للعلماء العاملين والدعاة المخلصين مكانة فى الإسلام، حيث أن الإسلام اعتبرهم ورثة للأنبياء صلوات الله عليهم، فهم مصابيح الدجى ونخبة النجباء، وهم منارات الهدى، لبيان الحق، وهداية الخلق، وهم لسان الامة، وعمودها الفقرى، بهم يهتدى الناس من ظلمات الجهل، وبهم يثبت العباد فى المحن، وينجون من الفتن، فلا استغناء عنهم أبدا، ولا يمكن بشكل أو بأخر تشويههم، أو تجاهلهم، فهلاكهم هلاك للامة، وفقدانهم ضلال فى الملة، قال (صلى الله عليه وسلم) « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا « ففى هذا الحديث يبين النبى (صلى الله عليه وسلم) ويشدد على مكانة العلماء، وأن فى الابتعاد عنهم وتهميشهم واتخاذ العلم ممن ليس بعالم، فيه الهلكة والضياع لنا.
والخروج على العلماء، لا يقل شراً عن الخروج على الحكام المسلمين، فالخروج على العلماء أصل، والخروج على الحكام فرعه، وما خرج الخوارج على الحكام فى كل عصر، إلا بعد خروجهم على العلماء، فالعلماء الربانيين لهم حق الطاعة، فهم من اولى الامر، وهم أصحاب البصيرة، وهم من المعنيين فى قوله تعالى (ياايها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) مذهب أهل العلم أن قولى «أولى الأمر منكم» يشمل الحكام الصالحين والعلماء العاملين، فسره ابن عباس بأن المراد بأولى الأمر، هم أهل الفقه والدين، وقال ابن كثير: والظاهر أنها عامة فى كل أولى الأمر من الأمراء والعلماء.
وعليه فإن من أعظم المفاسد التى قد تصيب الأمة هى الطعن فى علمائنا وتشويههم ونشر سيئاتهم، فإن فى ذلك مئذنة ضلال الطاعن، وعلامة زيغه، لما يترتب على ذلك من مفسدة الوقيعة بين الناس والعلماء، وانقطاع الصلة بينهم، فلا يكون وقتئذ للعلماء على الناس طاعة، ولا يكون عند الناس للعلماء احترام، وحينئذ يكون عالم المرء هواه، ومفتيه رأيه ومصلحته، وهذا سبب وقوع الفتن وضياع للمجتمع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكانة العلماء الحكام المسلمين
إقرأ أيضاً:
ينفع أكل وأشرب حتى لو الفجر أذن في رمضان؟.. أمين الفتوى يجيب
أكد الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من كان يأكل أو يشرب حتى سماع شهادة الأذان "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله" معتقدًا أن هذا جائز، فقد وقع في خطأ نتيجة أخذ العلم من غير أهله، موضحًا أن السنة الصحيحة هي الإمساك بمجرد سماع أذان الفجر.
وأضاف خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن هذه العادة لم تكن معروفة عند المسلمين طوال العصور الماضية، ولم يفتِ بها علماء الأمة الكبار مثل الإمام الخطابي (توفي 377هـ) والبيهقي (توفي 458هـ)، مشيرًا إلى أن من قام بذلك عليه التوبة إلى الله وأخذ العلم من مصادره الموثوقة فقط.
وأوضح أن الأحوط في هذه الحالة هو قضاء الأيام التي تم الصيام فيها بهذا الخطأ، ويُحدد الشخص عدد الأيام التي أكل أو شرب فيها أثناء الأذان بغلبة الظن، وإذا كان قضاء الأيام شاقًا عليه، يمكنه استبدال صيام النوافل بقضاء هذه الأيام، مثل صيام الاثنين والخميس بنيّة القضاء، أما إذا لم يكن يعلم أن هذا الفعل خطأ، فنرجو من الله أن يغفر له، لكن الاحتياط مطلوب في العبادات.
وأكد أن المسلم يباح له الأكل والشرب حتى بداية الأذان، لكن بمجرد سماع الأذان، يجب عليه الإمساك فورًا، وإذا كان هناك ماء في فمه يجب لفظه فورًا، ولا يجوز ابتلاعه بعد بدء الأذان.
وشدد على أهمية تحري العلم من مصادره الصحيحة، مشددًا على أن دار الإفتاء المصرية أوضحت مرارًا أن الإمساك يجب أن يكون مع بداية الأذان وليس بعد انتهائه، ناصحًا بعدم اتباع الفتاوى غير الموثوقة من وسائل التواصل الاجتماعي.