تشهد العلاقات المغربية الفرنسية مؤشرات على طي صفحة الأزمة الدبلوماسية التي طبعت علاقاتهما في الأعوام الأخيرة، خاصة بعد توالي زيارات مسؤولين فرنسيين إلى الرباط مؤخرا.

ساعات بعد حلوله بالمغرب، الخميس، أعرب وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر، عن استعداد بلاده للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو، كما أكد في تصريحات صحفية أخرى أن الوقت حان "لإنعاش العلاقة" بين بلاده والرباط.

وأضاف: "علينا أن نتأكد من أننا نعمل معا، لدينا مصالح مشتركة".

وتأتي تطمينات المسؤول الفرنسي في وقت أعلنت فيه وكالة الصحافة الفرنسية عن زيارة مماثلة ستقود وزيري الاقتصاد برونو لومير، والزراعة مارك فينو، إلى المغرب قبل نهاية الشهر الحالي.

???????????????????? محادثات كثيفة وودية بين فرانك ريستر، الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية الفرنسية المكلف بالتجارة الخارجية...

Posted by Ambassade de France au Maroc on Thursday, April 4, 2024

وترى فرنسا في الاقتصاد مدخلا لإعادة الدفء إلى علاقتها مع المغرب، التي توترت منذ إعلان الولايات المتحدة أواخر عام 2020 اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. كما تعكرت بسبب ما بات يعرف إعلاميا بقضية "التجسس" وعدم قبول الرباط مساعدة باريس إثر الزلزال الذي ضرب البلاد في سبتمبر الماضي.

وسجلت المبادلات التجارية بين باريس والرباط "مستوى قياسيا" عام 2023، إذ بلغت 14 مليار يورو، في وقت تستمر فيه فرنسا في صدارة قائمة المستثمرين الأجانب بالمغرب.

في المقابل، تعد الرباط أكبر مستثمر إفريقي في فرنسا، مع محفظة استثمارية بلغت 1.8 مليار يورو في 2022، مقابل 372 مليون يورو فقط في 2015، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

بين الاقتصاد والسياسة

ويرى مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، أن "الاعتبارات البراغماتية بين باريس والرباط ترجح إمكانية تثمين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، رغم استمرار المغرب بالمطالبة بدعم تام لسيادته على الصحراء الغربية".

وأوضح الفاتحي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي إلى المغرب أثمرت عن "تفاهمات قد تعيد جدولة مسألة الاعتراف بالسيادة المغربية على أقاليمنا الجنوبية، إلى حين إفساح المجال للدبلوماسية الاقتصادية وتقييم التوازنات في الموقف الفرنسي، على ضوء علاقاته مع الجار الشرقي الجزائر".

"حكومة الصحراء الغربية" تنتقد اعتزام فرنسا تمويل مشروعات في المناطق "المحتلة" ذكرت وسائل إعلام رسمية جزائرية، الأحد، نقلا عن بيان لحكومة الصحراء الغربية قولها إن اعتزام فرنسا تمويل مشروعات في "المناطق الصحراوية المحتلة يعد خطوة استفزازية"

وفي انتظار موقف "واضح" لفرنسا من نزاع الصحراء الغربية، يعتقد الفاتحي أن "تركيز أنشطة اقتصادية لشركات رسمية فرنسية، اعتراف بالسيادة المغربية على المستوى الاقتصادي، سيما أن ذلك سيسمح بالبقاء على مستوى الشراكة المغربية الأوروبية في مجال الفلاحة والصيد البحري، فيما تتهيأ محكمة العدل الأوربية للإعلان عن حكمها حول اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي".

وتابع: "التخوف من موقف سلبي للمحكمة الأوروبية من شأنه يبعثر الكثير من الأوراق السياسية والاقتصادية، ليس فقط بين المغرب والاتحاد الأوروبي، لكن حتى في العلاقات مع فرنسا".

مؤشرات حل

من جانبه، قرأ المحلل السياسي، نوفل البعمري، في الزيارات الأخيرة لمسؤولين فرنسيين إلى المغرب "إشارة على رغبة باريس في تجاوز أزمتها مع الرباط انطلاقا من خطوات اقتصادية".

ومن بين تلك المؤشرات، يوضح البعمري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن هذه الرغبة "انطلقت من الكلمة التي قدمها المبعوث الفرنسي في مجلس الأمن عند التصويت على القرار الأممي 2703، ثم في التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي الجديد، لتصل للمواقف المُعبر عنها مؤخراً في رغبة فرنسا الاستثمار بالأقاليم الصحراوية الجنوبية، وهو قرار اقتصادي سيكون مقدمة لموقف سياسي واضح من دعم فرنسا لمغربية الصحراء".

تحليل: فرنسا تقترب أكثر من المغرب وسط التفاوض مع تبون قد يؤدي تحسن العلاقات بين الرباط وباريس إلى زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب لتجاوز التوتر في وقت وصلت فيه العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى طريق مسدود.

وأضاف: "الملاحظ أن فرنسا والمغرب يتجهان معاً بهدوء نحو عودة العلاقة بينهما لسابق عهدها، لنفس الشراكة الاقتصادية والسياسية.. من خلال القيام بخطوات اقتصادية ستكون متبوعة بمواقف سياسية ودبلوماسية لا تقف عند دعم مبادرة الحكم الذاتي، بل يتعداها للإعلان عن موقف داعم لمغربية الصحراء مع ما يتبعه ذلك من مبادرات سياسية تجاه المنطقة".

وشدد المتحدث ذاته على أن فرنسا "لن تستعيد وضعها كشريك تاريخي للمغرب دون مواقف محترمة وداعمة للقضايا الحيوية للمغرب"، معتبرا أن "قضية الصحراء هي القضية الوطنية الأولى والأكثر حيوية بالنسبة للمغرب".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخارجیة الفرنسی الصحراء الغربیة

إقرأ أيضاً:

جنبلاط يحذر من استغلال الدروز لتقسيم سوريا ويدعو لعلاقات لبنانية - سورية جديدة

بغداد اليوم - متابعة 

حذر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من محاولات استخدام بعض أبناء الطائفة الدرزية كـ"إسفين" لتقسيم سوريا، تحت غطاء ما يُسمى بـ"تحالف الأقليات"، مشددًا على ضرورة حفاظ الدروز على هويتهم العربية وانتمائهم لتراثهم الإسلامي.

وفي كلمة له تابعتها "بغداد اليوم"، أكد جنبلاط تمسكه بإعادة بناء العلاقات اللبنانية-السورية على أسس جديدة، بعيدا عن التجارب السابقة، مع التشديد على أهمية ترسيم الحدود بين البلدين، برًا وبحرًا، بما يضمن سيادة كل منهما.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد جنبلاط على ضرورة التمسك بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها حل الدولتين وحق العودة، داعيًا إلى احترام القرارات الدولية وضمان وقف إطلاق النار في غزة.

وعلى صعيد آخر، حذر جنبلاط من ما وصفه بـ"الاختراق الفكري الصهيوني"، مؤكدًا أن أي زيارات لشخصيات درزية إلى إسرائيل، حتى وإن كانت ذات طابع ديني، لا تلغي واقع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

يذكر أن الجمعة الماضية، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر مشاهد دخول وفد يضم 60 شخصا من رجال الدين الموحدين الدروز السوريين إلى مرتفعات الجولان المحتل في زيارة هي الأولى منذ 50 سنة، حيث وصفت بـ "التاريخية".

وأشاد الشيخ موفق طريف، رئيس الطائفة الدرزية، بزيارة وفد ديني درزي من سوريا لزيارة إسرائيل، لأول مرة منذ 5 عقود كاملة، رغم الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من سوريا.

وتضم إسرائيل مجموعة صغيرة من الموحدين الدروز، بينما يعيش نحو 24 ألف درزي في هضبة الجولان المحتلة، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا بسبب ملف العقارات والاتفاقيات الثنائية
  • مارك كارني يدعو لتعزيز العلاقات مع أوروبا
  • أسواق كارفور تبتر الصحراء من خريطة المغرب
  • وكالة الأنباء تكشف الحقيقة بالأرقام وتضع حدا للنفاق الفرنسي 
  • جنبلاط يحذر من استغلال الدروز لتقسيم سوريا ويدعو لعلاقات لبنانية - سورية جديدة
  • وزير الداخلية الفرنسي يلوّح بالاستقالة إذا تراجعت باريس عن موقفها بشأن المهاجرين الجزائريين
  • وزير الداخلية الفرنسي يهدد بالاستقالة إذا لينت باريس موقفها في ملف الجزائر
  • مأساة طفلة تركية.. أرادت الدفء فاحترقت داخل مدرستها
  • التخطيط والتعاون الدولي تبحث مع فرنسا مستقبل العلاقات الاقتصادية الثنائية
  • المشاط تلتقي السفير الفرنسي لبحث مستقبل العلاقات الاقتصادية الثنائية