حزب الأمة القومي: وتد في زعازع احتلال الدعم السريع للجزيرة
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
رثى القيادي بتنسيقية القوى التقدمية المدنية “تقدم” في السودان ياسر عرمان “الدعم السريع” بعد احتلاله الجزيرة في ديسمبر 2023، وسوء الصيت الذي لاحقه جراء إفراطه في الفظاظة بحق أهلها. ورآه كمن يفقع عينه بإصبعه قائلاً، “كأن الدعم السريع نصب لنفسه فخاً باجتياح الجزيرة، أو ابتلع فخاً نصبه خصومه من الفلول”.
وساق السؤال إلى خلافات جدية خصمت من رصيد “الدعم” في محيط المدنيين الداعين إلى السلام من موقع مستقل. فتجدد الخلاف في التجمع الاتحادي، العضو في “قوى الحرية والتغيير” و”تقدم”، بين سكرتاريته وجماعة عرفت بالمكتب القيادي. وأصدر الأخير بياناً في الأول من أبريل الجاري شن به اتهامات ضد السكرتارية قائلاً إنها اتخذت قرارات إستراتيجية خارج المؤسسية، مثل الانضمام إلى حلف “تقدم” بلا إذن من الحزب، وتوقيع إعلان المبادئ مع “الدعم السريع” خلال يناير 2024 في أديس أبابا بصورة فضحت انحيازها لطرف “الدعم” في الحرب.
وخلص البيان إلى تجميد عضوية التجمع في “قحت” نفسها، ناهيك عن “تقدم” وفصل أعضاء في سكرتارية الحزب.
أما الخلاف الأكثر تأثيراً وخطراً فهو الذي انفجر في أروقة حزب “الأمة القومي”. وهو الحزب الأغزر في “قحت” و”تقدم” بل وبين الأحزاب كافة. وكان حصل على 101 مقعد من 260 مقعداً في آخر انتخابات ديمقراطية عام 1986، حصد فيها 38 في المئة من أصوات السودانيين. وحصل الحزب “الاتحادي الديمقراطي” الذي يليه على 63 مقعداً بنسبة 30 في المئة من الأصوات، وكان الحزب نشأ في فبراير (شباط) عام 1945 على يد عبدالرحمن المهدي ابن محمد أحمد المهدي الذي أسس الدولة المهدية في السودان (1885-1898) قبل أن يقضي الإنجليز عليها. وقوام الحزب هم شعب أنصار المهدي وذريتهم إلى يومنا ممن نجح الإمام عبدالرحمن في إعادة تجميعهم بعد نكبة هزيمتهم بطرائق ذكية ومختلفة أوفاها درساً المؤرخ حسن أحمد إبراهيم في كتابه عنه. ومن ذلك توظيف تصالح الإنجليز معه بعد بغضاء في عشرينيات القرن الماضي ليستنهض الأنصار طاقة دينية تاريخية سياسية ذات حول. وكانت ولاية دارفور، معقل الأنصار، عبارة عن دائرة مغلقة للحزب. فحصل في انتخابات عام 1986 على 34 دائرة من دوائرها الـ29 بلا منازع. وكانت رئاسة الوزارة فيه بكل الفترات الديمقراطية الثلاث في السودان باستثناء فترة الحكم الذاتي (1954-1956).
وتفجرت الأزمة داخل الحزب في أعقاب اختيار قوات “الدعم السريع” في الـ 25 من مارس الماضي أعضاء من الحزب في الإدارة المدنية لولاية الجزيرة، وبدأت بـ “بيان للناس” في الـ 29 من الشهر ذاته من السيدة رباح الصادق المهدي، ابنة البيت المهدي والصحافية المرموقة ومساعدة رئيس الحزب ورئيس مجلس التنسيق فيه، والتي حررت سيرة والدها الإمام الصادق المهدي وكتاباته في مجلدات لا تزال تصدر.
ورفضت رباح في بيانها كل التكوينات والإدارات مثل حكومة “الدعم السريع” المدنية التي ترتبت على الأوضاع الطارئة منذ حرب الـ 15 من أبريل 2023. وأضافت أنه، طالما ناهض الحزب هذه الحرب ويسعى إلى وقفها بالتزام الوقوف على مسافة واحدة من طرفيها، فـ “كل منضمّ إليها أو مشارك في إداراتها المدنية وفي التدابير القمينة بتوسعة رقعتها، أو في تعميق الانقسام المجتمعي الذي أحدثته، يعتبر مخالفاً لقرار الحزب وخارجاً عن خطه ولا يمثل إلا نفسه، وسيحال كل من شارك إلى هيئة الضبط ورقابة الأداء للمساءلة والمحاسبة”.
ولما أرسلت رباح بيانها للنشر على صفحة الحزب في “فيسبوك” ورفضت أمانة الحزب نشره، كتبت في الـ 30 من مارس الماضي تحتج على ذلك الحجب لكلمة أرادت منها الإجابة عن تساؤلات حول نسبة من شاركوا في حكومة “الدعم السريع” للجزيرة من الحزب. وبدا أن قيادة الحزب عللت لرباح عدم نشر بيانها بصدوره عن جهة غير مأذونة وهي مجلس التنسيق كما سنرى في بيان لاحق لها مع أن بيان رباح الذي نشرته على صفحتها مذيل بـ “حزب الأمة القومي”.
وحملت رباح في ردها على الحزب من جهة مفارقته للحياد بين أطراف الحرب وميله لـ “الدعم السريع”، فقالت “لماذا لم يبادر القائمون على حساب الحزب في ’فيسبوك‘ لتحقيق الحياد الإيجابي بالتبرؤ من اشتراكنا في فظائع ’الدعم السريع‘ في الجزيرة عبر الإدارة المكونة، وفيها بعض منسوبي التنظيم”، مستنكرة رفض مسؤولي الحساب نشر بيانها بذريعة عدم شرعية الاجتماعات التي انعقدت من أجله، وطعنت في حيدة الحزب بين الأطراف.
وتساءلت، “هل اقتضت البيانات الصادرة أخيراً حول قصف القوات المسلحة للفاشر، أو اعتقال الاستخبارات العسكرية لبعض الأحباب، أو التعليق على تصريحات كباشي (الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة) اجتماعات شرعية؟ ولماذا لم يبادر القائمون على الصفحة لتحقيق الحياد الإيجابي المطلوب بإصدار بيان لإدانة إطلاق ’الدعم السريع‘ النار على عضو المكتب السياسي الحبيب هشام عزازة، وهو يدافع عن أرضه بقرية العزازة، أو لإدانة الانتهاكات المروعة في ولاية الجزيرة عموماً، أو في الأقل التبرؤ من اشتراكنا في تلك الفظائع عبر الإدارة (الحكومة المدنية للدعم السريع) المكونة وفيها بعض منسوبي الحزب؟”.
وزادت بغير لبس قائلة إن بيانات الحزب الواردة في صفحته الموثقة تنتهك قراره برفض الحرب واتخاذ مسافة واحدة من طرفيها، وأنه ينبغي إحالة المسؤولين عنها للمساءلة الحزبية. وأضافت غير هيابة أن البيانات الصادرة عن الحزب لا تمثله وتلطخ وجهه بالسكوت عن انتهاكات طرف والتركيز فقط على انتهاكات الطرف الآخر، وأنه “سيأتي يوم الحساب عنها قريباً، وحتى حينها فإنني أتبرأ منها”.
ونقضت أمانة الحزب العامة في ردها على رباح شرعية صدور أي بيان عن مجلس التنسيق وهي على رأسه، فالمجلس، بحسب دستور الحزب في قولهم، قام للتنسيق بين مؤسساته (الرئاسة، المكتب السياسي، الأمانة العامة، رئيس هيئة الضبط، رئيس الهيئة المركزية ومقررها)، ومسؤوليته قاصرة على التنسيق بين الأجهزة واتخاذ القرارات الطارئة في غياب المكتب السياسي، ولا ينعقد المجلس، في قول أمانة الحزب، إلا بدعوة من رئيس الحزب وبحضور ممثلي المؤسسات، ولا سيما الرئيس والمكتب السياسي والأمانة العامة، وعليه فالاجتماعات الأخيرة لمجلس التنسيق، بحسب الأمانة العامة، غير شرعية لأنها لم تكن بدعوة من رئيس الحزب المكلف، ولم “تشارك فيها مؤسستا المكتب السياسي والأمانة العامة”، علاوة على أن المجلس غير مخول لإصدار أية بيانات من جهته، وبالتالي أرجأت الأمانة العامة نشر بيان التنسيقية رباح “لأنه لم يمر بالأطر المؤسسية لمزيد من التشاور ترسيخاً للعمل المؤسسي”.
ونفت الأمانة عن نفسها تهمة الانحياز لطرف دون آخر في الحرب بقولها “إن حديث رباح الصادق يجانب الواقع والحقائق المجردة، ولو أنها راجعت صفحة الحزب الرسمية لوجدت عدداً من البيانات التي تمت فيها إدانة انتهاكات ’الدعم السريع‘.”
وشددت أمانة الحزب على أن موقفه المعلن من الحرب ملزم للجميع، وهو عدم مساندة أي طرف، والتزام الحياد التام بين طرفيها. وفي قول صريح نبهت الأمانة العامة رباح بأن الأمين العام هو المتحدث الرسمي باسم الحزب “ولا يصدر أي بيان من دون موافقة الرئيس المكلف ورئيس المكتب السياسي”.
وسنتجاوز اشتباك قيادة الحزب مع قيادات ولائية حول اتهامات لها بالانحياز لـ “الدعم السريع” التي وصفتها القيادة العامة بأنها مكونة من منتحلين محرشين. ويكفينا هنا القول إنه بدخول أصوات من قواعد الحزب في النزاع بدا أن الخرق سيتسع على الراتق.
أما على مستوى المركز فقد انتهت مساعي الخير إلى اجتماع بين قيادة الحزب ومجلس التنسيق بين الثالث والسابع من مارس الماضي، ودار جدل حول خروج الحزب من “تقدم” أو تجميد عضويته فيها. وقال الأمين العام للحزب الواثق البرير إنهم تواضعوا على حل وسط وهو إعداد رؤية الحزب لإصلاح “تقدم” تأخذ بما تظلم منه مجلس التنسيق من دون الخروج من “قحت” أو التجميد. وزاد بأنهم إن لوحوا بالتجميد فهو مما أرادوا منه الإصلاح لا المغادرة.
وأعد الحزب رؤيته لإصلاح “تقدم”. والتقى وفد منه زعيمها عبدالله حمدوك في أديس أبابا لمناقشة تفاصيل تلك الرؤية الإصلاحية. وبعد ذكر إيجابيات “تقدم” إلى يومنا شكا الحزب من غلبة تمثيل المجتمع المدني (نقابات، لجان مقاومة، منظمات مجتمع مدني، شخصيات مستقلة) (70 في المئة) على الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة (30 في المئة). وبدا مما تبقى من الشكاوى في أداء “تقدم” صدى قوي من النقد الذي صوبته لجنة التنسيق وغيرها لقيادة الحزب. فأخذت رؤية الحزب على اتفاق أديس أبابا بين “تقدم” و”الدعم السريع” في الثاني من يناير الماضي مجانبته القواعد المعروفة في التوسط لحل النزاعات لأنها خلصت فيه إلى خريطة طريق مع “الدعم السريع” لما بعد الحرب، في حين وجب أن تقتصر على إيقافها لا غير. كما أخذ وفد الحزب على “تقدم” أن تعهدات “الدعم السريع” لها في أديس أبابا من قبيل إطلاق أسرى بطرفه لم تتحقق وحسب، بل وقع عكسها على الأرض. ونبهت الرؤية إلى شبهة انحياز إعلام “تقدم” إلى “الدعم السريع” من غير أن يسمي “الدعم” نصاً. وطالب “حزب الأمة” في خاتمة رؤيته “تقدم” بالحياد التام بين طرفي الحرب، وإعادة النظر في تمثيل الأحزاب التي غلبت عليها منظمات المجتمع المدني. وكان اشترط انتظار أسبوعين بعد تقديم رؤيته تلك لـ “تقدم” ليحدد بعدها دوره فيها. ومر الأسبوعان بلا طائل. وربما كانت هذه الرؤية مما يناقشه اجتماع لـ”تقدم” ينعقد ساعة كتابة هذه السطور في أديس أبابا. وها نحن نرى “حزب الأمة” يرحّل خلافاته إلى “تقدم” وإلى حين.
وهكذا لم يقتصر وصم انتهاكات “الدعم السريع” في ولاية الجزيرة على “الدعم” وحده، بل ضرب أيضاً دوائر سياسية اختارت، إن لم تكن آثرت بصورة أو أخرى، أن تقف على الحياد منه كما من الجيش. وهو كسب كبير. ولكن فرض “الدعم” بترويعه أهل القرى الآمنة في الجزيرة بنداً ساخناً في صراع التيارات في هذه الدوائر. فرأينا كيف زعزع صيت “الدعم” السريع السيئ في الجزيرة حزباً في هيبة “حزب الأمة” فوق جماعته التاريخية (الأنصار)، ليقتلع وتداً انتظر الناس أن يرسو بهم على بر من لجاج الحرب.
فهل صدقت كلمة ياسر عرمان بقوله إن “غزو ’الدعم السريع‘ للجزيرة كان مجازفة في المجهول، وكأنه بها “نصب لنفسه فخاً أو ابتلع فخاً نصبه خصومه من الفلول؟”.
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المکتب السیاسی الأمانة العامة فی أدیس أبابا الدعم السریع مجلس التنسیق أمانة الحزب حزب الأمة فی المئة الحزب فی
إقرأ أيضاً:
الميز القداسي بين رئيسي حزب الأمة اللواء والإمام (3)
بقلم: محمد صالح البشر تريكو
كان السيد الصادق المهدي عليه الرحمة وانا أحبذ لقب السيد في مخاطبته بدلاً عن الإمام، لأن الأولى تعد من التقاليد الاجتماعية التي يجب المحافظة عليها عند أهلي ، فلا يذكر ذاكر شخص من آل المهدي ، مهما صغرت سنه إلا بتقديم كلمة السيد قبل الاسم ،هذا حق مستحق و مكتسب لكونك من آل المهدي ، أما الإمامة فهي اختيار بإجماع كامل من جماهير الأنصار وهذا لم يحدث في حالة امامة الصادق المهدي التي يرفضها حتى سادات من آل المهدي مثل السيد احمد المهدي والسيد ولي الدين الهادي وآخرين.
يقول المثل : الشبكة ما بتضحك على الدادية ،يتطابق هذا المثل مع الآخر القائل : الجمل ما بعرف عوجة رقبته ، انتقدت بنتا السيد عليه الرحمة اللواء برمة ناصر بأنه خالف الخط العام للحزب بتوقيعه على ميثاق نيروبي تحت تأثيرهن تداعى جماعة من الموالين للجيش وحكومة بورتسودان في حزب الأمة القومي لاجتماع لعزل اللواء من رئاسة الحزب وتكليف مولانا محمد عبدالله الدومة .
سبحان الله رئيس الأمةالصادق طوال سنين رئاسته شايل الحزب في جيبه أي زمان .
على ظلال من السرية ، دون علم أحد من زملائه في الجبهة المعارضة في السبعينات ، التقى الصادق المهدي بقائد الانقلاب جعفر نميري في بورتسودان ،لما انكشف أمره قال لهم ما قام به عبارة عن جس نبض !!! أنكر مناقشة أي قضايا تهم الوطن ،في حين تحدث المرحوم الصادق مع المرحوم نميري ، عن تعويضات آل المهدي بالفعل دفع نميري قروش لا تحصَ ، ولا تحمل إلا في صُرر على أكياس ،إن لم يكن جوالات ، قبل أن يؤدي الزعيم قسم الولاء للحزب الأوحد الذي تنص مادته الرابعة ( الاتحاد الاشتراكي السوداني هو التنظيم السياسي الوحيد في جمهورية السودان الديمقراطية ويقوم على تحالف قوى الشعب العاملة )
لاحظوا التناقض جمهورية السودان الديمقراطية قائمة على حزب واحد ، لا توجد ديمقراطية في العالم من غير تعددية حزبية ،بواسطتها تتم مبادلة السلطة سلمياً ،بين الأحزاب المهم وافق الزعيم الديمقراطي على حل حزب الأمة تلقائياً بأداء قسم الاتحاد الاشتراكي دون أن يقول أحد في الحزب : بنت السلطان عزبة .
أما في عهد الإنقاذ القريب ، فكان رئيس الحزب جليس للبشير بل مدافع شرس عنه قال عنه في دنقلا إبان ازمة الجنائية : البشير جلدنا وما بنرضى جلدنا ينجر في الشوك ، تلك الجملة في النهاية أرهقت الزعيم لكي يبررها في وقت لاحق .
وقال في جلسة انا ضمن حضورها بحسرة البشير ربما يكون آخر رئيس عربي بالطبع لا يرضَ الإمام لو آلت الولاية الكبرى في السودان لعربي بقاري أو أبالي من غرب السودان . لا تستغرب عزيزي القارئ من النزعة العروبية لمثقفي السودان فالامام المنحدر من أصول عجمية دنقلا يسير في خطى الشاعر العجمي محي الدين صابر صاحب كل الأشعاره التي تمجيد العرب في درب الشاعر خضر حمد صاحب قصيدة أمة أصلها للعرب ودينها خير دين يحب - وهو أيضاً رطاني -
انكشف الحديث مع البشير بأنه يدور حول التعويضات ولكن هذه المرة للحزب ما لآل المهدي لأن الأخيرة تمنح ورثة آخرين استحقاق في المبالغ ، يقول الإمام قبضنا من الحكومة قروش مقابل إيجار الدار- كانت دار الحزب في أم درمان مصادرة منذ أول يوم لانقلاب الإنقاذ ، لمدة عشر سنوات .
من كثرة ما يقول السيد الصادق ينسى بعض تصريحاته ،ليقع في تناقض قاتل ،يدخله ضمن الكذابين .
على ذكر الدار قال لنا مرة السيد في جلسة إن الدار هذه تم شراءها من أبي العلا بستة الف جنيه عن طريق تبرعات تجار الحزب وعضويته ومساهمة منه ، ليبلغ عدد القروش فقط أربعة ألف جنيه ،فكروا يعتذروا عن البيعة ولكن كرم أبي العلا كان فياضاً إذ تنازل عن المبلغ المتبقي ،عند تغيير ملكية المبنى رفض قادة الحزب سمى منهم عمر نور الدائم ودكتور ادم مادبو وبكري عديل تسجيل العقار باسم الحزب ،لاعتبار لو وقع انقلاب ستتم مصادرة الأرض ،فكروا في حيلة تنجي الأرض حال وقوع البيان الأول وهي تسجيل القطعة باسم الصادق المهدي لتكون ملك خاص وهو في نفس الوقت المالك مكان ثقة . نفس لسان الزعيم قال لنا في أيام خلافات حزب الأمة إنه شايل الحزب يدفع من جيبه لمنصرفات الحزب والدار الذي يقيم الحزب عليها منذ أربعين سنة هي بيته ،لاحقاً سمعت بأن دار الحزب تم تحويلها ملكيتها إلى عبدالرحمن الصادق من السيد الصادق المهدي عن طريق الهبة من الوالد .
طالع الطلاب الأنصار في الصحف ذات يوم خبراً فحواه انضمام أبناء الصادق(عبدالرحمن وبشرى ) إلى جهاز الأمن قال الطلاب كضباً .
بعد انتشار الخبر قال السيد الصادق معلقاً ومؤكداً أبنائي سودانيين، يحق لهم العمل في العسكرية وهم مؤهلين بحكم تخرجهم من الكلية الهاشمية في الأردن ، حسب الأتفاق أي -مع الإنقاذ- المفروض يتم استيعابهما في الجيش ولكن وقع خطأ يجب أن يصحح .
عندما قرأ ذلك التصريح الحبيب هاشم الحاج وهو رئيس الحزب في جامعة أمدرمان الاسلامية ، على لسان الصادق المهدي ،سقط مغمياً عليه من هول المفاجأة.
مثل النار في الهشيم انتشر خبر استلام الصادق المهدي مبالغ ضخمة من الحكومة ،بين مكذب ومصدق حتى خرج السيد الصادق من شاشة تلفزيون الخرطوم ، يرد على المذيع المبالغ في كمية المبالغ قال الصادق استلمنا أربعة مليار وليس ثمانية كما تقول وإن هذه كلها حولنا لعبدالرحمن ابني ليصرفها على جيش الأمة كمستحقات من فترة قتالهم في جبهة الشرق ضمن قوات التحالف ، لأن الموية بتكضب الغطاس بعد اسبوعين أغلق جنود وعناصر جيش الامة دار الحزب احتجاجاً على عدم وصول مليم واحد الى جيوبهم .
كل قطاعات الحزب متفق مع الشارع العام في السودان على اسقاط حكومة البشير ، إذ تخرج عضوية الحزب تلبية لمنادى المواكب الجماهيرية ،كان الإمام خارج السودان لحظتها ، ولما قدم الزعيم هرع إلى استقباله جماهير غفيرة من كيان الأنصار وحزب الأمة وتضامنت معهم جماهير الأحزاب لاعتبارات يمكن يكون لقاء السيد الصادق الضربة القاضية ولكن الإمام خذلهم وخذلنا نحن المتكورين حول التلفاز من أقاصي السودان الغربية .
بدلاً من يتناول أبوكلام قضايا السودان مثل الضائقة المعيشية ،أزمة السيولة ، تحقيق السلام أو إشعال جذوة النضال في الشباب الثائر لكي يخلص الشعب من الجبروت ،تحدث الإمام عن التهديد البيئي الناتج عن خرم الأوزون على سكان الأرض، عندما قاطعته هتافات الثورة يسقط بس ،يسقط بس ، قال ساخراً من الثورة بقول سارت به الركبان دي ما ثورة ، دي بوخة مرقة أو علوق شدة - بوخة المرقة - عند المتزوجات هي جلوس على حفرة دخان الطلح على عجالة عكس بوخة الخميس !!!
يعجبك شباب الثورة اتخذوا السيد الصادق مصدر هزء وسخرية متداولين على مواقع التواصل الاجتماعي صور له وبين أبطيه أدوات الدخان من فراش وغيره .
لما الثورة نجحت بإقامة اعتصام مليوني أمام القيادة العامة للجيش ، تناسى الزعيم حكاية البوخة ومرقتها ،لأن الحشود تستهوي الزعيم ،بل يموت فيها ،حتى وصفه الشريف الهندي: الصادق لو شاف جنازة يتبعها جمهور كبير لتمنى أن يكون هو المييت .
ولع الأمام بالحشود دفعه إلى اعلان عزمه إمامة أول صلاة جمعة في الاعتصام دون اخطار المعتصمين ولجانهم التنسيقية ، رفض المعتصمون امامته مستعيضين عنه بالشيخ مهران ماهر .
ثورة ديسمبر العظيمة التي أسقطت حكم شمولي دار عقود يسخر منها رئيس حزب ديمقراطي ولا واحد من اتباعه يجرؤ على انتقاده اذن لم نكن غلطانين لما أشرنا إلى الميز القداسي بين الرئيسين اللواء والإمام.....
نواصل.
trikobasher@gmail.com