في بداية حرب هذه المليشيا الإجرامية اعتقلت السلطات ضابطاً بالقوات المسلحة برتبة مقدم، واكتشفت أنه يملك ترليون وثمانمائة مليار جنيه سوداني (أكرر ترليون وثمانمائة مليار جنيه سوداني). كان ذلك الضابط متواطئاً مع أولاد دقلو؛ ومكلفاً بمهام من بينها شراء ولاءات للمليشيا في قطاعات شتى!!!

وقُبض على جندي كان في الاستراتيجية محوَّل له عبر (بنكك) 150 مليار جنيه.


وفي احدى العمليات في امدرمان قبض على عربة مليشيا بها 800 ألف دولار.
وقبل بداية الحرب ببضعة أسابيع حوَّل بنك السودان 50 مليون دولار لبنك الخليج المملوك بقدر كبير لأولاد دقلو. وكانت أموال دولارية بالملايين تأتي من الإمارات عبر مطار الخرطوم لبنك الخليج ويستلمها عبد الرحيم دقلو دون أي إجراءات.

المثير للعجب أنه وردتني إفادة أن بنك الخليج لا زال يعمل حتى هذا اليوم من بورتسودان، وعملياته في تمويل الحرب وفتح مسارات لإمداد المليشيا من تشاد وليبيا وجنوب السودان معلومة ومشهورة؛ وحتى الإدارة الأمريكية اعلنت اتهامها له بممارسة اعمال تزيد من اتون الحرب وإشاعة عدم الاستقرار. ويحصل كل هذا وبنك السودان المركزي يغض الطرف عن هذه الجرائم.

وكان حمدوك قد عيَّّن صلاح الدين شيخ خضر نائباً لمحافظ بنك السودان بتاريخ 7/10/2020.
وهو من كوادر الحزب الشيوعي وموجود ببورتسودان ويمارس مهامه؛ ويُروى أنه من المقربين لمصطفى عبد النبي أحد مسؤولي الدائرة المالية لأولاد دقلو.

والحال كذلك فهؤلاء هم من يكبلون البنك المركزي ويجعلونه مطيةً لقادة المليشيا.
وللمليشيا فساد تمّ ويتم عبر بنك الثروة الحيوانية، الذي يراس مجلس إدارته الصادق محمد علي حسب الرسول وزير الدولةً بالمالية في آخر حكومة للإنقاذ من ابناء الرزيقات ببحر العرب، وحدث كل هذا والقحاتة قيامٌ ينظرون.

وللحقيقة فإن فساد أولاد دقلو وتواطؤهم في الفساد مع قحت لم يبدأ بالحرب؛ بل سبقها بأعوام.

وتذكرون ذلك المقال الاستقصائي الضافي الذي كتبه الصحفي الألمعي دكتور مزمل أبو القاسم (3/3/ 2020)؛ والذي فضح تفضيل وزير المالية لشركة الفاخر المملوكة لأولاد دقلو. والتي مُيِّزَت دون سواها باحتكار تصدير الذهب؛ واحتكار استيراد سلع استراتيجية، دون توريد حصيلة الصادر.

وحدث هذا وقحت تصدع الرؤوس بالحديث عن فساد الكيزان ومحاربة التمكين. وقام أحد كبار مسؤوليها (وزير) بتهديد الصحفي الشجاع بالمحاكم لتخويفه. ولكنهم لم يجرؤا على محاكمته لأنه كان يملك وثائق إدانتهم. وما كان فساد الفاخر إلّا غيضاً من فيض. فثمة شركات أخرى مارست فساداً يزكم الانوف وغطى عليها القحاتة المتنفَّذون وقتها.

وعن ضروب فساد دكتور حمدوك ومن حوله من القحاتة، حدَّثني صحفي جدير بكل ثقة، وأكد لي روايته ضابط أمن كان قيادياً في جهاز الأمن؛ أن مبلغ 70 مليون دولار (راح شمار في مرقة) مسؤول عنه حمدوك وجماعته.

وأصل قصته أن حمدوك سحب المقابل السوداني لهذا المبلغ من بنك السودان، وقال للبنك إن هذا المبلغ سيذهب لسداد مديونية الحكومة لصندوق التأمينات الاجتماعية. وتم ذلك دون علم الوزيرة التي يقع صندوق التأمينات تحت إشرافها (شابة محترمة تسمى لينا الشيخ عمر محجوب).

وادعى حمدوك أن مبلغ ال 70 مليون دولار مرسلة كبادرة حسن نوايا gesture of goodwill
للأمريكان، وقسط أول لمبلغ التسوية في قضية المدمرة كول.

ويقول المصدر إن إن هذا المبلغ لم يُقتطع من جملة مبلغ التسوية لقضايا المدمرة كول والقضايا الأخرى البالغ 330 مليون دولار!!!

ولا نريد أن نتحدث عن مبلغ ال 7 مليون دولار التي كان يسددها الاتحاد الأوروبي لحمدوك رئيس وزرائنا ورهطه.

السفير عبد الله الازرق

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بنک السودان ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد

نتذكر ونذكر ما مضى من أقوالنا وأفعالنا ومشاعرنا والأماكن التي ترددنا عليها في لحظات تأملنا، وما رحلوا عن عالمنا ممن نحب. عندما نتذكر أو نذكر كل هذه الأشياء، نكون قد صنعنا ذكريات.... الأهم من صناعة أجمل الذكريات هو الحرص على تخليدها، والأهم من تخليدها معرفة كيفية إحيائها عبر السنين لتكون مؤثرة وعميقة فينا وفي غيرنا ممن نشاركهم ذكرياتنا.

الإنسان المؤمن والمبدع هو من يحول حزنه إلى فرح، وما يحزنه من ذكريات مؤلمة إلى تذكار خالد يسعده أو على الأقل يضمد جرح قلبه.... كم يؤلمنا فراق من رحلوا عن عالمنا ممن نحب، وكم يؤلمنا شعورنا بالعجز عن إعادتهم وإستعادة لقائنا بهم.... بالإيمان نقوى وندعو لهم بالرحمة ونؤمن أن صلواتنا تصل إليهم وأننا سنلتقي بهم يوما ما.... وبالإبداع نظهر ونبرز أجمل ما كان بيننا من ذكريات ونحكي عنها للجميع ونفتخر بها لتكون ذكريات خالدة ومتجددة.

كما ندرك أننا إمتداد لهم وإستمرارنا في الحياة هو إستمرار لدورهم وحصاد لما زرعوه فينا ومعنا. يستطيع الإنسان أن يخلد بروحه وبما ترك من أثر طيب في قلوب الناس رغم رحيله بالجسد، بينما هناك أشخاص أحياء بالجسد لكنهم أموات بالروح لا يتفاعلون ولا يؤثرون في غيرهم.... الإبداع والفن والقدرة على التعبير والتأثير، المحركات الرئيسية لترك أثر وبصمة خالدة.

جميعنا كبشر رسل لغيرنا مستعملين من الله، خلقنا لرسالة محددة، حتى الشخص السيء والفاسد له دور في الحياة ورسالة، دوره ورسالته تكمن في حرص الصالحين الإبتعاد عنه كونه نموذج لا يحتذى به. الحكمة هي قمة الفهم العميق للأمور، الحكمة تجعلنا أذكياء ولدينا فلسفة خاصة في فهم الأشياء والحياة حولنا.... لا يمكن أن نعلم أو نتعلم الحكمة وإنما هي فطرة يوجدها الله في بعض البشر وينميها الإنسان بالتأمل والتحليل والتثقيف والإيمان.... ومن الحكمة أن نعرف كيف نبدع في صناعة ذكرياتنا مع من نحب، وفي تخليد تلك الذكريات وإحيائها بين الناس.

نعمة الحياة نعمة عظيمة لا تقدر بثمن علينا أن نشكر الله عليها وأن نقضي أوقات جميلة مع من نحب، مع منح العائلة الوقت الأكبر.... علينا أن نستفيد من وجود من نحب وهم لا يزالون على قيد الحياة، ونستغل الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا من التقاط الصور ومقاطع الفيديو لأنها أدوات تسهل الاحتفاظ بذكرياتنا الجميلة لم تكن تلك الأدوات موجودة في الماضي.

رسالتي رسالة تقوية وتشجيع لكل من فقد شخص عزيز عليه، لكي يخلد ذكراه ويحييها ويتحدث عنها بفخر وإعتزاز.... ولكل من لا يزال يتمتع بوجود من يحب، لكي يصنع معهم أجمل الذكريات ليستطيع تخليدها وإحيائها فيما بعد وبعد عمر طويل.

مقالات مشابهة

  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (2)
  • مبلغ خيالي لبطل "ليبرتادوريس"
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد
  • السيد القائد مخاطباً الشعب اليمني: نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم (إنفوجرافيك)
  • كوارث بيئية لا تنسى.. العامل البرتقالي الأميركي بفيتنام
  • قاسم الظافر يكتب: بلد أكبر من وعي أهله به !
  • خطاب قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”: استمعوا إليه بدلًا من الردح والشتائم
  • المهددات الاقليمية والدولية لسيطرة آل دقلو على السودان 2/2
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • عبد الله مشنون يكتب..إستفحال مظاهر العنصرية في الجزائر ضد ذوي البشرة السمراء