يثير الارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب المزيد من التساؤلات في السوق، خاصة في ظل الضبابية التي تحيط بتوقيت تخفيض البنك الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة، حسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

ويُنظر إلى الذهب على أنه "ملاذ آمن"، حيث يؤكد الرأي السائد أن أسعار السبائك يجب أن ترتفع عندما تنخفض أسعار الفائدة، وهو ما يتوقع العديد من المستثمرين حدوثه هذا العام.

وبعد التداول عند نطاق ثابت إلى حد ما لعدة أشهر، بدأت أسعار الذهب في الارتفاع منذ مطلع مارس الماضي، لتصعد بنسبة 14 بالمئة منذ ذلك الحين مسجلة 2366 دولارا للأونصة، وفق "بلومبيرغ".

وحسب الوكالة، فقد دفع الغموض بشأن توقيت خفض الفائدة، إلى الاتجاه إلى السبائك باعتبارها تجارة عالمية ضخمة تمتد عبر العقود الآجلة والصناديق المتداولة في البورصة من نيويورك إلى شنغهاي وصولا إلى لندن، وشبكة عالمية من التجار في كل مكان.

"الجميع يشتري الذهب"

وتؤكد الوكالة أن البنوك المركزية على وجه التحديد، فضلا عن المؤسسات الكبرى والمتداولين الذين يستعدون للتحول إلى أسعار فائدة أكثر مرونة، قاموا مؤخرا بشراء سبائك ذهب.

وتقول "بلومبيرغ" إن "الجميع يشتري في وقت واحد"، وذلك رغم التطمينات من عدم احتمال تقلب الأسواق في ظل تسلح المحللين ببيانات سوقية أفضل من أي وقت مضى.

وصل إلى مستويات قياسية.. ماذا يقف وراء ارتفاع أسعار الذهب؟ تواصل أسعار الذهب ارتفاعها إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، وذلك وسط توقعات باستمرار  مسارها التصاعدي في قادم الأيام والأسابيع، جراء ترقب خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوربا، وبسبب الأزمات والحروب التي تشهدها بعض المناطق في العالم.

وتضيف الوكالة أنه "من المثير للدهشة أن عمليات الشراء لا تتم من خلال الصناديق المتداولة في البورصة، وهي إحدى أسهل الطرق للحصول على الذهب، حيث تزايدت التدفقات الخارجة من هذه الصناديق المدعومة بالذهب".

ويقول مدير متجر "ETE"، نيت جيراسي، إن "هذه واحدة من أكثر الظواهر الغريبة التي رأيتها على الإطلاق في مجال صناديق الاستثمار المتداولة".

ويضيف: "الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص، هو أن الطلب على الذهب كان قويا للغاية في قنوات أخرى مثل مشتريات البنوك المركزية والمشتريات المباشرة من قبل المستثمرين الأفراد والقطاع الخاص".

الفائدة لا تزال مرتفعة 

وحسب "بلومبيرغ"، فقد تزايدت مشتريات الذهب في أسواق العقود الآجلة الأكبر حجما، والأسواق الخارجية، مما يشير إلى أن مشاركة واسعة من المشترين المعتادين، كالبنوك المركزية، والبنوك الاستثمارية، وصناديق التقاعد، وصناديق الثروة السيادية.

ولا يزال من المتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مما من شأنه أن يفيد الذهب، غير إن العديد من المستثمرين أصبحوا في الواقع أقل اقتناعا بشأن التوقيت.

بيع وشراء الذهب.. ملاذ مصريين "للبقاء في منطقة الأمان" في العامين الماضيين بعد أن مرت، نزل المضاربون الذين يشترون الذهب إلى السوق، حيث أدى انهيار العملة المصرية إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن من الاضطرابات، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

ومن بين الاحتمالات الأخرى، حسب "بلومبيرغ"، أن بعض المستثمرين في الذهب يركزون بدلا من توقيت أسعار الفائدة على احتمال الهبوط في الاقتصاد الأميركي بناء على البيانات الأخيرة، ويسارعون إلى شراء السبائك باعتبارها أنها ملاذ آمن.

ويقول رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أولي هانسن، إن "الارتفاع يتحدى الكثير من التفكير العادي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأسعار الفائدة التي لا تزال مرتفعة".

ويضيف: "أعتقد أن هذا الاتجاه يستند على التضخم الثابت وربما الهبوط الحاد، الذي يحيط به الكثير من عدم اليقين الجيوسياسي وتراجع العولمة، الذي يدفع طلب البنوك المركزية على الذهب".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسعار الذهب على الذهب

إقرأ أيضاً:

«آي صاغة»: 50 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب خلال أسبوع

تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 1.3% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء أمس، السبت، في حين تراجعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 1% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء الجمعة الماضي، بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».

أسعار الذهب الآن في مصر .. ومفاجأة بقيمة عيار 21خاص| التموين :ملتزمون بدعم كل المستحقين ونعمل على تحسين الآلياتتفعيل البطاقات الموقوفة.. خطاب هام من التموينالوزير: ندرس إقامة مجمع مصانع جاهزة لـ 450 مصنعا على مساحة 73.3 فدان


وقال المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بنحو 50 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3820 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3770 جنيهًا، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بقيمة 26 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2648 دولارًا، وتراجع لمستوى 2580 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2622 دولارًا.

وأضاف إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4309 جنيهات، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3231 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2514 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 30160 جنيهًا.

وأشار إلى تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية، متأثرة بتراجع الأوقية بالبورصة العالمية، وسعر صرف الدولار بالسوق المحلي.

وذكر أن الذهب تراجع بالبورصة العالمية عقب قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، وتلميحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي بإبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ما دفع الذهب لموجة هبوط حادة.

وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي، في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية لعام 2024، إلى تخفيضات أقل في أسعار الفائدة العام المقبل، ووفقًا لتوقعاته الاقتصادية المحدثة، يبحث البنك المركزي عن خفضين لأسعار الفائدة العام المقبل.

وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25% -4.50% يوم الأربعاء.

ونوه إلى أن التهديد المتشدد (والمربك) المستمر من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي وترامب بشأن التعريفات الجمركية يخلق المزيد من عدم اليقين في نهاية العام، ما يساعد في دفع الدولار الأمريكي إلى أقوى مستوياته منذ 20 عامًا.

وأوضح إمبابي أن الذهب تماسك مع ختام تعاملات الأسبوع، بعد أن عجز الكونجرس الأمريكي عن تمرير مشروع قانون الإنفاق قبل العطلات، فالحكومة على وشك الإغلاق الجزئي مرة أخرى والذي سيؤثر على كل شيء من إنفاذ الحدود إلى المتنزهات الوطنية وإجازة ما يصل إلى مليوني موظف.

في حين كشف تقرير التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، عن ارتفاع نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.1% في نوفمبر، مقابل توقعات بزيادة بنسبة 0.2%، تسارع المعدل السنوي إلى 2.4% من قراءة الشهر السابق البالغة 2.3%، وهو لا يزال أقل من 2.5% المتوقعة من قبل إجماع السوق، وبالمثل، انخفض مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي إلى 0.1% من 0.3% في أكتوبر بينما ظل التضخم السنوي ثابتًا عند 2.8% مقابل توقعات السوق بارتفاعه إلى 2.9%.

وفي يوم الخميس، أدى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث، وانخفاض طلبات البطالة، موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد لعام 2025، حيث أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي نما بمعدل سنوي بلغ 3.1% في الربع الثالث.

وانخفضت طلبات البطالة الأسبوعية إلى 220 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 13 ديسمبر من قراءة الأسبوع السابق التي بلغت 242 ألف طلب، متجاوزة التوقعات بانخفاض أبطأ إلى 230 ألف طلب.

وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب في بداية عام 2024، كانت مدفوعة بعمليات شراء قياسية من البنوك المركزية وطلب آسيوي غير مسبوق من المستهلكين.

وتوقع أن يستمر الطلب من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة مع استمرار الدول في تنويع استثماراتها في إطار سياسة التخلي عن الدولار.
ولفت، إلى أن ضعف النمو الاقتصادي العالمي، وتهديد ارتفاع التضخم، وعدم الاستقرار الجيوسياسي من شأنه أن يدعم الطلب الاستهلاكي، خاصة في الأسواق الناشئة.

البيانات الاقتصادية التي يجب مراقبتها الأسبوع المقبل:

في سياق متصل، تترقب الأسواق بيانات ثقة المستهلك الأمريكي يوم الاثنين، وتقرير السلع المعمرة الأمريكية، ومبيعات المساكن الجديدة يوم الثلاثاء، وطلبات البطالة الأسبوعية الأمريكية يوم الخميس.

مقالات مشابهة

  • «آي صاغة»: 50 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب خلال أسبوع
  • أسعار الذهب في تركيا اليوم (22 ديسمبر 2024)
  • هبوط الأسهم الأوروبية وسط قلق المستثمرين بشأن تحذيرات ترامب
  • زيادة أسعار البيض في أمريكا بعد تفشي إنفلونزا الطيور
  • أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 21-12-2024
  • ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار
  • أسعار الذهب اليوم السبت 21-12-2024 في مصر
  • سعر الذهب اليوم في مصر.. عيار 21 يسجل هذا الرقم
  • سعر أشهر جرام ذهب اليوم 20-12-2024
  • سعر الذهب اليوم 20-12-2024