جنة الله الساحرة لن تبقى مخفية للأبد.. حدائق منطقة لاهواستيكا بالمكسيك غير المكتشفة أسطورة لم تأت على خيال بشر| جولة مجانية

يبدأ مزيج المناظر الطبيعية المتنوعة في المرور عبر نافذة سيارتك في غضون 30 دقيقة من مغادرة سان لويس بوتوسي، عاصمة الولاية المكسيكية التي تحمل الاسم نفسه، حيث تنمو أشجار الصنوبر القوية بجانب نبات الصبار الصحراوي، وتبرز من خلال غطاء من الضباب يزين جبال سييرا مادري، ويعد المرور عبر القمم الشاهقة أثناء القيادة شرقًا والالتزام ببضع ساعات من الرحلات البرية ذات المناظر الخلابة على الأقل هو الطريقة الوحيدة للزوار الدوليين للوصول إلى أرض ومياه منطقة لا هواستيكا “La Huasteca Potosina” السريالية في شرق وسط المكسيك.

وليس من المستغرب أن تتطور هذه المنطقة الجبلية - فهي عبارة عن مجموعة من حوالي 20 بلدية وبلدة صغيرة - إلى مركز للمغامرات في الهواء الطلق في منطقة يسكنها تقليديًا شعب هواستيك ( المعروف أيضًا اليوم باسم تينيك )، وتشمل المناظر الطبيعية النائية في La Huasteca Potosina - وهي جزء من منطقة La Huasteca الأكبر التي تمتد على عدة ولايات - صحراء شاسعة وجبال خضراء وزوايا غابات مطيرة مع أنهار وشلالات فيروزية، وتبقى المعالم السياحية داخلها غير معروفة لمعظم المسافرين الدوليين - في الوقت الحالي على الأقل.

 

 

تلك أدواتك داخل تلك الجنة 

 

 

وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، فإن هناك عددا من الأدوات التي يجب أن تملكها أثناء رحلتك داخل تلك الجنة، إذ يوفر استئجار سيارة في مدينة سان لويس بوتوسي أكبر قدر من المرونة للزوار لرسم مساراتهم الخاصة عبر منطقة لا هواستيكا بالولاية، وتتوفر أيضًا جولات بالحافلات أو الشاحنات الخاصة للقيام برحلة مصحوبة بمرشدين ومنظمين. 

كما يقدم كل من Corazón de Xoconostle وAuténtico San Luis رحلات استكشافية مخصصة من المدينة، أو من سيوداد فاليس، المحور المركزي للمنطقة على بعد حوالي أربع ساعات شرق عاصمة الولاية، تتوفر رحلات يومية إلى جواهر المنطقة، وإحدى الأشياء المفضلة هي التجديف في نهر تامباون إلى قاعدة شلال كاسكادا تامول المذهل، وهو أكبر شلال في المنطقة، والذي يتدفق عادة خلال النصف الثاني من العام.

وإليكم المزيد من المشاهد والعجائب الحالمة الموجودة في هذا المشهد الطبيعي كما جاء بتقرير الشبكة الأمريكية ...

 

 

ميديا ​​لونا لاجون

 

 

إن السفر لحوالي ساعتين ونصف الساعة وسط المناظر الطبيعية الخلابة شرق مدينة سان لويس يمكن أن ينقلك إلى بحيرة ميديا ​​لونا التي تغذيها الينابيع - أو 100 قدم (30.5 مترًا) تحتها، إذا كنت غواصًا متمرسًا، ونعم فتلك المناطق واحدة من أكثر مناطق الغوص الساخنة غرابة في المكسيك تقع على بعد أكثر من 100 ميل (160 كيلومترًا) من المحيط، ويقع بالقرب من مدينة ريوفيردي في المنطقة الوسطى بالولاية، وعلى الرغم من أنه ليس من الناحية الفنية جزءًا من La Huasteca، إلا أنه المكان المثالي للسباحة وتناول وجبة رائعة في مطعم Don Juan Merendero ، وهو المطعم الذي أذهل الزوار منذ افتتاحه في ديسمبر. 

 

داخل ميديا ​​لونا، تحافظ ستة ينابيع على درجة حرارة المياه الدافئة التي تزيد قليلاً عن 80 درجة فهرنهايت (حوالي 28 درجة مئوية) على مدار العام، ويقوم التدفق الثابت بإعادة تدوير المياه كل 24 ساعة، مما يجعل المياه صافية بشكل مذهل، خاصة في وقت مبكر من اليوم قبل أن يؤدي رش الزوار إلى إثارة الرواسب، ويدعم النظام البيئي المزدهر عددًا كبيرًا من السلاحف والطيور والنباتات الفريدة والبشر الدجالين. يتوافد الغواصون المشهورون هنا منذ نصف قرن، وذلك بفضل جوفينسيو مارتينيز فلوريس.

 

"لم تكن شركة ميديا ​​لونا معروفة حقًا"، كما يقول مواطن ريوفيردي، الذي أصبح الأب المؤسس للغوص في المكسيك عندما افتتح متجر الغوص الخاص به قبل حوالي 50 عامًا، ويقول: "بدأ المتجر في جذب الناس، واليوم، لا يزال بإمكانك العثور عليه خلف مكتب متجر Vamos a Bucear ، جنبًا إلى جنب مع ابنه والمالك المشارك، Saul Martínez Ramírez، الذي ينتمي أبناؤه إلى الجيل الثالث من الغواصين، والعمل مرتبط بفندق Media Luna ، الذي تملكه وتديره العائلة أيضًا".

وعليك أن تسأل عن جمجمة الماموث الثمينة التي يبلغ عمرها 20 ألف عام والعشرات من التماثيل التي تعود إلى عصر ما قبل الإسبان والمعروضة بجانب معدات الغوص، ويقول مارتينيز الأكبر إنه اكتشف القطع الأثرية القديمة في قاع البحيرة عام 1971 واستعادها بمساعدة علماء الآثار.

 

 

جسر الله

 

 

وعلى بعد حوالي ساعة شرق ريوفيردي، تستدعي بوينتي دي ديوس عدة ساعات من الاستكشاف للحصول على مقدمة مناسبة. أو ربما قضاء ليلة في مدينة تاماسوبو المريحة الواقعة على الطرف الغربي من لا هواستيكا بوتوسينا، ويُترجم اسم هذه الأعجوبة الطبيعية إلى "جسر الله"، ويبدو في الواقع متواضعًا للغاية، و"ملعب الله" يبدو أكثر ملاءمة لأي محب للمياه يغوص في أعماقه، وبعد دفع رسوم الدخول بحوالي 5 دولارات (حوالي 83 بيزو مكسيكي) ونزول مئات السلالم، هناك حلقة من الشلالات تتدفق من الجبال لتملأ بركة من الياقوت المتماوج، وهذه مجرد البداية.

ويؤدي الجسر الأرضي الذي يحمل الاسم نفسه للمنتزه إلى نقطة دخول أخرى عند منبع النهر، انزل وتطفو عبر كهف يشبه الكاتدرائية، وشاهد الأسماك الفضية في الأسفل والأنفاق المظلمة في جدران الحجر الجيري، واتبع التيار وانزلق بين فتحة صغيرة في الصخور لدخول البركة الرئيسية الواسعة، وتساعد خطوط الأمان في الماء على تثبيت السباحين ضد التيار، حيث يمكنك السباحة في طريقك من سيل من المياه إلى آخر، والشعور بطاقة لا تعد ولا تحصى من غالونات المياه تتدفق عبر القنوات الصخرية والغابة المحيطة، ويتجاوز عمق المسبح الشفاف 60 قدمًا (18 مترًا) في البقع، ويخطو الزوار الشجعان على حواف المحيط الصخري للقفز على الجرف، وهنا يكون سترات النجاة إلزامية لجميع السباحين وهي متاحة للإيجار.

 

 

الطابق السفلي من هواهوا

 

 

وعلى بعد ساعة بالسيارة جنوب سيوداد فاليس وأقل من ساعة شمال شيليتلا (واحدة من بويبلوس ماجيكوس المشهورة في المكسيك)، يمكنك المشي لمسافات طويلة إلى مشهد يشبه الحفرة في سوتانو دي لاس هواهواس، وتفشل الكلمات والصور ومقاطع الفيديو في تصوير الظاهرة اليومية لآلاف وآلاف من الطيور التي تنحدر من المنحدرات الشديدة إلى الحفرة الدائرية الضخمة في الغابة، حيث يتم عرض حركات الطيران ذات الصدر الأبيض في المقام الأول جنبًا إلى جنب مع الببغاوات الخضراء في العرض اليومي عند الغسق ومشهد مماثل كل صباح مع صعود ملحمي من sótano ( الطابق السفلي).

 

ومشاهدة هذه الطقوس من الحافة الصخرية هي تجربة شاملة للجسم تغمر الحواس بالرهبة - وقليلًا من الدوار لأولئك الذين لديهم حساسية للمرتفعات، ويمكنك حجز التجربة مع دليل Teenek عند مدخل الموقع، حيث تقودك رحلة المشي المعتدلة التي تستغرق حوالي 30 دقيقة إلى الكهف الكبير المذهل، وتقول إستيلا مارتينيز سانتياغو، وهي مرشدة تينيك من مجتمع سان إيسيدرو المحلي في بلدية أكويسمون: "في أسفل الكهف، بحجم ملعب كرة قدم"، وللسياق، هذا "القاع" هو حوالي 1500 قدم (حوالي 460 مترًا) أدناه عندما تقف عند الحافة، ومع التخطيط الإضافي، يمكنك الدفع لصد الجانب، وتوفر جدران الجرف الوعرة بين الأعلى والأسفل زوايا آمنة لعدد لا يحصى من الطيور والببغاوات وغيرها من المخلوقات.

 

فيما تقول إلينا نيلوفا، وهي زائرة لأول مرة من شيكاغو: "إنها محيط من الطيور". يتحدث هذا الإحساس الشبيه بالبحر عن صوت أجنحتها أثناء مرورها فوق رؤوسها عند الغسق، ويقطعون الهواء مثل البرق، ويصدرون صوت الأمواج التي تجرف عبر الشاطئ البعيد، وإذا كنت تريد المزيد، يمكنك الوصول إلى موقع مماثل وأكثر تطورًا، Sótano de las Golondrinas ، على بعد أقل من 30 دقيقة بالسيارة من Sótano de las Huahuas.

 

 

حديقة سريالية

 

 

وإذا كانت فكرة الزحف داخل لوحة سلفادور دالي تبدو ممتعة بالنسبة لك، فقد تقع في حب حديقة إدوارد جيمس للنحت في لاس بوزاس، حيث تقع في شيليتلا، على بعد أقل من ساعتين بالسيارة جنوب سيوداد فاليس ويمكن القول إنها المدينة الأكثر سحراً في المنطقة، وكان دمج الغابة البرية والمواد المنحوتة من بنات أفكار الشاعر الإنجليزي والفنان السريالي إدوارد جيمس في منتصف القرن العشرين، وتوصف الحديقة الآن بأنها واحدة من أهم المعالم السريالية في العالم، ومن الملائم أن جيمس كان صديقًا وداعمًا ماليًا لدالي أثناء نحت حديقته السرية في هذه "المدينة السحرية"، وقد صمم وصنع مبانيه ومنشآته السريالية في الموقع لسنوات عديدة، بين الستينيات والثمانينيات، بمساعدة العمال المحليين.

وتقودك الزيارة المصحوبة بمرشدين - والتي يجب حجزها مسبقًا - إلى أعلى وأسفل سلالم حجرية ضخمة، أسفل جدران من الخيزران الخرساني الذي يحاكي نباتات الغابة ومن خلال إبداعات داخلية وخارجية خيالية أخرى، وبالطبع، تتضمن هذه الشلالات المزيد من الشلالات المثالية على Instagram، وكدليل على مدى جاذبية هذا المكان: قامت الممثلة تيلدا سوينتون ذات مرة بزيارته لالتقاط صورة رائعة نشرتها مجلة W Magazine في عام 2013.

 

وعلى بعد ساعتين بالسيارة من سيوداد فاليس، يوجد بوفيه آخر كامل من خيارات المغامرات المليئة بالأدرينالين، حيث ركوب الرمث في المياه البيضاء، والانزلاق على الحبال وتسلق الصخور أو الهبوط من الجبال، وحتى رحلة التجديف الأكثر استرخاءً في نهر تامباون الفيروزي توفر توقفًا عند سينوتي رائع (كهف يشبه المجرى) للسباحة داخل الجبل، حقا إنها تستحق الرحلة حتى عندما يكون شلال تامول جافًا.

المصدر: صدى البلد