ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يكشف علامات قبول الصيام والطاعات
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
قال الشيخ عبدالله محمد حامد، مدير إدارة التوجيه والإرشاد بمنطقة وعظ الجيزة، خلال ملتقى الظهر بالجامع الأزهر، إن مواصلة العبد طاعته بعد انتهاء شهر رمضان بطاعات أخرى، وألا يعقبها بمعصية، من علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان، موضحا أنه ينبغي عليه أن يزيد من همته في قيام الليل وقراءة القرآن والتصدق وحسن معاملة الخلق بالبعد عن الغيبة والنميمة وقول الزور وسوء الأخلاق التي تدرب المسلم على الابتعاد عنها طوال شهر رمضان.
وأضاف الشيخ عبد الله حامد، خلال حديثه اليوم بملتقى الظهر الذي يعقده الجامع الأزهر طوال أيام شهر رمضان، أن من علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان أيضا، هي المداومة على الأعمال الصالحة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته"، وكذلك صيام الست من شوال، والحفاظ على النوافل من الصلوات والصيام لما فيها من جبر للنقصان والتقصير الذي قد يقع منا في الفرائض.
وتابع مدير إدارة التوجيه والإرشاد بمنطقة وعظ الجيزة، أن من علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان، ظهور أثر العبادة على أخلاق العبد، فيبتعد عن الفحشاء والمنكر، ويحسن معاملة الخلق في كل شيء، فيكف لسانه عنهم بل وخاطره، كما أن الله تعالى يحبب في قلبه الطاعة فيحبها ويأنس بها وتطمئن إليها، كما أن كراهية المعصية علامة من علامات القبول عند الله سبحانه وتعالى، يقول عز وجل: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }.
ملتقى الأزهر: الوقوف على ظاهر النصوص دون فهم معانيها ومقاصدها هدم للشريعةفي سياق متصل قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين، ليقيم الحق ويحافظ على الكرامة الإنسانية، ويوجد مجالا للعدل والمساواة، كما أراد الله تعالى لهذا الدين أن يكون صالحا لكل زمان ومكان، وأن تكون هذه الشريعة سائدة بين الناس كافة، دون أن تكون قاصرة على بيئة بعينها أو جماعة بعينها أو زمن بعينه، مؤكدا أن هذا لا يتحقق إلا إذا كانت هذه الشريعة تشتمل على جملة من المقاصد المهمة التي تأخذ بيد البشرية إلى فهم مراد ربها، والوقوف على المراد من خلق الله تعالى لهم.
وبيّن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال حديثه بملتقى الأزهر، والذي عقده الجامع الأزهر الاحد بعد الانتهاء من صلاتي العشاء والتراويح، تحت عنوان " المقاصد العامه للشريعة الإسلامية "، أن المتأمل في قوله تعالى "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"، يدرك أن الله تعالى قد وضع في هذا التشريع جملة من المقاصد العامة والمقاصد الخاصة.
وأوضح أن كلا النوعان يحققان المقصد الرئيس من خلقه ويدفعان به إلى الوصول إلى رضوان الله تعالى وتحقيق الهدف الرئيس للدين والمتمثل في تحقيق الصلاح في الحال والفلاح في المآل، موضحا أن الحديث عن المقاصد العامة يأتي لإظهار كمال هذا التشريع، وبيانا لعظمة هذا الدين، ثم تأكيد على المراد من العباد لله تبارك وتعالى، مبينا أن كل عبادة من العبادات لها مقاصد عامة تعود على المجتمع، ومقاصد خاصة تعود على الفرد، مستشهدا بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، قائلا " هذه التقوى التي هي أمارة للإيمان وعلامة لصحيح الإسلام وبوابة للوصول إلى مقام الإحسان، لها مزية تعود على الإنسان من حيث أنها تحول بينه وبين حرمات الله، وإذا أدرك الإنسان معناها كان أبعد الناس عن إيذاء المجتمع.
موضوع مقاصد الشريع خطير ومهم وحساسمن جانبه، أكد الدكتور محمود عبد الرحمن، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، أن موضوع مقاصد الشريع موضوع خطير ومهم وحساس، حيث أنه يمثل أحد أجنحة الحفظ الثلاثة لهذا الدين، والتي أولها حفظ النص كما نزل، وهو مقصد من مقاصد البعث، وثانيها حفظ معنى النص، الذي بدونه لا توجد فائدة لفهم النص وحفظه من الـتأويل والتحريف، وثالثها حفظ مقصد النص، أي سر الحكم ومقصود الدلالة.
وحذّر الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، من الوقوف على ظاهر النصوص دون فهم معانيها ومقاصدها، مؤكدا أن هذا السلوك فيه هدم للشريعة، لأن التعمق والتبحر في فهم النصوص وأسرارها يجعلها أمام المتفقهين في الدين نصوصا معطائة غير محصورة إلى يوم القيامة، كما يجعل النص الواحد كأنه كتاب مملوء من النصوص، وهو ما يطلق عليه علماء المقاصد بالفقه الحي، كما يسميه الإمام الزركشي ب"فقه الفقه"، مؤكدا أن هذا الفقه هو قبلة المجتهد، حيث إذا أراد أن يفتي فعليه أن يتوجه إلى فهم القصد والسر وراء هذه النصوص، والذي بدونه يشعر المجتهد أو الباحث بالضيق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الظهر الشريعة والقانون الله تعالى هذا الدین شهر رمضان من علامات
إقرأ أيضاً:
ما هو النذر؟ وما هي أنواعه؟
النذر هو أحد الأفعال التي تصدُر من الإنسان بقصد التقرب إلى الله تعالى، حيث يعد من العبادات التي تستدعي الوفاء بالعهد الذي يلتزم به المؤمن تجاه الله سبحانه وتعالى. وفيما يتعلق بتفسير النذر في الإسلام، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية، والأزهر الشريف، أن النذر من أعمال التقوى والعبادة التي يجب أن تتم بحذر، حيث يلتزم الشخص بما وعد به الله من أعمال صالحة أو تضحيات بعد تحقق ما نذر من أجله.
تعريف النذر في الإسلامالنذر هو تعهد بالقيام بعمل معين لله تعالى في حال تحقُّق أمر ما، سواء كان ذلك أمرًا يسيرًا أو صعبًا. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: "من نذر أن يطيع الله فليطعه"، مما يعني أن النذر لا يكون إلا في طاعة الله، ويمثل تعهدًا من المؤمن بأن يلتزم بما يطلبه الله تعالى. النذر يُعبر عن مدى قوة إيمان الشخص ورغبته في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات التي تشير إلى النذر بشكل عام، حيث تعد من أفعال البر والطاعة التي يحبها الله.
وفي تفسير الآية 270 من سورة البقرة: "لَا تُؤْتُوا۟ ٱلرِّبَا لِيَفْشَلَ سَتَرُهُۥ إِنَّ ٱلۡرَّدَّ رَٰتِبُهُۥ مِّرْفَجَهُۥ وَلَا نَعْمَلُوا۟ إِنَّمَا"، يتضح أن النذر لا بد أن يكون طائعًا لله وفي إطار ما يرضيه، ولا يجوز النذر في معصية أو ضد الطاعة لله تعالى، حيث تبين الآية ضرورة الإخلاص لله في كل الأفعال، بما فيها النذور.
أنواع النذرالنذر يمكن أن يكون من نوعين رئيسيين، كما بيّن الأزهر الشريف في تفسيراته حول هذا الموضوع:
النذر المباح: وهو النذر الذي يلتزم به الشخص لفعل أمر مباح، مثل تعهد بأداء صيام أو صدقة أو زيارة مسجد، مع العلم أن المسلم ليس ملزمًا بالقيام به إذا لم يرده ولكن تطوعًا لمرضاة الله تعالى.
النذر المعصية: وهو أن يقوم الشخص بنذر شيء محرم أو يعارض تعاليم الإسلام، كالنذر لإرضاء شخص آخر أو عمل شيء غير مشروع. وقد حرمت الشريعة الإسلامية النذر من أجل معصية الله، بل يجب على الشخص حين يفكر في نذر ما أن يتأكد أنه سيكون في مرضاة الله.
النذر الواجب: وهو نذر شخص معين عنده أمر قد يحدث له في حياته، مثل نذر شفاء أو نذر لمنع مشكلة أو محنة ما. في مثل هذا النوع من النذور، فإن الشخص ملزم بالقيام بما نذره.
كيفية الوفاء بالنذرالوفاء بالنذر من واجبات المؤمن تجاه الله تعالى، ويجب على المسلم أن يفي بما نذر ما دام النذر يطابق أوامر الله. وقد نصحت دار الإفتاء المصرية بأن وفاء المسلم بنذره يجب أن يكون بمثابة تلبية وعد لله سبحانه وتعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه".
إذا كانت النذر من نوع غير واجب أو لا يتسبب في أذى أو معصية، فإن الوفاء به يعد من العبادة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. أما إذا كانت النية في النذر غير طاعة الله أو إذا كانت في المعصية، فإن النذر في هذه الحالة لا يجوز.
الحكم الشرعي في النذرأجمع العلماء في الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية على أن النذر لا يعد واجبًا على المسلم إلا إذا كان لله في طاعته. كما أضافوا أنه إذا نذر المسلم أن يؤدي أمرًا لم يكن واجبًا عليه في الأصل، فإنه لا يجوز له تركه بعد أن نذر، إلا إذا كان النذر في شيء محرم أو يؤدي إلى معصية.
وفي الختام، يجب على المسلم أن يكون واعيًا لأهمية النذر وأثره على حياته الدينية، وألا يندفع إلى النذر إلا بعد التأكد من أن النذر سيكون في مرضاة الله تعالى ووفق ما يرضيه من الطاعات، مع الالتزام بالوفاء بما وعد به في حال تحقق الهدف المرجو من النذر.