زهير عثمان حمد

في يوم 28 رمضان 1440 هـ، الموافق 3 يونيو 2019، اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام السلمي أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم. أسفرت هذه المجزرة عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء، وخلفت جرحى وأيتامًا وأسرًا مفجوعة. في يوم مشؤوم هو الثمن والعشرين من رمضان الموافق يونيو 2019، اهتزت أركان السودان بمجزرة دامية أزهقت أرواح العشرات من المدنيين الأبرياء، وذلك في ظل ثورة شعبية طالبت بالتغيير والحرية.

الاعتصام السلمي الذي شهدته أرض الخرطوم تحول إلى مسرح للقتل عندما اقتحمته قوات الأمن، مخلفة وراءها مئات الجرحى وأكثر من مائة شهيد.

هذه الفاجعة لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت جرحًا عميقًا في قلب كل سوداني، فقد أودت بحياة شباب كانوا يحلمون بمستقبل مشرق. الأسر التي فقدت أحباءها والأصدقاء الذين فقدوا رفاقهم، جميعهم يشهدون على الألم الذي خلفته هذه المأساة.

الغضب الذي أثارته المجزرة لم يقتصر على السودان فحسب، بل تعداه إلى العالم أجمع. المجتمع الدولي والأمم المتحدة أدانوا هذا لعمل الوحشي وطالبوا بتحقيقات مستقلة. وفي السودان، خرج الناس إلى الشوارع مرة أخرى، مطالبين بالعدالة ومحاسبة المسؤولين.

تأثير هذه الأحداث كان بالغًا على مسار الثورة والحركة الديمقراطية في السودان، فقد أصر الشعب على مواصلة النضال وتحقيق أهداف الثورة. كما أن المجزرة أدت إلى توتر العلاقات بين المدنيين والعسكريين وعرقلت عملية الانتقال الديمقراطي.

كل عام، يتذكر السودانيون هذه المجزرة، مؤكدين على أهمية العدالة وعدم نسيان الضحايا. الفعاليات والندوات تُقام للتذكير بالجريمة وضرورة محاسبة الجناة.

القصاص من الجناة يظل مطلبًا رئيسيًا للشعب السوداني، فالعدالة تُعتبر السبيل الوحيد لطي صفحة المأساة وبناء مستقبل أفضل. مجزرة القيادة العامة ليست مجرد حدث في التاريخ، بل هي دعوة للتغيير والعمل نحو مجتمع يسوده العدل والسلام.

بالطبع، الثورة السودانية التي بدأت في ديسمالثورة السودانية تُعدّ مثالًا على الإرادة الشعبية والتوق للحرية والعدالة، وهي تُظهر كيف يمكن للمواطنين أن يُحدثوا تغييرًا حتى في أصعب الظروف. وتُعتبر هذه الثورة جزءًا من موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة، مُظهرةً قوة الحركات الشعبية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية.

في السودان، تُظهر التقارير وجود محاولات مستمرة من قبل قادة النظام السابق للعودة إلى السلطة. هذه المحاولات تشمل أحداثًا مثل محاولات الانقلاب والهروب من السجون، والتي تُعقد الوضع السياسي وتُثير القلق بين المواطنين. الحكومة الانتقالية والقوى الأمنية تعمل على إحباط هذه المحاولات وضمان استمرار العملية الديمقراطية.

من الواضح أن هناك تحديات كبيرة تواجه الفترة الانتقالية في السودان، ومنها محاولات بعض العناصر المرتبطة بالنظام السابق لزعزعة الاستقرار والعودة إلى السلطة. هذه التحديات تتطلب يقظة وتضامنًا من الشعب السوداني والمجتمع الدولي لدعم الانتقال نحو الديمقراطية والعدالة. مشاعر السودانيين حول مستقبل بلادهم متباينة وتتسم بالأمل والحذر في آن واحد. يبدو أن هناك تفاؤل بأن السودان يمكن أن يتجه نحو مستقبل ديمقراطي يتمتع بالحريات والعدالة1. ومع ذلك، هناك أيضًا قلق بشأن العقبات السياسية والأمنية التي قد تعيق هذا التحول.

في العام الجديد، يستقبل السودانيون عام 2023 بمشاعر متباينة، حيث يأمل البعض في تحقيق الاستقرار والسلام، بينما يشعر آخرون بالقلق من استمرار الأزمات الإنسانية والسياسية3. يُعبر الكثيرون عن الرغبة في تحقيق حكم ديمقراطي وتحقيق السلام الشامل، وهم ينظرون إلى الفترة الانتقالية على أنها فرصة لبناء نظام جديد يحقق تطلعات الشعب.

يُظهر السودانيون إصرارًا على أن تنتهي هذه الفترة بانتخابات حرة ونزيهة، ويُعلقون آمالهم على تحقيق سلام شامل مع كل المجموعات المسلحة وكتابة دستور دائم يحدد شكل ونظام الحكم في البلاد

تبذل القوى المدنية في السودان جهودًا متواصلة لتحقيق الاستقرار ودفع عملية الانتقال الديمقراطي قُدمًا. من أبرز هذه الجهود إعلان “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” عن خارطة طريق تهدف إلى إنهاء الحرب وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام و. تشمل خارطة الطريق ست خطوات أساسية، بما في ذلك دعم مجهودات التفاوض لوقف العدائيات وتعزيز الوضع الإنساني، وإعلان مبادئ ينهي الحرب ويؤسس للحكم المدني الديمقراطي المجزرة

جرح عميق في قلب كل سوداني: لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل جرح غائر في ذاكرة الشعب.

غضب عارم: أثار حنقًا واسعًا داخل وخارج السودان، ودانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذا العمل الوحشي.

توتر العلاقات بين المدنيين والعسكريين: عرقلت عملية الانتقال الديمقراطي.

الثورة مستمرة إصرار على مواصلة النضال: أكد الشعب السوداني على أهمية العدالة وعدم نسيان الضحايا.

فعاليات وندوات تذكارية: للتذكير بالجريمة وضرورة محاسبة الجناة.

التحديات , محاولات قادة النظام السابق للعودة: تهدد استقرار الفترة الانتقالية.

عقبات سياسية وأمنية: تعيق التحول الديمقراطي.

مشاعر متباينة ,الأمل في مستقبل ديمقراطي: يسوده السلام والعدالة.

القلق من استمرار الأزمات: الإنسانية والسياسية.

تطلعات الشعب انتخابات حرة ونزيهة: تُنهي الفترة الانتقالية.

سلام شامل: مع كل المجموعات المسلحة.

دستور دائم: يحدد شكل ونظام الحكم.

جهود القوى المدنية خارطة طريق لإنهاء الحرب وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام.

ست خطوات أساسية: دعم مجهودات وقف العدائيات وتعزيز الوضع الإنساني، وإعلان مبادئ ينهي الحرب ويؤسس للحكم المدني الديمقراطي.وهؤلاء الشباب لا يضرهم من خذلهم والثورة مستمرة لمراميها. وأقول لكل الثوار في بلدي

في أروقة البحر، حيث تجتمع الأمواج والأحلام،
ننعي شهداء الحرية، أبطال الصمود والأماني.

بالدمع والقلب المنكسر، نرثيهم:
في زحمة الاعتصام، اندفعوا كالأمواج الجارفة،
وفي صمودهم، كانوا كالجبال الشامخة.

على شواطئ الثورة، انتزعوا الظلم من جذوره،
وبأياديهم العارية، رسموا لوحة الحرية.

أيها الشهداء، أنتم الأبطال الذين لا يموتون،
أرواحكم ترقد في أعماق البحر، تغني للحرية.

فلتعلوا أصواتنا كالأمواج، تحمل نداء الثورة،
وفلتبقى ذكراكم خالدة في قلوبنا، على شواطئ البحر.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام

يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام
لتعرف حجم الكارثة التي تسببت فيها

بقلم/ أوهاج م صالح

انا لست من المتابعين الراتبين لمسلسل دلالة المواسير التي في العادة يبث في رمضان، ولكن هذه السنة قد ارسل لي احد المتابعين اولى حلقات دلالة المواسير التي بدأت في أول يوم رمضان هذا العام. وكان المرسل متأثر جدا لدرجة انه يكاد يبكي واصر عليَ ان اشاهدها، لأنه يقول انها حركت في نفسه ذكريات اليمة للغاية قد مر بها مع بداية حرب البرهان القذرة. على العموم جبرت بخاطره امتثالا للقول المأثور" من سار بين الناس جابرا للخواظر حماه الله من المخاطر" بالإضافة الى ان جبر الخواطر من القيم الإسلامية النبيلة التي يحث عليها الدين الإسلامي، وقد اشير الى جبر الخواطر في آيات قرآنية كثيرة وابرزها أول 4 آيات من سورة عبس، والتي جبرت بخاطر ابن مكتوم الأعمى الذي توجه للنبي صلى الله عليه وسلم ليسأله في أمر ما وكان النبي مشغولا عنه بدعوة صناديد قريش مما جعله لا يستمع إليه.
وجبرا للخاطر مني قررت مشاهدة هذه الحلقة بعنوان (حلب اعصاب/ اعتلال مصرح)، واعتقد ان المقصود بالعنوان (حرب اعصاب/واحتلال مصرح) ولدهشتي لاحظت الكم الهائل من التعليقات التي تجاوزت ال 700 تعليق خلال اقل من 3 ساعات، ففتحتها لأرى العجب العجاب، حيث ان معظم المعلقين من الذين ذكرتهم هذه الحلقة بتجاربهم القاسية التي مروا بها عند اندلاع حرب البرهان القذرة، ومعظمهم قد زرف الدمع مدرارا، ومنهم من ذكرتهم انسان اعزاء عليهم فقدوهم في هذه الحرب القذرة، ومنهم من ذكرتهم طريقة خروجهم الخطرة من الخرطوم تاركين خلفهم كل شىء عدا ملابسهم التي يرتدوها، ومآسي لا حصر لها. وانا على الرغم من انني لم اكن موجود بالسودان اثناء اندلاع هذه الحرب القذرة، الا انني تذكرت تجارب اسرتي الصغيرة التي كانت تحكي لي عندما اتواصل معهم للإطمئنان عليهم، وكيف انهم كانوا محاصرين لعدة ايام داخل البيت والطائرات تطلق صواريخها عندما تكون في محاذات منزلنا، فيضطروا ان يحشرون انفسهم اسفل الأسرة، وانهم لم يروا الشمس لعدة ايام. وقد لاحظت ايضاان هناك جنسيات اخرى ايضا شاهدت الحلقة ومنهم من دعى الله بأن يرفع عن الشعب السوداني هذه الغمة، وان معلقاً مغربيا اضاف في تعليقه ان الشعب السوداني شعب طيب و لا يستحق كل هذا.
يا برهان، انك والكيزان والدواعش والمشتركة والدعم السريع، بحربكم القذرة هذه قد تسببتم بمآسي لا يمكن حصرها ولو ظللت اكتب عنها مائة عام لأجاري فيها مساعدك ياسر كاسات لم استطعت ان اوفيها حقها. وان كمية التعليقات التي لاحظتها خلال اقل من ساعتين من بداية المسلسل كفيلة بأن تغنيك عن معرفة حجم المصائب التي مر بها هذا الشعب المغلوب على أمره. لذلك ادعوك انت والذين من حولك من البلابسة، والجهويين والعنصريين والدبابين والبرائين والدواعش والمشتركة وغيرهم من الذين يصرون على استمرار هذه الحرب القذرة ان يشاهدوا هذا المسلسل ويتقوا الله في هذا الشعب الذبيح وهذا الوطن المحتل الجريح. وحتما اذا كان فيكم من في قلبه ذرة رحمة وانسانية سوف يسعى بكل جد لإيقاف هذه الحرب القذرة. لأن استمرار هذه الحرب اكثر من هذا سوف ينتهي الأمر الى مرحلة لا وطن والى لا شعب. وكلكم يعلم ما يدور هذه الأيام من سيناريوهات تهجير اخوتنا الفلسطينيين والتي يكون احداها تهجيرهم الى ارض السودان شمالا، حيث تحتل جارتنا الشمالية اجزاء واسعة من أراضينا بعد الحرب وقبل الحرب (حلايب وشلاتين وابو رماد) يا سجم الرماد.
اكتفي بهذا القدر لأنقلكم وادعوكم لقراءة مقالا للكاتبة القديرة الأستاذة/صفاء الفحل بعنوان " عصب الشارع" لتعرفوا حجم الكارثة التي ستقودوننا ايها بحربكم القذره هذه. حيث تناولت في مقالها موضوع خطر جدا الكاتب الصحفي المصري محمود عمارة والذي يحرض فيه (السيسي) لشراء الأراضي السودانية. واليكم جزء من نص مقال الأستاذة صفاء، وآمل ان تسمح لي بهذا الإقتباس.
مقتبس المقال (الصحفي المصري المعروف محمود عمارة وهو كاتب راتب بصحيفة يومية يكتب بكل (بجاحة) محرضا (السيسي) بتأسيس شركة مساهمة عامة لشراء (عشرة مليون فدان) من الأراضي السودانية محددا حتي السعر ب (١٥٠ مليار جنيه مصري) ومعللا ذلك بالانفجار المطرد للسكان بمصر والذي سيصل الي (مائة وستون مليون) خلال العشرة سنوات القادمة مع شح المياه بسبب سد النهضة واحتياج مصر للمياه ويعترف بان مصر تشتري قمح ب (١٥ مليار) سنويا بمعني ان هذا المبلغ (التافه) سيعود لمصر خلال عشر سنوات ويرتفع تدريجيا مع إضافة سلع اخري يتم استيرادها الي (١٠٠ مليار) بمعني ان مصر يمكنها استرداد هذا في عام ونصف حسب حساباته الموضوعية.
ولم يكتف الكاتب المصري وأحد المفكرين والمستشارين الاقتصاديين بمقترحه للرئيس السيسي والذي يقول بانه تفكير جمعي لكل الشعب المصري (معترفا) بأن العالم كله يتجه للسودان لتامين غذائه اليوم ولم يكتف بذلك فقط، بل قدم اساءات غير مقبولة للسودانيين بان السودان الموجود حاليا لن يكون له وجود في المستقبل القريب والخطوات متسارعة وسيباع لروسيا والصين ودول الخليج وأن مصر (أحق) منهم جميعا مذكرا بان السودان اساسا كان يتبع لمصر وان هناك حق تاريخي لمصر في أراضيه).

اختتم مقالي هذا بسؤال اخير للبرهان ورهطه، هل يا جماعة انتم مدركون لحجم الكوارث التي ستقودوننا اليها بحربكم القذرة هذه؟ الظاهر قدوقدو مالك جدادة معتق اوي.

لا للحرب،لا للجهوية، لا للعنصرية، لا لتقسيم السودان، لا لإحتلال السودان. كلنا سودانيين ويضمنا وطن واحد ولا يهمنا ان ننتمي الى هذه القبيلة او تلك (رحم الله البطل الوطني/ علي عبد اللطيف).

أوهاج م. صالح

 

awhaj191216@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • عبد الرحمن الصادق المهدي يدعو إلى تناسي الخلافات والوقوف مع الوطن
  • الحزب المصري الديمقراطي يستنكر جرائم الاحتلال بحق شعب غزة ويدعو لتحرك دولي فوري
  • يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام
  • جريمة الإفلات من العقاب في السودان
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: نسبهم الثوري في أكتوبر، أبريل، وديسمبر (1/2)
  • الواحدي يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى برمضان
  • الشيخ « الرزامي» يهنئ القيادة الثورية والسياسية بحلول رمضان
  • أمين العاصمة ومحافظو المحافظات يهنئون قائد الثورة والرئيس المشاط بشهر رمضان
  • وزير الزراعة والثروة السمكية يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بشهر رمضان
  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات