ديفيد برنيع.. من تجنيد عملاء المهام الخاصة إلى رئاسة الموساد
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
ديفيد برنيع، عسكري ورجل استخبارات إسرائيلي، ولد في عسقلان عام 1965 لعائلة تعود أصولها إلى يهود ألمانيا الفارين من الحكم النازي، التحق بالجيش في سن مبكرة وغادره لدراسة إدارة الأعمال، ثم عاد من بوابة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد). تولى لنحو عقد من الزمن قيادة فرق تابعة للموساد بالخارج وأشرف على تنفيذ مهام معقدة، وتدرج في الجهاز الاستخباراتي حتى أصبح رئيسه الـ13 ابتداء من يونيو/حزيران 2021 خلفا ليوسي كوهين.
بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كُلف برنيع بقيادة وفد التفاوض لعقد هدنة وصفقة تبادل مع فصائل المقاومة.
المولد والنشأةولد ديفيد برنيع في 29 مارس/آذار 1965، في عسقلان ونشأ في "ريشون لتسيون"، وتعود أصوله إلى اليهود الفارين من ألمانيا تحت الحكم النازي.
كان والده جنديا في قوات النخبة في الهاغاناه ثم أصبح ضابطا في سلاح الجو الإسرائيلي، بينما ولدت أمه على متن سفينة باتريا البريطانية التي كانت تقل يهودا قادمين من ألمانيا، والتي تعرضت لتفجير في ميناء حيفا قتل فيه مجموعة من ركابها.
الدراسة والتكوينفي مرحلة مبكرة من عمره التحق برنيع بالمدرسة العسكرية الداخلية للقيادة في تل أبيب، وبها تابع المراحل الأولى لتعليمه العسكري.
وبعد سنوات من العمل العسكري عاد ليتابع دراساته العليا، وتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1989، حيث حصل على شهادة البكالوريوس عام 1992، ثم الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بيس الأميركية.
من الجيش إلى الموسادالتحق برنيع بالجيش الإسرائيلي عام 1983، وأصبح جنديا في وحدة الاستطلاع التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية المعروفة باسم "سيرت ميتكال"، وهي وحدة عسكرية معنية بجمع المعلومات الاستخباراتية الميدانية وإنقاذ الرهائن ومكافحة الإرهاب.
وبعد سنوات من العمل في هذه الوحدة توجه عام 1989 إلى الولايات المتحدة ليتابع دراساته العليا، ومن ثم عمل في وظائف مدنية مختلفة بينها وظيفة في بنك استثماري بإسرائيل.
عاد من جديد عام 1996 إلى القطاع العسكري والأمني عبر جهاز الموساد، وحظي برضى رؤسائه، وخصوصا رئيس الجهاز حينها مائير داغان، فترقى سريعا بوصفه ضابط استخبارات محترفا، قبل أن يعين نائبا لرئيس شعبة "كيشيت"، التي تعنى بتنفيذ العمليات وجمع المعلومات بالوسائل التكنولوجية، بما في ذلك المتابعة والقرصنة، وتعمل في دول مهمة أو دول تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل.
وابتداء من أواخر التسعينيات من القرن الـ20 وحتى عام 2007 تولى تنفيذ وقيادة مهام للموساد في الخارج، تتعلق بتجنيد العملاء من خلال إنشاء شركات للاستدراج في بعض الدول الأوروبية.
في مطبخ الاغتيالاتبعد نحو عقد من الزمن قضاه برنيع مكلفا بمهام خارج إسرائيل، عاد في 2007 ليتولى وظائف في وحدة "تسوميت" المكلفة بالتنصت على المكالمات واعتراض الإشارات واتصالات الإنترنت، وهي معروفة بالوحدة رقم 8200، وتتبع لها قاعدة أوريم الاستخباراتية، والتي تقع في صحراء النقب.
وتوصف هذه القاعدة بأنها إحدى أكبر القواعد الاستخباراتية في العالم، وترتبط بمواقع تنصت سرية في مناطق مختلفة من المعمورة، وضمن نشاطاتها تجنيد وتدريب العملاء، وهي بذلك من أهم أجهزة الموساد التي تقدم المعلومات عن المطلوبين والمستهدفين بالاغتيالات.
وتدرج برنيع سريعا داخل هذه الوحدة، فأصبح عام 2010 نائبا لرئيسها، ثم رئيسا لها من عام 2013 وحتى 2019، ويعزى ذلك إلى تصنيفه واحدا من أكثر ضباط الموساد كفاءة وقربا من رئيس الجهاز حينها مائير داغان.
وخلال هذه الفترة نفذ الموساد عمليات تعقب واغتيالات واسعة، من أبرزها اغتيال القيادي في كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- محمود المبحوح في الإمارات العربية المتحدة عام 2010، والجنرال الإيراني حسن طهراني مقدم عام 2011 في طهران، والعالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن في 2012 بطهران، والقيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري في 2012 بغزة، وعميد الأسرى المحررين اللبنانيين سمير القنطار عام 2015 في دمشق، والمشرف على وحدة تصنيع الطائرات بدون طيار في كتائب القسام المهندس التونسي محمد الزواري عام 2016 في تونس.
وابتداء من عام 2019 أصبح برنيع نائبا لرئيس الموساد، ثم رئيسا للجهاز في يونيو/حزيران عام 2021، وخاطبه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أثناء مراسيم الإعلان عن تعيينه قائلا إن المهمة الأولى لعناصر الموساد في هذه المرحلة هي "منع إيران من التزود بسلاح نووي"، ودعاه لفعل أي شيء لمنع ذلك باعتبار الأمر يتعلق بوجود إسرائيل.
ومن بين أبرز الشخصيات التي استهدفها الموساد بالاغتيال خلال هذه الفترة العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في إيران، والقيادي في حركة حماس صالح العاروري ببيروت في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، فضلا عن اغتيالات أخرى عديدة لقادة في فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية.
كما يشار إلى أنه قدم المساعدة للمخابرات الأميركية في اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.
فشل السابع من أكتوبرواجه جهاز الموساد تحت قيادة ديفد برنيع انتقادات داخلية واسعة من الإسرائيليين بمن فيهم مسؤولون حكوميون وعسكريون، إثر فشله في رصد التحضير لعملية طوفان الأقصى، بل وصفه قائد الأركان الأسبق غادي آيزنكوت بأنه أكبر فشل منذ عام 1948.
فقد تسلل نحو ألف مقاتل فلسطيني إلى مستوطنات غلاف غزة عبر البحر والبر والجو، وسيطروا لعدة ساعات على المنطقة، وقُتل في العملية نحو 1400 إسرائيلي وأُسر نحو 250 بينهم ضباط وجنود، بدون أن يكشف الجهاز الأمني الإسرائيلي الأشهر أي معلومات عن هذه الخطة.
وفي تغريدة له على موقع إكس حذفها في وقت لاحق، انتقد نتنياهو أداء قادة المنظومة الأمنية وحمّلهم مسؤولية الإخفاق في الحصول على معلومات حول نوايا حماس، وأكد أن كل المعلومات التي كانت تصله من جميع الأجهزة الأمنية والاستخبارات تشير إلى أن حماس تأثرت بعمليات الردع وتتجه إلى التسوية.
ملف صفقة التبادلفي مطلع أبريل/نيسان 2024 منح المجلس الوزاري المصغر صلاحيات أوسع لوفد التفاوض بشأن صفقة التبادل مع فصائل المقاومة في غزة، الذي يقوده برنيع.
ويوصف برنيع بأنه من دعاة إقامة صفقة التبادل ويحظى بدعم عضوي الحكومة الأمنية المصغرة (الكابنيت) بيني غانتس وغادي آيزنكوت، ونقلت عنه القناة الإسرائيلية الـ12 في أواخر مارس/آذار 2024 قوله إن عقد الصفقة ممكن إذا أبدت إسرائيل مرونة بشأن عودة سكان شمال القطاع.
بينما لم يبد نتنياهو تحمسا للصفقة التي يطالب الشارع الإسرائيلي وعدد من القادة السياسيين والعسكريين بالإسراع في عقدها، وكان قد وضع سابقا قيودا على أسفار برنيع إلى بعض دول المنطقة بخصوص التفاوض، ويساند نتنياهو في هذا التوجه الحلف اليميني الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
مغردون: هجرة الموساد فخ أمني بغطاء إنساني لتهجير أهالي غزة
منذ استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تعالت الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية الداعية إلى تهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في القطاع، خاصة بعد مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" على مقترح قدّمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء مديرية خاصة تُعنى بتهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك قبل عدة أسابيع.
وستتولى "مديرية التهجير" ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي في بيانه بـ"الانتقال الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دولة ثالثة لمن يبدون رغبة في ذلك"، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي، وستعمل المديرية بالتنسيق مع المنظمات الدولية والجهات الأخرى وفقا لتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي، وستنسق أنشطة الوزارات الحكومية المعنية في هذا الشأن.
ويأتي إنشاء هذه المديرية الجديدة -التي تتناغم مع طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب– في سياق حرب الإبادة المتواصلة على غزة، وسط دعوات من وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى قصف وتدمير مستودعات الأغذية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بهدف دفع السكان إلى الهجرة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل قام ببث وتسويق شائعات بين سكان القطاع بشتى الطرق حول "الهجرة"، مما أثار جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من التعامل مع هذه الشائعات.
إعلان مصطلح ناعم لمشروع تهجير ممنهجوفي هذا السياق، أوضح الناشط خالد صافي عبر منصة إكس أن جهات مشبوهة تابعة للاحتلال تسوّق لفكرة "الهجرة الطوعية" عبر حملات مضللة تستهدف مشاعر الناس وتستغل واقع الحرب، بينما الهدف الحقيقي هو تفكيك النسيج المجتمعي الفلسطيني.
احذروا "هجرة الموساد".. فخ أمني بغطاء إنساني
في ظل الحرب والحصار، تسوّق جهات مشبوهة تابعة للاحتلال الإسرائيلي لفكرة "الهجرة الإنسانية" لأهالي غزة، في حملة تبدو للوهلة الأولى إنقاذية، لكنها في حقيقتها فخ أمني واستخباري خطير.
???? خلف الستار:
– الحملة تقودها خلية مشبوهة بإدارة… pic.twitter.com/J0q2QFh7gQ
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 21, 2025
من جانبه، كشف الناشط حكيم أن رقم محامٍ إسرائيلي يُدعى يورام يهودا، صاحب مكتب محاماة في تل أبيب، انتشر بين أهالي غزة. وقد حاول عدد من الأشخاص داخل وخارج القطاع التواصل مع الرقم للاستفسار عن "الهجرة الطوعية".
تحذير من التواصل مع الموساد والمخابرات وأعوانهم .
انتشر بين أهالي غزة رقم المحامي الاسرائيلي يورام يهودا صاحب مكتب محاماة في تل أبيب ..
حاول أكثر من شخص من غزة وخارج غزة الاتصال مع صاحب الرقم للاستفسار عن الهجرة الطوعية
أولا يجيب على الاتصالات وعلى نفس الرقم عدة اشخاص يتحدثون…
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) April 21, 2025
وأوضح أن المفاجأة كانت أن من يجيب على هذا الرقم هم عدة أشخاص يتحدثون العربية بطلاقة -ويُرجّح أنهم من جهاز الموساد- ويقومون بطرح أسئلة حساسة على المتصلين.
التهجير موت مضاعف لا نجاة منهبينما كتب الصحفي عميد شحادة "التهجير بالنسبة للفلسطينيين ليس نجاة، بل موت مضاعف. فبينما يراه البعض بديلا عن الموت، تُثبت تجارب اللجوء والذل والطعن بالظهر أن الفلسطيني لا يجد حضنا يحتضنه سوى وطنه".
وأضاف عبر صفحته على موقع فيسبوك "فلسطين وحدها تشبهنا وتحتوينا، وهي ملاذنا من عالم صامت على إبادتنا. الحقيقة المؤلمة؟ الفلسطينيون اليوم يهربون من هذا العالم، لا إليه".
إعلانأما الناشط عبد الله شرشرة، يرى أن الإعلانات المتداولة ليست عشوائية، بل إنها جزء من مخطط منظم. وأشار إلى أن الوقت قد حان ليدرك الغزيون أنهم محاطون بأشخاص بنوايا غير بريئة.
لم يتركوا مكراً ولا خداعاً إلا مارسوه
مارسوا الإجرام بأبشع صوره، ألقوا بكل ما يملكون من قوة وبمساعدة أمريكا والغرب على غ.ز.ة .
وما زالت تقاوم وما زالت تؤلمهم وما زالت تقف بثبات رغم الألم والجوع
— Qais لابُد من غـ زة «????????????????» (@BallackMic92066) April 21, 2025
كما أشار مغردون إلى أن من يردون على الاتصالات يتحدثون العربية بطلاقة، ويرجّح أنهم ضباط موساد يسعون لاستغلال شوق الناس للخروج من جحيم الحرب كفرصة لاختراق المجتمع واستدراج أبنائه.
وكتب أحدهم محذرا: "انتبهوا من الانسياق وراء ضباط المخابرات الإسرائيلية، هذه مشاريع تجنيد، لا هجرة ولا نيلة! لا تتحيّن الفرصة وتركض ورا الأوهام، بدك تهاجر؟ استنى بعد الحرب واطلع بطريقة شرعية وين ما بدك. ركام غزة خير من مذلة المهجر واللجوء".
حقائق مهمة وخطيرة حول ما يُشاع عن "هجرة جماعية من #غزة":
في الوقت الذي تتناقل فيه بعض المنصات وعناصر #شبكة_افيخاي روايات عن هجرة جماعية من غزة إلى أوروبا، من المهم توضيح الأمور التالية للرأي العام:
1. لا توجد موجات هجرة جماعية مسجلة من غزة. السكان في غالبيتهم متمسكون بأرضهم رغم…
— تيسير البلبيسي (@Taysirbalbisi) April 21, 2025
وأشار آخرون إلى أن مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة قد بدأ فعليا، وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يخبئ نواياه، فبعد إنشاء "مديرية التهجير" الخاصة بتنظيم خروج الفلسطينيين من القطاع، بدأت تصل رسائل لبعض المواطنين تدعوهم لمقابلات على حاجز نتساريم، بحجة "بحث إمكانية الهجرة".
ورغم أن البعض يراها خطوة استكشافية، فإنها في الحقيقة تمهيد لمرحلة تهجير ممنهجة قادمة.
إعلان تحذيرات حكوميةكذلك حذر المكتب الإعلامي الحكومي من شائعات يبثها الاحتلال حول الهجرة من غزة، مؤكدا أنها جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال "الإسرائيلي" لزعزعة صمود شعبنا وضرب وعيه الوطني.
وقال المكتب الحكومي، في بيان صحفي، أمس الاثنين، إننا "نتابع ما تم تداوله مؤخرا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار "رامون" إلى دول مختلفة حول العالم".
وأكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تماما من الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب.