بعد جولات عديدة من المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل في قطر، لم يتوصّل الطرفان حتّى الآن لاتّفاق برعاية عربيّة وغربيّة بتبادل الرهائن والأسرى، في مقابل وقف إطلاق النار في غزة، رغم المطالبات الأميركيّة والأوروبيّة للحكومة الإسرائيليّة، بضرورة الإسراع بإنهاء الحرب، كيّ يتمّ إقفال ملف المحتجزين لدى حركات المقاومة الفلسطينيّة.

وبالتوازي مع ذلك، تُصّر تل أبيب على اقتحام رفح، لأنّها تعتبر أنّها المدينة الأخيرة التي يتحصّن فيها مقاتلو "حماس"، وأنّها اقتربت من القضاء على الحركة.
 
وكما هو معلومٌ، فإنّ خطاب إيران و"حزب الله" و"حماس" يُطالب قبل أيّ شيءٍ آخر بوقف آلة الحرب الإسرائيليّة في غزة، مع التشديد على خروج الغزاويين منتصرين، رغم كلّ الدمار الذي لحق بالقطاع، كيّ تبقى الحركة موجودة ضمن معادلة توحيد الساحات. فيقول مراقبون عسكريّون، إنّ آخر ورقة بيد "حماس" هي وقف إطلاق النار مع ضمانات بتطبيق هذا الأمر، في مقابل إفراجها عن الرهائن الإسرائيليين. ويُشدّد المراقبون على أنّ زعيم الحركة يحيى السنوار لم يعدّ يملك نقطة قوّة أخرى سوى المحتجزين لديه، كيّ يفرض شرطه على إسرائيل، وتقوم بوقف الحرب.
 
إلى ذلك، فإنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أعلن يوم الأربعاء الماضي، أنّه "يُريد أنّ تتوسّع عمليّة "طوفان الأقصى"، لزيادة الضغط على العدوّ الإسرائيليّ، وتوجيه رسالة إلى أميركا، أنّ دولاً أخرى قد ينفجر فيها الوضع الأمنيّ، وتدخل في النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، إنّ لم تُوقف تل أبيب حربها قريباً.
 
وفي هذا السياق أيضاً، فإنّ أميركا لا تزال تمدّ إسرائيل بالأسلحة، لكنّها في الوقت عينه تُطالبها بعدم إقتحام رفح، وبوقف الحرب فوراً، بالتزامن مع الزيارات التي يقوم بها مسؤولون غربيّون للبنان، لتجنيب البلاد الحرب، ليس خوفاً على اللبنانيين، وإنّما على تل أبيب.
 
ومن شأن التهديد المتزايد على أمن إسرائيل من أكثر من جهّة، أنّ يخلق جوّاً عاماً دوليّاً ضاغطاً على بنيامين نتنياهو، وهذا ما بدأ يتجلى، إنّ عبر توقيف بلدان غربيّة فاعلة توريد الأسلحة للجيش الإسرائيليّ، وإنّ عبر حثّ الإسرائيليين على ضرورة التهدئة، وتلافي توسّع الحرب. في المقابل، يلفت المراقبون العسكريّون إلى أنّه يجب على "حماس" الصمود في الميدان، كيّ تدفع تل أبيب إلى القبول بشرطها الأساسيّ. ويُشيرون إلى أنّ الصواريخ عادت لتُطلق من غزة على المستوطنات الإسرائيليّة، ما يُشكّل فشلاً لجيش العدوّ بالسيطرة الفعليّة على القطاع الفلسطينيّ المُحاصر.
 
ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل لم تنجح بالقضاء على "حماس"، وهي لن تستطيع تحقيق هذا الهدف، حتّى لو اجتاحت رفح، فعناصر الحركة لا يزالون يخوضون معارك في قلب مدن غزة التي يتواجد فيها الإسرائيليّون، كذلك، فإنّ إيران قادرة على إيصال السلاح للحركة عبر طرقٍ كثيرة، إضافة إلى أنّ "حزب الله" يزيد من وتيرة قصفه للمستوطنات الإسرائيليّة، وهو يستهدف مستعمرات مأهولة جديدة، كيّ يُساهم في خلق جوٍّ عامّ داخل إسرائيل، يُطالب نتنياهو بإنهاء الحرب.
 
ويُشير المراقبون إلى أنّ الشارع الإسرائيليّ بات يُضيّق الخناق على الحكومة الإسرائيليّة، عبر الإحتجاجات وإقفال الطرقات، حتّى أنّه يوجد وزراء داخل "الكابينت" يُعارضون توسيع الحرب، ويرون أنّ أفضل فرصة هي تبادل الأسرى والرهائن، ويخشون أيضاً من أنّ يقوم العالم بعزل تل أبيب دبلوماسيّاً وعسكريّاً، ما يُعرّضها للخطر، إنّ دخل "حزب الله" بطريقة مباشرة في النزاع.
 
ولأنّ "حزب الله" وخلفه إيران يُدركان أنّ "حماس" لا تملك غير المساومة على المحتجزين الإسرائيليين لديها، فإنّهما سيستمرّان بالضغط العسكريّ القويّ على إسرائيل، إنّ عبر زيادة وتيرة القصف لمستوطناتها، وإنّ عبر التلويح بتوسّيع رقعة الحرب، كيّ يخضع نتنياهو للمطالب الدوليّة ويُوقف حربه، ويقبل بشرط يحيى السنوار الأساسيّ، عندها، سيخرج خاسراً من الحرب، وسيُقصى من السياسية، وستبقى "حماس"، وستكون بنظر حركات وشعوب المقاومة منتصرة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإسرائیلی ة حزب الله تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترجيح أمريكي باندلاع مواجهة واسعة بين إسرائيل وحزب الله خلال أسابيع

ترجح المخابرات الأمريكية اندلاع مواجهة واسعة النطاق بين "إسرائيل" وحزب الله خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال موقع "بوليتيكو" الأمريكي إن المسؤولين الأمريكيين يحاولون "إقناع الجانبين بوقف التصعيد، وهي مهمة ستكون أسهل بكثير مع وقف إطلاق النار في غزة، لكن هذا الاتفاق ما زال في مفاوضات متوترة، والمسؤولون الأمريكيون ليسوا واثقين من أن إسرائيل وحماس ستوافقان على الاتفاق المطروح على الطاولة في المستقبل القريب".

وأضاف الموقع أنه "في الوقت نفسه، قام الجيش الإسرائيلي وحزب الله بصياغة خطط قتالية وهما بصدد محاولة شراء أسلحة إضافية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين كبيرين مطلعين على المعلومات الاستخبارية".

وذكر أن "الجانبين أكدا علنا أنهما لا يريدان خوض الحرب، لكن كبار مسؤولي بايدن يعتقدون بشكل متزايد أن القتال العنيف من المرجح أن يندلع على الرغم من الجهود المبذولة لمحاولة منعه".


وحذر من أن "الخطر الآن أصبح أعلى من أي وقت مضى في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير آخر، وأن الحرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تشعل صراعا يجبر الولايات المتحدة على المساعدة في الدفاع عن إسرائيل، ويدفع إدارة بايدن إلى الانخراط بشكل أعمق في منطقة حاولت لسنوات تركها".

وأضاف الموقع أن المخابرات الأمريكية تقدم تقييما أكثر تحفظا قليلا من تلك التقييمات القادمة من أجزاء من أوروبا، حيث تقدر بعض الدول الأوروبية أن الحرب بين "إسرائيل" وحزب الله يمكن أن تندلع خلال أيام. 

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، إن الإدارة الأمريكية تعمل على التوصل إلى "حل دبلوماسي" يسمح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم.

وأضافت: "نواصل أيضًا جهودنا للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب في غزة، وسيؤدي وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن في غزة إلى تسريع إمكانية إحراز تقدم، بما في ذلك الأمن الدائم والهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وهذه الصفقة الآن مع حماس والقرار في يدها".


وحاولت إدارة بايدن على مدى أسابيع إقناع الجانبين بعدم الذهاب إلى الحرب، وسافر كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم عاموس هوشستين، المبعوث إلى الشرق الأوسط، إلى المنطقة في الأيام الأخيرة لمحاولة استعادة الهدوء.

وعلى الرغم من هذه الجهود، قال كبار مسؤولي بايدن إن التوترات المتصاعدة على حدود "إسرائيل"، وعدم وجود أي تحرك مهم في مفاوضات وقف إطلاق النار، تتجه نحو الحرب.

مقالات مشابهة

  • بلينكن: هناك زخم يقود باتجاه الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تلتهم الشرق الأوسط
  • وزير خارجية إسرائيل يهدد إيران وحزب الله: سنتحرك بكل قوة
  • هل انتهت فرصة التسوية السياسية الأميركية بين إسرائيل وحزب الله؟
  • ترجيح أمريكي باندلاع مواجهة واسعة بين إسرائيل وحزب الله خلال أسابيع
  • ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية فإن لبنان سيتجاوز هذه المرحلة
  • نيويورك تايمز: واشنطن تضغط لتجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله
  • ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية لبنان سيتجاوز هذه المرحلة
  • حزب الله يعلن مقتل أحد أفراده في غارة إسرائيلية بلبنان
  • بن غفير: علينا شن حرب شاملة على لبنان.. والاتفاقيات لا جدوى منها