الحركة الإسلامية.. التي لا يعرفها خصومها وأعداؤها..! «3»
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
وائل محجوب
• لقد مثلت ثورة ديسمبر ٢٠١٨م- ابريل ٢٠١٩م، زلزالا سياسيا لنظام الإنقاذ، بعد ثلاثة عقود من الحكم العضوض والمدجج بالمليشيات والكتائب الجهادية، وهزيمة ماحقة لتخطيط وعمل متصل بدأ منذ ستينات القرن الماضي للهيمنة على الدولة بالإنقلاب، ولتدابير عملت على إختراقها وبسط الهيمنة عليها، من خلال خلايا تنتمي للحركة الإسلامية وتأتمر بأمرها.
• لقد مرغت ثورة ديسمبر أنف الحركة الإسلامية بالأرض، وهزمت كل تدابيرها الأمنية والعسكرية، وحطمت ثقتها الزائدة وسطوتها المعنوية، بعدما تصور قادتها وكوادرها انهم في حصن حصين عن إرادة الشعب وقوته، استنادا لقوة وبطش الأجهزة الأمنية والشرطية والنظامية المهيمنة عليها، وأجنحتها العسكرية، والمستعدة دوما لممارسة كافة أشكال البطش والترويع لخصومها ومن يتحركون ضدها.
• وللحق، فإن الحركة الاسلامية وواجهتها السياسية “المؤتمر الوطني”، قد صمموا الواقع السياسي، بعقلية أمنية، فلم يكن اختيار نظام الحكم الفيدرالي بما تضمنه من نظام للحكم المحلي، يبدأ من الحي مرورا بالمحلية والمجلس البلدي وانتهاء بالولاية، في تسعينات القرن الماضي، قد جاء إستجابة لدواعي علمية ومنهجية، بقدر ما كان إستجابة للدواعي الأمنية التي سعت من خلالها الحركة الاسلامية وحزبها الضرار، للسيطرة الكاملة على البلاد.
• وقد تم تأسيس وبناء الهيكل التنظيمي للحركة والحزب، والخلايا الأمنية الحزبية وقياداتها، بما يتطابق مع البناء الهيكلي للحكم المحلي، حتى تتم السيطرة عليه بالكامل بواسطة منسوبيها، ومراقبته بشكل دائم، كما تم تصميم الأجهزة الأمنية الرسمية للدولة، والحزبية التابعة للحركة الاسلامية، لتبدأ من الحي السكني في شكل لجان أمنية، تتدرج هرميا للمدينة والمحلية فالولاية، وقد ساعد ذلك على بسط السيطرة الأمنية على مختلف جهات البلاد، وسرعة التحرك لقمع أي تحرك مضاد للدولة مهما كان صغيرا، في مهده وقبل أن يتطور.
• لقد تمتعت هذه الأجهزة والمليشيات الحزبية، بالإمكانات المادية واللوجستية الضخمة التي تمول أنشطتها وتسليحها، وبالحرية الكاملة لتتحرك بأزياء كافة القوات النظامية، حسب ما تواجهه من أوضاع على الأرض، وهي أجهزة تخضع للتنظيم لا الدولة، وهي التي كانت جزء اساسيا من تدابير مجازر فض الاعتصامات، وكل الهجمات التي كانت تشن عليها، كما انها قد نشطت في قمع التظاهرات الرافضة لإنقلاب ٢٥ اكتوبر، الذي كان بالفعل انقلابا للثورة المضادة، وتقف من ورائه الحركة الاسلامية بمختلف لافتاتها، وقامت هذه المليشيات باغتيال عشرات من الشباب الثائر، واصابة الألاف غيرهم مع غيرها من القوات الأمنية والنظامية.
• وهي ذات العناصر التي كانت تحمل أسلحتها صبيحة ١٥ ابريل عند اندلاع الحرب، وإتخذت مواقعها في مختلف إدارات القوات المسلحة، وقبل وصول كثير من ضباطها وجنودها لمواقعهم.
• لقد خلقت الإنقاذ ومن خلال ثنائية الدولة والحزب/ الحركة، أكثر من جدار واقي من الانتفاضات والحراك السلمي، عبر المزاوجة بين الأجهزة الأمنية الرسمية، والمليشيات والأجهزة الأمنية الخاصة بالحركة والحزب، وهي لا تخضع لأي محاسبة وفوق القانون، وتتمتع بحماية وحصانة عليا، وتمتاز على الأجهزة الرسمية بسرعة التحرك والاستجابة للخطر، كما تمتلك التسليح الكافي، والموارد المادية والامكانات التقنية والأمنية، الموازية للدولة وغير الخاضعة لمراقبتها، وهي وإن بدت عشوائية الإ ان لها نظامها الداخلي، وتراتبيتها العسكرية التي تحكمها ويعرفها منتسبيها وقادتها من المدنيين.
• وهذه المليشيات والأجهزة الأمنية الحزبية، التابعة للحركة الاسلامية/ المؤتمر الوطني، كانت تتلاقى مع الأجهزة الأمنية الرسمية للدولة في هدف واحد فقط هو هدف حماية النظام، وتتحلى بحرية أكبر في الحركة والتصرف، وهي قد استعادت مواقعها كاملة عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر.
• وللحق فإن الإنقاذ قد اضعفتها عوامل عديدة ومثلت شروخا في بنيانها، بدء من المفاصلة عام ١٩٩٩م، التي شقت صف الحركة الإسلامية، وتأثرت نتيجة لها كافة الأجهزة السياسية والأمنية للحركة، ولعبت لاحقا دورا في تأجيج الصراع واندلاع الحرب في اقليم دارفور، من خلال تشكل حركة العدل والمساوأة، التي تتشكل غالبية قواتها من عضوية سابقة للمؤتمرين الوطني والشعبي، حسمت أمرها بعد المفاصلة، وحقبة اتفاق نيفاشا ٢٠٠٥م، التي أجبرت الحركة وحزبها، على فتح المجال أمام القوى السياسية المختلفة استجابة لبنودها ولضغوط المجتمع الدولي، وتداعيات انفصال الجنوب في العام ٢٠١١م، الذي مثل انتكاسة سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى للدولة، وهبة سبتمبر ٢٠١٣م، التي أوشكت على اسقاط النظام، وكشفت ضعفه، وتراجع قدراته، وتبعات القمع الدموي لها، والذي أفقد الإنقاذ أي تعاطف معها، وجر عليها غضبا شعبيا كبيرا، وقاد لتفجر انقسامات داخل صفوفها، بسبب التعبير عن الرفض والغضب من الإستخدام المفرط للعنف، والذي نتج عنه سقوط ما يزيد عن مائتي شهيد وعشرات المصابين.
• كل هذه العوامل أضعفت نظام الانقاذ، وقادت لعزلته شعبيا وجماهيريا، وتفكك حاضنته بعد نزوع الطاغية عمر البشير لابعادها نسبيا ومحاولة الاستقواء بالقوات النظامية والأجهزة الأمنية ومليشيا الجنجويد والمجموعات القبلية، في مواجهة تصاعد النقمة الداخلية بسبب رغبته الجامحة للبقاء على سدة السلطة، وقد ساهمت كل تلك العوامل، في تراكم الظروف الموضوعية التي قادت لاحقا لإندلاع ثورة ديسمبر وإنهيار النظام في مواجهة الجموع الثورية الكاسحة، التي عمت أمواجها المتلاطمة كل انحاء البلاد.
• لقد تلقت الحركة وحزبها أكبر ضربة في تاريخها، للحد الذي أذهل قادتها، ممن أمنوا مكر الله، وصدقوا كذبتهم بأن حكمهم دائم الى أن يرث الله الأرض وما عليها، لتأت ديسمبر كالصاعقة، التي أفقدت الكثير منهم شجاعتهم وتماسكهم، وأورثتهم وغالب المنتفعين من نظامهم، غلا وكرها وحقدا على الثورة وقادتها وكل من سار في طريقها.
• لقد وجهت ديسمبر ضربة كبيرة ومميتة للحركة الاسلامية، جماهيريا ومعنويا وسياسيا، ومع ذلك لم تكن تلك بالضربة القاضية القاتلة، لا سيما مع جهل وعدم قدرة من تولوا زمام الأمور بعدها لحسمهم، وتصفيه جيوبهم داخل جهاز الدولة، ومع اختراقهم الكبير للقوات النظامية.
• لذلك فقد استطاعت امتصاص زلزال ديسمبر/ ابريل، وعادت بشكل سريع لتدابير التأمين والعمل السري، عقب نجاح الثورة في الإطاحة برأسها وحكمها، فأخفت من أخفت تحت الأرض، وأخرجت من تريد من قادتها خارج البلاد، وهربت ملايين الدولارات لحسابات خارجية، وأعادت تأسيس وبناء منظومتها الاعلامية وغرفها الإعلامية الالكترونية، وعالجت انفراطها التنظيمي، بالتركيز على النواة الصلبة، وهي أجهزتها الأمنية والعسكرية الحزبية الخاصة، قد تم كل ذلك بدعم وإسناد من القادة العسكريين والأجهزة الأمنية للدولة.
• وعودا على بدء، فإن القادة العسكريين والأمنيين الذين حققت معهم القيادية بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية سناء حمد، هم من المنتمين بلا شك لخلايا الحركة الاسلامية وتنظيمها العسكري، فمن المعلوم ان تحقيقا مثل هذا، لا يمكن أن يشمل الإ الملتزمين سياسيا تجاه الحركة ويخضعون للوائحها ولقيادتها السياسية المدنية، والذين يمثلون لهولاء القادة الأمراء الدينيين والسياسيين، أو كما قال الفريق أول هاشم عبد المطلب، وفي تقديري أن ذلك وحده كاف عما عداه، للرد على مطلقي مصطلح “الكيزان فوبيا”.. ليتهم يعقلون..!
(إنتهى)
الوسوموائل محجوبالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة الحرکة الاسلامیة والأجهزة الأمنیة الأجهزة الأمنیة
إقرأ أيضاً:
هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها؟.. 10 أسرار لا يعرفها كثيرون
لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها ؟، هو قوله تعالى في كتابه العزيز : ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) الآية 78 من سورة الإسراء، وهو ما يدل على أهمية تلاوة القرآن في هذا الوقت وفضله العظيم ، الذي لا ينبغي تفويته بأي حال من الأحوال ، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها ؟.
هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبهاماذا يفعل القرين عندما تحزن؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتها تقيك شرورههل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدهاورد عن حقيقة هل قرآن الفجر قبل الصلاة أم بعدها ؟، أن أفضل وقت لقراءة القرآن الكريم كما يقول بعض العلماء بعد صلاة الفجر وحتى موعد شروق الشمس، من يفعل ذلك له أجر عظيم عند الله- عز وجل-، ولا يختلف اثنان على أن قراءة القرآن الكريم في أي وقت وفي كل حين لها ثواب عظيم، وأنكل حرف بحسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، ولك أن تتخيل لو قرأت صفحة أو صفحتين أو عشر صفحات يوميا كم ستحصل من حسنات، لذا من الضروري ان يخصص كل شخص لنفسه ورد يومي يقرأه في أي وقت ولو 5 آيات إذا كان لا يجد الوقت وكلما زاد أفضل ، ويحتوي القرآن على 114 سورة مكية ومدنية .
وورد قوله تعالى : ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) الآية 78 من سورة الإسراء ، وقوله [ تعالى ] : ( وقرآن الفجر ) يعني صلاة الفجر ، وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله بتفاصيل هذه الأوقات ، على ما عليه عمل أهل الإسلام اليوم ، مما تلقوه خلفا عن سلف ، وقرنا بعد قرن ، كما هو مقرر في مواضعه ، ولله الحمد .
وجاء في تفسير قوله عز وجل : ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال الأعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود - وعن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية : ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار " .
وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة - وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة ، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " . ويقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أسباط ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - وحدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل ، وملائكة النهار " .
ورواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، ثلاثتهم عن عبيد بن أسباط بن محمد ، عن أبيه ، به وقال الترمذي : حسن صحيح .
وفي لفظ في الصحيحين ، من طريق مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر ، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بكم - كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلون ، وتركناهم وهم يصلون " وقال عبد الله بن مسعود : يجتمع الحرسان في صلاة الفجر ، فيصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء . وكذا قال إبراهيم النخعي ، ومجاهد ، وقتادة ، وغير واحد في تفسير هذه الآية .
وأما الحديث الذي رواه ابن جرير هاهنا - من حديث الليث بن سعد ، عن زيادة ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن فضالة بن عبيد ، عن أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر حديث النزول وأنه تعالى يقول : " من يستغفرني أغفر له ، من يسألني أعطه ، من يدعني فأستجيب له حتى يطلع الفجر " . فلذلك يقول : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) فيشهده الله ، وملائكة الليل ، وملائكة النهار - فإنه تفرد به زيادة ، وله بهذا حديث في سنن أبي داود .
فضل قراءة القرآن في الفجرورد عن فضل قراءة القرآن في الفجر ، في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في «جامعه» من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة»، وبناء عليه فضل قراءة القرآن بعد صلاة الفجريعد من أعظم الذكر، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.
وبناء على ما سبق فلا مانع من قراءة القرآن بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر ، ولكن بشرط أن يتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".
وورد من فضل قراءة القرآن في الفجر عظيم؛ فهو نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخاري.
قراءة القرآن عبادةوجاء أن قراءة القرآن عبادة فإن النظر في المصحف عبادة أيضًا، وانضمام العبادة إلى العبادة لا يوجب المنع، بل يوجب زيادة الأجر، إذ فيه زيادة في العمل من النظر في المصحف، والقاعدة الشرعية أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، والمقصود هو حصول القراءة، فإذا حصل هذا المقصود عن طريق النظر في مكتوب كالمصحف كان جائزًا.
وذكر الإمام النووي: «لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته، سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة، ولو قلب أوراقه أحيانًا في صلاته»، بينما يرى الحنفية أن القراءة من المصحف فى الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية لأسباب منها أن حمل المصحف والنظر فيه وتقليب أوراقه عملٌ كثير قد يبطل الصلاة.
هل قراءة القرآن أم الذكر في الفجرورد في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى في الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في «جامعه» من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة»، وبناء عليه قراءة القرآن في الفجر يعد من أعظم الذكر، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل، ولا بأس بالمواظبة على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر ، ولكن بشرط أن يتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".
أفضل سورة بعد صلاة الفجر"قراءة آية الكرسي، بسم الله الرّحمن الرّحيم " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255) ."قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرّات، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"."قراءة سورة الفلق ثلاث مرّات، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"."قراءة سورة النّاس ثلاث مرّات، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".قراءة خواتيم سورة البقرة، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.