سوق الذهب يبحث عن إجابات وراء الارتفاع المفاجئ في الأسعار
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
يثير الارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب المزيد من التساؤلات في السوق، خاصة في ظل الضبابية التي تحيط بتوقيت تخفيض البنك الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة، حسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
ويُنظر إلى الذهب على أنه "ملاذ آمن"، حيث يؤكد الرأي السائد أن أسعار السبائك يجب أن ترتفع عندما تنخفض أسعار الفائدة، وهو ما يتوقع العديد من المستثمرين حدوثه هذا العام.
وبعد التداول عند نطاق ثابت إلى حد ما لعدة أشهر، بدأت أسعار الذهب في الارتفاع منذ مطلع مارس الماضي، لتصعد بنسبة 14 بالمئة منذ ذلك الحين مسجلة 2366 دولارا للأونصة، وفق "بلومبيرغ".
وحسب الوكالة، فقد دفع الغموض بشأن توقيت خفض الفائدة، إلى الاتجاه إلى السبائك باعتبارها تجارة عالمية ضخمة تمتد عبر العقود الآجلة والصناديق المتداولة في البورصة من نيويورك إلى شنغهاي وصولا إلى لندن، وشبكة عالمية من التجار في كل مكان.
"الجميع يشتري الذهب"وتؤكد الوكالة أن البنوك المركزية على وجه التحديد، فضلا عن المؤسسات الكبرى والمتداولين الذين يستعدون للتحول إلى أسعار فائدة أكثر مرونة، قاموا مؤخرا بشراء سبائك ذهب.
وتقول "بلومبيرغ" إن "الجميع يشتري في وقت واحد"، وذلك رغم التطمينات من عدم احتمال تقلب الأسواق في ظل تسلح المحللين ببيانات سوقية أفضل من أي وقت مضى.
وتضيف الوكالة أنه "من المثير للدهشة أن عمليات الشراء لا تتم من خلال الصناديق المتداولة في البورصة، وهي إحدى أسهل الطرق للحصول على الذهب، حيث تزايدت التدفقات الخارجة من هذه الصناديق المدعومة بالذهب".
ويقول مدير متجر "ETE"، نيت جيراسي، إن "هذه واحدة من أكثر الظواهر الغريبة التي رأيتها على الإطلاق في مجال صناديق الاستثمار المتداولة".
ويضيف: "الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص، هو أن الطلب على الذهب كان قويا للغاية في قنوات أخرى مثل مشتريات البنوك المركزية والمشتريات المباشرة من قبل المستثمرين الأفراد والقطاع الخاص".
الفائدة لا تزال مرتفعةوحسب "بلومبيرغ"، فقد تزايدت مشتريات الذهب في أسواق العقود الآجلة الأكبر حجما، والأسواق الخارجية، مما يشير إلى أن مشاركة واسعة من المشترين المعتادين، كالبنوك المركزية، والبنوك الاستثمارية، وصناديق التقاعد، وصناديق الثروة السيادية.
ولا يزال من المتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مما من شأنه أن يفيد الذهب، غير إن العديد من المستثمرين أصبحوا في الواقع أقل اقتناعا بشأن التوقيت.
ومن بين الاحتمالات الأخرى، حسب "بلومبيرغ"، أن بعض المستثمرين في الذهب يركزون بدلا من توقيت أسعار الفائدة على احتمال الهبوط في الاقتصاد الأميركي بناء على البيانات الأخيرة، ويسارعون إلى شراء السبائك باعتبارها أنها ملاذ آمن.
ويقول رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أولي هانسن، إن "الارتفاع يتحدى الكثير من التفكير العادي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأسعار الفائدة التي لا تزال مرتفعة".
ويضيف: "أعتقد أن هذا الاتجاه يستند على التضخم الثابت وربما الهبوط الحاد، الذي يحيط به الكثير من عدم اليقين الجيوسياسي وتراجع العولمة، الذي يدفع طلب البنوك المركزية على الذهب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسعار الذهب على الذهب
إقرأ أيضاً:
للمرة العاشرة.. مستوى تاريخي جديد للذهب في البورصة العالمية عند 2952 دولارًا للأونصة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتفع الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد في ظل تحول المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد المخاوف المتعلقة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي من شأنها أن تزيد من التضخم وتؤدي إلى حرب تجارية عالمية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 2954 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2934 دولارا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2952 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون.
وارتفع الذهب منذ بداية العام بنسبة 12.6% حتى الآن وسجل قمة تاريخية جديدة للمرة العاشرة وسط مخاوف من رسوم ترامب الجمركية، حيث تجتمع العوامل السياسة والاقتصادية الحالية لصالح دفع الذهب لمزيد من المكاسب ليقترب من مستهدفه عند 3000 دولار للأونصة.
ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي فرض رسوما جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية ورسوما جمركية أخرى بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم. وقال يوم الأربعاء إنه سيعلن عن التعريفات الجمركية المتعلقة ( بالأخشاب والسيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية ) خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك.
تسببت سياساته في تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن وذلك على الرغم من قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع له هذا العام، وأظهر في محضر اجتماعه الذهب صدور يوم أمس أن المقترحات السياسية الأولية لترامب أثارت مخاوف بشأن ارتفاع التضخم وأكدت استمرار التوقف المؤقت لخفض أسعار الفائدة.
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي خلال الأيام الأخيرة أكدت على نفس الفكرة، وبالتالي لن يجد الذهب دعم من انخفاض أسعار الفائدة الأمريكي على المدى القريب، إلا أن هذا لن يوقف صعود الذهب بسبب الدعم الكبير الذي يجده من كونه ملاذ آمن.
قامت مؤسسة جولدمان ساكس المالية برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 من 2890 دولارا للأونصة، وذلك بسبب الطلب المرتفع من البنوك المركزية، وأشارت جولدمان ساكس أنه إذا ظلت حالة عدم اليقين السياسي ومخاوف التعريفات الجمركية، فقد تصل أسعار الذهب إلى المستوى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام.