عربي21:
2024-12-26@02:55:27 GMT

قراءة على أبواب الشهر السابع للحرب

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

أولاً محاولة الوسيط تثبيت هدنة مع بقاء الجيش داخل غزة تعبر عن مأزق الاحتلال في تضارب الوقت والهدف لحربه، وبات الاستنزاف سيد الموقف، لذلك يراد من هكذا ضغط من أجل هدنة عدة نقاط:

ـ إنقاذ الاحتلال عسكريا وسياسيا واجتماعيا وكذلك على الصعيد الدولي من الهزيمة الإعلامية والإنسانية والأخلاقية.

ـ ⁠استمرار الوسيط بدور الضاغط قبل رمضان والآن قبيل العيد وسابقاً قبل دخول خانيونس هو بنفس السياسة التي تكون فيها معايير "إسرائيل" وأمريكا هي المرتكز، وبالتالي لا جديد في دور الوسيط وأيضا لم يحصل على هامش تحرك، فيبقى ضاغطا على المقاومة.



ـ ⁠محاولة امتصاص غضب الشعوب العربية ومنع إدخال وسيط دولي كما روسيا، وهذا يتم من خلال الترويج والإعلان المضلل على "قرب وصول اتفاق" و"هناك أجواء إيجابية" وغيرها من كلمات التخدير حتى لا يصل للشارع المصري غضب الجماهير، وهناك يصبح ما صنعته أمريكا من ثورات مضادة للشعوب على المحك وفي خطر، وبالتالي كلها محاولات بهلوانية من الوسيط المستخف أصلا بالحقوق الفلسطينية.

ـ ⁠إعطاء مساحة لتخطيط اليوم التالي المتضمن لدور السلطة وقوات دولية، وهكذا مخطط لا ينجح إلا بدخول هدنة الآن وإبقاء غزة مقسمة عسكريا، وبالتالي غطاء لخطة أمريكا الرامية لاستعمال العرب بالتزامن مع قبضة أمنية وعسكرية للإسرائيلي، وهذا بحد ذاته ما تم الحديث عنه منذ البداية عن اليوم التالي للحرب.

ثانيا "إسرائيل" خسرت الرواية والسردية والتعاطف والقانونية في الساحة الدولية، ونسفت جهدا بنته على مدار ٧٥ عاما في تثبيت نفسها كدولة، فباتت مشتتة وغير موثوقة الجوار وعدائية واسمها مرتبط بجريمة حرب واحتلال، فقواعد عالمية اهتزت وتغيرت في تطورات المشهد، وما كان هذا ليحدث لولا طول أمد الحرب، وما كان هذا ليحدث لولا صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وتحرك النشطاء في البث والتصوير والتوثيق وعمل الجاليات والمؤثرين في النشر والتوثيق بعدة لغات، فهُزمت خطة أمريكا لتغطية الجريمة وفُضح الاحتلال.

ثالثا تقلصت أوراق "إسرائيل" التي كانت بحوزتها لصالح المقاومة، فلا الردع تم ترميمه ولا الجنود الأسرى عادوا ولا الضغط العسكري كما توقعوا أسفر عن شيء، ولا الجبهات الأخرى تم ترهيبها أو تخديرها.

لا يمكن لإسرائيل أن تعيد عقارب الساعة للوراء، كما أنها عاجزة عن تسريعها، فلا ردع يترمم ولا رواية بقيت سائدة ولا سمعة حسنة بعد الإبادة الجماعية، ولا قطار تطبيع خدمها ولا تنسيق أمني غطى جريمتها، ولا حدود آمنة في ظل تنكرها للشعب الفلسطيني ولا جبهات انفصلت وعُزلت ولا حماس سُحقت ولا غزة تشردت.رابعا على وقع انحسار خيارات "إسرائيل" يتحول التعامل مع المقاومة من نظرة أمنية إلى سياسية بحكم تطور الأحداث وعودة تاريخ القضية إلى مربعها وتفعيل القوانين الدولية، وهذا مكسب استراتيجي للمقاومة سيلاحظ الجميع أثره لاحقاً.

خامسا فشلت "إسرائيل" في فصل الجبهات وعزلها لتتمكن على قاعدة "فرّق تسد" من الاستفراد بفلسطين ثم تتفرغ لغيرها تارة بحجة طائفية وأخرى حزبية وغيرها جغرافية، والهدف إبقاء الردع والأمن والاقتصاد بيدها، وهذا كله بات مفقودا بعد ستة أشهر، بل تعززت الجبهات وتنسيقها فيما بينها وتفعلت الشعوب رويدا رويدا، وهذا سينعكس على الأنظمة العربية التي ترى أمريكا أن هناك خطورة على وجودها مع استمرار عدم حسم المعركة.

ختاماً لا يمكن لإسرائيل أن تعيد عقارب الساعة للوراء، كما أنها عاجزة عن تسريعها، فلا ردع يترمم ولا رواية بقيت سائدة ولا سمعة حسنة بعد الإبادة الجماعية، ولا قطار تطبيع خدمها ولا تنسيق أمني غطى جريمتها، ولا حدود آمنة في ظل تنكرها للشعب الفلسطيني ولا جبهات انفصلت وعُزلت ولا حماس سُحقت ولا غزة تشردت.

بالتالي انحسرت خياراتها بين:

ـ إعلان هزيمة وانسحاب، وهذا يرفضه العربان وأمريكا لأنه خطر استراتيجي على المشروع الأمريكي والذي سينعكس على أحادية القطبية المهيمنة.

ـ ⁠الذهاب نحو تخدير مؤقت لجبهة غزة وفتح النار على جبهة أخرى؛ هروبا من رأي عام دولي وهزيمة أخلاقية في غزة، وإقحاماً لأمريكا في مشهد إقليمي بحجة أنها حرب بين جيوش، خاصة أن بايدن الآن هو من يحتاج الحرب بعد استطلاعات الرأي التي أظهرت هزيمته أمام ترامب، وبالتالي يحاول المقامرة بالوقت في ملف الحرب على إيران التي سيعطي وكالة البدء بها "لإسرائيل" وسيدخل منقذا لها مستغلا الرأي العام الأمريكي المناهض لإيران، ومستبعداً عن المشهد تأييد الشارع للفلسطينيين ورفض الإبادة في غزة، وهذا أسلوب خبيث قد يلجأ له بايدن للتخلص من كابوس غزة المهدد لتجديد ولايته، وبالتالي يكون أخيراً تلاقى مع نتنياهو على مصلحة البقاء مهما كلف ذلك.

ـ ⁠هذا يعني أن التصعيد سيد الموقف والأمور متدحرجة، وفقط الذي يحدث هو إعادة انتشار للمواقف والخطوات، وتقديم جبهة على جبهة وتجميد أخرى مع الاستعدادات لاجتياح رفح، ولكن في المحصلة هناك قرار مسبق لدى أمريكا بترتيب المنطقة دون وجود مقاومة وجبهات وحاضنة شعبية؛ ليتسنى قطع الطريق على التحالفات الدولية على ضوء ما يجري مع روسيا والصين، وكذلك رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي يشطب فلسطين ويمكّن "إسرائيل" من إلغاء جامعة الدول العربية وإحلال جامعة دول الشرق الأوسط مكانها، وحتى اللحظة ما زال الفشل يلازم المخطط والأدوات، بل باتت المقاومة بمحورها تثبت معادلات لا يمكن أن تشهد تراجعا بقدر ما هي تقدم وتطوير له ما بعده في الخريطة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال الفلسطينية حرب رأي احتلال فلسطين غزة رأي حرب مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء

على مدار أكثر من 14 شهرًا من المحاولات المكثفة التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تُحقق تقدماً ملحوظاً، ما يجعل التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى. وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر طوال المدة المذكورة عن تدمير أكثر من 85% من منشآت غزة، ومصرع أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتجاوز عدد الإصابات حاجز الـ100 ألف شخص، في ظل حرب إبادة أدانها المجتمع الدولي.

ورغم التفاؤل المتزايد بنجاح هذه الجولة من المفاوضات، تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو، وفق تصريحاته، بشرط القضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعتبره البعض محاولة لإرضاء الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط العسكرية والجيوسياسية، مثل القبول بإبعاد شخصيات فلسطينية بارزة، وتوقيع اتفاق غير ملزم من إسرائيل. تعمل مصر بدورها على توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق توافق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، سعيًا لقطع الطريق على حجج إسرائيل التي تروج لغياب شريك فلسطيني موحد نتيجة الانشقاق الداخلي، وهو ما جاء ضمن مباحثات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مع زعامات إقليمية ودولية.

ويرى محللون أن نتنياهو يستغل هذه الظروف لإرضاء الجناح المتطرف في حكومته، مستفيدًا من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية كبرى، إضافة إلى التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا في ظل تكتم كبير على تفاصيل المفاوضات لضمان إنجاحها. ومع ذلك، كشفت تسريبات محدودة عن تنازلات وصفتها حركة حماس بـ«المرونة»، والتي جاءت نتيجة التحديات التي واجهتها المقاومة خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتعطل جبهة الإسناد التي كان يمثلها حزب الله في جنوب لبنان.

وفق ما يعتبره محللون "تنازلات" من المقاومة، فإن حماس أبدت استعدادها لإبعاد شخصيات قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى خارج الأراضي المحتلة ضمن صفقة الإفراج، إلى جانب العشرات من الأسرى الفلسطينيين كحل وسط. حاليًا، يدور التفاوض حول تحديد البلدان التي سيتم ترحيل هؤلاء الأسرى إليها. في الوقت نفسه، أكدت التسريبات أن القوات الإسرائيلية لن تُخلي مواقعها العسكرية على الفور، خاصة من محوري نتساريم وفيلادلفيا، لكنها ستنسحب تدريجيًاً بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، تتمسك إسرائيل بتسلم جميع الأحياء منهم، بينما تسعى حماس إلى تسليم جثث الموتى أولاً كشرط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.

كما كشفت التسريبات عن نوايا إسرائيل بمراقبة دقيقة لعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، حيث سيتم الإشراف على دخولهم مع فحص الأنشطة السابقة للأفراد، مع فرض قيود على دخول الشباب. أضف إلى ذلك، أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التدخل العسكري داخل القطاع إذا رأت ضرورة أمنية، سواء لملاحقة المقاومين أو لأهداف أمنية أخرى، مما يعني استمرار القطاع تحت الرقابة الأمنية والعسكرية الدائمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

من النقاط الخلافية البارزة، إصرار المقاومة الفلسطينية على توقيع إسرائيل اتفاقاً مكتوباً بضمان دولي، بينما تكتفي إسرائيل بالمطالبة ببيان مصري قطري فقط لوقف إطلاق النار دون توقيع ملزم. في هذا السياق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المرحلة الأولى من الهدنة ستستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى المحتجزين، مقابل إطلاق مئات السجناء الفلسطينيين.

وتتواصل المفاوضات بمشاركة فرق فنية تضم وسطاء مصريين رفيعي المستوى، ومسؤولين أمريكيين وقطريين، بجانب ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. في الوقت ذاته، وصل آدم بوهلر، مندوب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إلى المنطقة في إطار توصية من ترامب بإنهاء المفاوضات قبل تسلمه السلطة في 20 يناير. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن هذه المحادثات تعد الأفضل مقارنة بجولات التفاوض السابقة

اقرأ أيضاً«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة

واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية «صور»شرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية

مقالات مشابهة

  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • القيم الاستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
  • اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • القيم الإستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
  • صحيفة عبرية : “الحوثيون” يتحدون أمريكا والعالم ولا يمكن ردعهم
  • رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • سامح عسكر: الجهاديون والصهاينة يعتبرون مقاومة إسرائيل عمالة لإيران
  • إسرائيل تعترف بفشلها أمام الحوثيين: الضربات لا تضعف قدراتهم ونحتاج دعم أمريكا (تقرير عبري).. عاجل