اعتبر المهندس مجدي منصور خبير التنمية العقارية، أن التوجه الاستثماري الحالي للدولة في التنمية العقارية، يمثل العصا السحرية التي يمكن أن تغير حياة مصر لمئات السنوات؛ حيث تمثل أراضي الظهير الصحراوي التي أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بإدخالها كردون الماضي ثروة وموردًا هائلًا لإيرادات الدولة.

وأشار إلى أن نموذج صغير من هذه الأراضي والتي تقع في حيز القاهرة الكبرى أصبحت حاليًا على جدول أعمال التقنيين- حيث تقوم الدولة بعملية التقنين بطريقتين الأولى التقنين النقدي والثانية هي استقطاع أجزاء من الأرض- وبالنظر إلى مساحة الأراضي التي تخضع للتقنين تتراوح ما بين 200 إلى 250 الف فدان في منطقة القاهرة الكبرى فقط ( أكتوبر الجديدة , الشروق الجديدة , حدائق أكتوبر , الحزام الأخضر) وهذا يعني ان الدولة سوف تحصل على ما بين 100 الى 125 ألف فدان من هذه المناطق مقابل تطوير باقي الأراضي الاخرى المتروكة لأصحابها , ومع طرح هذه الأراضي حتى ولو بـ3000 جنيه للمتر وهو الحد الأدنى لسعر الأرض في المنطقة ؛ فهذا يعني أن الحصيلة النهائية للدولة سوف تقدر بنحو 2.

7 تريليون جنيه وهي من منطقة بسيطة جدا من المساحة الكلية في مصر الجاهزة للتنمية العقارية .

التنمية الشاملة في مصر

وأكد المهندس مجدي منصور خبير التنمية العقارية خلال لقاءة مع برنامج «أوراق اقتصادية» بقناة «النيل للأخبار»، أن الناظر إلى المتوسط المقدر لتنمية شاملة لـ250 ألف فدان سيجد أنها تطرح تنمية شاملة لأكثر من مجال، يأتي في مقدمته القطاع التعليمي الذي سيقدم خدمات للسكان الجدد وكذلك للقطاع الصحي، والذي سيقدم خدماته الطبية لهؤلاء السكان وما يتبع ذلك من قطاعات تقدم خدماتها ومنتجاتها لهذه القطاعات بما يمكنها من تقديم خدماتها التعليمية والصحية للمواطنيين ؛ وبالتالي تتحول التنمية العقارية الى قاطرة تسحب وبقوة التنمية في باقي القطاعات من خلال قدرتها على تنمية الانسان نفسه؛ متوقعا أن تؤدي عمليات التنمية العقارية المتكاملة لهذه المساحات الكبيرة الجديدة والتي تصل في القاهرة الكبرى فقط الى 250 ألف فدان في المتوسط إلى حل مشكلة الديون وخلق تدفقات مالية متولية للعمليات التنموية.

الحفاظ على المستثمر المصري

وبالنسبة لقضية شراكة الدولة مع القطاع الخاص، أكد ضرورة تبني الدولة لتعديلات تشريعية لتنمية عمل الاستثمارات المصرية داخل مصر بالإضافة إلى مجموعة من السياسات التي تحافظ على المستثمر المصري عامل بقوة ونشاط وابداع في الاقتصاد المصري، وتجنب خروج المستثمرين المحليين الذين يعتبرون عمود الزاوية في هيكل الاستثمار في مصر؛ فهو الأساس في جذب الاستثمارات الأجنبية نحو شراكات من شأنها ان تطرح مردود كبير للغاية على الاقتصاد المصري.

وأشار إلى وفرة الآلاف الأفدنة للمشروعات العمرانية لا يعني أن تقوم الدولة بنفسها بالبناء والعمل فقط، ولكن أن تطرح فرصًا للشراكات مع القطاع الخاص في إطار الحفاظ على تشجيع القوام الأساسي من المستثمرين المصريين.

ولفت إلى أن انطلاق مشروعات مثل رأس الحكمة خلق نوعا من التنافس بين الاستثمارات المصرية، لتأسيس شراكات في مشروعات عقارية مع الدولة بمساحات كبيرة تتجاوز 3000 فدان؛ وهو ما فتح الباب على مصرعيه للشركات المصرية للعمل في اطار الشراكة مع الدولة في مشروعات تجاوزت حاليا 400 مشروع شراكة بين الدولة والقطاع الخاص.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنمية الشاملة تنمية مصر اقتصاد مصر التنمیة العقاریة

إقرأ أيضاً:

كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟

هذه رؤية حاولنا أن تكون متكاملة وعميقة قدر الإمكان لمستقبل الخرطوم الحالية، أو لفكرة عاصمة بديلة لها في سودان ما بعد الحرب. وقد اجتهدنا في تعديلها وتحسينها من حيث الأسلوب والتسلسل المنطقي، آملين أن تكون أكثر جذبًا للمهتمين وللقارئ العادي على حد سواء.
الخرطوم، هذه المدينة التي ظلّت لعقود قلب السودان النابض، تحمل اليوم آثار الحروب والتهميش والانهيار، وكأنها صارت مرآةً لكل جراح البلاد. ومع بزوغ أمل في سودان جديد ينهض من رماد الحرب، تتجدد الأسئلة: هل تستطيع الخرطوم أن تواصل دورها كعاصمة؟ أم أن إعادة البناء تتطلب البدء من نقطة الصفر، بتصميم مدينة جديدة تعبّر عن طموحات السودانيين وتطلعاتهم إلى دولة حديثة، تنعم بالحرية والسلام والكرامة؟
هل الخرطوم مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة؟
رغم ما تحمله من رمزية وتاريخ، تبدو الخرطوم اليوم مدينة مرهقة، تفتقد إلى بنية تحتية صالحة، ويصعب فصلها عن مشهد الدمار والدم الذي خيم عليها خلال الحرب. فهل يكفي التاريخ وحده ليضمن لها البقاء كعاصمة؟ أم أن المستقبل يحتاج إلى تصور جديد لعاصمة تُجسد انطلاقة الدولة السودانية الحديثة؟
تصور لمدينة الخرطوم الجديدة: عاصمة المستقبل
الموقع والتخطيط العمراني:
o اختيار موقع قريب من الخرطوم الحالية لتسهيل الانتقال، مع مراعاة الأمان البيئي (كالابتعاد عن مخاطر الفيضانات والزحف الصحراوي).
o تصميم حضري حديث يُراعي الهوية السودانية المتنوعة ويضمن حياة منظمة ومستدامة.
o التعليم والبحث العلمي:
o بناء جامعات بمعايير عالمية ومراكز بحثية حديثة تكون منارة للإبداع.
o إنشاء مدارس حديثة تركز على التعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل.
2.
3. الصحة والرعاية:

o إنشاء مستشفيات متطورة ومراكز صحية شاملة.
o دعم البحث الطبي المحلي لتطوير قطاع الرعاية الصحية.
4.
5. الرياضة والترفيه:

o بناء مدينة رياضية متكاملة ومرافق ترفيهية ومساحات خضراء لتحسين جودة الحياة.
6.
7. الاقتصاد والتجارة:

o إنشاء مولات حديثة وأسواق تدعم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل.
o تسويق المنتجات المحلية والتراث الثقافي السوداني في فضاءات تجارية منظمة.
8.
9. البنية التحتية:

o مطار دولي بمواصفات عالمية يربط السودان بالعالم.
o شبكة مواصلات ذكية تشمل قطارات كهربائية وطرق حديثة.
o نظام نقل عام متكامل يسهّل التنقل داخل العاصمة ويخفف الازدحام.
10. الثقافة والإعلام:
o مسارح، دور سينما، مراكز ثقافية، وإذاعات وتلفزيونات وطنية تعبّر عن روح السودان الجديد.
التمويل: من أين نبدأ؟
نجاح هذا المشروع الطموح يعتمد على تنوع مصادر التمويل وشفافية الإدارة. وتقترح الرؤية أربع قنوات رئيسية:
الدعم الحكومي:
o تخصيص جزء من ميزانية الدولة لإعادة الإعمار.
o استثمار الموارد الطبيعية مثل الذهب، البترول، والصمغ العربي.
2. الشراكات الدولية:
o جذب الاستثمارات الأجنبية والتعاون مع الدول والمنظمات الداعمة.
o توفير بيئة استثمارية مشجعة للشركات العالمية.
3. الدعم الشعبي والقطاع الخاص:
o إطلاق صناديق وطنية بمساهمات شعبية ومؤسساتية
o تشجيع الشركات السودانية على الاستثمار في بناء العاصمة.
4. آليات التمويل المبتكر:
5. إصدار سندات تنمية طويلة الأجل.
o تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP).
خاتمة:
الحديث عن عاصمة جديدة ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة استراتيجية تُواكب التحولات الكبرى التي يشهدها السودان. فالمدينة التي ستقود الدولة السودانية المقبلة يجب أن تكون عنوانًا لعصر جديد، تُبنى فيه المؤسسات على أسس العدالة والشفافية والمعرفة والتخطيط السليم.
الخرطوم قد تظل حاضرة في الذاكرة والرمزية الوطنية، لكن عاصمة السودان المستقبلية يجب أن تُولد من رحم الحلم والتخطيط، لا من رماد الحرب.

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

مقالات مشابهة

  • خبير سياحي: فعاليات عالمية بالمتحف المصري الكبير قبل افتتاحه الكامل
  • خبير سياحي: المتحف المصري الكبير يشوق الزوار ويعيدهم لزمن الفراعنة
  • خبير أثري: براعة المصري القديم تجلت في البناء والتعمير وصناعة المعادن والحلي
  • إزالة 5 مزارع سمكية مخالفة على مساحة 36 فدانًا ضمن الموجه 25 ببورسعيد
  • التعاون الاستثماري وأزمات غزة وسوريا والسودان تتصدران البيان المشترك المصري الكويتي
  • كيف يحمي النظام البيئي الجبلي التنوع البيولوجي في الدولة؟
  • مملوكة للدولة.. الري توضح تفاصيل غرق 20 فدانًا من طرح النهر في المنوفية
  • كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟
  • منتدى الاستثمار المصري السعودي.. شراكة استراتيجية نحو تنمية مستدامة واقتصاد مزدهر
  • محافظ الجيزة يشارك في الحفل الختامي لجهاز تنمية المشروعات لاتفاقية برنامج التنمية المجتمعية مع الاتحاد الأوروبي