تقرير: نتانياهو يرى في إطالة أمد الحرب وسيلة للبقاء في السلطة
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
دخلت الحرب في قطاع غزة شهرها السابع، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لقبول هدنة مؤقتة في إطار صفقة لتبادل الرهائن المحتجزين لدى حماس بمعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ووفقا لموقع "أكسيوس" الأميركي، فإن العديد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، "على اقتناع بأنه رغم أن نتانياهو يبدو محاصرا، فإنه يعتقد أن الحرب طويلة الأمد قد تزيد من فرصه في البقاء في السلطة".
واعتبر المسؤولون، حسب الموقع، أن تصرفات نتانياهو تعود لاقتناعه بأنه "طالما الحرب مستمرة، فإن هناك احتمالات أقل لإجراء انتخابات يمكن أن تطيح به، وكلما مر المزيد من الوقت، زادت فرص تعافيه سياسيا".
ويظل نتانياهو هو المسؤول الحكومي الكبير الوحيد الذي رفض تحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، حسب "أكسيوس".
ويطالب معظم الإسرائيليين نتانياهو بالاستقالة، وفقا لاستطلاعات رأي أخيرة، التي تشير إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه، سيخسر ما يقرب من نصف مقاعده في الكنيست (البرلمان) إذا أجريت الانتخابات اليوم.
وأشار استطلاع أجرته القناة 13 الإسرائيلية، إلى أن 51 بالمئة من الإسرائيليين يريدون إجراء انتخابات قبل نهاية العام.
أطلق رسالة تحذير لإيران.. نتانياهو: نحن على بعد خطوة من النصر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في تصريحات، الأحد، بعد نحو 6 أشهر من انطلاق الحرب في قطاع غزة إن "إنجازات" هذه الحرب "عظمية" و"نحن على بعد خطوة واحدة من النصر"، وفق مراسل الحرةلكن نتانياهو لا يريد ذلك، حيث كان الموضوع الرئيسي في مؤتمراته الصحفية الأخيرة، هو أن الانتخابات "لن تخدم سوى حماس وحزب الله وإيران"، وفق "أكسيوس".
ومؤخرا، دعا عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، إلى إجراء انتخابات في سبتمبر المقبل.
وحتى لو ترك غانتس الائتلاف الحاكم في إسرائيل، فإن نتانياهو وشركاءه من الأحزاب الدينية، سيظلون يتمتعون بالأغلبية في الكنيست، حسب الموقع ذاته.
لكن التهديد المحتمل لائتلاف نتانياهو، يتمثل في الاحتجاجات المتزايدة التي اكتسبت زخما في الأسابيع الأخيرة، والتي تطالب أغلبها بصفقة لإطلاق سراح الرهائن، وإجراء انتخابات، وفق "أكسيوس".
"الأسبوع الأسوأ"واعتبرت صحيفة "غارديان" البريطانية، أن الأسبوع الماضي كان "الأسوأ" بالنسبة لنتانياهو منذ هجوم حماس، فبالإضافة إلى الانتقادات الدولية بسبب مقتل عمال إغاثة أجانب بغارة إسرائيلية، خضع نتانياهو لجراحة فتق في المستشفى، وعادت الاحتجاجات إلى البلاد، وهدده منافسوه بتقويض وحدة الحكومة، كما أغضب الحلفاء من الأحزاب الدينية في الائتلاف الحاكم بسبب خلاف بشأن التجنيد العسكري.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي (IDI)، ونقلته الصحيفة البريطانية، أن 57 بالمئة من الناخبين يقيّمون أداء نتانياهو كزعيم في زمن الحرب باعتباره "فقيرا" أو "سيئا للغاية".
وقالت "غارديان" إن "نتانياهو هو المسؤول عن المماطلة في كل ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، والتوقف المبكر لجولات المحادثات لإطلاق سراح الرهائن، وتحويله اجتياح رفح إلى معركة وضعت إسرائيل ضد الغرب بأكمله، وهو أيضا المسؤول عن الصدام المتزايد مع الإدارة الأميركية".
"انتخابات الآن".. تظاهرة مناهضة لنتانياهو في تل أبيب تظاهر آلاف من المناهضين لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واهالي الرهائن المحتجزين في غزة وسط تل ابيب تحت شعار "انتخابات الآن"، وفقا لمراسل "الحرة".وتعهد نتانياهو بشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح "للقضاء على ما تبقى من مسلحي حماس"، لكنه يتعرض لضغوط متزايدة لعدم القيام بذلك، كونها أصبحت ملجأ لنحو مليون نازح.
والأحد، قال نتانياهو، إن "إنجازات هذه الحرب عظمية، ونحن على بعد خطوة واحدة من النصر".
وأكد في كلمته، تمسكه بعدم وقف إطلاق النار دون عودة المختطفين، مؤكدا أن إسرائيل "ليست هي التي تمنع التوصل إلى اتفاق"، متهما حركة حماس بالمسؤولية عن ذلك بسبب "مطالبها المتطرفة التي تهدف إلى إنهاء الحرب وتركها (الحركة) على حالها، لضمان بقائها وإعادة تأهيل نفسها". من جانبها، تتهم حماس إسرائيل بـ"التعنت".
العملية العسكرية في رفححسب "أكسيوس"، تحدث نتانياهو كثيرا عن عملية رفح، لكنه لم يتخذ الكثير من الإجراءات، حيث قال علنا 4 مرات خلال الشهرين الماضيين، إنه وافق على خطط لشن العملية العسكرية، لكنه لم يعط الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أنهم "لا يؤيدون" العملية العسكرية في رفح "دون وجود خطط للتعامل مع المدنيين هناك".
وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين، حسب "أكسيوس"، إن نتانياهو "يستخدم التهديد بشن عملية على رفح كوسيلة ضغط في مفاوضات الرهائن مع حماس".
"واقعية أم مستحيلة؟.. خطة إجلاء إسرائيل لسكان رفح وجدل "النقب وسيناء" أصبحت العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في مدينة رفح واحدة من أكثر القضايا "المثيرة للجدل" بين أميركا وإسرائيل حول الحرب في قطاع غزة، ويكشف مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" عن مدى واقعية خطة إسرائيل لإجلاء سكان المدينة الجنوبية المكتظة بالسكان، وما المناطق التي يمكن نقل النازحين الفلسطينيين إليها.لكن آخرون يعتقدون، وفق الموقع، أنه "يستخدمه لتجنب الاعتراف بأن حرب غزة، انتهت إلى حد كبير، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالقتال واسع النطاق، حيث فقدت حماس قدرتها على القيام بهجوم كبير ضد إسرائيل في المستقبل المنظور".
وقالوا إنه "إذا انتهت الحرب، فهذا يعني أن أهداف نتانياهو لم تتحقق جميعها، وأن المناقشات حول كيفية وصول إسرائيل إلى ما هي عليه الآن ستحتدم: وفق "أكسيوس".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجمات حماس (المصنفة إرهابية داخل الولايات المتحدة ودول أخرى)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
في المقابل، قُتل أكثر من 33 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العملیة العسکریة فی قطاع غزة الحرب فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)
لاقت الضربات التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت منشآت حيوية، في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين، ردود فعل متباينة، بين أوساط اليمنيين.
الغارات التي بدأت عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس، تركزت على منشآت مدنية حيوية في كل من العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة، حيث استهدفت محطات الكهرباء والطاقة في شمال وجنوب صنعاء، فيما استهدفت ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحوثيين بالمزيد من الهجمات، وقال إن من يمس إسرائيل "سيدفع ثمنا باهظا للغاية"، بعد ساعات من شن تلك الغارات.
وقال نتنياهو في بيان إنه "بعد حركة حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني". وأضاف "يتعلم الحوثيون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة أن من يمس إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا للغاية".
ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان الأول في يوليو/ تموز الماضي، والثاني في سبتمبر/ أيلول الفائت، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.
وأدان مجلس القيادة الرئاسي، العدوان الاسرائيلي الجديد على الاراضي اليمنية، محملا في ذات الوقت جماعة الحوثي، مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعيا إياها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح اخرى.
وقد دانت جماعة الحوثي "الهجمات الإسرائيلية الأميركية وقالت إنها "جرائم حرب إرهابية، تأتي استمرارا لمسلسل الإجرام في المنطقة. وذكرت أن "القصف الأميركي الإسرائيلي للمنشآت المدنية كمحطات الكهرباء والموانئ يكشف حقيقة نفاق الغرب، ويسقط كل ادعاءاته الإنسانية".
وحظيت الغارات الإسرائيلية، بردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين، منهم من اعتبرها انتهاك للسيادة وتدخل سافر، هدفها الإضرار بالمصالح الحيوية لليمن، فيما يرى آخرون أنها انقاذ للحوثيين ومنحهم الشرعية، اذ من المفترض أن توجه تلك الضربات لاستهداف قيادات الجماعة كما فعلت إسرائيل في جنوب لبنان واستهدافها قيادة حزب الله.
تخادم حوثي إسرائيلي
وفي السياق قال سفير اليمن في لندن، الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن "على الاسرائيليين وهم يستعرضون عضلاتهم بتدمير مقدرات الشعب اليمني، أن يدركوا أنهم يقدمون هدية لا تقدر بثمن للحوثيين الذين لا يعنيهم شيء من أمر اليمن واليمنيين، وما شيدوه بعرقهم وكفاحهم طوال حياتهم، جيلاً وراء جيل".
وأضاف نعمان "الحوثي عصابة خارجة عن القانون سيطرت على جزء من اليمن، وهي تبحث عن شرعية لتبرير هذه القرصنة بتشغيل صواريخ إيران ومسيراتها تحت يافطة "غزة"، وتنتظر بفارغ الصبر القصف الاسرائيلي للمنشآت اليمنية بمثل تلك الصورة التي لم تعد تتسع لها قلوب تعج بالأحزان والأوجاع".
وقال "اسرائيل تسوق الحوثي ضمن عملية تخادم بين الطرفين، تستغفل العقل العربي المنفعل بمأساة غزة، فاسرائيل تبحث عن أي مبرر لمواصلة ذبح غزة وتدميرها، والحوثي يبحث عن شرعية لعصابته، ويقدم مقدرات اليمن ثمناً لصاروخ ضال يقال إنه أطلق على تل أبيب".
ذبابة تصارع وحشاً كاسراً
الكاتب والدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى احمد نعمان يقول "لا يمكن ولا يجوز أن يمنيا يعلن عن رضاه أو سعادته أو أن يتغاضى عما قامت به إسرائيل من قصف لمنشآت مدنية مملوكة لكل الشعب اليمني".
وأضاف "لكن هذا الفعل الاسرائيلي القبيح والمدان هو نتيجة حتمية للعبث المدمر الذي يمارسه الحوثيون من استدعاء صريح ودعوة مفتوحة لقصف بلادهم وتدمير ما تبقى من بناها التحتية".
ويرى أن الحوثيين مازالوا يعيشون وهم أنهم قوة تستطيع مقارعة الكبار في هذا العالم، ولا يدرك عبدالملك الحوثي أنه مجرد ذبابة تصارع وحشا كاسرا"، متابعا "الذبابة قد تزعج لكنها حتما ستقتل".
وزاد النعمان "لقد انتهكت أعراض الناس ونهبت مدخراتهم وأوقفت مرتباتهم ونسفت بيوت كثير منهم، وهكذا تسبب الحوثيون بغرورهم وتعاليهم في جلب كل الشر إلى اليمن، واليوم يدفع كل اليمنيين ثمن هذه العنجهية والتكبر، ولم ينفعوا الفلسطينيين بشيء".
الانتشاء والقوة
في حين قال الباحث مصطفى الجبزي، قال إن الجماعة الحوثية تتشابه مع إسرائيل حد التطابق في استعراض القوة لمجرد الاستعراض.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة مواقف يمنية تجاه الضربات الاسرائيلية: الحوثيون ينتشون لهذه الضربات يستجلبونها لإنها تخرجهم من ورطة سياسية واخلاقية يمنية وتضعهم في موضع الفاعل الدولي الذي يناطح أمريكا واسرائيل.
وذكر أن أغلبية يمنية لا تناصر الحوثي، لكن موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية يجعلها تتحسس من التدخل الإسرائيلي في اليمن الذي يجرح كرامتها، لأنه لا يحقق هدف غير مضاعفة معاناة اليمنيين وهدم مقدراتهم، يتمنون الخلاص ولكن على إلا يكون على يد إسرائيل".
وتابع الجبزي "موقف ثالث أقل لا يكترث لمن سيقوض الحوثيين"، مردفا "لن تزيد إيران عن اكثر من بيان ادانة. إسرائيل تتدخل لتؤكد تفوقها العسكري امام عمليات حوثية ليست أكثر من رمزية".
مقامرة بمقدرات اليمن
المحلل السياسي غمدان اليوسفي "هذا الدمار الذي يستدعيه الحوثي لتدمير بنيتنا التحتية هو دعوة لسوق سوداء سيتاجر بها هو ومشرفيه ويستخرجون بها مبالغ من المساكين".
وأكد أن كل قذيفة إسرائيلية هي عبارة عن سوق سوداء للحوثي، فاليمنيون يخسرون مع كل صاروخ يطلقه الحوثي باتجاه الفضاء وهو يربح".
وقال اليوسفي "لم يخوله أحد بحرب إسرائيل، بينما نحن من يدفع الثمن"، مشيرا إلى أن هذه المناظر (التدمير) هي التي تفرح قلب الحوثي.
وأفاد "مناظر بلدنا تدمر وهو يحاول فرض هذه المسرحية على اليمنيين وأنه يحارب إسرائيل وهو يأكل أقواتهم ويدمر مؤسساتهم ويسجنهم ويقتلهم".
ورقة ضغط
الإعلامي عبدالله اسماعيل كتب "يعرف الحوثي جيدا أن هياطه وخردواته التي يعلن اطلاقها على الكيان الصهيوني، وارهابه على الشحن البحري في البحر الأحمر، ستكون نتائجها ضرب اليمن، وتدمير مقدراته".
وأضاف "هو يعرف ويدرك جيدا انه لا يمتلك القوة الرادعة، وأن قوته الوحيدة لم تنفعه الا في قتل اليمنيين تدمير بلادهم، ولا يملك دفاعا جويا، او قدرة على إطفاء حريق لطيران الاحتلال في ميناء الحديدة، والذي انتظره الى ان تم اخماده ذاتيا".
واستدرك "لكنه يعرف جيدا كيف يختبئ، ويراهن على بقائه ورقة وظيفية لم تستغن عنها قوى دولية، ترى في بقائه خدمة لأهداف زعزعة المنطقة، وخدمة التفاهمات مع ايران، وتسليمه الكامل لأوامر ايران التي تستخدمه لتحويل اليمن الى ساحة للهمجية الصهيونية والغربية بعيدا عن أرضها ومصالحها".
وزاد "لا أحد يرضى أن تضرب بلاده، ولا أن تدمر مقدراتها، ولا أن يتحول اليمنيون في مناطق الاحتلال الحوثي الى دروع بشرية، يستثمر الحوثي الإيراني دماءهم لتعظيم الحاجة اليه، بعيدا عن تحوله هو الى هدف".
جرائم حرب
من وجهة نظر أخرى قال الصحفي المولي للحوثيين رشيد الحداد "العدوان أمريكي بريطاني، واستهداف مصالح خدمية من قبل واشنطن، يندرج في إطار جرائم الحرب".
وأضاف "لن يضروكم إلا أذى، أمريكا أكدت بهذا الهجوم الذي يمكن وصفة بالعنيف أنها موجوعة". مستدركا "لا خطوط حمراء في البحر الأحمر، انتهى زمن الغطرسة والهيمنة الأمريكية والصهيونية".