هيئات إغاثية تندد بوضع غزة الأكثر من كارثي
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
أدانت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى -أمس الأحد- الحصيلة المدمرة الناجمة عن 6 أشهر من الحرب على قطاع غزة، وحذرت من أن الوضع "أكثر من كارثي".
وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن 6 أشهر شهدت تصعيدا مروعا، محذرا من أنه "تم التخلي عن الإنسانية".
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لا يبرر القصف والحصار المروع المتواصل على القطاع، وتدمير إسرائيل للنظام الصحي في غزة، وقتل وجرح وتجويع مئات آلاف المدنيين، بما في ذلك عمال الإغاثة.
وأضاف في تصريحات على منصة "إكس" أن الحرمان من الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والوقود والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية الصحية، هو أمر غير إنساني ولا يمكن تحمله.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي في القطاع من أصل 36 مستشفيات رئيسية.
عار على الإنسانية
وعبّر غيبريسوس بشكل خاص عن غضبه إزاء عدد الشهداء والإصابات الخطيرة لآلاف الأطفال في غزة، معتبرا أنها ستظل وصمة عار على الإنسانية.
وأضاف في تصريحه أن ما تشهده غزة من اعتداء على الأجيال الحالية والمستقبلية يجب أن ينتهي.
وأشارت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كاثرين راسل، إلى أن أكثر من 13 ألف طفل استشهدوا في الحرب، وفق التقارير.
وأفادت على منصة "إكس"، أول أمس السبت، أن المنازل والمدارس والمستشفيات تحولت إلى ركام. وأن مدرّسون وأطباء وعاملون في المجال الإنساني قد قتلوا، وسط تخوفات من مجاعة وشيكة.
وتابعت أن مستوى وسرعة الدمار غير مسبوق وصادم، وأن الأطفال بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
الوضع أكثر من كارثي
كما شدد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أول أمس السبت على الحاجة إلى محاسبة هذه الخيانة للإنسانية.
ووصف جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الوضع بأنه "أكثر من كارثي"، وحذر من خطر الجوع الذي يواجه الملايين.
ودعا تشاباغين إلى ضمان تدفق سريع وبدون عوائق للمساعدات الإنسانية للوصول إلى المحتاجين فورا.
وفي السياق ذاته، أشار الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى أن 18 من أعضاء شبكته، وهم 15 موظفا ومتطوعا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، و3 من منظمة نجمة داود الحمراء، قتلوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأعرب عن حزنه لمقتل العاملين الإنسانيين، مشيرا إلى أن هذه الخسائر غير مقبولة.
كما أكد أن الاتحاد لم ينحاز إلى أي طرف في الحرب بل إلى "الإنسانية"، مشددا على أهمية حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والمرافق الصحية.
ودعا أيضا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أهمية تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أن هذا الأمر هو جزء من الحل، ودعت إلى تجنب التعرض للمدنيين العالقين في الحرب على القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى أمس الأحد عن استشهاد 33 ألفا و175 فلسطينيا، وإصابة 75 ألفا و886 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفة "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات أکثر من کارثی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.
ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".
وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".
ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.