عربي21:
2025-05-01@11:36:11 GMT

هل يكون إمام أوغلو الرئيس المقبل لتركيا؟

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

ما زالت نتائج الانتخابات المحلية التركية تطرح أسئلة تبحث لها عن إجابات، ولا سيما فيما يتعلق بتبعاتها السياسية، ولعل الأهم والأكثر جذباً للاهتمام منها ما يرتبط بمستقبل الحكم في البلاد. ومن أهم ما يثير الاهتمام البحثي فرص رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والفوز بها.



كمنطلق، أتت الانتخابات المحلية الأخيرة بعد عشرة أشهر فقط من انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة ومصيرية جدد فيها الناخبون لأردوغان عهدته الرئاسية وأغلبية البرلمان لتحالف الجمهور الحاكم. هذا، مع معطيات إضافية، دعّم فرضية "التصويت الاحتجاجي" او "التصويت العقابي" في الاستحقاق الأخير أكثر مما أوحى بتغيير جذري في توجهات التصويت فضلاً عن تغيرات فكرية وأيديولوجية عميقة ومؤثرة في الشارع التركي.

ثمة دافعان رئيسان لطرح هذا السؤال اليوم، أولهما طموح الرجل السياسي، وثانيهما فوزه المكرر ببلدية إسطنبول الكبرى. طموح إمام أوغلو برئاسة البلاد ليس بخافٍ، ويكاد يكون هناك إجماع بأنه لا ينظر لبلدية إسطنبول إلا كمحطة تنقله للرئاسة، تماماً كما كانت مع أردوغان سابقاً. لازمه هذا الطموح قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وصدرت منه إشارات على رغبته أن يكون المرشح التوافقي للمعارضة "القادر على الفوز" على الرئيس أردوغان، لكنه اصطدم بفيتو من رئيس حزبه ـ آنذاك ـ كمال كليجدارأوغلو الذي فرض نفسه هو مرشحاً توافقياً للمعارضة.

كلفت خسارة الانتخابات كليجدارأوغلو رئاسة حزبه الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، إذ واجهه تيار يطالب بالتغيير والتجديد بقيادة إمام أوغلو نفسه، قبل أن يتراجع الأخير لصالح حليفه أوزغور أوزال الذي أصبح رئيس الحزب. كثير من التحليلات يرى بأن أوزال مجرد رئيس انتقالي سيترك لاحقاً رئاسة الحزب لإمام أوغلو، ليستطيع الأخير الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة (إذ يملك رئيس الحزب صلاحيات شبه مطلقة في هذا الإطار)، والبعض يرى أن ثمة اتفاقاً ضمنياً بين الرجلين يقضي بترشيح إمام أوغلو لرئاسة البلاد في حال فاز أوزال برئاسة الحزب وهو ما حصل.

وأما فوز إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، الأهم والأكبر وذات الرمزية الأعلى في البلاد، فأتى بعد حملة انتخابية مركّزة للعدالة والتنمية قادها أردوغان نفسه لاستعادتها، وهو فوز مضاعف إذ أتى بفارق مريح عن منافسه مراد كوروم. أعاد هذا الفوز تنشيط شعار "من يكسب إسطنبول يكسب تركيا، ومن يخسرها يخسر تركيا"، بيد أن هذا الشعار ليس دقيقاً ولا يؤخذ على إطلاقه. راج هذا الشعار في عهد أردوغان الذي انتقل من رئاسة البلدية لرئاسة الوزراء ثم رئاسة البلاد، ثم طمحت المعارضة في رئاسة البلاد في 2023 بعد فوزها بالبلدية (ومعها بلدية أنقرة الكبرى) في 2019، إلا أن ذلك لم يحصل. وعليه، يكون أردوغان الذي ثبّت الشعار هو من أبطله لاحقاً، ما يبقي الكلام في إطار التحفيز لا على صعيد المعادلات السياسية الحتمية.

الآن، وبين يدي السؤال، يبدو من المفيد التذكير ببعض الحقائق المرتبطة بالمشهد السياسي التركي الداخلي. أولاها أن الاستقطاب السياسي العميق في البلاد أضر بالعدالة والتنمية، ذلك أنه يتراجع في المنافسات الانتخابية رغم أنه ما زال في صدارة المشهد السياسي في البلاد كحزب وشخص (أردوغان)، والسبب هو تكتل أصوات المعارضة في مواجهته، إن كان بشكل رسمي كما حصل في الانتخابات الرئاسية 2023 أو على صعيد توجهات الناخبين في الانتخابات المحلية الأخيرة.

والحقيقة الثانية أن حزب العدالة والتنمية يحكم البلاد منفرداً، وفي مواجهة معارضة مشتتة وضعيفة، منذ أكثر من 21 عاماً، وبات يعاني في السنوات الأخيرة من مشاكل الأحزاب التي تحكم طويلاً من ترهل وضعف الأداء وتراجع الإنجاز والمحسوبيات وشُبَهات الفساد، إضافة إلى أنه يواجه صعوبة متزايدة في إقناع الأجيال الجديدة من الشباب الراغب في التجديد. ولذلك ثمة منحى مستمر في التراجع للحزب في العقد الأخير، ولذلك أيضاً فاز أردوغان بفارق ضئيل نسبياً وفي جولة إعادة أمام منافس ضعيف عُدَّ من قبل الكثيرين اختياراً خاطئاً لخوض الرئاسيات.

فهل يعني ذلك أن أردوغان والعدالة والتنمية سيستمران في التراجع في المستقبل ما يضمن لإمام أوغلو الرئاسة في 2028؟ بمعنى، إذا كان كليجدارأوغلو "المرشح الخطأ" الذي لم يحظ بدعم بعض أطياف المعارضة خسر بفارق غير كبير أمام أردوغان، ألا يمكن الجزم بفوز إمام أوغلو الذي سيحظى على الأغلب بدعم معظم أطياف المعارضة، لا سيما مع فوزه المتجدد بإسطنبول وأنه لن يواجه أردوغان في الانتخابات المقبلة على الأغلب؟

لا شك أن طموح الرجل قائم، بل وتعزز كثيراً بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، التي قال عنها رئيس حزبه أوزال إنها تشير إلى رغبة الشعب في طريقة حكم وإدارة مختلفة. ولا شك أنه سيكون في مقدمة المرشحين المحتملين للرئاسة في الانتخابات المقبلة إذا لم يختلف مع أوزال (وهو احتمال يبقى قائماً في السياسة التركية شديد التقلب)، لا سيما وهو يحمل رمزية "الشخص الذي هزم العدالة والتنمية مرتين"، والتصويت الأخير له دليل على ذلك.

من المهم في هذا السياق التذكير بأن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة لا تقول إن الناخبين قد انفضوا عن أردوغان وحزبه بالضرورة، فالأمر أقرب لرسالة احتجاج ومطالب بالتغيير، ما يعني أن الكرة في ملعب الرئيس والحزب الحاكم في كيفية التعاطي مع رسائل الصندوق والتجاوب معها واستعادة ثقة الناخبين وهدم "الجدران" التي ارتفعت بين الحزب وأنصاره على حد تعبير أردوغان.

إذا كان الرئيس الأسبق سليمان دميريل قال يوماً إن "24 ساعة مدة طويلة في السياسة التركية"، فإن السنوات الأربع القادمة مدة طويلة جداً جداً تحول دون إمكانية توقع المشهد السياسي في البلاد وقت الانتخابات المقبلة، فضلاً عن الجزم بمن سيفوز بها.من جهة ثانية، صحيح أنها العهدة الأخيرة دستورياً لأردوغان، لكن ذلك ليس أمراً حتمياً ومقطوعاً به، ذلك أنه في حالة تقرير البرلمان انتخابات مبكرة سيكون من حق الرئيس وفق الدستور الترشح مرة جديد، وهو ما أشار له القيادي في الحزب بكير بوزداغ. وهذا يعني أن العدالة والتنمية سيكون أمام معضلة، فترشح أردوغان مجدداً سيكون مخاطرة كبيرة قد ينتج عنها تصويت عقابي أشد وطأة من الحالي، بينما سيكون سؤال الخليفة أو المرشح – في حال غياب أردوغان – التحدي الأكبر الذي يواجهه الحزب منذ تأسيسه ربما. هناك شخصيات قيادية في الحزب ولا شك، لكن لا يبدو أن أياً منها يحظى بالإجماع بما يؤهله للحفاظ على الحزب موحداً وقوياً فضلاً عن الفوز بالرئاسة. فما بالنا وسؤال ما بعد أردوغان ليس مطروحاً على طاولة الحزب أصلاً حتى لحظة كتابة هذه السطور، وربما لا يطرح لمدة غير بسيطة مستقبلاً؟!.

من جهة ثالثة، ثمة عوامل عديدة مؤثرة في نتائج الانتخابات من الصعب الجزم بأمرها منذ الآن، وفي مقدمتها الظروف السياسية والاقتصادية التي ستجرى الانتخابات في ظلها، ومدى نجاح أردوغان والعدالة والتنمية في معالجة المشاكل الاقتصادية الحالية، وكيفية تجاوب الأخير مع رسائل التصويت الاحتجاجي، ومدى نجاح إمام أوغلو في رئاسة بلدية إسطنبول، وأسماء المرشحين للرئاسة، ومنظومة التحالفات بين مختلف الأحزاب والتيارات السياسية والفكرية، وحجم وحضور الأحزاب المختلفة في توقيت الانتخابات ..الخ.

وإذا كان الرئيس الأسبق سليمان دميريل قال يوماً إن "24 ساعة مدة طويلة في السياسة التركية"، فإن السنوات الأربع القادمة مدة طويلة جداً جداً تحول دون إمكانية توقع المشهد السياسي في البلاد وقت الانتخابات المقبلة، فضلاً عن الجزم بمن سيفوز بها.

وعليه، ختاماً، يبدو سؤال فرص إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية المقبلة سابقاً جداً لأوانه، رغم التأكيد على طموح الرجل وتعاظم فرصه عن السابق، لا سيما في ظل حالة التراجع التي يعاني منها العدالة والتنمية. ولذلك سيكون مفتاح الإجابة على هذا السؤال بيد أردوغان والعدالة والتنمية قبل أي طرف آخر بمن فيهم إمام أوغلو نفسه. ذلك أن تفاعله مع نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة سيحدد الكثير مما سيترتب عليها، حيث سيحكم أنصاره وعموم الشارع في تركيا ما إذا كان تفاعله معها حقيقياً وعميقاً ومؤثراً أم شكلياً وغير مؤثر، الأمر الذي سيحدد إذا كان التصويت العقابي في البلديات الأخيرَ من نوعه أم سيتبعه ما هو أقسى منه في الرئاسيات والبرلمان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات تركيا البلديات تركيا انتخابات رأي بلديات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات المحلیة الأخیرة الانتخابات المقبلة العدالة والتنمیة نتائج الانتخابات بلدیة إسطنبول فی الانتخابات رئاسة البلاد إمام أوغلو مدة طویلة فی البلاد إذا کان لا سیما ذلک أن

إقرأ أيضاً:

ولاية ثانية لبنكيران.. هل يستعيد العدالة والتنمية المغربي وهجه قبل انتخابات 2026؟

الرباط- انتخب المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي، أمس الأحد، عبد الإله بنكيران أمينا عاما لولاية ثانية بعد حصوله على غالبية أصوات المؤتمرين.

وجاءت إعادة انتخاب بنكيران في سياق سياسي دقيق يعيشه الحزب بعد تراجعه الانتخابي سنة 2021، حيث يراهن على تجديد هياكله وتعزيز حضوره استعدادا للانتخابات البرلمانية والبلدية عام 2026.

ورشح المؤتمر 3 أسماء للتنافس على قيادة الحزب لمدة 4 سنوات، ليظفر بنكيران بالمرتبة الأولى بحوالي 69% من الأصوات، يليه إدريس الأزمي الإدريسي رئيس المجلس الوطني للحزب بـ26%، ثم عبد الله بوانو رئيس الفريق البرلماني الذي حصل على 3%.

المؤتمر انتخب إدريس الإدريسي نائبا أول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية (الجزيرة) مخرجات مهمة

وانتخب المؤتمر الأزمي نائبا أول للأمين العام، وعبد العزيز عماري نائبا ثانيا، في حين انتخب المجلس الوطني للحزب جامع المعتصم رئيسا للمجلس للولاية 2025-2029.

وقال بنكيران -في كلمة مباشرة بعد انتخابه- إن الرهان الانتخابي حاضر بقوة لدى الحزب، وإن "الحزب السياسي الذي لا يقاتل للحصول على المراتب الأولى فلا حاجة لنا به، سندخل الانتخابات ولن نسكت عن أخذ مقاعدنا البرلمانية". وأكد تمسك الحزب بالمرجعية الإسلامية، معتبرا أنها "سبب وجودنا وانتصاراتنا ونهضتنا من كبواتنا".

كما طالب الأحزابَ بمراجعة نفسها وطريقة استقطاب أعضائها، والتوقف عن استخدام الأموال في الانتخابات، وبالمحافظة على استقلاليتها.

المؤتمر رشح 3 أسماء للتنافس على قيادة الحزب لمدة 4 سنوات (الجزيرة)

ومن جانبه، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين -للجزيرة نت- إن المؤتمر أسفر عن مخرجات تنظيمية وسياسية مهمة.

إعلان

وأوضح أن المؤتمر انتخب أعضاء المجلس الوطني (برلمان الحزب) والأمين العام الذي بدوره اقترح لائحة أعضاء الأمانة العامة وصادق عليها المجلس، إلى جانب انتخاب رئيس هذا المجلس. وأشار إلى أن المؤتمر صادق على البرنامج العام للحزب (الورقة المذهبية) إضافة إلى اعتماد الأطروحة السياسية التي تتضمن توجهات المرحلة.

وأكد حامي الدين -الذي تم تجديد انتخابه عضوا في الأمانة العامة للحزب- أن أولويات المرحلة المقبلة تتمثل في:

الاستمرار في البناء الداخلي وتقوية هيئات الحزب المجالية. الإعداد السياسي والقانوني والتنظيمي للانتخابات التشريعية القادمة التي ستجرى عام 2026، وما يرتبط بها من ترافع من أجل منظومة قانونية لانتخابات حرة ونزيهة. تطوير البرنامج الانتخابي للحزب. توفير الشروط الضرورية لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في أحسن الظروف. مراقبون أرجعوا فوز بنكيران إلى إرادة المؤتمرين من أعضاء الحزب الذين صوتوا له بنسبة تناهز 70% (الجزيرة) فوز متوقع

لم يكن انتخاب بنكيران لولاية ثانية مفاجئا للعديد من المحللين السياسيين، وقال إسماعيل حمودي أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس -للجزيرة نت- إن هذه النتيجة كانت متوقعة بالنظر إلى مكانة بنكيران داخل الحزب، ودوره القيادي والتعبوي في إعادة الروح إليه بعد الهزيمة القاسية التي تكبدها بانتخابات 2021.

وفي تقدير حمودي، فإن هذا الحدث تعبير عن التقاء موضوعي بين 3 إرادات:

الأولى: إرادة بنكيران الذي عبر عن رغبته في الاستمرار لولاية أخرى. الثانية: إرادة المؤتمرين من أعضاء الحزب الذين صوتوا له بنسبة تناهز 70%، بمعنى وجود طلب واسع وقوي على بنكيران. الثالثة: إرادة الدولة التي يبدو أنها بحاجة إلى زعيم حزبي من وزن بنكيران، بالنظر إلى مكانته الاعتبارية لديها، خصوصا في حالات التوتر والأزمات.

بدوره، يرى عباس الوردي أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط أن الظروف كانت "مُعَبدة لاختيار بنكيران لقيادة الحزب منذ البداية بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي راكمها داخله، وقدرته على الحفاظ على تماسك بنيته الداخلية" خصوصا مع مغادرة وتراجع عدد من القيادات التاريخية مثل مصطفى الرميد، وسعد الدين العثماني وعزيز الرباح.

إعلان

وأضاف للجزيرة نت أن تعيين الإدريسي نائبا للأمين العام قد يكون تمهيدا لتوليه قيادة الحزب لاحقا خلال منتصف الولاية، إذ لا يوجد ما يمنعه من استكمال مسار تدبير الحزب مستقبلا.

وأكد الوردي أن اختيار بنكيران يشكل "معاكسة واضحة" لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة والمنافس الأساسي للعدالة والتنمية، معتبرا أن "بنكيران المعروف، بمشاكسته السياسية لقيادات هذا الحزب، يبعث برسالة مفادها أنه سيظل ممسكا بمقود العدالة والتنمية" في مواجهة منافسيه السياسيين.

وبرأيه، فإن انعقاد المؤتمر بدون حضور قيادات وازنة -مثل العثماني والرميد- يمثل رسالة تجديد داخلية قوية، معتبرا أن حزب العدالة والتنمية يبعث برسالة إلى الساحة السياسية مفادها أن بنيته تتجدد من خارج القيادة التقليدية.

تحديات

وفي حديثه عن المرحلة المقبلة، أشار المحلل إسماعيل حمودي إلى أن حزب العدالة والتنمية يواجه عدة تحديات رئيسية:

تحدٍ تنظيمي: يتمثل في تجديد هياكله خصوصا أن سنة واحدة تقريبا تفصله عن انتخابات 2026، مما يستوجب تسريع وتيرة تجديد هيئاته المحلية. تحدٍ انتخابي: وهو الرهان الذي كان حاضرا خلال المؤتمر الأخير بالنظر إلى حجم التعبئة النضالية والتغطية الإعلامية لأشغاله، ومن المرجح أن تعزز المؤتمرات المحلية المقبلة في الجهات والأقاليم هذا الرهان، إذ ستكون تنظيمية وسياسية وانتخابية كذلك. تحدٍ سياسي: وهو مرتبط بأمرين، الأول يتعلق بالخط السياسي للحزب وخصوصا إعادة تقييم تجربته الحكومية السابقة، وقدرته على القيام بنقد ذاتي للمواقف والاختيارات التي أخطأ فيها التقدير والقرار في سياق تعزيز قدراته على إعادة تعبئة قواعده الاجتماعية. والثاني، مرتبط بالعلاقات والتحالفات سواء في الوسط الحزبي أو المجتمع المدني. ويرى أن هذا التحدي مطروح بإلحاح داخل الحزب، غير أن عناصر الجواب لا يملكها الحزب وحده بل تتعلق أيضا بإرادة باقي الفاعلين. إعلان

ومع عودة بنكيران إلى قيادة العدالة والتنمية، تدخل الساحة السياسية مرحلة من الترقب، حيث تتجه الأنظار إلى كيفية تفاعل الحزب مع استحقاقات المرحلة المقبلة.

ويرى الأكاديمي القانوني بجامعة محمد الخامس أن قرب موعد انتخابات 2026 يجعل من بنكيران الخيار الأمثل لقيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنه "يمتلك مواقف قوية وحضورا مؤثرا وشراسة سياسية تؤهله لخوض الاستحقاقات القادمة بفعالية".

وتوقع الوردي أن العدالة والتنمية سيكون له موقع في الأغلبية الحكومية بعد انتخابات 2026، مستبعدا استمرار التحالف الثلاثي الحالي المشكل للحكومة (التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال) بنفس صيغته بعد الانتخابات، نظرا لما وصفه بـ"الإشكالات العديدة التي تهدد تماسكه".

ووفقا له، هناك قواسم مشتركة بين العدالة والتنمية وحزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، مما قد يفتح الباب لتحالفات جديدة يكون فيها العدالة والتنمية رقما أساسيا.

وبدوره، رجح حمودي أن تشكل الانتخابات البرلمانية لعام 2026 فرصة لحزب العدالة والتنمية من أجل تحسين تموقعه السياسي، وربما العودة إلى قلب الفعل المؤسساتي والانتدابي.

مقالات مشابهة

  • تركيا.. اعتقال مدير أمن فندق زاره عمده إسطنبول
  • تركيا تسجن 18 مسئولا إضافيا في بلدية إسطنبول
  • سيناريو مفاجئ من المعارضة: رئيس الجمهورية يافاش.. ورئيس الوزراء إمام أوغلو
  • العدالة والتنمية يجدد رفضه للتطبيع ويؤكد تمسكه بمغربية الصحراء
  • الشرطة تكتشف سيارات إمام أوغلو المخفية: فضيحة فساد جديدة “فيديو”
  • قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه... الرئيس عون: لن يكون سبباً لاضطرابات امنية في البلاد
  • تركيا.. المعارضة تكشف مرشحها الرئاسي البديل إذا استمر اعتقال إمام أوغلو
  • عاهل المغرب يهنئ بنكيران بإعادة انتخابه أمينا عاما للعدالة والتنمية
  • من كاميرات مغلقة إلى أجهزة تشويش في الحقائب: تفاصيل جديدة حول اجتماع إمام أوغلو السري
  • ولاية ثانية لبنكيران.. هل يستعيد العدالة والتنمية المغربي وهجه قبل انتخابات 2026؟