حذر المعارض التركي أكرم إمام أوغلو، الذي أعيد انتخابه رئيسا لبلدية إسطنبول خلال نهاية الأسبوع الماضي، الرئيس رجب طيب إردوغان، من أنه "سيقصر حياته السياسية إذا لم يفهم الرسالة (من الناخبين) واستمر في فعل نفس الأشياء"، وذلك في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وأضاف الرجل البالغ من العمر 52 عاما، والذي يُعتبر الخصم الأبرز لرئيس البلاد: "كل شيء في يديه (إردوغان)".

واعتبر المعارض التركي أنه "ينبغي لإردوغان أن يخشى على مستقبله السياسي، إذا لم يتخل عن السياسات التي تهيمن من خلالها إرادة شخص واحد على الدولة".

وأضاف أن الانتخابات المحلية، التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له إردوغان مكاسبه في جميع أنحاء البلاد، تمثل "إشارة واضحة إلى أن الناخبين رفضوا قبضة الرئيس المشددة على مؤسسات الدولة التركية".

وقال إمام أوغلو: "لقد تطور الأمر إلى نظام لا يستطيع حتى مدير مؤسسة في إسطنبول استخدام سلطته الحالية دون تعليمات سياسية"، مردفا: "إنه يمنحنا هيكل الدولة الذي يعكس إرادة شخص واحد".

وأعرب محللون محليون ودوليون عن قلقهم إزاء تآكل سيادة القانون واستقلال القضاء التركي، مع دخول إردوغان عقده الثالث في قيادة البلاد التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.

ولم يعد حزب العدالة والتنمية المحافظ يسيطر على أي من كبرى المدن التركية، بل خسر محافظات وبلديات كان يعتبرها معاقل منيعة في الماضي، لصالح حزب الشعب الجمهوري العلماني (يسار وسط).

وبعد ظهور النتائج مباشرة الأسبوع الماضي، قال إردوغان: "سنتعاون مع رؤساء البلديات الذين فازوا"، داعيا معسكره إلى ممارسة "النقد الذاتي".

وسيبدأ إمام أوغلو ولايته الثانية كرئيس لبلدية إسطنبول مع قضيتين قانونيتين كبيرتين لا تزالان منظورتين أمام المحاكم التركية.

وحُكم على الرجل بالسجن وحُظر سياسيا عام 2022، بتهمة "إهانة موظف عام". وبينما يتم تقديم هذه القضية في عملية الاستئناف، من المقرر استئناف قضية فساد جنائية منفصلة وصفها محاميه بأنها "لا أساس لها من الصحة" في غضون أسبوع تقريبا.

وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء هذه القضايا القانونية، أجاب إمام أوغلو: "الشخص الذي سيخاف قد يكون إردوغان".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إمام أوغلو

إقرأ أيضاً:

بريطانيا.. إقبال على التصويت في انتخابات قد تطيح بالمحافظين من سدة الحكم

يواصل الناخبون البريطانيون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة التي انطلقت اليوم الخميس لاختيار 650 نائبا بمجلس العموم، إذ يتعين على الحزب الذي سيشكل الحكومة الفوز بـ326 مقعدا.

وقالت مراسلة الجزيرة مينة حربلو -من هولبورن في لندن- إن هناك إقبالا كثيفا، وإن 97% من الناخبين كبار السن يشاركون في عملية التصويت مقابل نحو 70% من الناخبين الشباب (بين 18 و35 عاما)، مشيرة إلى وجود طوابير للناخبين أمام مراكز الاقتراع لاختيار نوابهم.

ووصفت عملية الانتخاب بأنها سهلة ومهمة جدا، لأنها تحدد مستقبل البلاد داخليا على الأقل، وبالتالي تحظى برعاية حكومية شديدة لمنع أي تأثير على التصويت، لافتة إلى أن عوامل عدة تساهم في تعزيز المشاركة منها أحوال الطقس الجيدة.

ونقلت حربلو عن المستشار المحلي في البلدية أن الصورة تبدو مبشرة مقارنة بانتخابات سابقة.

صمت انتخابي كامل

ومن ريتشموند شمالي البلاد، قال مراسل الجزيرة محمد المدهون إنه لا حديث في السياسة خلال عملية التصويت بسبب قانون الصمت الانتخابي الذي يمنع حتى الصحفيين من الإشارة إلى أي برنامج انتخابي لأي مرشح.

ولا يصوت الناخبون لحزب بعينه أو لرئيس وزراء وإنما يختارون مرشحا لتمثيلهم في مجلس العموم خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق المدهون، الذي قال إنه موجود في الدائرة التي يخوض رئيس الوزراء ريشي سوناك الانتخابات فيها مقابل 15 منافسا.

وفي روتشديل بمانشستر، قال مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان إن العلمية التصويتية تسير ببطء، وإنه لم يلحظ طوابير للناخبين خلال الساعات الأربع الأولى للتصويت.

وأضاف أن الأعداد ربما تتزايد بعد الخامسة مساء بالتوقيت المحلي بعد عودة الناخبين الذين يعلمون في مناطق بعيدة.

أما في إدنبره الأسكتلندية، فإن الطقس الشتوي أكثر إثارة من علمية التصويت، كما قال مراسل الجزيرة أسد الله الصاوي، مؤكدا أن نسبة الإقبال على التصويت طبيعية.

ووفق الصاوي، فإن 100 ناخب فقط أدلوا بأصواتهم من بين 1100 مسجلين في كشوف الناخبين، لكن المسؤولين قالوا إنه معدل طبيعي بالنظر إلى وجود الناخبين في أعمالهم وإن الإقبال يتزايد في المساء قبل موعد إغلاق الصناديق في العاشرة بالتوقيت المحلي.

وتمثل قضية اللاجئين أحد أهم القضايا التي تلقي بظلالها على الانتخابات العامة الحالية، ومن المتوقع أن يحقق حزب العمال المعارض فوزا تاريخيا على غريمه التقليدي المحافظين (الحاكم حاليا)، الذي حاول ترحيل آلاف اللاجئين إلى رواندا لكنه واجه عقبات شديدة.

فشل حكومي

وتعليقا على هذه القضية، قالت الخبيرة في سياسات الهجرة زوي غاردنر إنه من المفترض أن يغير حزب العمال من واقع التعامل مع اللاجئين في حال تمكن من تشكيل الحكومة.

وأضافت أن كثيرا من طالبي اللجوء السياسي ينتظرون في قوائم انتظار طويلة ويواجهون خطر الترحيل من البلاد، وقد أكد العمال أنه سيعمل على تغيير هذا الوضع وفتح نظام اللجوء السياسي. مشددة على أن الأمر لن يكون أفضل بكثير مما هو عليه الآن "لكننا نحتاج لنظام أكثر فعالية مما هو موجود لحماية طالبي اللجوء".

وعن خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا التي أنفقت فيها حكومة سوناك ملايين الجنيهات الإسترلينية ولم تتمكن من ترحيل أي لاجئ، قالت غاردنر إنها "كانت مثالا صارخا للفشل الذريع بشأن تعامل الحكومة مع اللاجئين وأن حكومة سوناك أثبتت كراهيتها للاجئين وطالبي اللجوء".

ووصفت القانون بالفاشل، مضيفة "لقد أرسلنا 4 ملايين جنيه إسترليني لحكومة رواندا مقابل صفر ترحيل، ولم تؤد الخطة لشيء".

وأضافت "لقد أهدرنا كثيرا من الوقت في البرلمان لمناقشة هذا الموضوع بدلا من مناقشة الصحة والتعليم ومواضيع أخرى أهم للناخب"، متوقعة أن يمنى الحزب الحاكم بهزيمة كبيرة بسبب هذه السياسات التي تبناها لفترة طويلة".

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 46 مليونا يدلون بأصواتهم في 40 ألف دائرة انتخابية في عموم البلاد، ومن المقرر أن تبدأ عملية فرز الأصوات فور إغلاق الصناديق مباشرة في العاشرة مساء بالتوقيت المحلي.

مقالات مشابهة

  • داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص
  • بريطانيا.. إقبال على التصويت في انتخابات قد تطيح بالمحافظين من سدة الحكم
  • شاهد.. تصد أسطوري للحارس جونوك ضمن تأهل تركيا إلى ربع نهائي يورو 2024
  • الانتخابات البريطانية.. من هم أبرز المتنافسين وماهي وعودهم؟
  • إيقاف 474 شخصا بعد أعمال عنف طالت السوريين في تركيا
  • ممثلو التبو لـ خوري: نعاني من التهميش المستمر الذي يحد من وصولنا إلى تسجيل الناخبين والخدمات والتمثيل السياسي
  • "الأمم المتحدة للسكان" يحذر من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان
  • إقالة وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة
  • استقالة وزيري البيئة والصحة في تركيا.. من حل مكانهما؟
  • في ذكري ميلاده.. من هو الشيخ إمام الذي فقد بصرة وعزف علي الجيتار