لم يقف أي عائق عثرة أمام الرحالة البحرينية، رشا يوسف، لتحقيق حلمها المتمثل بالسفر لجميع دول العالم، سواء كانت تلك العوائق حروبا تعيشها بعض البلدان، أو حتى المغامرة في الذهاب لدولة يقودها نظام يقمع النساء.

وعندما قررت الشابة السفر إلى أفغانستان والطوف في مدنها المختلفة خلال شهر رمضان، لم تكترث بوجود حركة طالبان في السلطة، رغم أنها تدرك خطورة هذه الخطوة بالنسبة لبلد يعيش أيضا وضعا أمنيا غير مستقر.

وقالت في مقابلة مع موقع "الحرة"، إن هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر كانت "تستحق"، مضيفة: "أدرك خطورة السفر كامرأة بمفردي لأفغانستان، وأنها بلد غير مستقر أصلا".

وبعد عامين من التخطيط الطويل ودراسة الوضع في أفغانستان ورصد تجارب الآخرين، انطلقت الرحالة البحرينية من دبي إلى كابل في رحلة استغرت 10 أيام، طافت خلالها عدة مدن، بما في ذلك مزار شريف وقندهار، معقل حركة طالبان.

"بيروقراطية"

تروي يوسف قصتها قائلة: "قررت المضي قدما في هذه المغامرة بعد أن رأيت جميع تجارب الرُحال تسير بصورة سلسة دون مشاكل، رغم الوضع الأمني غير المستقر والقانون الصارم والقيود المفروضة على النساء المحليات"، مردفة: "لكن السائحات معفيات من بعض تلك القيود مثل دخول الحدائق أو الأماكن العامة الأخرى كالمتاحف والقلاع والمزارات السياحية".

رشا تحلم بالسفر لجميع دول العالم

ومع ذلك، يبقى الحجاب أمرا أساسيا لا يعفى منه أحد، بما في ذلك السائحات والعاملات في المنظمات الدولية اللواتي يتواجدن في أفغانستان، حسبما ذكرت يوسف، التي سافرت إلى 157 دولة من أصل 197 من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة التي ترغب بإكمالها، وهو الحلم الذي تركت وظيفتها الرسمية في سبيل الوصول إليه.

ومنذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في البلاد منتصف أغسطس عام 2021، فرضت تفسيرها المتشدد للدين ومنعت النساء من حقوقهن الأساسية، بما في ذلك التعليم وقيادة السيارة.

في مقابلتها، روت يوسف طريقة السفر إلى أفغانستان بعد حصولها على تأشيرة من مبنى قنصلي في دبي بواسطة وكيل محلي هناك، واصفة تلك الإجراءات بـ "البسيطة".

لكن البيروقراطية، وفقا ليوسف، بدأت بعد وصولها إلى كابل، حيث اتجهت أولا لوزارة الإعلام للحصول على تصريح ورقي يشير إلى أنها جاءت البلاد كسائحة.

وقالت إنها قابلت مسؤولا في وزارة الإعلام، عرض عليها المساعدة وأنهى أوراقها اللازمة بالحصول على تصريح لكافة الولايات في البلاد، قبل اعتمادها من وزارة السياحة بالعاصمة أيضا، موضحة أن "كل ولاية أزورها، يجب أن أبدأ رحلتي فيها بمقر وزارة السياحة فيها للتوقيع على تلك الأوراق".

تباين في الثقافات 

في رحلتها المثيرة للاهتمام، شعرت يوسف بالتباين في ثقافات المجتمعات المحلية من مدينة لأخرى، فالبعض متشدد دينيا كما هو الحال في بلخ وقندهار على سبيل المثال، فيما هناك انفتاح جزئي في هرات وأجزاء من كابل.

وقالت الرحالة البحرينية التي سبق لها زيارة أوكرانيا في زمن الحرب: "كنت متحمسة جدا لهذه الرحلة، وحاولت فيها مقابلة أكبر قدر ممكن من الناس، مما جعلني اختار مرشدين محليين مختلفين في كل مدينة مررت فيها".

وتابعت: "وصلت كابل في المساء أثناء صلاة التراويح وكان كل شيء مغلقا والحياة شبه متوقفة حتى بعد الانتهاء من الصلاة. كنت صائمة ولم أتناول سوى بعض الفواكه التي وجدتها في بقالة قريبة مفتوحة، وكانت تلك وجبة الفطور والسحور في أول أيام الرحلة".

الرحلة امتدت لـ 10 أيام خلال شهر رمضان

وتستذكر بقولها: "انطلقت في اليوم الثاني لمزار شريف عبر الطيران الداخلي، وزرت أولا بلخ وهي مدينة محافظة جدا، لدرجة أن جميع النساء يغطين وجههن كاملا بالنقاب الأزرق.. شعرت وكأني الوحيدة التي تكشف وجهها هناك، وكانت تجربة فريدة".

وتبعد مزار شريف 20 كيلومترا عن بلخ، وهي مدينة صغيرة تابعة لولاية تحمل الاسم ذاته.

لاحقا، انتقلت الرحالة البحرينية جوا من مزار شريف إلى ولاية هرات، التي قالت إنها مختلفة عن بقية المدن؛ نظرا لأن سكانها لديهم "انفتاح أكبر".

وتصف تجربتها بالقول: "شعرت في هرات بشعور مختلف فيما يتعلق بأجواء الانفتاح. إنها أقرب لإيران في كثير من النواحي، بما في ذلك اللغة الفارسية. كانت هناك مرشدات معي وهي المدينة الوحيدة التي وجدت فيها مرشدات من النساء".

ثم غادرت يوسف تلك الولاية متجهة إلى قندهار، في رحلة برية استمرت 9 ساعات، لكن الصدمة الأولى قبل المغادرة إلى هناك جاءت من سائق سيارة الأجرة، الذي رفض في البداية ركوبها كونها امرأة وحيدة.

وتحكي شعورها: "أدركت أني أغادر إلى المجهول عندما رفض سائق التاكسي في هرات هذه الرحلة خوفا على سلامته عند الوصول لقندهار، لكن بعد مشاورات تمت عبر المرشدات اللواتي يتحدثن الإنكليزية، قررنا المضي قدما ومعنا شخص ثالث في الرحلة، هو فتى صغير لا يزيد عمره عن 14 عاما، وهو من أقرباء السائق".

رشا تعتقد أن هذه التجربة تستحق المغامرة

وواصلت حديثها: "كان الطريق ممتعا بالحديث مع ذلك الفتى الذي يجيد الإنكليزية أيضا، وكان يترجم حديثي مع سائق التاكسي الذي طلب مني تغطية وجهي قبل الوصول لقندهار. ولأني لا أملك شيئا لتغطية وجهي، لجأت للكمام الجراحي وعندها أدركت أني وصلت إلى (طالبان لاند)".

ومضت في قولها: "كنت خائفة هناك، لكن الأمور سارت على ما يرام قبل أن أعود لكابل، حيث شعرت بهزة أرضية عنيفة عندما كنت في غرفتي بالفندق خلال آخر يوم من رحلة أفغانستان، التي شهدت أثناء إقامتي فيها 3 تفجيرات".

"مخجل إنسانيا"

ومع ذلك، ترى يوسف أن تجربتها "تستحق المغامرة وتستحق أيضا أن تكررها مستقبلا في وضع أفضل"، رغم أنها قالت إن الدولة "غير مهيأة للسياحة"، مع "تدهور البنية التحتية الأساسية، وتواضع الفنادق، والإجراءات الأمنية الصارمة في كل مكان"، على حد تعبيرها.

ووصفت شعورها بعد أن رأت الواقع المرير الذي تعيشه البلاد في ظل حكم طالبان بـ "المؤسف إنسانيا"، لا سيما النساء اللواتي يحرمن من التعليم.

وقالت إن النساء الكبيرات تعلمن ودرسن في ظل وجود الحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، لكن أولئك الأمهات "يتحسرن" على بناتهن المحرومات من التعليم وبقية الحقوق الأساسية.

كذلك، لاحظت يوسف خلال الرحلة وجود عمالة من الأطفال "بأعداد مهولة ممن هم تحت سن السادسة أو السابعة من العمر، مما لا يبشر بالخير.. فهناك خسارة لمستقبل جيل كامل"، وفق تعبيرها.

وتابعت: "هذا مخجل إنسانيا؛ لأننا لا نستطيع أن نفعل لهم شيئا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

عام 1971.. شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أول هدية تلقتها من الراحل حسن يوسف

نشرت الفنانة شمس البارودى تعليقا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تكشف عن أول هدية تلقتها من الراحل حسن يوسف. 

وقالت شمس البارودي : حبيبي أتذكر اليوم أول هدية أهدتها لى ١٩٧١ ذهبت أنت إلى لبنان وعدت تستكمل تصوير الفيلم معى كنت تحاول ياحبيبي بث مشاعرك وحبك لى وأنا أصدك فلم أكن أريد الدخول في حب أو ارتباط وكنت أعنف الإنتاج ( أرجوكم خلصوا مشاهدي عاوزه أرجع مصر ) وكأنى أخاف من حلو الكلام الذي تبثه في أذني بين مشاهد التصوير. 

وأوضحت شمس البارودي : كنت أتحاشى تسللك وجلوسك بجوارى كلما ابتعدت عن مكان جلوسنا كأبطال للعمل كانت كلماتك تدغدغ مشاعري بصوتك وصدقك وأنت تعبر عن حبك لي فأهرب منك وأعلى صوتى للمنتج أرجوكم خلصوا مشاهدى بقي وفي يوم اختفيت وركز المخرج على مشاهدى وقال اتفضلي حضرتك حسن نزل لبنان وسيعود غدآ فرحت كده تحررت من محاصرته وكلامه المعسول الذي بدأ يجد صدى في نفسي ويربكنى أنهينا كثيرا من مشاهدي فرحت قربت انزل مصر وعدت أنت تانى يوم لتقدم لي هذا التمثال ليحسم الموقف.

شمس البارودي تكشف تفاصيل عن حياتها مع حسن يوسف

واوضحت شمس البارودي : كيف اخترقت قلبي بهذه الكلمات ابتسمت لك وأنا أخذ هديتك وأنت تردد لي والله دى حقيقة مشاعرى لم أجد أصدق من هذه الكلمات علشان تصدقيني ويارب تحتفظى بالهدية تذكرك بي حتي وإن رفضتى حبي ضممت هديته لصدرى أمامه وكأنى أريد أن اضمه هو حبيبي وبدأنا قصة رحلة حبنا وتبعتها بأشهر هذه الصوره لكتب كتابنا في فيلا أبى بسراي القبه أحداث قصتنا جميلة لاتنتهي».

وأشارت شمس البارودي : أنا مازلت احتفظ بهذا الببلوه على تسريحتى وكان ينظر له ويبتسم حبيبي يقول قعدت اقولك أحلى ماعندى من كلام الحب معرفتش الأثر ومجرد كلمات هذه الهديه صدقتيني ياحبيبتي أرد عليه كانت هدية بمثابة الختم أو البصمه الصادقة لكل ما سمعته منك ياحب عمري اليوم اتممت عدة فراقك لي أربعة أشهر وعشر أيام فكيف سأقضى المتبقي من عمرى بدونك يا تؤام روحي لايعينني إلا القرآن كتاب الله يسندنى لأستمر في الحياه الدنيا حتى ألقاك.

مقالات مشابهة

  • ما قيمة زكاة الفطر والحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام؟.. المفتي يجيب
  • بذكرى تعود لعام 1971.. شمس البارودي تروي قصة ارتباطها بحسن يوسف
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • عام 1971.. شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أول هدية تلقتها من الراحل حسن يوسف
  • آرسنال في مهمة محفوفة بالمخاطر أمام مانشستر يونايتد
  • كنت هموت نفسي.. ميار الببلاوي تروي تفاصيل مرض نادر أصاب ابنها
  • مراسلة إسبانية تروي تفاصيل علاقتها مع بنزيما
  • في اليوم العالمي للمرأة..الأمم المتحدة تطالب طالبان برفع القيود على الأفغانيات
  • من بينهم ليبيا .. الوكالة الأمريكية للتنمية تبلغ شركاءها الرئيسيين في شمال أفريقيا بانسحابها من جميع المشاريع التي شاركت فيها
  • وداعا للعطش في رمضان: أفضل الأطعمة التي تروي عطشك وأخرى يجب تجنبها