الحشاشين.. استطاع جذب الأنظار من جديد، ويسيطر على حوارات الناس بعد قرون من وفاته، خاصة بعد عرض مسلسل الحشاشين، الذي يؤرخ قصته، إنه القائد حسن الصباح، والذي سنبحر معه في عالم من الخيال، ونتحاور معه عن كل ما قاله التاريخ ودونه من أحداث، نستحضره معنا في حوار مليء بالتشويق والإثارة لنتعرف على أسرار حكايته، وعلى فصول القصة التي دونت سطورها في التاريخ.

ـ في البداية نود أن نتعرف على نشأتك وقناعاتك بشأن المذهب الإسماعيلي؟

حلق حسن الصباح نظره عاليا وكأنه يستعيد ذكريات طفولته، قائلا: «ولدت عام 430 هـ 1037 م، في قم معقل الشيعة الإثنى عشرية، حيث نشأت في بيئة شيعية اثني عشرية ثم انتقلت عائلتي إلى الري مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية فاتخذت الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمري 17 سنة»، ثم صمت برهة واستكمل «ظللت حتى السابعة عشرة دارساً وباحثاً في المعرفة ولكني ظللت على عقيدة أجدادي الإثنى عشرية. وذات يوم التقيت برجل، يدعى عميره زاراب كان من وقت لآخر يدعو إلى نظرية الخلفاء في مصر، وكان ذو شخصية قوية، وعندما ناقشني لأول مرة كان يقول لي عندما تخلو إلى التأمل في سريرك أثناء الليل سوف تعرف أن ما أقوله لك مقنع».

واستطرد: «واصلت قراءة كتب الإسماعيلية، وبعد ذلك لقيت معلم إسماعيلي آخر، فلقنني التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنعت، ولم يبق أمامي سوى أداء يمين الولاء للإمام الفاطمي، لكنني أديت تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائبا عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق، وفي أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الري، فألتقيت به، ثم وافق على انضمامي، وحدد لي مهمة معينة في الدعوة، وطلب مني السفر إلى مصر لكي يسجل اسمي في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة.

ـ وكيف بدأت دعوتك في مصر؟

أجاب حسن الصباح متلهفا: «في سنة 1076م تركت الري، ورحلت إلى أصفهان ثم اتجهت صوب أذربيجان ومنها عرجت على ميافارقين فبقيت فيها إلى أن طردني قاضي المدينة بعدما أنكرت سلطة علماء السنة وأصريت على إن الإمام وحده هو الذي لديه الحق في تفسير الدين، فأكملت رحلتي إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت، ومن هناك رحلت بحرا إلى مصر في 19 صفر 471 هـ / 30 أغسطس 1078».

كريم عبد العزيز في دور حسن الصباح زعيم الحشاشين

وأضاف حسن الصباح مبتسما وكأن الشوق يخرج من عينيه: «بقيت في مصر حوالي 3 سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم اختلفت مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنني ثم طردني من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق ونجيت منه، فنقلوني إلى سوريا ثم تركتها ورحلت إلى بغداد ومنها عدت إلى أصفهان فوصلتها 29 ذو الحجة 473 هـ / 10 يونيو 1081.

ـ وماذا عن دورك في نشر الدعوة الإسماعيلية؟

فتنهد حسن الصباح وكأنه يود أن يخبر عن ثقل الرحلة، قائلًا: «تنقلت داخل إيران مستكشفا لها لمدة 9 سنوات، حتى بدأت الدعوة في إقليم الديلم ومازندران وقد كان لها بعض النجاح، وكنت اتفادى المدن في تنقلاتي وانتقل عبر الصحراء، حتى اتخذت دامغان وحولها قاعدة لي ابعث منها الدعاة إلى المناطق الجبلية لجذب السكان من هناك، ومكثت بذلك لمدة 3 سنوات حتى أمر الوزير نظام الملك باعتقالي، ولكنني هربت إلى قزوين».

مشهد من مسلسل الحشاشين

ثم عقد حسن الصباح حاجبيه وأقفل عينيه قليلًا وكأنه سيقر بحقيقة، قائلًا:«كان أول ظهور للباطنية ببلاد الشام في مدينة حلب، التي كانت تحت حكم الملك السلجوقي رضوان بن تتش، حيث أقام الداعي الباطني الحكيم المنجم الذي أرسلته من ألموت لنشر الدعوة في الشام واستطاع استمالة رضوان إلى الباطنية على أساس أن يستغل هذا شجاعة الباطنية في اغتيال خصومه السياسيين، فحفظ الملك رضوان جانبهم وشايعهم حتى أصبح لهم بحلب دار دعوة»، واستطرد: «بعد انتشار الباطنية في حلب والشام، أرسل السلطان السلجوقي محمّد ابن ملكشاه إلى ألب أرسلان بن رضوان بن تتش -الذي تولى الحكم في حلب بعد وفاة أبيه- كي يفتك بالباطنية ويقتلهم، فقرر ألب أرسلان القضاء عليهم، فقبض على أبي طاهر الصائغ وقتله، وقتل إسماعيل الداعي وأخا الحكيم المنجم والأعيان من أصحاب هذا المذهب الباطني بحلب واستصفى أموالهم وتفرقوا في البلاد».

ـ وما هو «ألموت» الذي أرسلت الداعي الباطني الحكيم المنجم منه؟

فأجاب:«هي قلعتي الخاصة، كنت أود في تنقلاتي العثور على مكان مناسب يحميني من مطاردة السلاجقة وأقوم بتحويله إلى قاعدة لنشر دعاتي وأفكاري، وقد عزفت عن المدن لانكشافها، لذا لم أجد أفضل من قلعة أَلَمُوت المنيعة، فهي حصن قديم فوق صخرة عالية وسط الجبال على ارتفاع 2، 100 متر، وبنيت بطريقة ألا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر مصطنع، فالمنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة، لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل».

القائد حسن الصباحـ وماذا عن الاتهامات الموجهة لك باستخدام العنف والاغتيالات، هل بالفعل تمت؟

فشردت عينا حسن الصباح إلى اليمين قليلًا ثم رفع حاجبيه لوهلة، وكأنما يعترف بارتكاب بعضها، ثم قال «سأحكي القصة من البداية، كان توزيعي لدعاتي بحيث جزء منهم يذهب إلى المناطق النائية لنشر الأفكار، والجزء الآخر يكون موجودا بالمدن الكبرى. فأول ما عرفت من أحوال الدعوة التي اشتهرت بالباطنية أو الإسماعيلية في أيام السلطان ملك شاه فقد اجتمع منهم ثمانية عشر رجلًا فصلوا صلاة العيد في ساوة فعرف بأمرهم رئيس الشرطة فأخذهم وحبسهم ثم سُئِلَ فيهم فأطلقهم فهذا أول اجتماع عام كان لهم.

ثم إنهم دعوا مؤذنًا من أهل ساوة كان مقيمًا بأصبهان فلم يجبهم إلى دعوتهم فخافوه أن يخبر عنهم فقتلوه فهو أول قتيل لهم فبلغ خبره إلى نظام الملك، فأمر بأخذ من يتهم بقتله فوقعت التهمة على نجار اسمه طاهر فقتل ومُثل به وجروا برجله في الأسواق فهو أول قتيل من طائفتي، وكان والد النجار واعظًا وقدم إلى بغداد مع السلطان بركيارق سنة 486 هـ فحظي منه ثم قصد البصرة فولي القضاء بها ثم توجه في رسالة إلى كرمان فقتله العامة في الفتنة التي جرت وذكروا انه باطني.

قلعة ألموت التي تحصن بها حسن الصباح

ثم صمت برهة واستكمل: «وفي سنة 1092 بدأ السلاجقة في مواجهتي عسكرياً، فبعث سلطانهم ملك شاه حملتين، واحدة على قلعة ألموت، والثانية على قهستان لكن ميليشياتي تصدت للسلاجقة وبمساعدة الأهالى المتعاطفين معهم في روبارد وقزوين فانسحبت القوات من قهستان بعد وفاة السلطان ملك شاه سنة 1092، بعدها اغتيل الوزير نظام الملك نفسه في 16 ديسمبر 1092، في منطقة ساهنا في إقليم نهاوند، عن طريق فدائي متنكر في زي رجل صوفي».

ـ بعض الروايات تؤرخ كونك صديق دراسة للوزير نظام الملك، فهل كان هذا صحيحا؟

فأسرع مجيبا: «هذه الروايات يشوبها البطلان، بسبب أدلة عدة يسوقها التحليل التاريخي، فمن المستبعد أن أكون صديق دراسة لنظام الملك، فهو ولد قبلي بحوالي 20 عاماً، فضلاً على أني تلقيت تعليمي بمدينة الري، وليس نيسابور التي تعلم بها وزير الدولة السلجوقية».

ـ وهل أنت من قمت باغتيال نظام الملك؟

فتهرب حسن الصباح من الإجابة ولكن كلماته أفصحت عن الحقيقة، حيث قال:« كنت أود أن اشتهر ويذيع صيتي فأنا من أرسى أسس الفدائية، وقد نجحت العملية بقتل هذا الشيطان، فكان قتله بداية البركة»، ثم أقر بعمليات الاغتيال، قائلا: «اغتيال نظام الملك كان من أولى عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون، وكانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكو قلعة ألموت عام 1256 وقضى على طائفتنا بالشرق والتي استمرت حوالي القرنين من الزمان».

ـ وماذا عن المذهب النزاري، لماذا قمت بتكوينه؟

فأومأ حسن الصباح برأسه، قائلا:«بعد موت المستنصر بالله 487 هـ/1094 م، قام الوزير بدر الدين الجمالي بالدعوة لإمامة المستعلي الابن الأصغر للمستنصر، وإزاحة الإبن الأكبر «نزار» ولي العهد، وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية، وانشققت أنا أيضا عن الفاطميين لأدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، وكنت في ذلك الوقت مجرد عميل للزعماء الفاطميين في مصر ونائب لعبد الملك بن عطاش وخليفته، وقد اتخذت من قلعة ألموت في مدينة رودبار بالقرب من نهر «شاه ورد» في فارس مركزًا لنشر دعوتي وترسيخ أركان دولتي، فكانت هذه الخطوة بمثابة خطوة قوية لتدعيم مقاليد الحكم».

- وماهي طريقتك التي كنت تسيطر بها على عقول أتباعك؟

فابتسم ابتسامة يشوبها نظرة خبث، قائلا: «كان يتم اختيار أتباعي فى سن صغيرة، حتى تتم السيطرة عليهم فكرياً ودينياً مع قدرتهم على تحمل التدريبات العسكرية الشاقة، وكانت تتم السيطرة عليهم نفسياً ومعنوياً من خلال إدخالهم حدائق الغناء، وإعطائهم مشروب مخدر فيتصورون أنهم في الجنة، وبعد ذلك يتم دفعهم إلى القيام بالعمليات الإرهابية، مع وعدهم بأنهم إذا قُتِلوا سوف يدخلون الجنة التي عرفوها من قبل».

ـ وكيف كانت نهايتك؟

فأجاب: « كانت في 7 ربيع الثاني 518 هـ / 23 مايو 1124 في قلعة ألموت، لم أُقتل ولم أُغتيل، كانت نهاية شخص أذن الله بوفاته».

ـ وماذا تقول عن الآراء التي قيلت عنك بعد وفاتك؟

فابتسم، قائلًا:«عاصرت فترة سادت فيها الحروب بين مختلف الطوائف، السلاجقة، العباسيون، الأيوبيون، الصليبيون وغيرهم من الطوائف، إلا أن كلها أجمعت على أني كنت قوي الشكيمة، ودائم حضور الذهن، وأقاتل كل من يحاول الاقتراب من دولتي بغض النظر عن طائفتي، وأن أتباعي يتمتعون بالحرص الشديد والطاعة والمقدرة على تنفيذ المهمات الموكلة لهم».

ـ في نهاية الحوار، نود أن نتعرف عن رأيكم في مسلسل الحشاشين الذي يعرض حاليا على الشاشات؟

فانفرجت أسارير وجهه، قائلًا:«لا يخلو من الحبكة الدرامية، فإذا قمنا بمقارنته بما قُلت سابقا، سنجد الكثير من الأحداث التخيلية مختلطة بالواقع».

اقرأ أيضاًمسلسل الحشاشين الحلقة 28.. «بدون رحمة» قتل زوجة حسن الصباح وإعدام يحيى ابن المؤذن

مسلسل الحشاشين الحلقة 28.. مواعيد العرض والقنوات العارضة

ملخص الحلقة 27 من مسلسل الحشاشين.. حسن الصباح يثير الرعب في نفوس أهالي أصفهان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحشاشين مسلسل الحشاشين الصباح طائفة الحشاشين مسلسل الحشاشين كريم عبد العزيز حسن الصباح زعيم الحشاشين حسن الصباح أتباع حسن الصباح مسلسل الحشاشین حسن الصباح نظام الملک قلعة ألموت ـ وماذا کان من فی مصر قائل ا

إقرأ أيضاً:

"قصة مدينتين" احتفال بالتآزر الثقافي بين أثينا والإسكندرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق تتواصل فعاليات المعرض الفني "قصة مدينتين" بمتحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا، الذي افتتح مساء أمس الأربعاء، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة الخارجية والسفارة المصرية في اليونان، احتفالا بذكرى الاتحاد اليوناني المصري الذي حدث في أثينا، ويعيد إحياء العلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي ربطت بين البلدين على مر القرون.ويتم تنظيم المعرض  بالتعاون مع أرشيف كافافيس، ومؤسسة ومكتبة أوناسيس برئاسة أفروديتي باناجيوتاكو، ومتحف بيناكي برئاسة الدكتور جورج مانجينيس؛ ومتحف الأكروبوليس برئاسة الدكتور نيكولاوس ستامبوليديس.ويستمر المعرض باليونان حتى 16 يوليو القادم، ثم تستضيفه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 17 وحتى 31 أكتوبر القادم.السفير المصري باليونان وعدد من المنظمين خلال الافتتاح

وأعرب السفير المصري باليونان، عمر عامر، عن سعادته بالمعرض قائلا: "نحن فخورون بأن نقول إن المصريين واليونانيين مرتبطون جينيًا، وسيستمر هذا التربط بينهم. وبينما نجتمع اليوم في متحف الأكروبوليس التاريخي بأثينا للاحتفال بفعالية "قصة مدينتين" الثقافية، نتذكر الإسهامات الخالدة لحضاراتنا في قيم الإنسانية من المعرفة والجمال والسعي للتميز. 

وأضاف: "هذه الفعالية هي شهادة على الرابط المتين بين مصر واليونان، وهما حضارتان قديمتان شكلتا العالم. اليوم، بينما نقف هنا، نحتفل بتراثنا المشترك والجسر الذي يربط الماضي بالحاضر، والشرق بالغرب."

نادين عبد الغفار

وأعربت منظمة المعرض نادين عبد الغفار، عن سعادتها بتحويل هذه المبادرة الفنية إلى حقيقة، قائلة: "هذا المعرض ليس مجرد عرض للتألق الفني، ولكنه تبادل ثقافي عميق مصمم ليكون تجربة تحويلية ولتعزيز التقدير المتجدد للعلاقات الثقافية الدائمة بين هذين البلدين. 

وأضافت: "لقد ولدت وترعرعت في الإسكندرية، وكنت مفتونة دائمًا برؤية الإسكندر الأكبر لإنشاء مدينة ثقافية، ولذلك دائما أشعر أنه من مسؤوليتي تنفيذ هذه المهمة وتوسيعها إلى عالمنا المعاصر.

وقال المدير العام لمتحف الأكروبوليس، نيكولاس ستامبوليديس: “أود أن أعترف بأن متحف الأكروبوليس لا يستضيف معارض فنية، واليوم يُعد استثناءً لأنه مرتبط بسفارة مصر، البلد الذي ليس فقط صديقًا لنا، بل نحن في علاقة أخوية معه”.

 

حوار بصري

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

وفق القائمين عليه، يهدف المعرض إلى خلق حوار بصري يستكشف النسيج الغني لإرث مشترك أسسته العصور الكلاسيكية القديمة التي تمثلها كل من اليونان ومصر، على خلفية مبادرة عالمية لتعزيز الروابط الثقافية، وتعزيز فهم أعمق للترابط بين هذه الحضارات القديمة. 

ومن خلال أعمال الفنانين المعاصرين، سيعمل المعرض على سد الفجوة بين العصور القديمة والحاضر، مما يوضح كيف يستمر الارتباط الثقافي بين اليونان ومصر في إلهام وتشكيل المشهد الفني والثقافي اليوم.

 

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

وسيقوم الفنانون اليونانيون والمصريون المشاركون بإنشاء أعمال فنية استجابة للتقارب الفني الذي تطور عبر التاريخ، وتسليط الضوء على الروابط العميقة الجذور التي تستمر حتى يومنا هذا، مع الاحتفال أيضًا بالهويات المتميزة لكلا البلدين. ويهدف المعرض إلى عرض الفنانين اليونانيين والمصريين في حوار مباشر يعكس حضاراتهم على مدى آلاف السنين. 

يقول المنظمون عن المعرض: "سوف يقوم بتشريح الكيمياء الفنية التي ظهرت والتعلم منها، ويدرس كيف لعبت الجماليات والرمزية دورًا رئيسيًا في تشكيل الاتجاه الإبداعي. وتقام هذه الفعالية عبر المتاحف والمكتبات وصالات العرض في كلتا المدينتين، وستضيف كل فعالية أبعادًا مختلفة لقصة هذا التبادل الثقافي".

 

فعاليات عدة

شاشة عرض لبعض المعروضات

يضم "قصة مدينتين" فنانين من بينهم أعمال للفنان الراحل محمود سعيد، وبابا جورج، وكوستاس فاروتسوس، وداناي ستراتو، وعمرطوسون، وسعيد بدر، وكريم الحيوان، وغيرهم، بالإضافة إلى ليلة واحدة في فندق السان جورج يتم خلالها تقديم أعمالا للفنان التشكيلي أحمد فريد.

بالتوازي مع هذا المعرض يقام معرض جانبي بعنوان "الفن عن طريق البحر" في أثينا سيكون مفتوحًا للجمهور حتى نهاية الصيف، ويعرض أعمال فنانين مصريين، منهم عماد أبو جرين، ودينا فهمي الروبي، ومريم أبو طالب، وإيمان بركات، ووئام علي.

ويهدف المعرض إلى خلق حوار بين الإنسانية وامتداد البحر الشاسع، وسيقدم مزيجًا من الإبداع وإيقاع الأمواج الخالد، حيث يكون الخط الساحلي المتغير باستمرار بمثابة لوحة فنية ومصدر إلهام. 

هنا، يسخر الفنانون القوة الأساسية للمياه والرمال، لترجمة همسات المد إلى شعر بصري، كل قطعة هي شهادة على مد وجزر الحياة، وانعكاس لدورة لا نهاية لها من الخلق والدمار. في هذا المعرض الغامر للطبيعة، يصبح الفن بجانب البحر تأملًا في عدم الثبات والجمال والرقص الأبدي بين الأرض والبحر. 

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

يقول عمر طوسون، أحد الفنانين المشاركين بمتحف الأكروبوليس: "بالنسبة لي، يحمل معرض قصة مدينتين أهمية عميقة تتجاوز مكانته كمعرض فني. قبل أن أكون فنانًا، أنا سكندري، وهذا يعني امتلاك إرث ثقافي غني يتغذى وسط شوارع وزوايا هذه المدينة الرائعة. وهذا التراث المتجذر بعمق في تاريخ الإسكندرية العالمي، لا يزال يشكل الكثير من إلهامي الفني".

وتقول الفنانة اليونانية داناي ستراتو: "لقد قمت بإنشاء صولجان من الألومنيوم بطول 600 سم متوازن على عمود من الفولاذ المقاوم للصدأ بطول 150 سم، يشير إلى الإسكندرية عندما أكون في أثينا وباتجاه أثينا عندما يتم تركيبه في الإسكندرية، حوافها الحادة تخترق وتعبر الحدود المكانية للمتحف بمثابة قناة للاستكشاف المفاهيمي خارج الفضاء المادي. ومن خلال رسم خط غير محسوس يتجاوز مجرد الحدود الجغرافية".

تضيف: "يرسم التمثال محورًا يمتد إلى ما لا نهاية، ويربط بين أثينا والإسكندرية. في سياق حوار نحتي خالد حول وظائف الإدراك واللانهاية المصطنعة، يجسد المسار بين الثقافات والترابط التاريخي بين المدينتين استكشافًا عميقًا للمكانية والسرد التاريخي والذاكرة".

من افتتاح المعرض

ويتأمل الفنان سعيد بدر العلاقة بين تراث المدينتين، فيقول: "الكلمات تنمو، والناس لا يدينون إلا بكلماتهم؛ وشرف الإنسان ليس إلا كلمته. بكلمة بسيطة، يمكن أن يتبدد البؤس. الكلمات هي منارة النور للأمم".

ويضيف الفنان اليوناني كوستاس فاروتسوس: "كما قال الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز: لقد كان أفضل العصور، وكان أسوأ الأوقات، وكان عصر الحكمة، وكان عصر الحماقة، وكان عصر الإيمان، كان عصر من الشك، كان موسم النور، كان موسم الظلام، كان ربيع الأمل، كان شتاء اليأس. ولكن أريد أن أضيف أن المدينتين ستعطيان الأمل مرة أخرى لأنهما المدينتان اللاتي حددتا الثقافة العالمية".

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": غالانت غير رأيه بشأن جبهة الشمال مع "حزب الله"
  • هكذا دافع بايدن عن نفسه بعد المناظرة الكارثية.. وصف ترامب بـقط الزقاق
  • خاص.. أحمد شاهين يتحدث عن دوره في "الوصفة السحرية" وسعيد بردود الأفعال (حوار)
  • لقاء سويدان لـ الفجر الفني: لا توجد وصفة ثابتة للزواج..وهذا موقفي من السينما (حوار)
  • زيزو "الزمالك" مطلوب فى المنتخب الأوليمبي
  • الاحتلال يتحدث عن تطمينات أمريكية لإزالة عوائق إرسال شحنة الأسلحة
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن مدن أشباح شمال وجنوب فلسطين.. مساحتنا تتقلص
  • "قصة مدينتين" احتفال بالتآزر الثقافي بين أثينا والإسكندرية
  • سيسي هات جنيه.. عمال أفارقة يتظاهرون في مصر (شاهد)
  • أوزيل يتحدث عن انتخابات مبكرة في تركيا.. وأردوغان يتهمه بجر البلاد للتوتر