عربي21:
2024-07-28@08:51:04 GMT

جرم الإبادة في غزة.. مسؤولية من؟

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

منذ تأسست المقاومة المسلحة الفلسطينية المعاصرة من خلال حركة فتح 1965، بل منذ تسلمت الفصائل الفلسطينية بقيادة فتح م.ت.ف، وهنالك مقولة مسمومة تلاحق المقاومة في أثناء، أو بعد، كل حرب تشنّ ضدها، وضد الشعب الفلسطيني,

تقول تلك المقولة: هل يساوي ما قامت به المقاومة، الثمن المدفوع، أكان كبيراً أم صغيراً؟

طبعاً، لا يصح أن يأتي الجواب: نعم يصح.

لأن دماء الضحايا فوق كل ثمن، بالرغم من أنه ثمن، لا بد من أن يُدفع في المقاومة ضد الاحتلال الغاشم. وهذه مسألة واجهت كل الشعوب التي ناضلت ضد غزو أو احتلال، ومن بينها الشعوب الأوروبية التي قاومت الاحتلال النازي، وكذلك فييتنام والجزائر، ومن قبل استقلال أمريكا من الاستعمار البريطاني.

ولكن مع ذلك ثمة أصوات شاذة، أخذت تردّد تلك المقولة مستخدمة، وبلا وجه حق، مجزرة القتل الجماعي لمدة ستة أشهر، ولم تزل مستمرة، كحجة ضد المقاومة. وهي الإبادة الإنسانية التي يدينها القانون الدولي. وتسقط، أمام كل القِيَم والأخلاق والضمائر الإنسانية، لخروجها من قوانين الحرب، والقوانين الإنسانية الدولية.

هذه الأصوات التي سوف تتصاعد مرة أخرى، وذلك بعد انتصار المقاومة، بإذن الله، والمؤكد من خلال تجربة الستة أشهر الماضية. وذلك للتقليل، أو التبخيس، من أهمية الانتصار التاريخي للمقاومة والشعب في غزة. وهو انتصار لكل الشعب الفلسطيني، وللعرب والمسلمين والإنسانية، وأحرار العالم.

إن تجارب كل شعوب العالم، بلا استثناء، تؤكد أن إثارة موضوع الخسائر في المقاومة أو حروب التحرير تحمّل مسؤوليته بالكامل على الطرف الذي احتل البلاد. ولا يجوز من قريب أو بعيد، تحميل المسؤولية للمقاومة العادلة المشروعة، والتي لا بد منها، لتحرير الوطن.وذلك إلى جانب، خوف هؤلاء، من التأكيد على صحة استراتيجية المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال، واستمرار مسيرة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. فالانتصار يزيد التأكيد على صحة استراتيجية المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال الذي وقع في حزيران 1967، وفي مواجهة اغتصاب الكيان الصهيوني لثمانين بالمائة من فلسطين، وإقامة "دولته" عليها عام 1948/1949.

هذا أولاً، أما ثانياً فيُراد التهويل على الفلسطينيين عموماً، وعلى كل من يتجرأ على مقاومة الاحتلال، أن يرتدع من الخسائر التي يمكن أن تحدث، إذا ما استمرت المسيرة، إلى التحرير الكامل. علماً أن هذه المجزرة لن تتكرر أبداً. لأن مرتكبها سيلقى، أسوأ مآل.

إن تجارب كل شعوب العالم، بلا استثناء، تؤكد أن إثارة موضوع الخسائر في المقاومة أو حروب التحرير تحمّل مسؤوليته بالكامل على الطرف الذي احتل البلاد. ولا يجوز من قريب أو بعيد، تحميل المسؤولية للمقاومة العادلة المشروعة، والتي لا بد منها، لتحرير الوطن.

ومن ثم إن حجة من يثيرون هذه الاشكالية، خصوصاً، في الساحة الفلسطينية، ساقطة، ولا يجب الالتفات لها، إلاّ بالرد الحاسم في تبيان خطأها السياسي والأخلاقي، كما ضعفها وتهافتها وتغطيتها للجريمة والمجرم.

فالذين يستعدون لاستخدام هذه المجزرة، ليهاجموا المقاومة أو لومها أو نقدها، عليهم أن يلتزموا الصمت أفضل، وإلاّ سقطوا في تهمة تسويغ تسليم العالم إلى وحوش، دونها وحوش الغابة.

ولهذا يصرخ العالم اليوم وبصوت واحد: كفى كفى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية حرب الاحتلال غزة احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كيف علق الفلاحي على استعادة الاحتلال جثث 5 أسرى بخان يونس؟

قلّل الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي من أهمية استعادة جيش الاحتلال الإسرائيلي جثث 5 أسرى محتجزين بينهم 4 جنود خلال عملية في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وخلال تحليله المشهد العسكري في غزة، أشار الفلاحي إلى أن استعادة بعض جثث الأسرى الإسرائيليين "لن تؤثر على إستراتيجية المقاومة الفلسطينية في هذا الإطار".

ولطالما أكدت المقاومة -وفق الفلاحي- أن الثمن الذي ستأخذه مقابل عدد قليل من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها هو نفسه الذي ستأخذه مقابل عدد كبير من الأسرى.

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، انخفض عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى 115، بينهم أموات، في حين كانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت سابقا مقتل أكثر من 70 أسيرا إسرائيليا جراء غارات شنتها إسرائيل.

وفي مارس/آذار الماضي، قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام إن "الثمن الذي سنأخذه مقابل 5 أسرى أحياء أو 10 هو الثمن نفسه الذي كنا سنأخذه مقابل جميع الأسرى لو لم تقتلهم عمليات قصف العدو".

وبشأن عملية الاحتلال المتواصلة شرقي خان يونس، نبه الخبير العسكري إلى أن المقاومة تجنبت الدخول في معركة حاسمة بسبب الزخم الناري الكبير الذي لجأ إليه الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي مكثف بالتزامن مع توغل قوات مدعومة بالآليات المدرعة.

ورجح الفلاحي أن تتصاعد عمليات المقاومة في خان يونس وتأخذ منحى متزايدًا مع نهاية ذروة الهجوم الإسرائيلي، متوقعا عملية استنزاف للاحتلال خلال هذه الفترة مثلما حدث في حيي الشجاعية وتل الهوى بمدينة غزة.

وأكد أن الاحتلال سيعاني من إشكالية التصدي والمواجهة -بعد وصوله إلى مناطق جغرافية محددة- إذ تعرف فصائل المقاومة ذلك جيدا وأعدت نفسها لمعركة دفاعية تُوقع أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ومثلما يحدث في خان يونس، توقّع الفلاحي عمليات استنزاف في رفح بعد إعلان جيش الاحتلال عن عملية عسكرية للكشف عن الأنفاق، مستدلًّا بتفجير كتائب القسام نفقين بقوتين إسرائيليتين.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استدرجوا قوتين إسرائيليتين إلى نفقين ثم فجّروهما بأفراد القوتين فور نزولهم داخلهما، مشيرة إلى إيقاع القوتين بين قتيل وجريح في مخيم يبنا برفح.

مقالات مشابهة

  • نشطاء يطلقون موقعا إلكترونيًا لفضح جرائم الاحتلال
  • الاحتلال يحمل حزب الله مسؤولية قصف مجدل شمس والمقاومة تنفي
  • الأورومتوسطي: التهجير القسري وقتل النازحين يؤكد إصرار "إسرائيل" على حرب الإبادة بالقطاع
  • الحاضنة الشعبية للمقاومة.. كابوس الاحتلال الذي أفشل فرص القضاء على النضال الفلسطيني
  • الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني
  • حماس تزف القيادي أبو عرة وتحمل الاحتلال مسؤولية اغتياله
  • برلمانى : تقرير هيومن رايتس ووتش عن المقاومة الفلسطينية فضيحة وانحياز فج لإسرائيل
  • إنقاذ السودان مسؤولية دولية
  • كيف علق الفلاحي على استعادة الاحتلال جثث 5 أسرى بخان يونس؟
  • بلومبرغ: الدفاعات الجوية الافضل في العالم عاجزة عن صد هجمات صنعاء