صنداي تايمز: لا أحد يستطيع إغلاق غوانتانامو لؤلؤة جزر الأنتيل
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
"مرحبا بك في غانتانامو، لؤلؤة جزر الأنتيل"، هي التحية التي تستقبلك عند هبوط طائرتك العسكرية المستأجرة على المدرج المترب في القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو.
هكذا ابتدأ الكاتب جوش غلانسي مقاله بصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية وهو يحكي تجربته في رحلته الغريبة الأسبوع الماضي إلى هناك.
يقول غلانسي إن كلمة "لؤلؤة" هي إحدى الطرق لوصف ذلك الخليج المقفر، لكنه "خلّاب"، والواقع على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا؛ حيث مقر قاعدة عسكرية أميركية والسجن السيئ الصيت الأشهر في العالم.
وغوانتانامو -حسب وصف الكاتب- خليج يعج بالجرذان ويقيم فيه 8500 من جنود الجيش ومشاة البحرية الأميركيين، ويغص بزواحف إيغوانا، وهي فصيلة من السحالي التي تنتشر في أميركا الوسطى والبحر الكاريبي. وهناك أيضا يقبع 5 من المشتبه بارتكابهم هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود حانة تقدم مشروبا يُسمى "بينا كولادا" -وهو مزيج مُسكِر- ومتجر للهدايا وبعض من أقدم القطع الأثرية في التاريخ الأميركي الحديث. إنه أحد أغرب الأماكن على وجه الأرض، بحسب المقال.
يحكي غلانسي أنه أمضى أسبوعا في غوانتانامو قبل 5 سنوات لتغطية جلسات استماع إجرائية تمهيدية لمحاكمة المشتبه فيهم الخمسة؛ بقيادة العقل المدبر المفترض خالد شيخ محمد، المتهمين بتدبير وتمويل الهجوم "الإرهابي" على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن.
ويضيف أنه أقام في مدينة من الخيام مكيفة الهواء تُسمى "معسكر العدالة"، وهو ما ينم عن مفارقة ساخرة يتمتع بها الأميركيون، وفق تعبيره.
ويوضح الكاتب أنه أُعيد مرة أخرى إلى غوانتانامو الأسبوع الماضي بينما كان يستمع إلى برنامج "المسلسل" الجديد، وهو عبارة عن بودكاست إذاعي أميركي يُبث على العديد من محطات الإذاعة العامة في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم، حيث ساهم في تفريخ عدد لا يحصى من المقلدين بضاحية بروكلين في نيويورك من محبي موسيقى الجاز الذين يسردون حكايات طويلة مصحوبة بنغمات موسيقية.
كل سجين يكلف 13 مليون دولارويعتبر غلانسي الحلقة الأخيرة من هذا البودكاست مثيرة للاهتمام كونها "تخدش جسد السياسة الأميركية". وللحق فإن كثيرا من الناس يعتقدون أن معتقل غوانتانامو مغلق الآن، لكن الواقع ليس كذلك، كما يؤكد كاتب المقال الذي يكشف أن هناك نحو 30 سجينا ما يزالون محتجزين فيه مقارنة بـ780 سجينا في سنوات الذروة. ويُكلف كل سجين من السجناء المتبقين الخزينة الأميركية 13 مليون دولار في السنة، وفق إفادة المقال.
وكان هذا السجن -الذي يصفه الكاتب بأنه مستنقع خارج نطاق القانون- يخضع لمراقبة فرق جرَّارة من الجنود الشبان، الذين أمضوا ساعات النهار في استجواب المعتقلين، بينما كانوا يقضون أمسياتهم في الحانة ويمارسون الجنس، على حد تعبير غلانسي.
ويعتقد الكاتب أن النزلاء المتبقين قد يموتون في خليج غوانتانامو، مشيرا إلى أن الاستعدادات جارية بالفعل لتحويل المعتقل إلى مركز لرعاية مرضى السرطان من هؤلاء السجناء "إلى الأبد" وتخفيف الآلام عن أجسادهم المنهكة.
ويمضي غلانسي إلى الزعم أن لا أحد بمقدوره إغلاق غوانتانامو نظرا لأن نزلاءه الخمسة لم يمثلوا أمام المحكمة بعد، "وربما لن يمثلوا أبدا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
وفاة الكاتب والمترجم الجزائري بوداود عميّر
توفي اليوم الإثنين، الكاتب والقاص والمترجم بوداود عمير عن عمر ناهز 64 عاما، حسبما علم لدى أقاربه.
وتقدم وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، بتعازيه الخالصة، في وفاة الكاتب والمترجم الجزائري “بوداود عميّر”.
وجاء في رسالة التعزية: “أمام هذا المُصاب الجلل، يتقدم السيد الوزير باسمه وباسم كافة إطارات الوزارة. وموظيفها والأسرة الثقافية إلى عائلة الفقيد بخالص عبارات التعازي والمواساة. سائلاً المولى عز وجل أنْ يتغمده بواسع رحمته. وأنْ يُلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان”.
ويعتبر الراحل، وهو من مواليد 1960 بمدينة عين الصفراء بولاية النعامة، من أكثر المثقفين الجزائريين حضورا ثقافيا وغزارة في الترجمة.
إذ عرف بالعديد من ترجماته وإصداراته وبحوثه الأدبية ومشاركاته في الصحف والمجلات الوطنية والعربية بمقالاته الأدبية والفكرية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور