ماذا يجني الجيش السوداني من قصف مدن وأحياء الهامش؟
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
بقلم: إبراهيم سليمان
لم يختلف سلوك الجيش السوداني الغاشم طيلة عمره المديد، في حربه العبثي مع الحركات المسلحة، التي تمردت علي السلطات المركزية عبر العقود، عن مواجهاته المصيرية الحالية مع قوات الدعم السريع، دائماً تتخذ القوات المسلحة السودانية، ذريعة الحرب مع ثوار أبناء الهامش للتشفي، وإفراغ الحقد على أهاليهم، سيما متى ما منيت بهزائم ميدانية.
فلا غرابة في أن يستهدف الطيران الحربي منذ اندلاع حرب 15ـــ أبريل مدن نيالا والضعين والفاشر والمجلد وبابنوسة وقرى جبال النوبة البعيدة كل البعد عن ساحات المواجهات، وأخيراً مدينتي مليط وكبكابية بشمال دارفور. وحتى في العاصمة كانت تستهدف بصورة انتقائية مفضوحة أحياء طرفية، تركيبتها السكانية معروفة للقاصي والداني. تفرغ براميلها المتفجرة على أحياء سكينة ليست بالضرورة أن تكون بها إرتكازات لقوات الدعم السريع. إذ لم يعلن الجيش على أنه قتل في غارة من غاراته الغادرة متقاتلين من قوات الدعم السريع، بينما اغتالت فيها الآلاف من المواطنين العزل، نساءً وأطفالاً وشيوخاً!
من الواضح أنّ سلاح الجو للجيش السوداني القاتل، لا يروق له أن ترى المناطق التي خضعت لسيطرة قوات الدعم السريع تنعم بالطمأنينة والاستقرار، لذا يمارس مع المواطنين العزل في هذه النطاقات الشاسعة، سياسة "سهر الدجاج ولا نومه" على إنها حواضن افتراضية لقوات الدعم السريع، التي لم تستأذنهم في السيطرة على مدنهم، وإنما اقتلعتها من الجيش قوةً واقتدارا، وبالتالي فإن مواطني مدن نيالا والضعين والفاشر ومليط وكبكابية، وكذلك أهالي أحياء مايو وأبو آدم جنوب الخرطوم، ومواطني قندهار والشقلة والصالحة وسوق ـ 6 بزقلونا وقرى جبال النوبة، مستهدفون من الجيش الدولة المركزية لهويتهم ليس إلاّ، والمثل بقول: "لا تقذف الناس بالحجارة، وبيتك من زجاج" سيما بعد أن امتلكت قوات الدعم السريع مسيرات قتالية عابرة للولايات والأقاليم.
بكل تأكيد، لن يجني الجيش السوداني، من استهدافه لمدن وأحياء وقرى الهامش السوداني، نصراً مؤزرا على قوات الدعم السريع، قيادات هذا الجيش القاتل يعلمون ذلك، لكن لن يهون عليهم تفويت هذه السانحة، في التشفي، وإفراغ الكراهية وإضعاف هذه المكونات، وتعطيل نمو وعيها، في محاولة يائسة وبائسة لإرجاء ساعة تحررها من التبعية القسرية للمركز، التي تستغل مواردهم، وتعبث بمقدراتهم، لتنعم نخبها بالثروة والسلطة إلى الأبد، ولكن هيهات.
إن ربح الجيش السوداني الحرب المصيرية المشتعلة بضراوة الآن أم خسرها، فلن يعيد ذلك عقارب الساعة إلى ما قبل يوم 15 أبريل 2023م المفصلي في تاريخ السودان، وبمحاولته نفخ الروح في دولة ــ 56 المحضرة، عن طريق قصف مدن وأحياء الهامش بالبراميل المتفجرة، كمن يحاول إدخال الجمل في سم الخياط.
لن يجني الجيش السوداني "من شوك" استهدافه لأهالي الهامش، عنب الرضى والخنوع، بل العكس من ذلك، يزيد هذا التصرف الأرعن من الوحشية المعطونة في الغل، من إصرارهم على دك قواعد دولة/ جيش دولة ـــ 56 والمطالبة بتأسيس الدولة السودانية الفدرالية الحديثة، القائمة على الندية والمواطنة المتساوية، المنزهة عن الاستعلاء، والاستعداء غير المبرر، المحمية بجيش وطني وقومي، يحمي المواطن ولا يقتله تحت أي ذريعة، ويذود عن حمى الوطن. يحمي الدستور، ويحّرم على قياداته الولوغ في شأن السياسة والتجارة. دولة فدرالية، تكون الكلمة الأخيرة للبرلمانات الإقليمية، وليست للنخبة المركزية الفاسدة والمجرمة.
نحيّ ذكرى 6 أبريل ــ 2019 المجيدة، وبهذه المناسبة، فليعلم سلاح الطيران لدى الجيش السوداني، أنّ تفجير البراميل على رؤوس الأبرياء، لن يعيد نظام الإنقاذ أو الحركة الإسلامية للسدة الحكم مرة أخرى، في ذلكم اليومي المفصلي، قال الشعب كلمته الواضحة والمدوية في حكم الإسلامين الفاسدين ولن يتراجع عنها أبداً.
# لا للحرب.
ebraheemsu@gmail.com
//أقلام متّحدة ــ العدد ــ 144//
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور
الخرطوم - قتل أكثر من 30 شخصا جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية المحاصرة في إقليم دارفور، بحسب ما أعلن ناشطون الإثنين 21 ابريل2025.
وقالت "لجان المقاومة في الفاشر" إن المدنيين قتلوا الأحد في "قصف مدفعي مكثف" نفّذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.
وتعد المدينة هدفا استراتيجيا للدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 نيسان/أبريل 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.
وتعد الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ قرابة عام، آخر مدينة كبيرة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.
الأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجوما متجددا على المدينة ومخيمين للنازحين بالقرب منها، هما زمزم وأبو شوك - مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص ونزوح نحو 400 ألف، بحسب الأمم المتحدة.
وفي هجوم بري دموي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.
وفرّ نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة في إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.
وتقدر مصادر الإغاثة أن ما يصل إلى مليون شخص كانوا يحتمون في هذا المخيم.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم النازحين فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب.
وبحلول الخميس، وصل أكثر من 150 ألف شخص إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
والمساعدات الإنسانية شبه معدومة في المنطقتين المهددتين بالمجاعة.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الإثنين الوضع في المنطقة بأنه "مروع".
وقال إنه تحدث هاتفيا مع كل من رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، اللذين تعهدا "بإتاحة الوصول الكامل للمساعدات".
وطوال فترة الحرب، اتُّهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين.
- وصول "محدود"-
وحذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن هجوما شاملا لقوات الدعم السريع على الفاشر قد يؤدي إلى حرب مدن مدمرة وموجة جديدة من النزوح الجماعي.
ووصفت اليونيسف الوضع بأنه "جحيم على الأرض" لما لا يقل عن 825 ألف طفل محاصرين في الفاشر ومحيطها.
ومع تصاعد القتال، حذرت الأمم المتحدة من وضع إنساني كارثي.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان الأحد "يواجه المجتمع الإنساني في السودان تحديات عملياتية حرجة ومتزايدة في شمال دارفور".
وأضافت "رغم النداءات المتكررة، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها محدودا بشكل خطير"، محذرة من أن عدم إمكانية الوصول يزيد من "ضعف مئات الآلاف من الناس".
ودعت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إلى إنزال المساعدات جوا على المدينة في ظل القيود المفروضة على إيصالها.
أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.