RT Arabic:
2025-04-26@02:59:31 GMT

يلين توجه للصين إنذارا نهائيا

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

يلين توجه للصين إنذارا نهائيا

خلال زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى الصين، والتي تنتهي اليوم الاثنين، كانت قضية "القدرة الإنتاجية الفائضة" على رأس أولوية المحادثات.

إنها المرة الأولى التي يحدد فيها الأمريكيون المشكلة العالمية الرئيسية حقا خلال العقدين الماضيين والعقد المقبل أيضا. لم يحالفنا جميعا الحظ بأن نعيش في وقت تتزامن فيه عدة أزمات، إلا أنه، وعلى المدى القصير والمتوسط، فإن أكثر هذه الأزمات إيلاما هي أزمة فائض الإنتاج العالمية.

هناك بالفعل طاقة إنتاجية فائضة حول العالم، وقد نشأ هذا الفائض، وتعززت استدامته من خلال الطلب الناتج عن القروض، لكن الهرم الائتماني ينهار الآن، والطلب المصطنع يختفي، ويجب أن تموت الصناعة الفائضة في العالم.

إقرأ المزيد هل ترد إيران بضربة ضد إسرائيل؟

والخلاف حول من يجب أن تموت صناعته هو السبب الرئيسي للصدام بين الصين والولايات المتحدة. وبينما يتأخر حل هذه القضية، فإن الولايات المتحدة والصين تلتهمان الصناعة الأوروبية ببطء، لكن آسيا والصين تنموان بسرعة كبيرة، وسوف تستحوذان على الحصة الأوروبية قريبا، إلا أن هذا أيضا لن يكون كافيا لتجنب الصدام بين الدولتين اللتان يمثلان مركزين اقتصاديين رئيسيين.

وأثناء زيارة يلين، أثارت الولايات المتحدة، بوقاحة، القضية مع الصين، إذ يتعين على الأخيرة أن تتخلى طوعا عن حصتها في السوق (وهو ما من شأنه أن يدفع على الفور نحو أزمة اقتصادية وسياسية داخلية في الصين). وكانت الصين لا تزال تحافظ على دور اللاعب المسالم، وكانت راضية عن التوسع الاقتصادي السلمي وغير الملحوظ، وتفضل ترك كل شيء كما هو حتى تنهار الولايات المتحدة نفسها من الداخل نتيجة للهزيمة الاقتصادية، ليعترف العالم كله بعد ذلك بالصين زعيما بلا منازع، وبلا طلقة واحدة من جانبها.

لن تسير الأمور على هذا النحو. فالأنغلوساكسونيين حضارة قراصنة، حضارة مفترسة حقا، قامت هيمنتها على السيف والنار والسرقة، ولن يغادروا بسلام إلى العالم الآخر.

وكل الحديث حول الصدام بين الديمقراطية والاستبداد ليس سوى غطاء دعائي. أما القضية الحقيقية، وجوهر هذه اللحظة، هو التدافع على الأسواق. وهو نفس السبب الذي أدى إلى الحربين العالميتين السابقتين. وحقيقة أن الولايات المتحدة قد كشفت أخيرا عن هذه المشكلة تشير إلى انه لم يعد هناك أي وقت أو فرصة لتأجيلها.

وزيارة يلين للصين هي تقريبا نفس الزيارة التي قام بها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى موسكو في أوائل نوفمبر 2021، قبل شهر واحد من إصدار روسيا إنذارها الأخير للولايات المتحدة وحلف "الناتو"، مرفقا بطلب نقل حدود "الناتو" بعيدا عن حدود روسيا. وهو الإنذار الذي تجاهلته الولايات المتحدة و"الناتو"، وبعدها بثلاثة أشهر اندلعت الحرب في أوكرانيا. وعليه، كان بيرنز قد وجه إنذارا نهائيا يطالب فيه روسيا بقبول الهزيمة والموافقة على توسع "الناتو" في أوكرانيا.

إن لدى الصين أسلوبها وقدراتها الخاصة، وأعتقد أنها سوف تحاول تجنب الصراع حتى النهاية، في محاولة لتليين الموقف الأمريكي بتقديم تنازلات صغيرة. في هذه الحالة، ستكون المبادرة دائما إلى جانب الأنغلوساكسونيين، الذين قد لا يبدؤون الصراع بمشاركتهم المباشرة، لكنهم، وبالتأكيد، سيشنون هجوما بأنفسهم و/أو بالوكالة. وبطريقة أو بأخرى سيتم إثارة الصراع، في رأيي المتواضع، نهاية عام 2024 أو في عام 2025.

إقرأ المزيد الهجوم الإرهابي في موسكو: تنظيم الدولة الإسلامية و/أو أوكرانيا و/أو الأنغلوساكسون؟

بطبيعة الحال، فإن الحرب التي طال أمدها في أوكرانيا، والصراع المشتعل في الشرق الأوسط يعرقلان حركة الولايات المتحدة إلى حد كبير. ومع ذلك، وفي المرحلة الأولى، من غير المرجح أن تتجاوز الإجراءات ضد الصين حد العقوبات، بالتالي فإن وجود صراعات أخرى غير مكتملة لن يمنع بداية تصعيد المواجهة بين الغرب والصين.

ومع ذلك، لا يزال بإمكان نتنياهو أن يحدث مفاجأة بإثارته حربا واسعة النطاق مع إيران، والتي من المرجح أن تضطر الولايات المتحدة إلى التورط فيها، ما قد يؤدي إلى إبطاء تطور الصراع مع الصين. من هنا، بالمناسبة، يمكن استنتاج أن إسرائيل لم يتبق لها سوى القليل من الوقت للتصعيد. فبعد بدء الصراع المفتوح بين الولايات المتحدة والصين، سيتعين على إسرائيل محاربة إيران وحدها (وهو الأمر الأكثر خطورة على العالم، نظرا لأن إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا).

تتحول أوكرانيا في هذا المشهد بالنسبة للولايات المتحدة نحو الهامش بسرعة متزايدة، ومع ذلك، فإن الأوروبيين يبدون استعدادا لاستكمال عملية تدمير أوروبا بمفردهم، ما يمنح الولايات المتحدة الفرصة للتركيز على الصين.

نظريا، قد يحاول بايدن اللعب بالورقة الصينية في الانتخابات، ثم سنرى الخطوات الأولى على سلم التصعيد في الصيف المقبل. بالمقابل، فإذا، أو لنقول حينما يفوز ترامب فسنشهد تصعيدا سريعا للصراع في عام 2025. لأن قضية الحرب مع الصين، إضافة إلى أهمية تلك القضية بالنسبة للولايات المتحدة، يمكن أن يستخدمها ترامب لتوحيد الأمة، ومحاولة تجنب الحرب الأهلية.

وليس لدي أي شك في أن بكين سترفض مطالب وزيرة الخزانة الأمريكية يلين، حتى لو تم تخفيف هذا الرفض من خلال تنازلات بسيطة. نحن بحاجة الآن إلى مراقبة تصريحات يلين وكبار المسؤولين الأمريكيين في الأسابيع المقبلة، وسوف تخبرنا لهجتهم بمدى السرعة التي سيبدأ بها الصراع الأمريكي مع الصين في التصاعد.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف الحزب الديمقراطي ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب العالمية الثالثة الحرب على غزة الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بنيامين نتنياهو جو بايدن حلف الناتو دونالد ترامب طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة مع الصین

إقرأ أيضاً:

تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين

مصر – حذرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، من التحركات والتدريبات العسكرية المصرية مع روسيا والصين، مشيرة إلى أن القاهرة تجري تدريبات مع كل القوى العظمى، والهدف منها هو إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة العبرية في تقريرها أن العلاقات الإسرائيلية-المصرية تمر بأكبر أزمة لها منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023. وفي الوقت الذي تجري فيه مصر مناورات ضخمة مع طائرات مقاتلة صينية متطورة، تحاول إسرائيل فهم ما إذا كان هناك ما يجب أن تخشاه.

وتابعت الصحيفة أن المخاوف تتزايد في القاهرة بشأن انهيار الأوضاع الأمنية على حدود قطاع غزة، واحتمال تدفق سكان غزة إلى سيناء، وهو ما دفع القوات المصرية للانتشار بالقرب من الحدود، مما أثار تساؤلات في تل أبيب حول النوايا المصرية. وفي السياق نفسه، نجحت المناورات العسكرية الأولى من نوعها بين مصر والصين، والتي شاركت فيها طائرات مقاتلة صينية متقدمة، في مفاجأة حتى الجانب الصيني، حيث سارعت وزارة الدفاع في بكين إلى التفاخر بها علنًا.

ولفهم خلفية هذا التعاون العسكري الاستثنائي، تحدثت “معاريف” مع المقدم احتياط إيلي ديكل، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون المصرية، الذي أكد أن التعاون العسكري المصري مع الصين ليس مفاجئًا، بل يمثل جزءًا من سياسة القاهرة الواضحة على مدى عقود. وأوضح ديكل أن مصر عملت بوعي على عدم الاعتماد على أي قوة دولية واحدة، وأنها تبذل موارد هائلة لتحقيق ذلك عبر شراء الأسلحة من مختلف الدول، والسعي للحفاظ على علاقات عسكرية وسياسية مع العديد من القوى العالمية. وأشار إلى أن هذه السياسة تهدف إلى منع تكرار ما حدث لمصر أربع مرات في الماضي، عندما أغلقت الولايات المتحدة صنابير الإمدادات العسكرية عنها.

وفي هذا الإطار، أشار ديكل إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على إمدادات الأسلحة الأمريكية، قائلاً: “في الحرب الأخيرة، لم تزودنا الولايات المتحدة بالجرافات، وفي الماضي لم تزودنا بمحركات الطائرات، وفي التاريخ البعيد لم تزودنا بأي أسلحة على الإطلاق. الولايات المتحدة تتلاعب بنا لأنها تعلم أننا نعتمد عليها، بينما تعلمت مصر درسًا على مر العقود بعدم أن تكون تابعة لأي طرف”.

وبحسب ديكل، فإن التعاون العسكري مع الصين، رغم أنه قد يبدو مفاجئًا لبعض الأطراف في إسرائيل، يمثل تطورًا طبيعيًا من وجهة نظر القاهرة. وقال: “إنها تحافظ عمدًا على علاقاتها مع العالم بأسره – مع كل من تستطيع التواصل معه، وكل من لديه رأي، وكل من يملك جيشًا وأسلحة جيدة. ولذلك تجري، من بين أمور أخرى، مناورات مشتركة مع روسيا”. وأضاف ديكل أن مصر تجري مناورات أيضًا مع فرنسا وإنجلترا، وبالطبع مع الولايات المتحدة، قائلاً: “أعرف تقريبًا كل المناورات التي أجرتها مصر مع الصين في التاريخ، ولا أفرق بين المناورات العديدة التي أجرتها مصر مع روسيا والاتحاد السوفييتي، وبين تلك التي أجرتها مع الصين”.

وأشار ديكل إلى أن سوق الأسلحة الصينية ليست غريبة على مصر، رغم أن الولايات المتحدة لا تنظر إليها بعين الرضا. وقال: “في إطار سعي مصر الدائم إلى أسواق الأسلحة لخلق حالة من الاستقلال عن الولايات المتحدة، دأبت مصر على شراء الأسلحة من الصين لسنوات، رغم علمها بأن الولايات المتحدة لا ترغب في ذلك. فهي تعلم أن الولايات المتحدة تمولها بما يشبه مخصصًا سنويًا قدره ثلاثة مليارات دولار، ومع ذلك تواصل شراء الأسلحة من الصين وغيرها”.

ووفقًا لديكل، اشترت مصر مؤخرًا أنظمة حرب إلكترونية متقدمة مصنوعة في الصين، بما في ذلك أربع بطاريات صواريخ متطورة للغاية، إلى جانب أسلحة إضافية لم يتم الإفصاح عنها بعد.

المصدر: معاريف

مقالات مشابهة

  • الصين: الولايات المتحدة أكبر مخل بالنظام الدولي لضبط التسلح ومنع الانتشار النووي
  • خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة
  • لقجع لوزير فرنسي: أتمنى نهائياً بين المغرب وفرنسا بملعب الدارالبيضاء في مونديال 2030
  • الصين تنفي إجراء أي مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة
  • زعماء العالم يعقدون اجتماعا للمناخ بغياب الولايات المتحدة
  • تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين
  • تداعيات معارك ترامب.. الولايات المتحدة تواجه خطر فقدان نفوذها في القارة مع توسّع نفوذ الصين
  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • أوكرانيا تتهم الصين بالتورط عسكرياً في الصراع مع روسيا
  • نشرة أخبار العالم | إيران تعرض صفقة بتريليون دولار على الولايات المتحدة.. وهجوم دمـ.ـوي في الهمالايا.. والكشف عن مقترح ترامب النهائي لوقف الحرب الأوكرانية