غسان أبو ستة يتحدث لـعربي21 عن تجربته في غزة وعن بشاعة العداوان (فيديو)
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
كشف الطبيب البريطاني من أصول فلسطينية، الدكتور غسان أبو ستة، أنه سيعود إلى قطاع غزة مرة أخرى خلال فصل الصيف المقبل، لافتا إلى أنه يقوم بترتيب أموره العائلية الآن ببريطانيا، ويُحضّر لتلك العودة المرتقبة قريبا.
وأوضح، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أنه يتعرض لـ "حملة شرسة وحرب شعواء تقف خلفها وسائل إعلام صهيونية ومنظمات صهيونية؛ فكل أسبوع تقريبا يكتبون مقالا لمهاجمتي خاصة بعد ما فزت مؤخرا بانتخابات رئاسة جامعة غلاسكو الاسكتلندية، وهناك مقالات أسبوعية تحاول تشويه سمعتي ويحرّضون طلاب الجامعة من أجل رفض نتائج الانتخابات الأخيرة".
وفي 26 آذار/ مارس الماضي، فاز أبو ستة في الانتخابات التي أجريت على منصب رئيس جامعة غلاسكو بعد حصوله على أكثر من 80% من أصوات الطلاب في الجامعة.
واعتبر الخبير في الجراحة التجميلية والترميمية، هذا الفوز بأنه دليل على أن "التضحيات العظيمة لشعبنا في غزة تعيد رسم خارطة المنطقة بالكامل وتؤثر في الرأي العام العالمي، وهذا مؤشر على بداية انحسار المشروع الصهيوني وتحكمه بالعقل الغربي".
ووصف أبو ستة الوضع في غزة حاليا بأنه "صعب للغاية؛ فالطواقم الطبية أُنهكت نفسيا وجسديا وعاطفيا. لقد فقدنا أكثر من 400 زميل ما بين أطباء ومسعفين، وعدم وجود أي بارقة أمل لانتهاء الحرب يثقل كاهل الطواقم الطبية ويزيد من كارثية الأوضاع".
وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
ما تقييمكم لمجمل الأوضاع الصحية في غزة اليوم؟
إسرائيل تتبنى في حربها الحالية ضد قطاع غزة مشروع خطير للغاية ألا وهو تدمير القطاع الصحي بالكامل، وقد شارفت على الانتهاء تماما من هذا المشروع بطريقة دائمة، خاصة في أعقاب تدمير مستشفى الشفاء التي كانت تُمثل 30% من القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي في غزة؛ حيث أصبحت "الشفاء" حاليا غير قابلة للإصلاح بأي صورة من الصور ويجب هدمها وإعادة بنائها كمستشفى من جديد، فضلا عن تدمير مستشفى ناصر الذي كان يُمثل 15% من القدرة الاستيعابية للقطاع، وبالتالي فقد جرى تدمير القطاع الصحي بشكل كامل تقريبا في قطاع غزة.
هل تعتقد أن تدمير مستشفى الشفاء يُمثل النهاية الكاملة للمنظومة الصحية والطبية في غزة؟
نعم بدون أدنى شك؛ فمستشفى الشفاء لا تُمثل فقط 30% من القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي بغزة، وليس لأنها أكبر مستشفى في فلسطين، ولكن التخصصات الموجودة بها غير موجودة بأي مكان آخر، ومنها على سبيل المثال جراحة الأعصاب، والعناية المكثفة بأعداد كبيرة، وجراحة الأطفال الخدج، وقسم الحروق، وكل هذه التخصصات للأسف لم تعد موجودة بقطاع غزة، فضلا عن أن أجهزة الرنين المغناطيسي وأجهزة الأشعة المقطعية تم تدميرها بالكامل.
ما أصعب الإصابات التي تعاملت معها خلال فترة وجودك في غزة؟
بالنسبة لي، أصعب الإصابات هي إصابات الأطفال، وكان يأتي إلينا أطفال من كل الأعمار. أنا أذكر طفل عمره ثمانية أشهر كانت عنده إصابة بالغة في جبهته وتعاملنا مع حالته بصعوبة؛ فإعادة ترميم وجه الأطفال أمر صعب تقنيا وصعب جدا نفسيا، وعمليات البتر التي تُجرى للأطفال هي من أصعب العمليات.
هل لجأت إلى إجراء عمليات بتر دون تخدير؟
للأسف لجأنا إلى ذلك بالفعل في مرحلة ما حينما نفد المخدر بالمستشفى الأهلي المعمداني، حيث كان يجب علينا إجراء عمليات تنظيف جراحية للأطفال الذين بدأ الالتهاب ينتشر في جروحهم فأضررنا للقيام بالعمليات بدون أي نوع من التخدير وأي نوع من المسكنات، وهذا كان مؤلما للغاية على الأطفال وعلينا في ذات الوقت.
خدمت في غزة خلال الحروب الثلاثة السابقة.. فما الفرق بين الحرب الحالية والحروب السابقة؟
إذا بدك أفضل وصف هو الفرق ما بين الفيضان وموجة التسونامي. أنا خدمت أيضا في الحروب بالعراق واليمن وسوريا ولبنان لكن لا شيء يشبه حرب غزة الحالية على الإطلاق، ولأول مرة يتم قصف مستشفى أعمل بها خلال الحرب الحالية.
أثناء وجودك مؤخرا في غزة، هل رصدت قيام إسرائيل باستخدام لأسلحة مُحرّمة دوليا؟
لقد جرى استخدام الفسفور الأبيض ضد المدنيين في شمال غزة، وتحديدا في أبراج الكرامة، وأثناء نزوح المدنيين من مخيم الشاطئ تم قصفهم بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة، بالإضافة إلى استخدامه أيضا في بعض المناطق جنوب قطاع غزة.
ما الأسباب التي دفعتك لمغادرة قطاع غزة يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي؟
اضطررت لذلك فبعد نفاد أدوية التخدير بمستشفى الأهلي المعمداني انتقلت إلى جنوب قطاع غزة، وآنذاك لم تبدأ إسرائيل بالاستهداف الممنهج للقطاع الصحي في الجنوب بنفس الطريقة التي انتهجتها في شمال غزة، وفي الوقت الذي كان فيه نقصا حادا بالمواد الطبية والأدوية لم يكن هناك نقصا كبيرا في الكوادر الطبية سواء من الجراحين والأطباء، ولم يكن هناك ما يكفي من غرف العمليات القادرة على العمل بسبب نفاد الوقود والأدوية والمستهلكات، وبالتالي اضطررت لمغادرة غزة حينها.
هل من الوارد أن تعود إلى غزة مرة أخرى خلال الفترة المقبلة؟
بالطبع سأعود إلى غزة قريبا بدون أدنى شك بإذن الله، وأنا فقط أحاول ترتيب أموري العائلية الآن ببريطانيا، وأحضر للعودة خلال فصل الصيف المقبل.
لماذا داهمت الشرطة البريطانية منزلك أثناء وجودك في غزة؟
أرى أن تلك الخطوة جاءت على خلفية طلب من السلطات الإسرائيلية من أجل التضييق عليّ بسبب نشاطي الإعلامي وليس فقط وجودي في غزة كطبيب؛ فهم أرادوا بعث رسالة مفادها أنه "إذا أنت بغزة فنحن نستطيع الوصول لعائلتك في بريطانيا"، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك لاحقا بسبب قدرتي على توكيل محامي ومقاضاة الشرطة البريطانية، وبفضل ظهوري على وسائل الإعلام الدولية، وعندما وصلت إلى بريطانيا قدمت شهادتي إلى وحدة جرائم الحرب بسكوتلانديارد التابعة للشرطة البريطانية.
هل هناك تضييقات ما تتعرض لها حاليا في بريطانيا؟
أنا أتعرض لحملة شرسة وحرب شعواء تقف خلفها وسائل إعلام صهيونية ومنظمات صهيونية؛ فكل أسبوع تقريبا يكتبون مقالا لمهاجمتي خاصة بعد ما فزت مؤخرا بانتخابات رئاسة جامعة غلاسكو الاسكتلندية، وهناك مقالات أسبوعية تحاول تشويه سمعتي ويحرّضون طلاب الجامعة من أجل رفض نتائج الانتخابات الأخيرة، وبالتالي أواجه حملات مختلفة من المنظمات الصهيونية.
كيف استقبلتك فوزك في انتخابات جامعة غلاسكو التي ترأسها صاحب الوعد الشهير آرثر جيمس بلفور الذي غيّر مجرى تاريخ الشرق الأوسط؟
هذه النتائج هي دليل على أن التضحيات العظيمة لشعبنا في غزة تعيد رسم خارطة المنطقة بالكامل وتؤثر في الرأي العام العالمي، وحرب الإبادة الإسرائيلية تُحرّك جيل كامل من طلاب الجامعات بأمريكا الشمالية، وفوزنا بهذه النتيجة الساحقة (80% من الأصوات) يدل على أن قضية فلسطين أصبحت الآن تتصدر اهتمامات جيل الشباب في جامعات العالم، وهذا الجيل هو الذي يقود العديد من المظاهرات التي تخرج أسبوعيا للتضامن مع غزة، وتأييد نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل الحرية والاستقلال.
ونضالنا كان ولا زال مستمرا منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى الآن؛ لأننا نتمسك بأرضنا وهويتنا الفلسطينية، وبلفور هو شخص عنصري معاد للسامية، وكان يرى أن المشروع الصهيوني هو الحل الأنجع لمشكلة اليهود في أوروبا، ورسالة طلاب جامعة غلاسكو هي رفض هذا التاريخ العنصري الكولونيالي البريطاني، وصمود شعبنا وثباته أصبح يلهم جيل الشباب في كل أنحاء العالم، مع العلم أن اللوبي الصهيوني في بريطانيا سعى جاهدا لمنع فوزي في هذا الانتخابات لكن فشل في نهاية المطاف، وهناك حملة شعواء ضدي الآن بسبب فقدانهم لهذا الموقع، وهذا مؤشر على بداية انحسار المشروع الصهيوني وتحكمه بالعقل الغربي.
هل اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا قوي وذو تأثير فعال؟
طبعا هذا اللوبي يسيطر على قيادات حزبي المحافظين والعمال، ويسيطر على جزء كبير من الإعلام البريطاني. هذا اللوبي يشعر بأن كل الجهود التي بذلها خلال العقود السابقة بدأت تنهار بسبب حرب الإبادة والإجرام غير المسبوق الذي تقوم به القوات الإسرائيل في غزة، ولأن هناك امتعاض وغضب شعبي بريطاني من الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة بعد استهداف وقُتل 7 عمال إغاثة يعملون مع منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في غزة، ومن بين هؤلاء العمال ثلاثة بريطانيين.
هل تأثرت بشكل أو بآخر بالحملة الشرسة التي تُشنّ ضدك؟
نعم. لأن هذه الحملة من بين أهدافها هو إثقالك بالمصاريف والإجراءات القانونية، وبالفعل هي تثقل كاهلنا مع مرور الوقت، لكنها لم ولن تنل منا ولن توقف مسيرتنا.
قضيت ما يقرب من 30 عاما من العمل في "معالجة" الناجين من الحرب في سوريا واليمن والعراق ولبنان.. فكيف يمكن معالجة الناجين من حرب غزة برأيكم؟
يجب أن تكون هناك حملات منظمة لإدخال مستشفيات ميدانية بأعداد كبيرة إلى قطاع غزة، وإخراج المرضى للعلاج بالخارج؛ فالأعداد المصابين هائلة ووزارة الصحة تقول إن هناك نحو 12 ألف جريح بحاجة الآن إلى علاج.
كيف تقيم الدور الذي تقوم به منظمة "أطباء بلا حدود" وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية في غزة؟
للأسف هذه المنظمات تعمل تحت السقف الإسرائيلي، والهجوم الإسرائيلي المتعمد على منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، وهي منظمة قريبة للإدارة الأمريكية، كان يبعث برسالة إلى كل المنظمات الإنسانية الدولية أن إسرائيل ليس لديها أي خط أحمر، وكما يقولون بالعامية "ما في عندها كبير".
لو تحدثنا عن الحالة النفسية التي يمر بها الأطباء والطواقم الطبية عموما في غزة الآن..
الوضع صعب للغاية؛ فالطواقم الطبية أُنهكت نفسيا وجسديا وعاطفيا. زملائنا بغزة تعرضوا لفقدان بيوتهم وعوائلهم، لقد فقدنا أكثر من 400 زميل ما بين أطباء ومسعفين، وعدم وجود أي بارقة أمل لانتهاء الحرب يثقل كاهل الطواقم الطبية ويزيد من كارثية الأوضاع. الناس أُنهكت تماما، وكذلك الطواقم الطبية.
كيف تقيم الموقف البريطاني والأمريكي من العدوان الإسرائيلي على غزة؟
مشروع حرب الإبادة ضد أهل عزة تُمثل فيه إسرائيل رأس جبل الجليد، أما بقية جبل الجليد هو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا ودول الناتو. بالطبع لندن وواشنطن شركاء أساسيين بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
لكن هل تلمس أي تغير في الموقف البريطاني والأمريكي من هذا العدوان؟
هناك تحول فقط في الموقف الإعلامي حتى هذه اللحظة، ولكن بريطانيا وأمريكا لم يتوقفا عن إرسال الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكن هناك أي حظر لمبيعات الأسلحة لإسرائيل، وبالتالي ليس هناك أي تحول فعلي أو حقيقي أو ملموس بالسياسات الأمريكية والبريطانية تجاه العدوان الإسرائيلي، وإنما هناك تغير إعلامي بفضل الضغط الشعبي والسياسي على الحكومات الغربية بسبب وقوف شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني.
هل الأوضاع المأساوية التي تحدث الآن في غزة تفضح ازدواجية معايير وقيم الحضارة الغربية؟
بالطبع هناك ازدواجية معايير مفضوحة جدا، خاصة بعد حرب أوكرانيا عندما تحدث الغرب عن أهمية حقوق الإنسان والقانون الدولي، وحماية المدنيين، وتجريم الانتهاكات، وتجريم الاحتلال، بينما جاءت حرب غزة لتفضح هذا الغرب المنافق والذي هو شريك أساسي بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
كيف يمكن للمجتمع الدولي دعم الجهود الطبية والصحية في غزة؟
يجب وقف الحرب فورا. فكرة أن يكون هناك عمل إغاثي إنساني بالوقت الذي تستمر فيه الحرب هو عبث حقيقي، وبالتالي فلا بد أولا من وقف الحرب في أقرب وقت، ولا بد من السماح للطواقم الطبية والإغاثية الدخول إلى قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، ويجب إعادة بناء القطاع الصحي عن طريق إدخال أعداد كبيرة من المستشفيات الميدانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة إسرائيل بريطانيا اللوبي الصهيوني بريطانيا إسرائيل غزة اللوبي الصهيوني غسان ابو ستة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی فی بریطانیا حرب الإبادة خاصة بعد قطاع غزة أبو ستة من أجل التی ت فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ، اليوم الجمعة 14 مارس 2025 ، إن لجنة التكنوقراط المقترحة لإدارة قطاع غزة محل توافق ، مبينا أن الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة تعتبر الأمن مسؤولية السلطة الفلسطينية.
وكشف وزير خارجية مصر خلال مقابلة مع ( الشرق للأخبار) تدريب مجندين جدد لنشرهم وملء الفراغ الأمني في قطاع غزة.
ورأى عبد العاطي أن الموقف الأميركي من غزة يتطور بشكل إيجابي، معتبراً أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأنه لا حاجة لطرد سكان القطاع من أراضيهم تطور شديد الأهمية، ونحن نقدر أهمية هذا التصريح في هذا التوقيت.
وقال إن وزراء اللجنة السداسية العربية اتفقوا خلال اجتماعهم «البنَّاء والمهم» مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الدوحة، الأربعاء الماضي، على أن تكون الخطة العربية الإسلامية «هي الأساس لإعادة الإعمار، وهذه تطورات محمودة وإيجابية».
من يدير غزة؟وشدد الوزير المصري على أن الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار «متكاملة في الجانب الفني منها، تجيب على الأسئلة المطروحة في ما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، وتتضمن أطراً زمنية ومراحل محددة».
ورداً على سؤال عن مستقبل حركة « حماس » وسلاحها، قال: «غير صحيح أن الخطة التي اعتمدت عربياً وإسلامياً لم تتطرق إلى قضايا الحوكمة وقضايا الأمن. كان مطلوباً أن نعالج هذه المسألة، وبالتأكيد لا يمكن تنفيذ الخطة على أرض الواقع من دون توافر ظروف محددة أهمها استدامة وقف إطلاق النار، وهذه مسألة شديدة الأهمية».
وأضاف أن «المسألة الثانية هي من سيدير القطاع، والمسألة الثالثة كيفية ملء الفراغ الأمني في القطاع، وهاتان المسألتان تم التطرق إليهما بشكل عام في التقرير المرفق بالخطة، والإجابة كانت واضحة: فيما يتعلق بالحوكمة، نحن نتحدث عن لجنة خاصة بإدارة قطاع غزة تتكون من 15 شخصاً من الشخصيات الفلسطينية من سكان القطاع من التكنوقراط ممن لا علاقة لهم بأي من الفصائل الفلسطينية، وهذا أمر شديد الوضوح. هذه اللجنة ستتولى إدارة القطاع لفترة زمنية محددة».
ورفض الدخول في تفاصيل الأسماء المرشحة لتكون ضمن هذه الشخصيات. لكنه أكد أن هذه اللجنة «ستتولى إدارة شؤون القطاع لمدة 6 أشهر فقط... وهي محل توافق من الفصائل الفلسطينية» رغم أنها «غير فصائلية».
وأوضح أن «ما نريد أن نركز عليه أن هناك فترة انتقالية ستتولى هذه اللجنة فيها مهامها، وبالتزامن يتم نشر السلطة الفلسطينية لتتولى مهام الإدارة والحكم».
وفيما يتعلق بقضية الأمن، قال: «تحدثنا عنها بشكل واضح، هناك عناصر شرطة فلسطينية موجودة داخل قطاع غزة وتتبع السلطة الفلسطينية وتتقاضى رواتبها من السلطة، كل ما علينا هو إعادة تدريب هذه القوات الموجودة بالفعل في غزة لتتولى قضية الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون. وهناك مجموعة من الأسماء التي وردت إلينا وتمت مراجعتها أمنياً وسيتم البدء في تدريبها وهم مجندون جدد، ليتم نشرهم داخل القطاع لملء الفراغ الأمني».
ولفت إلى أن «الأصل هو انتشار السلطة في قطاع غزة تأكيداً للارتباط الموضوعي بين الضفة الغربية والقطاع، باعتبار أنهما الإقليم المستقبلي للدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها».
وفي ما يخص انتشار قوة دولية في قطاع غزة والضفة الغربية، حسبما ورد في نص الخطة، أشار عبد العاطي إلى أن هدف الاقتراح «التأكيد على الترابط بين الضفة والقطاع... ضمن الخطوات الملموسة المتخذة على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية».
مؤتمر دولي لغزة في أبريل
وكشف تفاصيل اعتزام القاهرة تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي، في نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
وقال: «نتشاور مع الأطراف التي ستكون مستضيفة للمؤتمر، إضافة إلى الجانب المصري، لأنه لن يكون مؤتمراً مصرياً، بل سيكون مؤتمراً دولياً... لدينا أطراف دولية في مقدمتها الأمم المتحدة، وننسق بشكل مباشر مع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ولدينا البنك الدولي، وأطراف إقليمية وأخرى أوروبية مثل الاتحاد الأوروبي والنرويج، وهناك اتصالات مع أطراف مانحة أخرى كاليابان ودول أوروبية ودول غربية ودول عربية، ونتحدث مع الجميع، والآن التركيز منصب على الجوانب الموضوعية والجوانب الإجرائية».
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأغذية العالمي : لم نتمكن من نقل أي إمدادات غذائية لغزة منذ 2 مارس نابلس - استشهاد عمر اشتية في بلدة سالم حماس تُعلن توجه وفدها المفاوض إلى القاهرة الأكثر قراءة شاهد: جماعة الحوثي تمهل إسرائيل 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة رابط تسجيل أضرار النقل والمواصلات في غزة بالصور: داخلية غزة تعلن توقيف 23 تاجرا وبائعا تلاعبوا بالأسعار القيادة بإسرائيل توجه الجيش للاستعداد لاستئناف الحرب على غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025