادي، لِتُبَدِّدُوا بذلك هموم المَدِينين، وعوَزَ المحتاجين، وخصاصة المكروبين، والإفراج عن المساجين الذين ينتظرون عطاءكم، ويتلهفون إلى بذلكم وإحسانكم: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال :" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا" ، والناس بين موفق مرحوم، وممسك محروم ، فاجعلوا أيديكم ممدودة بالخير لنفع الغير وليكن عملكم الخيري تحت مظلة مأمونة، وجهات موثوقة.

ونوه أن ِنعْمَة العِبَادة والزُّلْفَى، إخراج الزكاة المفروضة والصَّدَقة، في هذه الأيام المباركات: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾، ويَا حَبَّذَا الإكثار مِن العطاء والنَّفَقَات، والعناية بالأوقاف والوصايا والمحافظ الوقفية في الأعمال الخيرية، لِتَمَيُّزها بالاستدامة والحوكمة، والشفافية والموثوقية، والاهتمام بما يحقق المصالح العامة؛ كالمشافي ومراكز علاج الكُلَى، وشق الطرق، وجود الإسكان، وحفر الآبار، وسقي الماء، ونشر العلم الذي ينتفع به؛ في التوحيد، ودعم حلقات القرآن، وتوريث المصاحف، وكتب السُّنة والأحكام، والصدقات الجارية، مما يحقق النفع العام، ومجالات التنمية، وأن يكون التُّجَّار والموسرين ورجال الأعمال قُدوة في ذلك ، وقد يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل أحيانًا؛ للاقتداء والائتساء، مما يعظم أجره ويدوم أثره. ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾.

ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى الإكثار من صالح الأعمال ورجاء القبول خلال هذه الأيام المباركة وأعقبوها شُكْر المنان الموصول؛ فبالرضا تفوزوا، وللنعمى تحوزوا فرمضان شهر النشاط والجِدِّ والعمل، شهر الانتصارات وتحقيق الإنجازات، ففي رمضان من العام الثاني الهجري انتصر المسلمون في أُولَى غزواتهم الكبرى، غزوة بدر، ثم تتابعت انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وكان كثيرٌ منها في هذا الشهر المبارك.

وحث على استدراك مافات من الأعمال الجلائل والقِيَام والاعتكاف والابْتِهال والدعاء. فلا تزال الفُرْصَة سَانِحَة، والتّجَارة رَابِحَة، لِمَنْ بَدَّدَ أيَّام رَمضان وَفرَّقَهَا، وسلك بِنفسه طرائق التّفريط فَأَوْبَقَهَا.

مقالات مشابهة

  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • هل يصح صيام تارك الصلاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • ما هي «التيارات النفاثة» التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء؟ خبير مناخ يجيب «فيديو»
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • سورتا الإسراء والكهف .. حين يكون القرآن دليلا للثبات في وجه الفتن| فيديو
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • هل هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد؟.. مفتي الجمهورية يجيب| فيديو
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل
  • حكم استخدام البخور والمعطرات في نهار رمضان.. الأزهر يجيب