أكاديمية الأزهر العالمية تحتفل بدفعة جديدة من خريجي دورات تدريب أئمة ودعاة إندونيسيا
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
احتفلت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، بتخريج دفعة جديدة من الأئمة الوافدين من دولة " إندونيسيا " المشتركين في عدد من الدورات التدريبية بالأكاديمية، والتي استمرت فعاليتها لمدة شهرين، بمشاركة (٤٠) إمامًا وداعية، وذلك بحضور د/ حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، د/ نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين، د/ عبد العالي، المستشار التربوي والثقافي بسفارة جمهورية " إندونيسيا " بالقاهرة.
وأوضح د. حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، أنَّ هذه الدورات تأتي انطلاقًا من توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، بضرورة إعداد وتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة الوافدين بالأزهر الشريف، بهدف تكوين عقلية أزهرية؛ تعي أصول الدين فهمًا وعملًا وسلوكًا؛ مساهمة في إيصال الدعوة إلى الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، و الارتقاء بأداء الدعاة الوافدين من دولة "إندونيسيا " في كافة التخصصات العلمية، وأهمها "اللغة العربية"، بما يرتقي بالأسلوب الخطابي الدعوي المؤثر، واستقامة لسان الداعية وحسن عبارته، من خلال حقيبة تدريبية متخصصة؛ لتنمية المهارات اللغوية والأداء البلاغي لدى المتدربين، بما يؤهلهم للتواصل مع الجماهير بلغة صحيحة؛ للتعبير عن صحيح الدين بلغة عربية سليمة خالية من الأخطاء اللغوية والبيانية.
أضاف رئيس الأكاديمية أنَّ الدورات تستهدف -أيضًا- إتقان أحكام التلاوة والتجويد، وصقل موهبة الدعاة في مجالات "مهارات البحث والإفتاء"، و" تفكيك الفكر المتطرف"، وذلك في إطار النهوض بالمستوى العلمي والعملي للدعاة، وتأكيدًا لدورهم المحوري في نشر مبادئ الدين الإسلامي الوسطى المعتدل في أنحاء العالم، خاصة في المجالات الشرعية والفكرية، حتى يكونوا على دراية بمجريات العصر وتطوراته، والدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير.
وأكدت د/ نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين، على عمق العلاقة بين الأزهر الشريف ودولة "إندونيسيا "، واهتمام فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر بالأئمة والدعاة الوافدين المتدربين في أكاديمية الأزهر، مشيرة إلى دور "أكاديمية الأزهر العالمية" في تدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، من حيث الاهتمام بقضايا الواقع الإنساني، وإعداد كوادر مؤهلة وجدانيًا وعلميًا وفكريًا للتعامل الأمثل مع قضايا الواقع، مؤكدة على عظم المسئولية التي يتحملها المتدربون بأكاديمية الأزهر العالمية في سبيل تحقيق رسالة الأزهر الشريف الدعوية والتوعوية التي تستهدف نشر الفضائل والقيم بين الناس، والحفاظ على فئات المجتمع من كل المحاولات المنحرفة لاستقطابهم بعيدًا عن صحيح الدين وسماحته ورحمته
فيما وجّه المستشار التربوي والثقافي بسفارة "إندونيسيا" بالقاهرة الدكتور/ عبد العالي، الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الأكاديمية د/ حسن الصغير، وكل قيادات الأزهر الشريف على دورهم في تيسير عقد هذه الدورات التدريبية المهمة لأئمة إندونيسيا ، مشيراً إلى أهميتها بالنسبة للأئمة والدعاة الإندونيسيين، وهي صورة للتعاون الإيجابي والمثمر بين الدولتين، كما أنَّ هذه الدورات تعد فرصة لنشر المنهج الوسطي للأزهر الشريف وترتيب العقول والجوارح نحو تحقيق التعايش السلمي المنشود؛ بما يتناسب مع رسالة الإسلام العظيم.
من جهتهم، أعرب ممثلون عن الأئمة المشاركين بالدورة، عن خالص شكرهم وتقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر، وللقائمين على أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، موضحين أنَّ الأكاديمية تقوم بجهود كبيرة في خدمة الدعوة الإسلامية، ونشر تعاليم الإسلام السمحة في شتّى بقاع الأرض، مؤكدين أنهم سيعملون على تطبيق ما تعلموه في هذه الدورة في ساحة الدعوة تطبيقًا عمليًّا، ليكونوا سفراء لوسطية الأزهر واعتداله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر أكاديمية الأزهر العالمية الأئمة والوعاظ الأئمة الوافدين الوافدين أکادیمیة الأزهر العالمیة فضیلة الإمام الأکبر الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية: شيخ الأزهر دائما يجدِّد دعوتَه للحوار
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ القواعد المحورية الكليَّة لمؤتمر كلية الدعوة الدولي، هي وعاءٌ ميمونٌ يتشارك فيه مجمع البحوث الإسلامية وكليَّة الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، وهو يعبِّر في الوقت ذاته عن رؤية كل قطاعات الأزهر الشريف، وأنَّ المجمع بكل أماناته وإداراته وإصداراته وفعالياته ليُعنَى عنايةً واضحةً بالدعوة الإسلامية وعظًا وإرشادًا وإفتاءً ونشرً.
وأوضح انَّ كلية الدعوة الإسلامية المباركة بعلمائها الأجلَّاء ومجمع البحوث الإسلامية تربطهما قواعد كليَّة عبَّرت عنها محاور هذا المؤتمر، كما هو دأب سائر كليَّات الجامعة وقطاعات الأزهر الشريف؛ فهي تنسجم مع المجمع في كلِّ المسارات الدعوية والبحثية، كما تنبثق من مجلس المجمع لجنةٌ ضمن سلسلة ذهبية مِنَ اللجان العِلمية تُسمَّى: (لجنة التعاون بين المجمع وجامعة الأزهر)؛ ومِن هنا جاء هذا التشارك الميمون.
وأضاف الجندي -خلال كلمته صباح اليوم بمؤتمر كليَّة الدعوة الإسلامية، الذي يُعقد بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية بمركز الأزهر للمؤتمرات تحت عنوان: (الدَّعوة الإسلامية والحوار الحضاري.. رؤية واقعية استشرافية)- أنَّ موضوع هذا المؤتمر بلغ من العناية بمكان لدى مولانا الإمام الأكبر حفظه الله تعالى، الذي دائمًا نراه يجدِّد دعوتَه للحوار في وقت ادلهمَّت فيه الصراعات، وشاعت فيه التحديات الإقليمية والعالمية، وأنَّ مفهوم الحوار لم ينسلخ في المنظور التشريعي الإلهي عن مطالبات الفطرة الإنسانية، ولم يصطدم بالحقائق الحيوية للكينونة الإنسانية، فالحوارُ خطابٌ للوجود كلِّه بمنهجٍ يتناغم مع طبيعة الحياة فيه، وقد ساق البشريَّة كلَّها إلى حياة الإِلْف والإخاء، وأنقذها من عناء التدابير الفكرية المنزلقة إلى نظام حياة الغابة، وحذَّرها من خطر السيكولوجيات المضلِّلة، وأعفى البشرية مِن تولِّي وضع التصميم الأساس لحياة الإنسان، بل لحياة الكائنات المشاركة في الإرث الأرضي والكوني على حدٍّ سواء، وتأتي رسالة رسول الله محمد ﷺ لتؤكِّد وتجدِّد نداء السماء بعدم المساس بمنهج الله سبحانه، فإنه لا اجتهاد مع النَّص.
وأشار الأمين العام إلى أنَّ خبراء الحوار قد اختصروا الغاية منه في الإسلام في عبارات جزلة، يقول الإمام الغزالي في (الإحياء) عند ذِكره علامات طلب الحق في الحوار: «أنْ يكون في طلب الحق كناشد ضالَّة، لا يفرّق بين أن تظهر الضالة على يده، أو على يد مَن يعاونه، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا، ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق»، وقال الإمام الشافعي: «ما حاورتُ أحدًا إلا تمنيتُ لو أنَّ الله أظهر الحقَّ على لسانه»، وفي ذلك إسقاط للعصبية والتعصُّب والأنا وفقدان المعيار ونشدان الانتصار.
وأكَّد أنَّ منظومة منهاج الحوار في الإسلام واحدة، ومَن كانت لهم اليد الطُّولى في التقعيد للحوار المنطقي العقلي والدعوي وآدابه، استمدوا منهجهم من الإسلام، فنرى (منهج الإسلام في الحوار) في منهج الإمام أبي حنيفة النعمان، والإمام أحمد بن حنبل، والعلَّامة إمام الحرمين الجويني، والعلَّامة أبي بكر الباقلاني، والعلَّامة أبي حامد الغزالي، والعلَّامة أبي الحسن الفارسي، والعلَّامة عبد الكريم بن محمد الدامغاني، والعلَّامة الإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني، والعلَّامة الإمام البيجوري، والعلَّامة الإمام محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي، والعلَّامة أحمد الملوي، والعلَّامة محمد بن عياد الطنطاوي الشافعي، والعلَّامة الإمام المراغي، والعلَّامة الإمام عبد الحليم محمود، والعلَّامة مولانا الإمام الأكبر أحمد الطيب.
واختتم الدكتور الجندي أنَّه مِن خلال هذه القواعد المسلسلة نرسِّخ للحوار الدعوي في كنف رؤية محبوكة تضمن الانسجام في المجتمعات؛ تحقيقًا لحفظ الضرورات الخمس، ونصوغ رؤيةً استشرافيةً مستنبطةً من أقيسة وقراءات عمليَّة، خصوصًا في ظلِّ التحديات الإقليمية والعالمية.
IMG-20241117-WA0007 IMG-20241117-WA0008 IMG-20241117-WA0009 IMG-20241117-WA0005 IMG-20241117-WA0004 IMG-20241117-WA0003 IMG_20241117_101855 IMG_20241117_101849 IMG_20241117_101846 IMG_20241117_101843