د. فراج الشيخ الفزاري

السؤال ليس من عندي..ولكنه ورد بشكل اخر في عنوان مقال صحفي رائع للكاتب معتصم أقرع ، عندما تسأل: كيف لا يستطيع المجتمع الدولي أن يري إنخفاض مستوي قدرات المجموعات التي يدعمها في السودان؟
هذا السؤال، وبصيغ مختلفة ،لاحظت طرحه من قبل مفكرين اجانب كبار، عرب وغير عرب، فقد طرح أحدهم سؤاله، في ندوة حوارية مفتوحة،قائلا ومتعجبا، كيف يمكن لبلد عريق كالسودان،بلد البروفيسورات والعلماء وأساتذة الجامعات والباحثين المنتشرين في معظم بلاد الدنيا.

..بلد الحضارة والتمدن الذي سبق كل الدول العربية والشرق اوسطية في ارساء النظم المدنية والقانونية وتمكين المرأة من القيادة والريادة في شتي مجالات الحياة..بلد غني بمصادره الطبيعية وارثه التأريخي وانسانه المؤمن المسالم.. انسان ومكان وبلد بكل هذا البهاء والعراقة والثراء الفكري..كيف جاز له أن يسمح لرعاة الأبل ومحدودي العلم والثقافة ، أن يتسيدوا مشهده السيادي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي..
وكيف أجازوا لأحد هؤلاء الأميين ، أن يجتمع بكبار أساتذة الجامعات، ويستمعون إليه ، في شغف
وإجلال،ويقدم لهم النصح والإرشاد ، ودروسا في المسئولية الوطنية وتربية الطلاب؟!!
فإذا كان للمجتمع الدولي حساباته ومصالحه بأن يظل الحوار علي هذا المستوي من القيادات..فما بال الشعب السوداني وما الذي يجعله مستمرا في اعتقاده ب( كرامة) الأسياد؟
ويبقي السؤال قائما ، وأكثر شمولية: هل كان المجتمع الدولي مخادعا أم مخدوعا ، وكذلك الشعب السوداني، في قدرة أطراف الصراع، في السودان، علي حل هذا الصراع لمصلحة السودان وتطلعاته الوطنية؟
د.فراج الشيخ الفزاري
///////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب

الخرطوم: السوداني/ أعلن بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة، رفضه للتعديلات التي أجراها مجلسا السيادة والوزراء على الوثيقة الدستورية، مشيراً إلى أنه كان يرفض الوثيقة الدستورية والاتفاق الإطاري وحمّلها مسؤولية اندلاع حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣.
وقال بيان للاتحاد اليوم الثلاثاء، إن اتحاد الدُّعاة بكامل عضويته ممثلاً فيه طوائف من أهل القبلة واستشعاراً لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه يتوجه بهذا البيان إبراءً للذّمة ونُصحاً للأُمّة في شأن اعتماد الوثيقة الدستورية والتعديلات التي أجريت عليها ليستبين النّاسُ حقيقتها ويكونوا على بينةٍ وحذر من أيّ محاولةٍ أثيمةٍ تمس إرادتهم وهُويتهم لا سيما وأنّ سبب الحرب وباعثها الأول كان رفض الاتفاق الإطاري ومن قبله الوثيقة الدستورية وأنّ الدّماء التي سالت كانت لأجل هذا الدّين الذي من كلياته حفظ الأنفس والعقول والأعراض والأموال” .


ونبه البيان إلى أن الاتحاد سبق وأن أصدر جملةً من البيانات وعقد عدّة مؤتمرات صحفية أبان من خلالها الموقف الشرعي من الوثيقة الدستورية وكذلك الاتفاق الإطاري ودستور المحامين، وطالب صراحةً بإلغاء الوثيقة الدستورية من أصلها لما اشتملت عليه من تكريس وتمهيد للعلمانية ومضامين تصادم شريعة الإسلام وتمس هوية المسلمين وتؤسس لأزمات متفاقمة، مشيرا إلى أن الاتحاد مجدداً يؤكد رفضه للوثيقة الدستورية حتى وإن أجريت عليها بعض التعديلات لأن الوثيقة الدستورية ما وُضعت إلّا لتكون منهاجاً لأهل السودان في الحكم والتحاكم.
وشدد الاتحاد على أن أيّ وثيقةٍ أو مشروع دستور يوضع للحكم والتحاكم في السودان يجب أن يتضمّن التنصيص على أنّ الإسلام هو دين الدولة وهُوية أهله ولا ضير في ذلك كما تفعل كلُّ الدُّول التي تحترم دينها وثقافتها سواءً كانت دولاً عربيةً أو إسلامية بل حتى الدول النصرانية في أوروبا وأمريكا، وأن تكون شريعة الإسلام هي مصدر التشريع الوحيد ولا يجوز تسويتها بغيرها من المصادر سواءً كانت من المعتقدات الدينية الأخرى أو التوافق الشعبي أو قيم وأعراف الشعب فوضع ًتشريعات بشرية تخالف تشريع الله وحكمه يُعد شركاً بالله تعالى ومنازعةً له في أمره، وأكد على ضرورة أن يراعى في أي وثيقة أو دستور يوضع للحكم والتحاكم حقوق غير المسلمين التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية المتعلقة بدينهم ودور عباداتهم وأحوالهم الشخصية وسائر حقوقهم المنصوص عليها.
وطالب اتحاد العلماء بأن يناط أمر الدستور والوثيقة بأهل الاختصاص فيتولى وضع المضامين من لديهم الأهلية الشرعية من المسلمين الذين عُرفوا بسداد الرأي والعلم والنّصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.
وأشار البيان إلى أن “المخرج من هذا التردي السياسي والأمني والاقتصادي الذي دخل فيه السودان يكمن في أن تُسارع الزمرة التي نصبت نفسها وتولت أمر حكم السودان في هذه الفترة أن يقوموا بالواجبات العاجلة المؤملة فيهم من تخفيف وطأة الفقر والعوز وحفظ الأمن وجمع الكلمة وتأليف القلوب وتهيئة البلاد لحقبة جديدة تستقر فيها سياسياً واقتصادياً وألا ينتهكوا حق الله فيتعدوا حدوده وألا يخونوا حقوق عامّة الشعب، فيسلطوا عليهم ثلة محدودة تعبث بهويتهم وكرامتهم وسيادتهم ومآل حالهم وترهنهم للمؤسسات الدولية والدول الأجنبية”.
ودعا الاتحاد كافّة أهل السودان أن يتحمّلوا مسؤوليتهم ويقوموا بدورهم في رفض أي مسلك وعر يفضي بالعباد والبلاد لمتاهاتٍ عواقبها وخيمة ولن يكون ذلك ممكناً إلا بتحقيق الاعتصام بحبل الله المتين ودينه القويم وترك التنازع والاختلاف الذي يؤدي إلى الفشل.  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الصراع حوّل مناطق في السودان إلى جحيم
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق «x71»
  • الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد قرارا يدعو إلى إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا
  • غوتيريش يحذر من تفكك السودان
  • هل بدأ العـد التنازلي لتقسيم السـودان؟
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد مشروع القرار الأمريكي الذي يدعو لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • واشنطن تشيد بقرار تاريخي أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا بتأييد روسي
  • الحكومة الموازية والتدحرج السوداني نحو الهاوية !!
  • هل بدأ العـد التنازلي لتقسيم السـودان؟