يمن مونيتور/تقرير خاص

تواجه محافظة حجة أزمات صحية متواصلة لكنها تفاقمت منذ اندلاع الحرب الدائرة في اليمن قبل أكثر من ثماني سنوات كونها من المحافظات التي تشهد كثافة سكانية والمرافق الصحية فيها محدودة.

وتقول التقارير إن النزاع الذي دام لأكثر من ثماني سنوات ضعف النظام الصحي الهش أساسا في اليمن بشكل عام ومحافظة حجة بشكل خاص.

وتعد الوحدات الصحية الريفية من أهم المؤسسات العلاجية، كونها تخدم الآلاف من أهالي القرى، إلا أن بعضها انهارت تماما.

وتشهد الوحدات الصحية التي ما زالت تعمل بالمحافظة، نقصا في الأدوية الضرورية وترديا في الخدمات، فبعضها غير مجهز، ‏ والآخر دون ممرض أو طبيب عام.

وأمس الأحد قالت منظمة الصحة العالمية في بيان بمناسبة اليوم العالمي للصحة إن النزاع الذي طال أمده في اليمن ترك نصف السكان بحاجة إلى مساعدات صحية “.

وأضاف أنه لا تزال الفئات الضعيفة تتحمل آثار النزاع، مثل النازحين داخليا، والأطفال، والنساء، وكبار السن، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والمجتمعات المهمشة، والأشخاص المصابين أثناء النزاع”.

وقال الدكتور أرتورو بيسيغان ، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: “لا يمكن وصف التحديات التي يتعين على المجتمعات في اليمن مواجهتها. الأطفال الذين يحالون إلى أقسام التغذية العلاجية موجودين هناك فقط بسبب الجوع لفترات طويلة.

وتابع” أتعاطف مع الآباء وأولياء الأمر الذين يتعين عليهم رؤية أطفالهم يمرضون أمام أعينهم “.

وأردف البيان” يواجه اليمن عبئا مضاعفا من المرض والنزاع، حيث يحتاج 17,8 مليون شخص في البلاد إلى مساعدات صحية. وتشكل النساء 24٪ من هذا العدد حيث يحتجن للحصول على خدمات طبية وصحية إنجابية مختلفة “.

كما يشكل الأطفال 50٪ من هذه الفئات، بمن فيهم 540,000 طفل دون سن الخامسة يحتاج إلى علاج منقذ للحياة بسبب الهزال الشديد—10٪ منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات ويحتاجون إلى رعاية متخصصة مع ضرورة إبقائهم في المشفى، حسب البيان.

خدمات ضعيفة

يقول علي حزام مزارع في ريف المحافظة، إن الخدمات الصحية في المناطق الريفية ضعيفة جدا، نظرا لعدم وجود كوادر طبية في المراكز الصحية بالإضافة إلى انعدام الأدوية الضرورية.

وأشار حزام في تصريح ل يمن مونيتور، إلى أن بعد مسافة المستشفيات العامة عن القرى قد يؤدي إلى عدم إسعاف الحالات الحرجة، الأمر الذي يمكن أن يقضي على حياتها، مشيرا إلى أن المسافة بين المستشفى العام والقرية تصل إلى 80 كيلومترا، وأن الوحدات الصحية غير مجهزة لاستقبال الحالات الحرجة.

ويؤكد حزام” حرمان الوحدات الصحية من مصل العقرب والثعبان والكلاب، واقتصارها على المستشفيات المركزية، ما يؤدي لمصرع أي مصاب بلدغة ثعبان خاصة في القرى النائية “.

وأعرب حزام، عن قلقه من” تحول الوحدة الصحة إلى غرفة مغلقة لا تساهم في تخفيف العبء عن المواطن، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أن تقوم الجهات المختصة بواجبها وتعمل عل توفير الأدوية والمعدات اللازمة للوحدات الصحية في مناطق الريف بالمحافظة…

انعدام الخدمات الطبية

المواطن محمد عبده يشكو من تدهور الوضع الصحي في المحافظة وخاصة بمناطق الريف في الشريفين، ويتحدث ل يمن مونيتور عن قصته مع التهاب الدودة الزائدة التي كادت أن تقضي عليه

يقول عبده إنه في بداية شهر رمضان واجه ألما شديدا في بطنه، وعندما تم نقله إلى أقرب مستشفى قطع مسافة تقدر بثلاث ساعات حتى وصلت السيارة.

وأضاف أنه عندما داخل إلى المستشفى أعلن الأطباء حالة طوارئ بسبب التأخير الذي حصل في الطريق وأبدو مخاوفهم من أن تنفجر.

يضيف أنه تم إجراء العملية حينها وتمت بالسلامة لكنه الآن يشكو من آلام مضاعفة في بطنه لأن الأطباء يفتقرون للخبرة ويجرون العمليات بمعدات بسيطة قد يتوفى المريض بسببها وليس من المرض الذي يعاني منه.

النساء والأطفال هم الأكثر ضحايا.

من جانبه يقول أحد العمال الصحيين إن النساء في محافظة حجة تأثرت بشكل كبير من النزاع الدائر في البلاد، وتشكل معدلات الوفيات في أوساط الأمهات النسبة الأكبر جراء سوء التغذية وعدم الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

وأضاف في تصريح ل يمن مونيتور مفضل عدم ذكر اسمه كونه يشتغل في مركز طبي تدعمه منظمة دولية، إن تعطل أنظمة الرعاية الصحية في الأرياف أدى إلى صعوبة حصول النساء الحوامل على الرعاية المناسبة قبل الولادة، مما أدى إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة.

ويضيف إلى ذلك، فإن الافتقار إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي جعلت النساء أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض.

وأشار إلى أن الأطفال أيضا يتحملون وطأة الأزمة الصحية في البلاد. وتثير معدلات سوء التغذية بين الأطفال القلق، مؤكد أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وهذا له عواقب طويلة المدى على نموهم البدني والمعرفي، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأضرار لا يمكن إصلاحها على صحتهم.

وبين أن توفير الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية وبرامج التغذية ودعم الصحة أمر بالغ الأهمية للتخفيف من تأثير الأزمة الصحية على هذه الفئات الضعيفة من السكان…

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأمراض الصحة اليمن حجة الوحدات الصحیة سوء التغذیة یمن مونیتور الصحیة فی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: تطبيق البروتوكولات الإكلينيكية عزز الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة

ترأس الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الطبي للهيئة لعام 2025، لاستعرض إنجازات المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية ومناقشو خطوات التطوير المستقبلية.

وحضر الاجتماع، الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، واللواء طبيب مراد ألفي، نائب رئيس المجلس، وأعضاء المجلس من كبار العلماء، الوزراء السابقين، الخبراء، والأساتذة في مختلف التخصصات الطبية، الذين كان لهم دور بارز في دعم الهيئة وتعزيز قدرتها على تقديم خدمات صحية متميزة وفقًا لأعلى المعايير العالمية.

منظومة الشكاوى تتلقي بلاغات بشأن الرعاية الصحيةبالأرقام.. صندوق الرعاية الصحية بالمهندسين يحقق 1.357مليون جنيه عجزارئيس الرعاية الصحية وسفير رواندا يبحثان تعزيز السياحة العلاجيةرئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث مع سفير كوريا الجنوبية تعزيز التعاون في التكنولوجيا الطبية

في مستهل الاجتماع، أعرب الدكتور أحمد السبكي عن شكره وتقديره للمجلس الاستشاري الطبي على جهوده الكبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيدًا بدورهم الوطني التطوعي في دعم منظومة الرعاية الصحية دون أي مقابل مادي بالهيئة العامة للرعاية الصحية.

وأكد السبكي أن المجلس كان له دور محوري في تعزيز جودة الخدمات الصحية بالهيئة، حيث ساهم بشكل فعال في وضع وتطوير السياسات والبروتوكولات الإكلينيكية، التي كان لها أثر مباشر في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتعزيز كفاءة التشغيل بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة.

واستعرض الدكتور أحمد السبكي أبرز إنجازات المجلس الاستشاري الطبي، التي تضمنت مراجعة واعتماد أكثر من 520 بروتوكولًا إكلينيكيًا لضمان تقديم خدمات صحية وفق أعلى المعايير العالمية.

كما أشاد بوضع المجلس بروتوكولات متخصصة للرعاية الحرجة، تشمل ضوابط إعطاء الألبومين والمضادات الحيوية، مما عزز من كفاءة الخدمات الطبية وساهم في تحسين النتائج العلاجية للمرضى.

 تخطيط الخدمات الإكلينيكية

وفي إطار جهود تطوير الخدمات الطبية، أسند الدكتور أحمد السبكي إلى المجلس الاستشاري الطبي مهمة إعادة تخطيط الخدمات الإكلينيكية في المنشآت التي انضمت حديثًا إلى الهيئة.

وتشمل هذه المنشآت مستشفيات صحة المرأة والطفل والأورام، بالإضافة إلى تحويل مستشفى الجهاز التنفسي والرعاية الرئوية بالسويس إلى مركز تميز للأمراض الصدرية في مصر، واستحداث خدمات الرعاية التلطيفية ضمن الرعاية المركزة للحالات الطبية المتقدمة، فضلًا عن التخطيط الإكلينيكي لمنشآت المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل.

وأكد المجلس الاستشاري الطبي استمرار جهوده لمواجهة أي ممارسات طبية مخالفة للأعراف الطبية، من خلال تطبيق الآليات المعتمدة في فحص شكاوى المرضى، وذلك عبر اللجان العلمية والفرعية التابعة للمجلس في مختلف التخصصات الطبية.

 وأشار أعضاء المجلس إلى أن هذه الجهود تساهم في ضمان تقديم خدمات طبية آمنة وعالية الجودة، وفقًا للمعايير الإكلينيكية المعتمدة.

وأكد الدكتور أحمد السبكي أن تطبيق أدلة العمل والبروتوكولات الإكلينيكية المعتمدة عزز من كفاءة استخدام موارد الهيئة، وأسهم في الحد من الهدر الطبي وترشيد النفقات.

وأضاف أن تطبيق نظام الجرعة المفردة لصرف الأدوية بالأقسام الداخلية للمرضى أسهم في تحقيق وفر مالي تجاوز 62 مليون جنيه شهريًا في تكلفة العلاج، مما يعزز الاستدامة ويضمن استمرار تقديم خدمات طبية عالية الجودة.

ووافق المجلس الاستشاري الطبي على تعميم بروتوكول تطعيم الإنفلونزا لمرضى القلب في منشآت الهيئة، وذلك لأول مرة في مصر، وفقًا لأحدث التوصيات العالمية.

كما تقرر إطلاق حملات توعوية للتوجيه والوقاية، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم للحد من مضاعفات الإنفلونزا لدى مرضى القلب، مما يسهم في تقليل معدلات دخول المستشفيات وتحسين جودة الحياة للمرضى.

وفي خطوة نوعية تهدف إلى استكمال الخدمات الطبية المتخصصة، وافق المجلس الاستشاري الطبي على البدء في إعداد خطة لاستحداث خدمات زراعة النخاع بإقليمي القناة والصعيد، لأول مرة ضمن منظومة هيئة الرعاية الصحية. 

يأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية الهيئة لتوفير خدمات طبية متكاملة ومتقدمة، والتطوير المستمر تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل في تلبية احتياجات المرضى في مختلف محافظات تطبيق المنظومة.

وأعلن المجلس الاستشاري الطبي عن بدء التحضيرات لتنظيم المؤتمر العالمي الأول لجراحات المخ والأعصاب في عدد من محافظات التأمين الصحي الشامل، والمقرر عقده في يوليو المقبل، تزامنًا مع اليوم العالمي للدماغ.

ومن المنتظر أن يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء الدوليين، بهدف تبادل الخبرات ومناقشة أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز الطبي في جراحات المخ والأعصاب.

من جانبه أكد الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، أن التطوير المستمر للخدمات الإكلينيكية يمثل أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على إدخال أحدث التقنيات الطبية وتدريب الأطقم الطبية على استخدامها بكفاءة عالية.

وأضاف أن المجلس ملتزم بتطبيق المعايير العالمية في تطوير الخدمات الصحية، بما يضمن تقديم رعاية طبية متميزة للمواطنين، ويعزز من تنافسية القطاع الصحي المصري على المستوى الإقليمي والدولي.

وأعرب الدكتور شريف وديع عن فخره بالإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن المجلس الاستشاري الطبي سيواصل دوره الحيوي في دعم منظومة هيئة الرعاية الصحية.

 واختتم تصريحه قائلًا: "نحن فخورون بتقديم كل خطوة تسهم في تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر، وخدمة المريض المصري وفقًا لأفضل المعايير العالمية."

وحضر الاجتماع كل من: الدكتور شريف وديع، أستاذ ورئيس مجلس قسم التخدير والرعاية المركزة وعلاج الألم بكلية الطب جامعة عين شمس، ورئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، واللواء طبيب مراد ألفي، مستشار طب الأطفال وحديثي الولادة والمبتسرين بمستشفيات القوات المسلحة، ونائب رئيس المجلس. كما شارك الدكتور حسين خالد، أستاذ طب وعلاج الأورام، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور حسام محمد كامل، أستاذ متفرغ أمراض الدم وزرع النخاع بالمعهد القومي للأورام، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، والدكتور حسام المصري، مساعد أمين عام مجلس الوزراء للشئون الطبية، والمستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء.

كما حضر الدكتور أحمد يوسف جمال، أستاذ بكلية طب الفم والأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور سمير الجزار، أستاذ متفرغ العلاج الطبيعي للجهاز التنفسي وأمراض الباطنة بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، والدكتورة نجوى عيد، أستاذ متفرغ الطب الباطني وطب الأسرة بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والدكتور محمد مراد يوسف، استشاري متفرغ النساء والتوليد بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتور حمدي نبوي مصطفى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور محمد السنافيري، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة ومساعد المدير التنفيذي بهيئة الرعاية لشئون تطوير وتقييم الخدمات الإكلينيكية ومدير إدارة التخطيط الإستراتيجي والسياسات بالهيئة.

كما شارك في الاجتماع أعضاء الأمانة الفنية للمجلس الاستشاري الطبي، برئاسة الدكتورة آية سعيد سليمان، وعضوية كل من الدكتورة هالة عادل عراقي، والدكتورة هدى كرم محمد، و بسام سيد عبد العزيز.

مقالات مشابهة

  • مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتفقد مستشفى حورس
  • الرعاية الصحية: الكشف على 110 آلاف منتفع ضمن حملة "رمضانك صحة"|صور
  • هيئة الرعاية الصحية: 110 آلاف منتفع من «رمضان بصحة لكل العيلة» خلال الأسبوع
  • صحفيون لحقوق الإنسان: فى ذكري اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) … أوقفوا الحرب القائمة على اجساد النساء
  • في يوم المرأة العالمي.. تقرير حقوقي يكشف بالأرقام انتهاكات الحوثيين بحق نساء اليمن منذ يناير 2017
  • رئيس الرعاية الصحية يترأس الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الطبي لعام 2025
  • الرعاية الصحية: تطبيق البروتوكولات الإكلينيكية عزز الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة
  • منظومة الشكاوى تتلقي بلاغات بشأن الرعاية الصحية
  • 200 مستفيد من خدمات «رحمة» لتعزيز الرعاية الصحية المنزلية في الشارقة
  • بالأرقام.. صندوق الرعاية الصحية بالمهندسين يحقق 1.357مليون جنيه عجزا