نصف عام من الحرب على غزة.. إسرائيل تخسر قوة الردع وتفشل باستعادتها
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
القدس المحتلة- فتح الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في معركة "طوفان الأقصى"، باب النقاش على مصراعيه حول إستراتيجية الردع الإسرائيلية ومدى نجاعتها في مواجهة التحديات والتهديدات، وطُرحت العديد من الأسئلة عن مدى اعتماد إسرائيل الكبير على هذه الإستراتيجية ومدى تآكلها والفشل باستعادتها، حتى بعد مرور نصف عام من العدوان على غزة.
فعلى مدار عقود شكلت إستراتيجية الردع ركيزة مهمة لمفهوم الأمن الإسرائيلي، واعتمدت تل أبيب بشكل كبير على قوة الردع التي بقيت ركيزة أساسية في تعامل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وحركة حماس على وجه الخصوص.
وتتفق قراءات المحللين السياسيين الإسرائيليين على أن الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب، يعكس فشل سياسة الردع التي اعتمدتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قبالة حماس، وهي التقديرات ذاتها للمحللين العسكريين والمختصين بالأمن القومي، التي تتفق فيما بينها بأن استمرار الحرب على غزة يؤكد فشل إسرائيل باستعادة قوة الردع.
ضرب المفهوموفي قراءة لمفهوم الردع الإسرائيلي وما حدث له منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مرورا بأشهر الحرب على غزة، يقول المحلل العسكري في القناة 13 الإسرائيلية ألون بن ديفيد "لقد ثبت خطأ مفهوم الردع الإسرائيلي في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة" وفق تعبيره.
ويقول المحلل العسكري "على مدار سنوات، أوضح الجيش الإسرائيلي للمواطنين أن جولات القتال لدينا تخلق ردعا، يجعل العدو لا يريد القتال معنا، وللحصول على دليل، قالوا: انظروا إلى 16 عاما من الهدوء الرائع الذي تمتعت به الحدود الشمالية منذ حرب لبنان الثانية".
ويضيف بن ديفيد أن "مفهوم الردع الذي روجت له مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم يؤد إلا إلى تكثيف التهديدات الإسلامية حولنا، حيث أدركت التنظيمات المسلحة المحيطة بإسرائيل أن كل ما هو مطلوب هو بناء ما يكفي من القوة العسكرية، التي في لحظة الحقيقة يمكنها مهاجمة إسرائيل وتحقيق الحسم لصالحها".
وأوضح المحلل العسكري أن "حزب الله اللبناني وحماس أسسوا قوات هجومية، وفي يوم صدور الأمر، نقلت الحرب إلى الأراضي الإسرائيلية"، قائلا "لقد أوهمنا أنفسنا، وكنا نؤمن بالردع، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، لو أن حزب الله شن هجوما مع حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنا ما زلنا نحارب من أجل تحرير القواعد البحرية للفرق الشمالية والقاعدة الجوية في رامات ديفيد قرب حيفا".
أين يكمن الفشل؟واستعرض الدكتور أمير لوبوفيتش، المحاضر بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة تل أبيب، دراسة أعدها بالتعاون مع "معهد دراسات الأمن القومي"، سلط من خلالها الضوء على فشل الردع الإسرائيلي، وتساءل عن سبب وضع إسرائيل ثقتها بهذه الإستراتيجية تجاه حماس، رغم عدم وضوح مدى فعاليتها على الإطلاق في مواجهة التهديدات المحدقة.
وأوضح لوبوفيتش أن "التجارب خلال الجولات القتالية السابقة على جبهة غزة، أظهرت عدم نجاعة الردع الإسرائيلي، وتأثيره المحدود جدا على نهج وسلوك حماس، التي كانت تتأهب بالسر لمهاجمة إسرائيل، والتي رغم فشل إستراتيجيتها وعدم فعاليتها واصلت اعتمادها".
ورغم أنه لا يزال من السابق لأوانه التحديد بشكل مؤكد أسباب فشل الردع، يقول لوبوفيتش "يشكك البعض في القدرة على ردع منظمة مثل حماس، إلا أنه يمكن التقدير أن عددا من العوامل كان لها تأثير حاسم على قرار حماس، التي بدت غير مردوعة، واعتمدت عنصر المفاجئة بمهاجمة إسرائيل، وذلك لمنع تصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح المحاضر الإسرائيلي أن إسرائيل صقلت لها على مر السنين هوية "قوة الردع"، إذ رأت دورها على الساحة الدولية من حيث الردع الذي يجب أن تمارسه، والخطوات الفاعلة التي تقوم بها من أجل تحقيق الأمن القومي، وهو الدور الذي تحطم بالسابع من أكتوبر.
ويعتقد أن حماس بشنها الهجوم المفاجئ على إسرائيل، "هشمت هوية قوة الردع الإسرائيلية التي بدت أصلا متآكلة، كما أن استمرار الحرب لفترة طويلة من دون حسم يمثل أيضا تهديدا لهوية إسرائيل الأمنية، التي لطالما كانت تتباها بها وأنها عنصر فاعل رادع".
انهيار الإستراتيجيةبدا الباحث في معهد "ليونارد ديفيس" للعلاقات الدولية في الجامعة العبرية بالقدس، الدكتور دان سيجير، أكثر انتقادا لإستراتيجية الردع الإسرائيلية، ويجزم في مقال له بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" أن "الردع الإسرائيلي قبالة الفلسطينيين انهار بالكامل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وقال سيجير "في أعقاب الهجوم المفاجئ، خاضت إسرائيل الحرب في المقام الأول من أجل تقويض القوة العسكرية لحماس، واستعادة الردع وإعادة المختطفين، لكن بعد أشهر من الحرب لم يتحقق أي من الأهداف، وهو ما يعكس الفشل على كافة الأصعدة".
ويعتقد سيجير أن "استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة لن يعيد قوة الردع، ولن تتأطر صورة النصر المرغوبة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك بسبب الظروف الافتتاحية لهذه الحرب، حيث كانت حماس صاحبة اليد العليا بمهاجمة إسرائيل".
ويقول "باعتباري باحثا في الردع الإسرائيلي، أعتقد أن استعادة قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة الفلسطينيين وحزب الله والمنظمات الأخرى التي ترعاها إيران، يجب أن تتوافق أولا وقبل كل شيء مع الرسالة القوية التي مفادها: أن إسرائيل لن تتخلى عن مواطنيها في أوقات الحرب، ولن تبقي عليهم بالأسر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات أکتوبر تشرین الأول الردع الإسرائیلیة الردع الإسرائیلی فی مواجهة قوة الردع على غزة
إقرأ أيضاً:
القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
سرايا - كشفت "القناة 12" العبرية مساء يوم الخميس عن معطى جديد حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران يوم 31 يوليو 2024.
وقالت القناة العبرية إن القنبلة التي استهدفت إسماعيل هنية في غرفته كانت موضوعة في وسادته الخاصة.
وأفاد المصدر بأنه سينشر يوم السبت 12 ديسمبر معلومات حصرية وتفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال.
وقتل هنية ومرافقه يوم 31 يوليو عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
والاثنين 23 ديسمبر أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" وذلك في أول تبنّ إسرائيلي رسمي للاغتيال الذي نفذ في العاصمة الإيرانية طهران.
وخلال خطاب له في حفل تكريم نظمته وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لمجموعة من ضباط الاحتياط وجه كاتس تهديدا للحوثيين قائلا: "سنضربهم بشدة، نستهدف بنيتهم التحتية الإستراتيجية وسنقطع رؤوس قيادييهم تماما كما فعلنا مع هنية ورئيس حركة حماس السابق يحيى السنوار والأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء".
وقال كاتس "في هذه الأيام التي يطلق فيها الحوثيون صواريخ على إسرائيل، أود أن أوجه لهم رسالة واضحة في بداية كلامي هزمنا حماس، انتصرنا على حزب الله، عطلنا أنظمة الدفاع في إيران وضربنا شبكات الإنتاج.. دمرنا نظام الأسد في سوريا ووجهنا ضربات قاسية إلى محور الشر وسنضرب أيضا بقوة تنظيم الحوثيين الذي بقي آخر من يقف ويطلق النار على إسرائيل.. سنستهدف بنيتهم التحتية الإستراتيجية وسنقطع رؤوس قادته تماما كما فعلنا مع هنية والسنوار ونصر الله في طهران وغزة ولبنان سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء.. من يرفع يده على إسرائيل ستقطع يده، يد الجيش الإسرائيلي الطويلة ستضربه وتحاسبه".
وأوردت وزارة الدفاع الإسرائيلية تصريحات كاتس في بيان رسمي، في إشارة إلى رغبة إسرائيلية في أن تتبنى رسميا ولأول مرة عملية اغتيال هنية التي نفذت في 31 يوليو الماضي في طهران.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1745
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-12-2024 12:33 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...