تحريف نقد التراث وشروط التحرر منه.. إسرائيل وإيران.. كيف أفهم تغولهما المشهود؟
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
لم يمثل طوفان الأقصى، زلزالا سياسيا فقط لجهة إسقاط مقولة الجيش الذي لا يقهر لدولة الاحتلال، وإنما أيضا مثل سؤالا فكريا وثقافيا وفلسفيا لا يزال يتردد منذ عصر النهضة العربية الأولى، عن سر النهضة والتقدم..
صحيح أن طوفان الأقصى وما تبعه من حرب إسرائيلية موغلة في الإبادة والوحشية، هو في ظاهره معركة بين حركات تحرر وطني وشعب يتوق إلى الاستقلال والسيادة، وبين قوة احتلال ترفض الانصياع للقانون الدولي، لكن ما تبعه من اصطفاف دولي غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني هو ما أثار علامات استفهام كبرى، حول مفاهيم الحرية والقانون والسيادة والمساواة والحقوق وغيرها من القيم التي عملت الإنسانية على مدى تاريخها بإسهامات تراكمية في صياغتها.
الفيلسوف والمفكر التونسي الدكتور أبو يعرب المرزوقي يعمل في هذه المقالات التي تنشرها "عربي21" في أيام شهر رمضان المبارك، على تقديم قراءة فلسفية وفكرية وقيمية للقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف باعتبارهما المرجعية الأساسية التي يبني عليها العرب والمسلمون إسهاماتهم الحضارية..
خاتمة المحاولة ووصلها بالظرفية الحالية
لا أشك في ذكاء من يحالون تفسير ذلك بعجز الحكام العرب والمسلمين فيعتبرون الأمر كله ناتجا عن مسألة خلقية والخيانة. لكني مع ذلك لا يمكن أن أصدق أن كل حكام العرب والمسلمين فاقدين للأخلاق والحمية إلى هذا الحد.
لو كنت أصدق هذا التفسير لما فرحت لما رأيت عدم تدخلهم لئلا تتكرر نكبة 48 وخاصة ما تلاها من انقلابات عسكرية جعلت الأمة اكثر ضعفا مما كانت، ومن ثم فالأسباب تتجاوز تبادل التهم بالولاء والخيانة من دون البحث عما يحول دون فهم المشكل.
مصيبة المسلمين الحالية هي أنهم صاروا سجناء النوعين من يظن نفسه شعب الله المختار (الصهيونية) ومن يظن نفسه وريث أسرة اللاه المختارة (الصفوية).فهذا التدخل كان سيكون لصالح إسرائيل لو حصل دون أن يحسن الوقف العسكري لأنه كان سيبرر أكثر تدخلا غربيا والأخطر هو أنه كان سيقفد حماس ما حققته، وخاصة إسقاط أصل كل سرديات إسرائيل بالتظاهر بادعاء المنزلة الضحية لتبرير عدوانها وتبرر تدخل الغرب لصالحها بدعوى خضوعها كميا على الأقل للتصفية بعدد كل العرب لإضفاء الشرعية على السند الغربي للعدوان.
سأحاول تجريب تفسير أكثر تعقيدا دون أن يعني ذلك أني أنفي أن محاصرة إسرائيل كان يكون كافيا حتى لو ماثل ما فعلوه مع قطر عندما حاصروها لكن جل الحكام "بعضمتهم" أي إن إسرائيل وأمريكا تمسك عليهم ما يرهبهم.
والتعليل الذي سأقدمه يتألف من خمس علل اثنتان ذاتيتان للمسلمين واثنتان ذاتيتان للغرب خاصة والأخيرة هي أصل الأربعة الأولى أعني الكوني في تعليل ما يجري من خذلان للمظلوم في كل تاريخ الحضارات الإنسانية.
العلتان الخاصتان بالمسلمين عامة والعرب خاصة:
1 ـ ليس العجز عن التدخل بل خوفا كم هدم إمكانية تحديد العدو المتربص بالحكام داخليا خارجيا في الإقليم.
2 ـ وعدم تحديد العدو الداخلي الخارجي علته تحالفاتهم الخفية مع القوى العظمى التي تسيطر على الإقليم.
العلتان الخاصتان بالغرب عامة والعالم التابع خاصة:
1 ـ سلطان المال والإعلام الفاسدين أداتي الدولة العميقة في الحكم الديموقراطي.
2 ـ اعتماد سلطان الغرب على عملاء يحكمهم في بقية شعوب العالم والمحميات التي تسمى دولا.
الأصل المشترك في العالم كله لما يجعل التاريخ يجري بهذه الصورة هو استعمال أداتين هما جوهر "الابيسيوقراطيا" المتنكرة بالجمع بين التأسيس على الدين المحرف أو الثيوقراطيا (الحكم باسم الحق الإلهي) وعلى ادعاء الديموقراطية المحرفة أو الإنثروبوقراطيا (الحكم باسم الإنسان)، وهو سلطان دين العجل الذي يحكم بمعدنه وخواره أي بسلطان مالكي النظام البنكي والنظام الإعلامي في تشكيل الرأي العام في العالم وتحديد القيم التي تفرض على النخب التي تحكم سياسيا وحضاريا.
ومصيبة المسلمين الحالية هي أنهم صاروا سجناء النوعين من يظن نفسه شعب الله المختار (الصهيونية) ومن يظن نفسه وريث أسرة اللاه المختارة (الصفوية).
وكلاهما يمثلان أداتي الدول العميقة في الغرب للسيطرة على بقية العالم عامة وخاصة على المسلمين منذ هزيمتهم في الحروب الصليبية وفي حروب الاسترداد وحروب الاستعمار. والمثال الأوضح في ذلك هو العرب. فهم اليوم ينقسمون إلى فريقين يخضعان عبودية المضاعفة:
1 ـ فريق يخاف من إيران فيحتمي بإسرائيل وأمريكا وهي عبودية مضاعفة لأنها تجمع نوعي الخوف من الحامي ومن المخيف الدافع للاحتماء به.
2 ـ فريق يحتف كم ‘إسرائيل فيحتمي بإيران وروسيا وهي كذلك عبودية مضاعفة لأنها بين نوعي الخوف من الحامي ومن المخيف الدافع للاحتماء به.
ويخطئ من يتصور ذلك أمرا جديدا. فالأمر بدأ منذ الحروب الصليبية واكتمل في حرب الاسترداد وبلغ الذروة في حروب الاستعمار الحديث وهو يتواصل الأن بصورة أوضح لأنه لم يعد خافيا حتى على أدنى مستويات العامة.
ففي الصليبيات كلنا يعلم أن الصليبيين لم يستطيعوا البقاء قرنين في الإقليم إلا بسبب تحالف بعض الأنظمة التي تدعي الإسلام معهم وجلهم سواء في عصر الدولة الفاطمية أو حتى بعد أن انفصمت عراها فصارت مسيطرة على الهلال.
لا يوجد أي نظام عربي يمكن أن يفعل شيئا دون أن يكون ضحية إما لإسرئيل وأمريكا أو ضحية لإيران وروسيا وينطبق ذلك على تركيا المستهدفة أكثر من كل العرب ومثلها باكستان لأنهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا يريد الغرب تركهما يصلان إلى مرحلة الردع التي تحميهم ممن يتربصون بهما أي روسيا والهند.وفي المغوليات الأمر بين ، وفي الاسترداديات يكفي تذكر الحلف بين الصفويين والبرتغاليين ضد العثمانيين الذي كانوا كل ما بقي للامة لحماية البيضة، وفي الاستعماريات الكل يعلم كيف أن الإيرانيين سواء في النظام الشاهنشاهي أو في نظام الملالي كانوا من أدوات الأنجليز فالأمريكان فالروس وربما قريبا الصين لكنهم لم يغادروا التعاون الخفي مع أمريكا.
لذلك فلا يوجد أي نظام عربي يمكن أن يفعل شيئا دون أن يكون ضحية إما لإسرئيل وأمريكا أو ضحية لإيران وروسيا وينطبق ذلك على تركيا المستهدفة أكثر من كل العرب ومثلها باكستان لأنهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا يريد الغرب تركهما يصلان إلى مرحلة الردع التي تحميهم ممن يتربصون بهما أي روسيا والهند.
وبهذا المعنى فإني أعذر الأنظمة التي تخشى الغدر من بعضها البعض ومن ثم فلعل الاحجام عن التدخل علته الخوف من أنن يحصل لها ما يحصل لحماس عندما لعب بها ما يسمى بحلف الجبهات خداعا ولم تفهم أن ذلك كان يكون كذلك لو استهدفت إيران لا غير وألوم الشعوب التي لم تفهم بعد أن ما يحصل لغزة وكل فلسفطين يستهدفهم مثلهما ولكن بالتقسيط فالمشروع الإيراني الإسرائيلي وما فيه من تنافس ظاهر وتحالف خفي هدفه تفاسم الأقليم واسترجاع تاريخ ما قبل الإسلام.
ولأختم المحاولة بالإشارة إلى أن كل الأقطار العربية مستهدفة بالتقسيم والتفتيت نفس الاستهداف الذي حدث في العراق وفي السودان وفي اليمن وسوريا وليبيا والأهداف المقبلة هي مصر والجزائر والمغرب ودائما بضربهم بما يشبه الحرب الأهلية في كل قطر وبالحرب الأهلية بين الأقطار، ودور الجرب بين الجزائر والمغرب والحرب بين السعودية والامارات سيبدأ مباشرة بعد الانتهاء من فلسطين لا قدر الله.
أما مصر فهم فتتوها بعد لأن الحرب عليها من الداخل هي عين سلطان البلحة ومن الخارج هي عين تعطيشها.
بقيت الأقطار الهزيمة التي من جنس تونس والتي يكفيها حربها الأهلية بين أرذل النخب السياسية والفكرية والفنية وخاصة خدم المخابرات وعجائز السياحة المتخلفة فلا احد من قوى العالم يحتاج لبذل اكثر من شراء جوعى نخبها التي أي ارذل من لا دين لهم ولا ملة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الرأي تراث المسلمون رأي واقع أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دون أن
إقرأ أيضاً:
3 أحداث ساخنة: أحمد قندوسي يعود لـ الأهلي وعاصفة تعيين وليد سليمان وشروط عودة أبوالوفا
3 أحداث ساخنة يشهدها الأهلي أبطالها أحمد قندوسي اللأعب المعار لنادي سيراميكا ووليد سليمان نجم القلعة الحمراء المعتزل، وشروط عودة أبوالوفا
أمير هشام: أحمد قندوسي لا زال لديه أمل في العودة للأهليكشف الإعلامي أمير هشام، عن أن المحترف الجزائري أحمد قندوسي، لاعب الأهلي المُعار لنادي سيراميكا كليوباترا، تسبب في أزمة كبيرة داخل القلعة الحمراء، خلال الساعات الأخيرة، وتحديدا بعد ظهوره الجيد أمام الزمالك، لأن هناك أصوات كثيرة تؤكد أن بيع عقده سيكون خسارة فادحة.
وقال «هشام» في تصريحات تليفزيونية: «عدد من مسؤولي الأهلي يرون أن أحمد قندوسي تعرض لظلم شديد من مارسيل كولر، ولم يحصل على فرصته، واللاعب الجزائري أجل إتمام إجراءات انتقاله لنادي سيراميكا بشكل نهائي، ولا زال لديه أمل في اللعب للأهلي».
وأضاف: «هناك أصوات داخل النادي الأهلي تطالب بعدم رحيل قندوسي، مع الاستفادة منه مستقبلا، أو حتى إعارته مرة أخرى».
الأهلي يدرس الإبقاء على أحمد قندوسيوشدد أمير هشام، على أن «مسؤولو الأهلي يدرسون فكرة بقاء قندوسي، رغم أنه سبق وجرى الإعلان عن التوصل لاتفاق مع سيراميكا كليوباترا من أجل شراء عقد المحترف الجزائري، لكن هناك تشاورات خلال الفترة الجارية بشأن مستقبل اللاعب، وإمكانية عودته للقلعة الحمراء».
محمد الليثي: تعيين وليد سليمان لم يلق قبولاكشف الإعلامي محمد الليثي، عن أن أروقة النادي الأهلي شهدت خلال الأيام الماضية، خلافا حول مدير الكرة الجديد، الذي سيتولى المهمة بشكل رسمي، في غضون الأيام المقبلة، مشيرا إلى إبداء الكثيرين داخل النادي، سواء في لجنة التخطيط أو الجهاز الفني، رفضهم لفكرة تعيين وليد سليمان مديرا للكرة.
وأكد «الليثي» أثناء تقديمه برنامج «10 و10»، عبر «أون تايم سبورت أف أم»، أن «تعيين وليد سليمان لم يلق قبولا داخل قطاعات كثيرة في النادي، بسبب عدم خبرته، ما يفتح الباب أمام فشله في المهمة، وتكرار تجربة وائل جمعة الفاشلة في هذا المنصب، خاصة أن غرفة خلع ملابس الفريق حاليا غير مُستقرة، وسيكون من الصعب السيطرة عليها من خلال وليد سليمان، الذي لا يمتلك أي خبرة إدارية سوى عدة أشهر في رئاسة قطاع الناشئين بالنادي».
الليثي: محمد رمضان طلب تعيين مدير كرةوأشار إلى أن محمد رمضان، المدير الرياضي للنادي الأهلي، طلب تعيين مدير كرة للفريق، يساعده في مهمته، وجرى ترشيح أكثر من لاعب سابق، منهم وليد سليمان، الذي لم يجر الاتفاق عليه حتى الآن، وقد يتسبب هذا الخلاف في إسناد المنصب لشخص آخر غيره، وهو ما سيتضح خلال الأيام المقبلة.
الأهلي يستقر على عودة أحمد أبو الوفا.. موعد الإعلان الرسميكشف مصدر مسؤول داخل النادي الأهلي، عن استعداد مسؤولي القلعة الحمراء، للإعلان عن عضو جديد بالجهاز الفني للسويسري مارسيل كولر، المدير الفني للفريق، خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال مصدر داخل النادي الأهلي، في تصريحات لـ«الوطن سبورت»: «هناك استقرار بالفعل على عودة أحمد أبو الوفا، طبيب الأهلي النفسي السابق، للعمل من جديد ضمن الجهاز الفني للسويسري مارسيل كولر، بعد اعتذاره في وقت سابق».
وأضاف: «أبو الوفا عقد اجتماعا مع محمد رمضان، المدير الرياضي للنادي الأهلي، وجرت بعدها عدة اتصالات شهدت الاتفاق على التفاصيل كافة من أجل عودته، على أن يكون الإعلان الرسمي عقب مباراة شباب بلوزداد الجزائري».
شروط أحمد أبو الوفا للعودة مجددا للنادي الأهليوكان «الوطن سبورت»، قد كشف عن شروط أحمد أبو الوفا للعودة مجددا للأهلي، والتي جاء أبرزها اختيار فريق كامل للعمل تحت إشرافه، يشمل بعض المعدين النفسيين للعمل بشكل حديث داخل الفريق، والتنسيق مع جميع الإدارات والجهاز الفني داخل الفريق.
وتمثل الشرط الثاني في موافقته على العودة للعمل، شريطة ألا يتواجد بشكل كامل في التدريبات أو السفريات داخل وخارج مصر، بسبب عدم تفرغه بشكل كامل للبقاء مع الفريق.
بينما جاء الشرط الثالث في ترشيح أحد معاونيه ضمن فريقه الخاص، للتواجد بشكل مستمر مع الفريق في كل التدريبات، ويكون بالقرب من اللاعبين.