عربي21:
2025-02-23@21:57:28 GMT

قراءة على أبواب الشهر السابع للحرب

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

أولاً محاولة الوسيط تثبيت هدنة مع بقاء الجيش داخل غزة تعبر عن مأزق الاحتلال في تضارب الوقت والهدف لحربه، وبات الاستنزاف سيد الموقف، لذلك يراد من هكذا ضغط من أجل هدنة عدة نقاط:

ـ إنقاذ الاحتلال عسكريا وسياسيا واجتماعيا وكذلك على الصعيد الدولي من الهزيمة الإعلامية والإنسانية والأخلاقية.

ـ ⁠استمرار الوسيط بدور الضاغط قبل رمضان والآن قبيل العيد وسابقاً قبل دخول خانيونس هو بنفس السياسة التي تكون فيها معايير "إسرائيل" وأمريكا هي المرتكز، وبالتالي لا جديد في دور الوسيط وأيضا لم يحصل على هامش تحرك، فيبقى ضاغطا على المقاومة.



ـ ⁠محاولة امتصاص غضب الشعوب العربية ومنع إدخال وسيط دولي كما روسيا، وهذا يتم من خلال الترويج والإعلان المضلل على "قرب وصول اتفاق" و"هناك أجواء إيجابية" وغيرها من كلمات التخدير حتى لا يصل للشارع المصري غضب الجماهير، وهناك يصبح ما صنعته أمريكا من ثورات مضادة للشعوب على المحك وفي خطر، وبالتالي كلها محاولات بهلوانية من الوسيط المستخف أصلا بالحقوق الفلسطينية.

ـ ⁠إعطاء مساحة لتخطيط اليوم التالي المتضمن لدور السلطة وقوات دولية، وهكذا مخطط لا ينجح إلا بدخول هدنة الآن وإبقاء غزة مقسمة عسكريا، وبالتالي غطاء لخطة أمريكا الرامية لاستعمال العرب بالتزامن مع قبضة أمنية وعسكرية للإسرائيلي، وهذا بحد ذاته ما تم الحديث عنه منذ البداية عن اليوم التالي للحرب.

ثانيا "إسرائيل" خسرت الرواية والسردية والتعاطف والقانونية في الساحة الدولية، ونسفت جهدا بنته على مدار ٧٥ عاما في تثبيت نفسها كدولة، فباتت مشتتة وغير موثوقة الجوار وعدائية واسمها مرتبط بجريمة حرب واحتلال، فقواعد عالمية اهتزت وتغيرت في تطورات المشهد، وما كان هذا ليحدث لولا طول أمد الحرب، وما كان هذا ليحدث لولا صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وتحرك النشطاء في البث والتصوير والتوثيق وعمل الجاليات والمؤثرين في النشر والتوثيق بعدة لغات، فهُزمت خطة أمريكا لتغطية الجريمة وفُضح الاحتلال.

ثالثا تقلصت أوراق "إسرائيل" التي كانت بحوزتها لصالح المقاومة، فلا الردع تم ترميمه ولا الجنود الأسرى عادوا ولا الضغط العسكري كما توقعوا أسفر عن شيء، ولا الجبهات الأخرى تم ترهيبها أو تخديرها.

لا يمكن لإسرائيل أن تعيد عقارب الساعة للوراء، كما أنها عاجزة عن تسريعها، فلا ردع يترمم ولا رواية بقيت سائدة ولا سمعة حسنة بعد الإبادة الجماعية، ولا قطار تطبيع خدمها ولا تنسيق أمني غطى جريمتها، ولا حدود آمنة في ظل تنكرها للشعب الفلسطيني ولا جبهات انفصلت وعُزلت ولا حماس سُحقت ولا غزة تشردت.رابعا على وقع انحسار خيارات "إسرائيل" يتحول التعامل مع المقاومة من نظرة أمنية إلى سياسية بحكم تطور الأحداث وعودة تاريخ القضية إلى مربعها وتفعيل القوانين الدولية، وهذا مكسب استراتيجي للمقاومة سيلاحظ الجميع أثره لاحقاً.

خامسا فشلت "إسرائيل" في فصل الجبهات وعزلها لتتمكن على قاعدة "فرّق تسد" من الاستفراد بفلسطين ثم تتفرغ لغيرها تارة بحجة طائفية وأخرى حزبية وغيرها جغرافية، والهدف إبقاء الردع والأمن والاقتصاد بيدها، وهذا كله بات مفقودا بعد ستة أشهر، بل تعززت الجبهات وتنسيقها فيما بينها وتفعلت الشعوب رويدا رويدا، وهذا سينعكس على الأنظمة العربية التي ترى أمريكا أن هناك خطورة على وجودها مع استمرار عدم حسم المعركة.

ختاماً لا يمكن لإسرائيل أن تعيد عقارب الساعة للوراء، كما أنها عاجزة عن تسريعها، فلا ردع يترمم ولا رواية بقيت سائدة ولا سمعة حسنة بعد الإبادة الجماعية، ولا قطار تطبيع خدمها ولا تنسيق أمني غطى جريمتها، ولا حدود آمنة في ظل تنكرها للشعب الفلسطيني ولا جبهات انفصلت وعُزلت ولا حماس سُحقت ولا غزة تشردت.

بالتالي انحسرت خياراتها بين:

ـ إعلان هزيمة وانسحاب، وهذا يرفضه العربان وأمريكا لأنه خطر استراتيجي على المشروع الأمريكي والذي سينعكس على أحادية القطبية المهيمنة.

ـ ⁠الذهاب نحو تخدير مؤقت لجبهة غزة وفتح النار على جبهة أخرى؛ هروبا من رأي عام دولي وهزيمة أخلاقية في غزة، وإقحاماً لأمريكا في مشهد إقليمي بحجة أنها حرب بين جيوش، خاصة أن بايدن الآن هو من يحتاج الحرب بعد استطلاعات الرأي التي أظهرت هزيمته أمام ترامب، وبالتالي يحاول المقامرة بالوقت في ملف الحرب على إيران التي سيعطي وكالة البدء بها "لإسرائيل" وسيدخل منقذا لها مستغلا الرأي العام الأمريكي المناهض لإيران، ومستبعداً عن المشهد تأييد الشارع للفلسطينيين ورفض الإبادة في غزة، وهذا أسلوب خبيث قد يلجأ له بايدن للتخلص من كابوس غزة المهدد لتجديد ولايته، وبالتالي يكون أخيراً تلاقى مع نتنياهو على مصلحة البقاء مهما كلف ذلك.

ـ ⁠هذا يعني أن التصعيد سيد الموقف والأمور متدحرجة، وفقط الذي يحدث هو إعادة انتشار للمواقف والخطوات، وتقديم جبهة على جبهة وتجميد أخرى مع الاستعدادات لاجتياح رفح، ولكن في المحصلة هناك قرار مسبق لدى أمريكا بترتيب المنطقة دون وجود مقاومة وجبهات وحاضنة شعبية؛ ليتسنى قطع الطريق على التحالفات الدولية على ضوء ما يجري مع روسيا والصين، وكذلك رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي يشطب فلسطين ويمكّن "إسرائيل" من إلغاء جامعة الدول العربية وإحلال جامعة دول الشرق الأوسط مكانها، وحتى اللحظة ما زال الفشل يلازم المخطط والأدوات، بل باتت المقاومة بمحورها تثبت معادلات لا يمكن أن تشهد تراجعا بقدر ما هي تقدم وتطوير له ما بعده في الخريطة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال الفلسطينية حرب رأي احتلال فلسطين غزة رأي حرب مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خبيران: توابيت الأسرى تضع إسرائيل أمام أخطر أزمة

اتفق خبيران على أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية غير مسبوقة مع تسلم جثث 4 أسرى إسرائيليين، في ظل تصاعد الانتقادات لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والانقسامات بشأن مستقبل مفاوضات اتفاق غزة.

واتفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى والخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن المشهد الحالي يكشف تحولا عميقا في المجتمع الإسرائيلي وأزمة ثقة متصاعدة بين المؤسسات.

وقال مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث" إن "المجتمع الإسرائيلي غير معتاد على مشهد عودة جثث أسرى مدنيين، كونها المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي تُسلم فيها جثث مدنيين في توابيت، وهو ما يشكل صدمة عميقة للمجتمع الإسرائيلي".

ووفق مصطفى، فإن عودة عائلة بيباس كاملة في توابيت أثارت غضبا شديدا، خاصة مع تقارير أشارت إلى إمكانية إنقاذهم سابقا من خلال المفاوضات التي عرقلها نتنياهو.

واتهمت حماس رسميا جيش الاحتلال بقتل أسرى عائلة بيباس (3 أفراد) وعوديد ليفشتس، مؤكدة أن المقاومة بذلت كل ما في وسعها للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين "لكن العدو قتلهم مع آسريهم بقصف أماكن احتجازهم".

ووضعت المقاومة الفلسطينية جثة كل أسير إسرائيلي في تابوت أسود يحمل صورته واسمه وتاريخ أسره ومقتله، ثم وضع الصليب الأحمر كل تابوت في سيارة دفع رباعي لنقلها إلى إسرائيل.

إعلان

فشل مزدوج

ويشير العميد حنا إلى أن "الفشل مزدوج: سياسي وعسكري، إذ فشلت إستراتيجية القوة العسكرية في استعادة الأسرى، وفشلت القيادة السياسية في إدارة الملف دبلوماسيا".

ويرصد الخبيران انقساما واضحا في المجتمع الإسرائيلي بين توجهين: الأول يمثله نتنياهو ويدفع نحو الانتقام والتصعيد العسكري، في محاولة لتوحيد المجتمع خلفه وتجاوز المساءلة عن إخفاقات هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أما التوجه الثاني فتقوده عائلات الأسرى ويرى في الأزمة فرصة لإعادة ترميم المجتمع الإسرائيلي وإصلاح مؤسساته، مع التركيز على المسار التفاوضي لإنقاذ الأسرى الباقين.

وشهدت إسرائيل مواقف رسمية متباينة، إذ عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن أسفه لفشل إسرائيل في "فعل ما يجب لإعادة الأسرى إلى منازلهم بأمان"، في حين وصف نتنياهو المشهد بأنه "صعب وحزين وصادم لإسرائيل"، وتراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم تسلم الجثث، وسط اتهامات له بالتضحية بالأسرى من أجل منصبه.

غياب المساءلة

وحول تأثير غياب المساءلة في تعميق الأزمة، يؤكد مصطفى أن "غياب ثقافة المساءلة يشكل تحولا خطيرا في السياسة الإسرائيلية، إذ كانت تشكل سابقا لجان التحقيق فورا بعد أي إخفاق، كما حدث في حرب أكتوبر 1973".

لكن نتنياهو يحاول بكل قوته منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ويسعى لتحويل الغضب نحو الخارج بدل مواجهة المسؤولية عن الإخفاقات، حسب مصطفى.

أما المؤسسة العسكرية فيشير حنا إلى أنها تمر بتحولات عميقة بعد الاستقالات غير المسبوقة على مستوى المناصب القيادية، في وقت يؤكد فيه مصطفى أن "أغلب الضباط في المرحلة المتوسطة ينتمون الآن إلى التيار الصهيوني الديني، مما يعكس تحولا أيديولوجيا في المؤسسة العسكرية".

وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية أن 68% من الإسرائيليين يفضلون استعادة الأسرى حتى لو تطلب ذلك بقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السلطة.

إعلان

وفي هذا السياق، يحذر الخبيران من أن نتنياهو قد يعرقل المرحلة الثانية من المفاوضات، حرصا على مصالحه السياسية وائتلافه الحاكم.

مقالات مشابهة

  • عن اليوم التالي للحرب على غزة
  • بن جفير: حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على حماس .. ويجب عودتنا للحرب
  • مستشار قائد الثورة الايرانية: أمريكا ستتعامل مع إسرائيل كما تعاملت مع أوكرانيا
  • بات يام.. سفارة أمريكا في إسرائيل تحظر على الموظفين استخدام وسائل النقل العام
  • أمريكا تحذر مواطنيها في إسرائيل من استخدام وسائل النقل العام
  • حماس: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 602 فلسطيني غدًا
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • زيد الأيوبي: ارتفاع الأصوات المعارضة للحرب داخل إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • خبيران: توابيت الأسرى تضع إسرائيل أمام أخطر أزمة