لو تأثر المسلمون بالقرآن الكريم تأثراً حقيقياً وتدبروا ما فيه لتغير حالهم وانصلح، ولو طبقوا ما فيه وحكموه فى حياتهم لسادوا العالم كما ساد سلفهم الصالح العالم، فهو النجاة لمن أرادها، والصلاح والفلاح لمن ابتغى الفوز فى الدارين، فقد ذاق طعم الإيمان وحلاوة القرآن أقوام سبقوا بالخيرات ولم يجعلوه وراءهم ظهرياً، وإنما كان القرآن الكريم إمامهم يأخذون من بلاغته ويقتبسون من أنواره، ويستشفون من آياته ويرتوون من معينه، ويزكون نفوسهم من سمو معانيه، ويطهرون قلوبهم من فيض جلاله، فما أبهاه فى نظمه ولفظه، وما أعجزه فى وسمه ورسمه، وما أروعه فى مبناه ومعناه يقول طيب الحمال: صليت خلف سهل بن عبدالله العتمة فقرأ قول الله تعالى: «وسقاهم ربهم شرابا طهوراً»، وجعل يحرك شفتيه وفمه، وكأنه يمص شيئا، فلما فرغ قيل له: أتشرب أم تقرأ؟
فقال: والله لو لم أجد لذته عند قراءته كلذته عند شربه ما قرأته.
وهذا لا يتأتى إلا لأصحاب القلوب النقية التى عرفت باب الطاعة فلم تفارقه فلزمته، وظلت عليه فذاقت ومن ذاق عرف ومن عرف لزم ولذلك كان دعاء السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلبى ولن يكون كذلك إلا بالتدبر والتفكر، واستحضار هذه اللذة عند القراءة حتى يتواصل المدد الربانى، وينغمس القلب فى بحار الحب الإلهى فهو كلام الله الذى أنزله الله على قلب حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القران الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم
إقرأ أيضاً:
ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
يعتبر القنوت في صلاة الفجر أحد الموضوعات التي تثير خلافًا فقهيًا بين العدديد من العلماء، ما بين من يرى استمراريته سنة نبوية، ومن يعتبره مرتبطًا بظروف استثنائية كالنوازل، وهو ما الأمر الذي أوضحته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، وحسمت الجدل بين الآراء الفقهية.
حكم القنوت في الفجروأكدت دار الإفتاء أن القنوت في صلاة الفجر هو سنة نبوية مستمرة، عمل بها كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار، مستندة إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَهُ ، وأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يزل يقنت حَتَّى فَارق الدُّنْيَا»، وهو حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه -كما قال الإمام النووي وغيره.
ووفقًا لهذا الحديث الذي ذكرته دار الإفتاء، الذي أخذ به الشافعية والمالكية في المشهور عنهم، فإن القنوت في صلاة الفجر مستحب مطلقًا، سواء كانت هناك نازلة أم لا، أما الفريق الآخر من العلماء، كالحنفية والحنابلة، فقد رأى أن القنوت في صلاة الفجر مرتبطًا بحدوث النوازل فقط، وهي الأزمات الكبرى التي تصيب الأمة، مثل الأوبئة، أو القحط، أو الحروب.
القنوت في النوازلوتابعت الإفتاء:«أجمع العلماء على مشروعية القنوت في صلاة الفجر عند وقوع النوازل، كما اختلفت المذاهب حول تعميم القنوت في الصلوات الأخرى في أثناء النوازل؛ فالمالكية قصروا القنوت على صلاة الفجر، بينما رأى الشافعية تعميم القنوت على جميع الصلوات المكتوبة».
الاعتراض على القنوتوأكدت أن الاعتراض على القنوت في صلاة الفجر، بحجة أنه غير صحيح، اعتراض لا محل له في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعيشها الأمة الإسلامية، مؤكدة أن القنوت في هذه الظروف يعد وسيلة للتضرع إلى الله لرفع البلاء وتحقيق النصر، استنادا إلى قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى احترام التنوع الفقهي وعدم الإنكار على الملتزمين بالقنوت في صلاة الفجر، مؤكدة أن الدعاء والتضرع إلى الله تعالى يظلان من أهم أسباب رفع البلاء وحفظ الأمة.