مفتي إثيوبيا: السيرة النبوية منهج حياة ويجب نشرها لنصرة رسولنا
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
يؤكد مفتي إثيوبيا ورئيس لجنة الفتوى العليا، الدكتور جيلان خضر غمدا أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة ومنبثقة من محبة الله سبحانه وتعالى. ويذكر -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- الأسباب الكثيرة التي تقتضي محبة الرسول الكريم.
ومن الأسباب التي يوردها مفتي إثيوبيا هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو حبيب رب العالمين، وقد اختاره واصطفاه وأوجب على المؤمنين محبته وطاعته والإيمان به، بالإضافة إلى أنه منقذ المؤمنين من النار والجاهلية والكفر والشرك، وقال الله عز وجل في سورة آل عمران: "لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".
كما أن المسلمين يرجون شفاعة الرسول الكريم يوم القيامة، "يوم يقول كل الأنبياء نفسي نفسي ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمتي أمتي".
ويحب المسلمون رسولهم بسبب أخلاقه العظيمة وتواضعه وحيائه وجوده وصبره وعفوه ومعاملته للصغير والكبير، وهو الذي اجتمعت فيه الخصال الحميدة التي لم تجتمع في بشر. وقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم المثل العليا في محبتهم لنبيهم، وكانوا يفدونه بأنفسهم، وهو حال الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وغيره.
ويصف مفتي إثيوبيا محبة النبي الكريم بأنها محبة شرعية وعقلية لأنها تأتي بالتفكر، موضحا أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ويصدقه ويطيعه ويجتنب ما نهى عنه، وثانيا أن يتبع المسلم سنته ظاهرا وباطنا.
الدفاع عن الرسول
ووردت أحاديث كثيرة حول محبة الرسول، وجاء في حديث أبو هريرة المتفق عليه أن الرسول الكريم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده".
ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم، طاعته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، ومحبة سنته ونشر دينه حتى تتسع أمته وتكون أكثر الأمم، وكذلك محبة صحابته وأمهات المؤمنين وعدم الطعن فيهم.
ويدعو الدكتور جيلان خضر إلى الرد على الذين يهاجون الدين الإسلامي، وذلك بتبيان حقائق هذا الدين ونشر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما يشدد على أهمية أن يعلّم المسلم أهله وأسرته سيرة الرسول الكريم ومحبته، وأن تكون هناك محاضرات وندوات حول السيرة النبوية التي هي منهج حياة، ينبغي توريثه للأجيال.
ويدعو مفتي إثيوبيا ورئيس لجنة الفتوى العليا إلى كثرة ذكر الرسول الكريم والصلاة والسلام عليه حتى يكون أجره الشفاعة يوم القيامة ويبارك له الله عز وجل في حياته ويفرج همه، محذرا من مسألة الغلو في حب الرسول الكريم، "لا تفريط ولا إفراط"، أي عدم جعله ندا لله سبحانه وتعالى، وقال مفتي إثيوبيا إن الرسول الكريم حذر من الغلو.
وعن الطريقة المناسبة لنصرة المسلمين لنبيهم في العصر الحالي، يقول إن على المسلمين أن يطبقوا شرع الله في أخلاقهم ومعاملاتهم، ويظهروا حبهم لنبيهم والدفاع عنه، ونشر دينهم ودعوة العالم إليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الرسول صلى الله علیه وسلم الرسول الکریم
إقرأ أيضاً:
دعاء البرد الشديد.. كلمات لا ترد في هذا الطقس القارس
دعاء البرد والثلج، يستيقظ كثير منا للذهاب لأعمالهم وامتحاناتهم وسط حالة من موجات الطقس البارد والصقيع، لذا يبحث الكثير منا عن دعاء البرد الشديد ، ويتساءل هل للعمل في هذا الجو من ثواب آخر يتضاعف خاصة وأننا نعلم بأن العمل عبادة.
ومن خلال السطور التالية نستعرض أبرز ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث تبين فضل العمل في الجو البارد والتخفيف من حدته.
دعاء البرد والثلجروى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وصلى على جنازة يقول: اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار. قال عوف فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت.
دعاء البرد الشديدوفي القرآن الكريم نجد قوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ"، وقوله تبارك وتعالى:"اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ".
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة ووزير الأوقاف الأسبق، في تفسيره الآية الأولى: "تعني أن الله يزجي أي أن يرسله برفق ومهل، يؤلف بينه، أي يجمع السحب مع بعضها وما دام يجمع شيء على شيء بدون أن توحد تكوينه، لا بد من أن يكون بينهم فراغ، والفراغ هذا معناه وجود هواء أي في خلل فيه، ركامًا أي مكدس فوق بعضه، الودق أي قطرات المطر التي تخرج من خلال السحب وفيها برد أي تحتوي قطرات المطر على قطع من الثلج تأخذه وتنزل مرة واحدة، وربنا سبحانه وتعالى يجعل من المياه حياة أو موت، العدوين اللي مقاومتهم صعبة المياه والنار».
دعاء البردكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث في البرد القارس منها:
- "اللهم فى هذا البرد القارس، نستودعك كل من لا مأوى له، وكل من لا لباس له، وكل من لا دفء له، وكل من لا معيل له، وكل مبتلى وكل مفقود وكل مريض وكل جريح وكل أسير، اللهم نستودعك كل من يتألم وكل من يسألك الستر والعافية فى الدنيا والآخرة، فاحفظهم بحفظك وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين".
- "اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغنى ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث اللهم اجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به وأعوذبك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".
-قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِيَ اسْتَجَارَنِي مِنْ حَرِّكِ فَإِنِّي أُشْهِدُكِ فَقَدْ أَجَرْتُهُ مِنْكِ.. فَإِذَا كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِيَ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، قَالُوا: وَمَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكُفَّارُ يَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهِ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ».
أحكام العبادات في البرد الشديدويتساءل الكثير من الناس عن الأحكام الخاصة بالعبادات في هذا الطقس ومنها الصلاة والوضوء، ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا يجوز للمسلم أن يتيمم عند وجود الماء في حالة البرد الشديد، إلا إذا كان وضوؤه سيترتب عليه إصابته بالمرض أو ما شابه ذلك، مشيراً إلى أن الشخص في زمننا الحالي يستطيع أن يسخن الماء للوضوء دون أى حرج أو مشقة.
وأكد، أنه لا يجوز للشخص الجنب أن يتيمم بدلاً من الاغتسال عند البرد الشديد مع وجود الماء إلا إذا كان سيترتب على غسله ضرر يؤذى صحته، فيجوز له التيمم فى هذه الحالة، مشيراً إلى أن الصلاة فى الثياب المتسخة من الطين والوحل عند المطر صحيحة لأنه يغلب عليهما الطهارة وهذا ما يسمى بـ"عموم البلوى".
بدوره، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إنه يجوز ترك شهود صلاة الجمع والجماعات بالمسجد فى حالة البرد والمطر الشديد باتفاق الفقهاء.
واستشهد «إدريس» بفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يأمر المؤذن أن يقول بعد الأذان "ألا صلوا فى رحالكم" أى صلوا فى المواضع التى أنتم فيها دون الذهاب للمسجد، وذلك لشدة البرد أو المطر.
وأوضح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن خروج المسلم لصلاة الجماعة بالمسجد فى حالة البرد والمطر الشديد له ثواب عظيم عند الله تعالى، مشيراً إلى أن ثواب صلاته ستكون أعظم أجراً من صلاة الجماعة فى أى وقت آخر، مستشهداً بقول رسول الله للسيدة عائشة -رضى الله عنها- "أجرك على قدر نصبك"، وقوله –صلى الله عليه وسلم- "الأجر على مقدار المشقة".
ولفت إلى أنه يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلوات إذا كان يوجد مطر، ويصعب معه الذهاب للمسجد شريطة أن يكون هذا المطر غزير بحيث يبلل الثياب، ولا يستطيع المصلى أن يتغلب عليه بـ"المظلة" أو غيرها.
وبين أن المسلم إذا استطاع التغلب على المطر دون أن يصاب بأذى فلا يجوز له الجمع بين الصلوات بسبب ذلك، مؤكداً أن الأمر فيه خلاف بين الفقهاء على هذه الرخصة.
كما لفت أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلوات فى حالة المطر الشديد إذا كان مقيماً فى المنزل أو كان متواجداً فى محل عمله، موضحاً أن رخصة الجمع بين الصلوات متعلقة بحالة ذهاب المسلم للصلاة فى المسجد، وعند انتفاء السبب تمتنع الرخصة.
دعاء المطروكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- «إذا نزل المطر»، أن يردد دعاء المطر اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا وأن يحسر «يُبلل» جسده ليصيبه منه؛ وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: "لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
ويستحب ترديد دعاء المطر لحديث سهل بن سعد مرفوعًا: «ثنتان لا تُردَّان - أو قلَّما تردان-: الدُّعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا»، وفي لفظ: «ووقت المطر»؛ رواه أبو داود.
الدعاء إذا زاد المطروثبت أنه إذا زادت الأمطار، وخيف من كثرة المياه، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية ومنابت الشجر»؛ لحديث أنس المتفق عليه في استسقاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المنبر يومَ الجمعة، وفيه: "ثم دخل رجل من ذلك الباب في يوم الجمعة المقبل، ورسول الله قائم يَخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يُمسكها، قال: فرفع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يديه، ثم قال: «اللهم حَوَالَيْنَا، ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية، ومنابت الشجر» متفق عليه.
وحَوَالَيْنَا؛ أي: قريبًا منا لا على نفس المدينة، و«لا علينا»: لا على المدينة نفسها التي خاف أهلها من كثرة الأمطار، و«الآكام»: الجبال الصغار، و«الظِّراب»: الروابي الصِّغار، وهي الأماكن المرتفعة من الأرض، وقيل: الجبال المنبسطة، والمعنى: بين الظِّراب والآكام مُتقارب، و«بطون الأودية»؛ أي: داخل الأودية، والمقصود بها مجاري الشعاب، و«منابت الشجر»: الأمكنة التي تكون منبتًا للشجر.